أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - لماذا يبغض الفلاسفة الحب !؟














المزيد.....

لماذا يبغض الفلاسفة الحب !؟


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 6401 - 2019 / 11 / 6 - 18:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا يبغض الفلاسفة الحب !!؟

بهذا السؤال يبدأ الباحث (جوناثان هايت) كلامه عن الحب في كتابه (فرضية السعادة) ، و يكمل قائلاً :
" عندما تقع في الحب و تريد أن تحتفل بذلك الشعور ، اقرأ الشعر . و إذا انخفضت الحماسة لديك تجاه علاقتك العاطفية ، اقرأ في علم النفس . ولكن إذا كنت انفصلت حديثاً عن حبيبك و أردت أن تقتنع بأنك أفضل حالاً بدونه ، اقرأ في الفلسفة !! "

ثم يتسائل : لماذا يكون الحب تجاه الله و الجار و الحقيقة و الجمال ، مقبولاً ، بينما يكون الحب العاطفي و الجنسي مرفوضاً !!؟
يحاول المؤلف أن يستعرض مواقف الفلسفات الشرقية و الغربية كل منهما على حدة ، فيذكر أقوال تؤكد موقفهم السلبي من الحب ...
(بوذا) على سبيل المثال يقول : مهما كانت الشهوة ضعيفة ، تلك التي تربط رجلاً بإمرأة ، فإنها لا تسمح للعقل أن يتحرر ، و تبقيه متعلقاً بها ، كما يتعلق العجل الصغير بالبقرة "
حتى في الديانة الهندوسية نجد القول التالي : " إن طبيعة النساء هي التي تفسد الرجال هنا على الأرض"
حتى (كونفوشيوس) يقول : " لم أرى أحداً يحب الفضيلة كما يحب الجنس "

يعود المؤلف ليوضح بأن الهندوسية و البوذية هي ديانات متنوعة جدًا ، و قد انقسمت إلى فروع متعددة ، فمثلًا بعض الزعماء الجدد للبوذية ، مثل (الدالاي لاما) ، يقبلون بالحب الرومنسي و يحثون عليه ...

أما بالنسبة للفلسفة الغربية ، فيذكر المؤلف أن أفلاطون لا يتحدث بشكل صريح عن الحب ، و لكنه يذكر على لسان سقراط بأن الحب كالمرض . و لكن يوضح سقراط بأن الحب الذي يكون بهدف الانجاب أو بهدف تعليم و طلب الحكمة هو حبٌ مقبول ، و أن محبة جسد جميل يجب أن تؤدي إلى محبة الجمال بشكل عام و ليس فقط ذلك الجسد ، لأن التعلق يؤدي إلى ذلك الحب المرضي !!
يذكر الكاتب أيضًا أن الرواقيين كذلك رفضوا الحب العاطفي ، لأنه يجعل سعادة الشخص محكومة برضى شخص آخر . و كذلك الأبيقوريين برغم اهتمامهم باللذة كمبدأ و طريقة نحو السعادة ، فإنهم أيضا يعارضون الحب و يعتبرونه كما يقول (لوكريتوس) : كالجرح أو كالسرطان !!

المسيحية أيضًا تبعت هذا الطريق ، و بالرغم من مقولة المسيح : "أحبب جارك كما تحب نفسك" ، فإن المقصود بها : قدّر جارك كما تقدّر نفسك . فالمسيحية وجهت الحب ليكون روحياً أكثر من كونه جسديًا ، أي محبة الله و الخير

يقول المؤلف : و بالرغم من كل هذه المعارضة للحب ، فإني أفضل العيش في عالم حيث هناك شخص يحبني أنا فقط و أحبه هو فقط ، شخص يجعلني أشعر أنني مرغوب . كما يذكر تجربة قام بها بعض العلماء على مجموعتين من القرود ، حيث فصلوا بين الذكور و الاناث في مجموعة و جمعوهم في مجموعة أخرى ، لفترة من الزمن ، و عندما أعادوا دمجهم كانت المجموعة التي تتكون من ذكور فقط أو إناث فقط أكثر عدائية من المجموعة التي دمج فيها الذكور مع الاناث !!
فالحب يجعلنا أكثر لطفاً و رحمة !!

يتسائل المؤلف في النهاية : لماذا هذه المعارضة من قبل الحكماء للحب !!؟
و يذكر مقولة يرددها الكبار في السن : افعل كما نقول لك ، و لا تقلّد ما فعلناه سابقا !!
ثم يقول ربما يكون سبب المعارضة أن الحب يجعلنا نفكر بطريقة لا عقلانية و غير منطقية ، و أن الأخلاق التي تحافظ على تماسك مجتمعاتنا ليست سوى نتيجة للتفكير المنطقي و العقلاني !!
كذلك الخوف من الموت و إدراكنا أننا كائنات فانية ، قد يكون سبباً مهماً ، لأن مجرد تذكر ذلك يجعلنا لا نريد أن نتشبه بالحيوانات ، التي تنجذب إلى بعضها و تمارس الجنس بشكل عبثي ، حيث نريد أن يكون لحياتنا الفانية معنى !!
محاولة التفريق بين الحب و الجنس ، و ربط الحب بالروحانيات و محبة الله ، ليست سوى وسيلة دفاعية تجاه الخوف من الموت !!
في النهاية يختم الكاتب بقوله : نحن نعيش اليوم في عالم مختلف عن عالم الحكماء السابقين ، و ربما علينا أن نكون انتقائيين في اختيار ما نتبعه من نصائحهم ، و نكتشف حكمتنا الخاصة التي تشبه ظروفنا نحن و ليس ظروفهم هم !!



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس والزواج (تعريفات فلسفية)
- علي مولا : روبن هود العرب !!
- الأنانية ...
- قصيدة (حبك)
- علم النفس الخرافي
- سيكولوجية القلق !!
- ضغوطات انتقائية !!
- أعباء إيديولوجية
- سيكولوجية الوصاية الأخلاقية
- مرثية محمد الماغوط
- فلاسفة العرب المعاصرون , حقيقة أم وهم ؟؟
- الأثر الاجتماعي و السياسي على النص الديني
- رسالة حبّ
- قصيدة : انتصر ...
- ترويض الشعوب
- الحرية ذات القطب الواحد و الحرية المطلقة
- مقطع من روايتي : الصوت الغريب
- التعليم في المجتمعات المتخلفة
- عقدة النقص بين الاستلاب الديني و السياسي
- ثقافة الفضيحة وهشاشة المجتمعات المتخلفة


المزيد.....




- حديقة أم مقبرة طيور؟.. غموض وتساؤلات بعد اكتشاف عشرات النسور ...
- الهجري: بيان الرئاسة الدرزية -فُرض علينا- من دمشق ونتعرض لـ- ...
- سوريا: هل تتحول السويداء إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية؟
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجا ...
- وصفتها بـ-الخطرة جداً-.. روسيا تُعلّق على -مهلة ترامب- لإنها ...
- -نرى كل شيء ونسمع كل شيء-: هكذا ردّ خامنئي على رسالة غالانت ...
- سباق فوق الجليد.. انطلاق فعاليات مارثون القطب الشمالي بمشارك ...
- الدوحة: مفاوضات غزة لا تزال بالمرحلة الأولى.. وتل أبيب تعرض ...
- حفل ثقافي وفني بهيج في ميونخ الألمانية بمناسبة الذكرى 67 لثو ...
- تقرير أممي: تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - لماذا يبغض الفلاسفة الحب !؟