أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - (2) المعادلة خطأ في شقيها العربي والفلسطيني














المزيد.....

(2) المعادلة خطأ في شقيها العربي والفلسطيني


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 6482 - 2020 / 2 / 4 - 20:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


قلنا في الحلقة الأولى أن مرحلة التوجه للسلام في المنطقة إنتهت دون نتائج إيجابية للفلسطينيين نتيجة خطأ المعادلة في شقيها العربي والفلسطيني، وكانت الخطوة الأفضل في تلك المرحلة هي التي قدمها الرئيس السادات للفلسطينيين كظهير قوي في عملية السلام، لكن خطأ حسابات ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية حالت دونهاِ، ووصلنا لما وصلنا إليه اليوم لصفقة ترامب.

وما هي المرحلة التي إنتهت دون نتائج إيجابية ؟
المرحلة التي إنتهت هي مرحلة حملت إستراتيجية "إمكانية" التوصل لسلام حقيقي، أو حتى أي نوع من السلام ينتج عنه "دولتان"، وهي بالمناسبة كانت الفكرة لدولة فلسطين هي الأراضي التي تم إحتلالها في حرب الستة أيام عام 1967 ، ولا زالت كإستراتيجية عقلانية ممكنة التحقق إذا قارناها بإستحالة خيارات الدولة الواحدة أو الدولة ثنائية القومية التي يريد البعض تبنيها، فإسرائيل لا يمكن أن تقبل بحل الدولة الواحدة، ولا بحل الدولة ثنائية القومية، وخاصة أن إسرائيل بحالة من القوة والحلفاء الأقوياء كالولايات المتحدة، ولكون إسرائيل دولة ذات قومية منعزلة في نمطها الإجتماعي وهذا له علاقة بتاريخ اليهود على مدى القرون، ولذلك هم أصدروا قانون القومية لمنع الغرباء كما يسمون غير اليهود  من البقاء في دولتهم وليتخلصوا من العرب الفلسطينيين سكان ال48 ولعل إشارة بسيطة في صفقة ترامب تقرر طرد 300 ألف فلسطيني من المثلث خارج دولة إسرائيل وهي كمقدمة يجب أن يفهمها الفلسطينيون بأن هذا هو بداية وليس نهاية في عملية التخلص من الفلسطينيين وجعل دولة إسرائيل دولة يهودية نقية، ولهذا أيضا في صفقة ترامب يريدون من الفلسطينيين بالإعتراف بيهودية دولة إسرائيل.

 لماذا، وكيف إنتهت تلك المرحلة دون نتائج إيجابية؟
 وما الذي حدث لوصولنا لهذا الطريق المغلق للسلام وغياب حل الدولتين القابلتين للحياة؟

بعيدا عن إخلال الطرف الإسرائيلي بعملية السلام كطرف وهو عامل الحسم في فشل عملية السلام، فإن المعادلة للصراع  العربي الصهيوني التي آلت إلى معادلة لصراع  فلسطيني إسرائيلي هي عامل مساعد تماما وكانت معادلة خطأ والولوج فيها خطأ أكبر، بحيث قلصت الصراع من صراع عربي صهيوني إلى صراع فلسطيني إسرائيلي أولا، وثانيا لم يفهم الفلسطينيون طبيعة هذا التقليص وماهيته وكيفية إدارته وهو بإختصار كان يجب أن يكون دورهم إشغالي وليس تحريري أو حسمي للصراع لعدم إمكانية ذلك، ولذلك دخل الفلسطينيون بأوسلو وتشدقوا خطأ بإستقلالية القرار الفلسطيني وتصوروا خطأ أنهم قادرون على حسم الصراع أو حل الصراع والحصول على دولة سواء كان هذا من جانب م.ت.ف والرئيس عرفات أولا  ورئيس السلطة وفتح الرئيس عباس ثانيا ومعهم  فصائل أخرى إعتمدت خيار المفاوضات أو من جانب آخر  ممن رفضوا خيار المفاوضات وتبنوا المقاومة المسلحة للتحرير وحسم الصراع أيضا،

الخطأ في معادلة الصراع هنا أصبح مزدوجا الأول في الجانب الفلسطيني بشقيه المقاوم والمفاوض، أي كلا الطرفين الفلسطينيين  اللذان لم يفهما دورهما، والثاني الجانب العربي المتراجع عن دوره الحقيقي هروبا من ثقل القضية وإدارة الصراع والهزائم المتكررة وما تغير من إحتواء بعض الأنظمة من قبل الولايات المتحدة وسعيهم للتطبيع مع إسرائيل، ما شكل فرصة للتوسع الإستيطاني ومصادرة مزيد من الأراضي الفلسطينية وتلك الضربة القاضية بالإنقسام الفلسطيني الذي كانت صفقة القرن أحد تجلياتها والتي مازالت تحبط الفلسطينيين من الدفاع عن قضيتهم وأرضهم بعد أن حل بهم الفقر والمرض والبطالة والجهل والصراع على السلطة.

الآن كل المحاولات التي بدأت بعد كامب ديفيد لإحلال سلام في المنطقة أجهضت على مذبح صفقة ترامب...  

كيف أجهضت؟ أجهضت لأن دولة الإحتلال والولايات المتحدة إعتمدوا حلا مجحفا للفلسطينيين في صفقة ترامب، وهذا الحل الذي فرضوه من جانب واحد سيعتمد كحل نهائي للصراع، سواء ذهب ترامب أو ذهب نتنياهو، أو، ذهبا كليهما،  فقد ثبتت خارطة الصفقة كحل لعملية السلام وكوثيقة ومرجعية لأي نقاش جديد للقضية مع اسرائيل والولايات المتحدة، وهذه خطورة ذلك ولا مجال لحل آخر لإحلال السلام بهذه المعطيات.

هذه حلقة (2) من (4) حلقات قابلة للزيادة



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (1) المعادلة خطأ في شقيها العربي والفلسطيني
- رسالة رقم (7) لحماس وعباس والفصائل وشعبنا
- لاحظوا الأصل في الصفقة هي الأرض والتفاصيل تتعلق بالسكان/ الش ...
- يفقدون الإتزان وشعبنا الفلسطيني في طريقه للثورة
- غزة ليست مركز الكون
- حماس بعيدا عن السنة في إيران
- تعالوا لميزان الأولويات .. وهل قدمت السلطة طلب الإنتخابات؟
- هي رحلة عذاب لا فصل ولا وحدة ولا إنتخابات
- أين العدالة في الحصول على الوظيفة العمومية
- فيلم نائلة والإنتفاضة - يعظ-
- وتتسع الحملة على دحلان ما يؤكد إجراء الانتخابات
- عيب يا تشريعي ويا منظمات حقوق الإنسان ويا وزارة الخارجية ويا ...
- مؤشرات الصراع على الرئاسة وهذه المرة مع حماس
- حلول عملية جدا لعلاج ظاهرة التسول والفقر الجديد في قطاع غزة
- عبد الناصر فروانة وخالد صالح تاج المروءة يليق بكم
- إنعكاسات المصالحة السعودية القطرية على الواقع الفلسطيني
- كوالا لامبور والشعوبية الجديدة
- الجديد ليس لدى حماس فقط يا خطيب الجمعة
- أي نظام انتخابي .. ملاحظات سابقة .. تأملات في النتائج
- عفو عام قبل الإنتخابات أو فتح كل الملفات للمحاسبة


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - (2) المعادلة خطأ في شقيها العربي والفلسطيني