أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - الإيديولوجية الدينية في يد الإمبريالية خدمة لمصالحها نموذج الشعب الايجوري















المزيد.....

الإيديولوجية الدينية في يد الإمبريالية خدمة لمصالحها نموذج الشعب الايجوري


أحمد بيان

الحوار المتمدن-العدد: 6451 - 2019 / 12 / 30 - 01:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن للقوة المادية أن تحقق وتفرض الهيمنة وتسيطر وتستنزف خيرات الشعوب إلا إذا رافقتها بالتوازي إيديولوجية مبررة لوضع قائم ومزيفة للحقائق.
مع الأسف الشديد لا زال الكثير منا تخدعه الإمبريالية بوسائلها المعتادة والمتجددة (التكنولوجيا) من وهم وتضليل وتزوير للحقائق؛ فرغم كل التجارب والأحداث التي عايشناها عبر مراحل التاريخ من حروب ودمار كلفت ملايير الدولارات وملايين القتلى والمشردين والتي كان الهدف منها إعادة تقسيم العالم الى دويلات، بغية السيطرة على الموارد الطبيعية واستنزاف المزيد من خيرات الشعوب، وتفقير وتهجير أهلها تحت مبررات عدة، فمن أفغانستان الغنية بالثروات مرورا بالعراق الغني بالنفط ثم سوريا واليمن... والى ليبيا، كل هاته الحروب المدمرة كان للعنصر الديني دورا فعالا وحاسما في غزوها وتدميرها، حيث كان على الامبريالية لكي تحكم قبضتها على هاته المناطق أن تستعمل قنابل موقوتة وبإيديولوجية محكمة ومدمرة من أجل إنتاج وعي زائف لدى الشعوب؛ الشيء الذي يجعلها ترى الواقع من منظور مزيف وغير حقيقي، واقع وهمي كفيل بأن يخدم مصالح الامبريالية والرجعية والصهيونية، إنها الأيديولوجية الدينية.
لا يمكن للإمبريالية أن تعتمد كليا على نفسها في بناء إيديولوجية قادرة على تزييف وعي الشعوب وإخفاء الحقائق وتبرير أعمالها الاستغلالية والتدميرية في مناطق كثيرة من العالم، إذ يكمن الحل في الاعتماد على الوكلاء من السعودية وتركيا والمغرب...؛ إذ يكفي صدور كلام مغلف بالدين من أي شيخ من مشايخ الظلامية حتى يمسي لدى الكثيرين بمثابة كلاما مقدسا لا يمكن مناقشته ولا مخالفته. وعلنا، عشنا مع فتاوى الظلامية من القرضاوي وأمثاله في الملف السوري، وكيف استجابت وتفاعلت معه الكثير من أكباش فداء، دمروا وذبحوا وسرقوا وعذبوا وهجروا ملايين السكان باسم الدين.
لقد رأينا في الآونة الاخيرة خرجات بعض المشايخ والأئمة التي تدعو إلى ضرورة التحالف مع أمريكا "المحبة للسلام". ومن هذا المنطلق جعلت أمريكا وحلفاءها ووكلاءها الرجعيين من الأنظمة المتعفنة من دول الخليج السعودية قطر الإمارات... وتركيا، وحان الوقت لتلعب دورها في ليبيا الآن، بمثابة أجهزتها الإيديولوجية لتحقيق هيمنتها والمزيد من التبعية والاستنزاف.
هذا الواقع المر الذي نعيشه معا وهاته المهازل التي تمارس على الشعوب وهاته المسرحيات المفبركة الوهمية رغم انكشاف حقيقتها للعالم واتضاح مغزاها الذي يصب في تجاه مصالح الامبريالية، يبقي منطق التبعية وتكريس ثقافة الانبطاح هما السائدان لدى الكثيرين...
فحرب المصالح وبالضبط الاقتصادية منها تجعل الأقطاب المعنية يخوضونها بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، لكن تبقى الشعوب هي أكباش فداء ويكون البعض منا طرفا في المعادلة بدون وعي. هكذا
هم الذين يهللون وهم بالملايين في كل الأقطار الرجعية ويملؤون كل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بنداءات تخدم مصالح أطراف معينة بدون وعي (وأحيانا بوعي). يستعملون كأبواق لا أقل ولا أكثر، وهذا ما ينطبق مثلا على النداءات التي تدعو الى دعم مسلمي بورما أو شعب التبت والايجور في الصين.
يجب أن نمتلك الجرأة لنقول الحقيقة ونرفع اللبس عن ملفات وقضايا تم تزويرها لصالح طرف معين. فالصين كقوة صاعدة على جميع الأصعدة والتي تعمل جاهدة من أجل "نزع" (أو مزاحمة) الهيمنة الامريكية على العالم الى جانب قوى أخرى كالهند والبرازيل و...، لا يمكن أن تشق هذا الطريق بدون ضرائب سياسية واقتصادية. إن الصراع بين الأطراف وصل الى قمته، فالولايات المتحدة الأمريكية تعمل جاهدة من أجل خنق الصين وجعلها قزما أمام الهيمنة الأمريكية. ففرض المزيد من الضرائب على المنتجات الصينية بل حظر البعض منها والحد من المد التي تعرفه الشركات الصينية الكبرى كشركة هواوي، كذلك لم تكف الولايات المتحدة الأمريكية عن دعم شعبي التبت والايجوريين واستعمالهما كورقة ضد الصين في أي صراع معها، مستغلين فقرهم واضطهادهم ومطالبهم بالمساواة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع باقي السكان.
وما الاحتضان الأمريكي لشعب التبت ورعاية "الزعيم" الدالاي لاما إلا الوجه الآخر لاحتضانهم للإيجور و"زعمائهم" في جماعة "الصحوة الوطنية لتركستان".
إن الدول التي استقدمت "المجاهدين" الايجوريين بدعم أمريكي للجهاد في سوريا وشكلت لهم كتائب الإيجور والترك هم أنفسهم اليوم الذين يتزعمون الحملة ضد الصين دعما للولايات المتحدة الأمريكية وتركيا..
أغلب أخبار وصور وفيديوهات الايجور ومشاهد التعذيب.. إلخ، مفبركة على طريقة بورما، وإحيائها الآن بدافع سياسي تزامنا مع قمة كوالالمبور بماليزيا التي تهدف لإنشاء كيان سياسي إسلامي "محايد" عن السعودية الموالية للإمبريالية الأمريكية برعاية الصين وروسيا.
الحملة الآن على الصين هي سياسية في جوهرها، لا تتعلق بشعب الايجور بتاتا (كطائفة). ولكنها تكرار لما حصل في السابق ضد الاتحاد السوفياتي بطريقة دينية وخلق مقاربة عقائدية قوامها كالتالي، الشيوعية كفر والرأسمالية إيمان؛ البوذية كفر وشرك، بينما المسيحية إيمان وأقصد الكاثوليكية. وهي المقاربة التي سادت الشرق الأوسط طوال الحرب الباردة، وعن طريقها "استحمروا" الشعوب العربية الى أن أصبحوا وقودا في حرب الغرب ضد السوفيات. الآن، يريدون إحياء هذا المشهد بجعل "المستهلكين" وقودا في الحرب ضد الصين الذي سيتحول الى نداءات بمقاطعة المنتوجات الصينية وبالتالي تكفيرها وشيطنتها لخدمة المصالح الرأسمالية للولايات المتحدة الامريكية وحلفائها.
الشعب الفلسطيني يشرد ويقتل يوميا على يد الكيان الصهيوني وأمام أنظار العالم منذ زمن بعيد، أم أن الأمر لا يهمهم؟!!
أطفال اليمن يقتلون ويستشهدون جوعا جراء الحصار والدمار الذي تفرضه الرجعية السعودية وكل من لف لفها، لماذا لم نسمع لهؤلاء الأبواق نصف هذا التنديد الذي يهللون به الآن ضد الصين!!؟
أعداد هائلة من شعب سوريا قتلت وأخرى هجرت، وما قبلها العراق. واليوم نشاهد حجم التكالبات التي تمارسها كل الأنظمة الرجعية بالوكالة على من تبقى من الشعب الليبي، أين كانت هاته الأبواق؟
الجواب، هي فقط التي أباحت الدم السوري واليمني، وهي التي تطبع وتنادي علنا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية.
الشعب الايجوري طالب منذ زمن بعيد الانفصال عن الصين وليس وحده فقط. والنظام الصيني منذ زمن وهو يستغل ويضطهد الشعب الصيني وشعوبا أخرى مضطهدة..
لا توجد مشكلة للإسلام في الصين بتاتا كعقيدة، ولكن قيادات الايجور ذهبوا لأمريكا ومن تم طالبوا بالانفصال ضمن حركة تسمى "الصحوة الوطنية لتركستان الشرقية" برعاية وبتمويل وبتوجيه من الولايات المتحدة الامريكية.
إن قمة ماليزيا المدعومة من الصين سياسيا وإعلاميا هي بمثابة نواة لتكتل جديد سيتسع فيما بعد ليتبنى وجهة نظر الصين في "قيادة" العالم. لذا فالمعادلة بسيطة جدا، أي أن المتضرر من القمة هم الذين يشعلون الآن حملات التضليل والكذب وحملات الإعلام المشوه ضد الصين بسبب الايجور.
لا أدافع عن الصين، وليس المجال للحديث عن أوضاعها الداخلية التي لا تخلو من استغلال واضطهاد طبقيين أو عن علاقاتها الخارجية المدعمة لأعداء الشعوب المضطهدة، لكن أحاول ما أمكن أن أعطي للصراع بين القوى المهيمنة سياسيا واقتصاديا وعسكريا مكانه الصحيح، بعيدا عن التضليل الإعلامي. فما دامت التناقضات والفوارق الطبقية قائمة بالصين والولايات المتحدة وغيرهما، فالصراع قائم.
فالشعوب المضطهدة تناضل من أجل غد أفضل خال من الطبقات ومن الاستغلال الطبقي...



#أحمد_بيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفضحون أنفسكم
- القضية الفلسطينية قضية وطنية
- الضعف قد يقتل..
- حرب الانتماء الى -الرموز- تقتل
- لهم نعيم القروض ولنا جحيمها..
- التطبيع المستور/المفضوح مع القوى الظلامية
- كشف اللصوص الصغار للتستر عن اللصوص الكبار
- القتل المعنوي للمناضل
- من تجارب الشعوب يستقي الشيوعي الدروس والعبر
- النهج يجر الجمعية -لمبايعة- الجماعة
- حوادث سير أم قتل جماعي للعمال؟
- المغرب: العدل والإحسان والعدالة والتنمية وجهان لعملة واحدة
- السؤال السديد: لماذا استمرار الاعتقال السياسي؟
- مصائب شعبنا لا تأتي فرادى
- إقصاء أم صفقة مع حزب النهج!!
- المغرب: ليطور المناضلون أشكالهم النضالية...
- معنى غياب حزب النهج الديمقراطي عن ندوة جماعة العدل والإحسان! ...
- جماعة -العدل والإحسان-...
- فدرالية اليسار الديمقراطي في قفص الاتهام..
- الأموي -بوتفليقة-


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - الإيديولوجية الدينية في يد الإمبريالية خدمة لمصالحها نموذج الشعب الايجوري