أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو قمر - قول علي قول














المزيد.....

قول علي قول


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6512 - 2020 / 3 / 12 - 08:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قيل إن قدما قد وُضعت في الصين ، ووُضعت القدم الأخري في الأندلس ، جيد ، لقد عرفنا الآن ما تم إنجازه بالقدمين ، فماذا كان شأن العقل في هذه العملية شديدة الاتساع؟!!.
أعتقد أن التفاخر بالتوسع الجغرافي غير الفخر بمدي الاتساع العقلي ، فكثير من الحضارات حققت مثل هذه التوسعات الجغرافية ثم ما لبثت أن انكمشت حول نفسها دون أن تترك أي أثر يساعد البشرية في تحسين أحوالها العلمية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية ، ففي ظني أن الفخر لا يكون إلا بمقدار ما تركه العقل للإنسانية كي تتمكن من النهوض وليس بمقدار المساحة الجغرافية التي تم حيازتها بين القدمين .
علي أي شيء تتكيء الإنسانية لكي تنهض ، هل علي مدي اتساع المساحة الجغرافية أم علي مدي اتساع العقل وتنوع محتوياته ؟؟!!
لقد كان لدي الإغريقيين علي سبيل المثال مساحة عقلية أوسع بكثير من المساحة الجغرافية التي حازوها يوما ما بين قدميهم ، كانت لديهم العلوم الفلسفية ، سقراط وأرسطو والفلاطون وغيرهم كثيرون ، وإلي جانب نهضتهم السياسية المعروفة للجميع كان لديهم نسقا من الأساطير التي كانوا يحاورون بها الكون لسبر أغواره والتفاعل مع ما يجهلونه من ظواهره ، وكانت لديهم فنون كانوا يحاولون في إبداعاتهم فيها معرفة أسرار النفس البشرية وكشف علاقتهم بالظواهر الكونية وبخالقهم ، سوفكليس ويوربيدس وأسيخولس وثيسبس وغيرهم كثيرون ، وفي مجال العلم كانت لديهم إنجازات هائلة في الهندسة والكيمياء والفيزياء والطب إذ كانوا يعملون العقل في محاولة اكتشاف أسرار الطبيعة والوصول إلي كنه الظواهر الطبيعية من حولهم .
وهكذا ذهب الانجاز الجغرافي للإغريق وبقي تراثهم العلمي والفني والسياسي والفلسفي والنقدي لتتكيء عليه الإنسانية وتواصل مسيرة العقل الذي بدأه الإغريق وها نحن نري كيف لعب هذا التراث العقلي في نهضة الإنسانية من حولنا.
ولك أن تسأل الآن ما الذي كان يحمله من وضعوا قدم في الصين والأخري في الأندلس وما الذي تركوه هناك ، بل ما الذي فعلوه هناك وما الذي عادوا به من هناك ، ولكي يتضح الأمر أكثر فإنني مضطر إلي ذكر وباء كورونا لكي أوضح الفرق بين عالمين ، عالم الجغرافية ، وعالم العقل ، فالعالم الذي يفخر بالاتساع الجغرافي صامت الآن لا ينبس ببنت شفه أمام هذا الوباء لأنه لا يملك أي رصيد يمكنه من مواجهة هذا الوباء إلا بالدعاء أو باللغو الفارغ والبائس والمثير للسخرية أحيانا ، وأما العالم الذي امتلك تراثا عقليا لديه ما يقوله بثقة لأنه يملك عقلا يمكنه من المواجهة ، وإنجازه في الماضي يمكنه من حسم أمر هذا الوباء بكل كفاءة.
إن مجمل ما أوروثونا إياه ليس فقط مجرد جغرافية زائلة ولم يبق منها إلا مجرد الذكري ، لكن الشائع من هذا الميراث بيننا هو كون المرأة فتنة ناقصة عقل ودين ، ولا يحدثنا رجال هذا الميراث إلا عن عذاب القبر ، ونكاح الصغيرة ، وكيفية دخول الحمام ، وقتل تارك الصلاة ، وعن دور الشيطان في تحديد مسارات حياتنا ، ولا ينظر إلينا رجال هذا الميراث إلا كعصاة مذنبين في حاجة دائمة لنصائحهم وفتاويهم كي يمكننا السير علي الصراط دون أن نتختل ، بل إن نفر منهم يصلي شكرا لله علي هزيمة أبناء وطنه ملته من أعدائهم.
وللإنصاف فإن هذه المساحة الجغرافية التي يتفاخرون بوضع قدم في شرقها والقدم الأخري في غربها كانت تتضمن بيئات علمية وثقافية برز فيها علماء ومفكرون وفلاسفة ونقاد وشعراء وكُتّاب أضاف الغرب المتقدم إبداعتهم إلي رصيده المعرفي بينما نتلقي نحن الآن خطابا معرفيا ينكرهم لأو علي الأقل يهملهم ويتناسي منجزاتهم لأنهم ينتمون إلي ثقافة العقل لا إلي ثقافة الجغرافية ، ابن رشد ، ابن طفيل ، الرازي ، ابن خلدون ، الفارابي ، المعري ، ابن عربي وغيرهم ، بينما تم حشو عقولنا بخطاب انتقائي لم يفرز سوي الفراغ وصرنا لا تعرف من كل معارف الدنيا سوي ما كتبه البخاري وما بناه عليه مفسرون وكتاب وفقهاء منتقون بالشكل الذي يعزز أمر الوصاية علي عقولنا.
هل تستطيع أن تفسر الآن لماذا أفردت مجلة الأزهر عددا خاصا لتكريم حسن البنا ولم تفعل ذلك مثلا للشيخ علي عبد الرازق ؟! ، ثم لماذا تُصدر هذه المجلة كتابا فخما ممولا من ميزانية الأزهر التي يدفعها الشعب من من كده وعرقه يسب فيه مؤلفه محمد عمارة الدكتور طه حسين ويتهمه بالخيانة ؟؟!!
ولك أن تسأل لماذا لا يقدم لنا رجال الدين التراث الفكري للمعتزلة ؟! ، ثم لماذا تجري العناية بإنتاج أبي حامد الغزالي علي سبيل المثال ويُهمل ابن رشد؟!!.
إن الفخر بوضع قدم في الصين والقدم الأخري في الأندلس أخفي خلفه أو هو كان غطاء متعمدا لثقافة يتعمد رجالها مفهوم أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان وأن أي محاولة لإعطاء العقل فرصة الحركة هي ضرب من الحرب المعلنة علي الله .



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض مصادر الاختلال
- حالة حب مصرية
- الرسالة
- مأساة الذوق العام
- يا ابيض يا اسود
- إلهي ما يوعي يرجع
- حتي المسبحة!!
- الحلوة
- ليست صيني ولا تيواني
- مثقفون وعلماء
- حرب بلا بنادق
- الجميلة واللص
- جذر واحد
- رفع المبتدأ وشنق الخبر
- الجميلة فيوليت
- الكذابون
- أنا لا أعرف
- سقوط حتمي
- وردة في شعر الحبيبة
- البزازة


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو قمر - قول علي قول