أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - إلى منقبي العقول !!














المزيد.....

إلى منقبي العقول !!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 10:14
المحور: الادب والفن
    


إليكم هذه القصة الفنية من تراثنا، حدثتْ في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز بتصرف:
"كان لقاضٍ في الكوفة جاريةٌ من الجواري، لم يكن يعلمُ أنها مُغنيَةٌ، لها صوت جميل، حتى جاءَه رجلٌ، والحَّ على القاضي في طلب شرائها، ثم اعترف الرجلُ للقاضي بأنه يرغب في شرائها لأنها مغنيةٌ حسنةُ الصوت، فقرر القاضي أن يسمع صوتها، فغنَّت شعرا، فطربَ القاضي طربا شديدا، وتخلَّى عن وَقارهِ المُعتاد، رفع حذاءه وعلقه في أذنه من شدة الطرب! فأبلغ أحدُ الوشاةِ الأميرَ، عمر بن عبد العزيز وقال له:
إنَّ قاضيكَ في الكوفة استخفَّه الطربُ، خرج عن وقارِه كقاضٍ ملتزم وقور. فعزل عمرُ بن عبد العزيز هذا القاضي، لأنه الطربَ قد استخفَّهُ!!
لما تلقَّى القاضي أمرَ العزل قال: والله، لو سمعها الخليفةُ عمرُ لقال لنسائِه: أنتنَّ طوالق، ولأركبهنَّ على ظهره مَطيَّة!
فنقل الواشون هذا القول للخليفة، فقرر عمرُ بن عبد العزيز أن يسمع هذه المغنية، غنَّتْ الجاريةُ شعرا في حضرته، فطربَ الأميرُ نفسُه وتراجع عن قرار عزل القاضي، وقال:
ارجع إلى عملِك راشدا!! واللهِ، لقد قاربتَ في قولِك أيها القاضي، (من كتاب مروج الذهب للمؤرخ، المسعودي ، الجزء الثالث 197)
أما الفقيه، ابن حزمٍ الأندلسي، فقد ألَّف أروعَ كتب العشق والغرام، وهو كتاب، طوق الحمامة، هذا المؤلِّف هو إمامٌ وفقيه شافعي، وفيلسوفٌ عاش في الأندلس في القرن العاشر الميلادي، هو شاعر كذلك، لم ينتقده أحدُ على كتابه السابق، الكتاب الذي حلَّل فيه عاطفة الحُب من كل جوانبها، وكتب عن وِصال الأحبة، وعن الهجر، وعن رسائل المحبين، وعلامات الحب، والموت عشقا، وعن العواذل بين المحبين، ومما ورد في الكتاب: "الحُبُّ ليس بمنكرٍ في الديانةِ، ولا بمحظورٍ في الشريعة، فإن القلوبَ بيد الله"
وهو الذي عرَّف الحُبَّ تعريفا مُحكما فقال: "الحبُّ هو الداءُ المُشتَهَى، الذي لا يَودُّ سقيمُهُ البُرْءَ منه"!!
حتى الإمام الفلسطيني، صاحب مذهب الشافعية، الإمام، محمد بن إدريس الشافعي، لم يُزرِ بقيمته كفقيه أن يكون شاعرا، يصف شعوره وإحساسَه، ومما نُسب إليه من الشعر بيتٌ جميل يقول فيه: ولو أنَّ عيني إليكِ الدَّهرَ ناظرَةٌ.... حانتْ وفاتي، ولم أشبع مِن النظرِ !!
أما الشاعر العباسي الرائعُ، ابن الرومي، المشهور بالوصف والسخرية، فإنه أيضا حاورَ فقيه العراق، وسأله قائلا:
يا ابن داود، يا فقيهَ العِراقِ .... أفتِنا في قَواتِل الأحداقِ ( أي النساء جميلات العيون)
هل عليِهنَّ في الجُروحِ قصاصٌ..... أم مُباحٌ لهنَّ دمُ العُشَّاقِ؟
فيردُّ عليه فقيه العراق، داود قائلا:
كيفَ يُفتيكمُ قتيلٌ صريعٌ..... بلحاظِ الهوى والاشتياقِ؟
قتيلُ التلاقي أحسنُ حالا.... عند داود من قتيل الفِراقِ !!
أما حُجة الإسلام، الإمام والفقيه، أبو حامد الغزالي، قال: "مَن لم يهُزّهُ العودُ وأوتاره، والروضُ وأزهارُه، فهو فاسدُ المزاج"
أخيرا: كتبتُ هذه الكلمات ردا على من احتجَّ عليَّ ونصحني على شكل التهديد قائلا:
لا يجوز أن تختار من التراث لقطات من أشعار العاشقين، والفنانين، يجب عليك أن تُحرم الفسق والفجور، لا أن تُبرر ما فعلتْه فرقةُ الشباب الموسيقية في غزة!!
رددتُ عليه قائلا: سيظلُّ الفنُّ الجميلُ عدوا لدودا لمنقبي العقول والأحاسيس، لأن الفنون تُنيرُ العقول وتشحن العواطف بالإبداعات، وتُطيح بجهالات كل منقبي العقول!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو في خطابه الأخير
- السلفية السياسية
- برامج التعليم تنشر الجهل !
- حقائق وعد بلفور !
- اختراع الأبطال
- حصار رقمي على فلسطين !
- السنة العبرية الجديدة
- جمعة الكاوتشوك، وجمعة البيئة
- أثرياؤنا، وأثرياؤهم !
- غزة المقدسية !
- بكتيريا سامة في غزة !!ّ
- غزوة المياه
- نطبق نظرية إسحق نيوتن سياسيا !
- مطاردة كتاب
- كشاجم !!
- مظاهرات عنصرية في إسرائيل !
- أسرار من أرشيف إسرائيل 4-4
- ملفات غزة السرية (3)
- ملفات غزة السرية (2)
- (1) ملفات غزة السرية


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - إلى منقبي العقول !!