أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لؤي الشقاقي - راح ابو ضحكت الحلوة














المزيد.....

راح ابو ضحكت الحلوة


لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)


الحوار المتمدن-العدد: 6316 - 2019 / 8 / 10 - 09:49
المحور: الادب والفن
    



توفيت قبل ساعات بسبب مرض في الصدر، الكل من حولي يصرخ وبعض النسوة يشققن ثيابهن والبعض الاخر يلطمن خدودهن ووجوههن جزعاً على موتي، يبكون عليّ وانا اضحك لايعلمون اني ارتحت من كل آلامي واسقامي التي طالما عانيت منها، ورأيت مقعدي في الجنة.
اكثر من كانت تعاني من النسوة هي امي واختي، امي قد غابت عن الدنيا وهي صاحية لاتسمع ولا ترى شيء، في غيبوبة عن كل شيء ولكنها حين تصحو تعود لتلطم صدرها وخدودها التي اصطبغن باللون الاحمر حتى بدى التورم واضحاً تحت عينيها، واختي تصيح بجزع بصوت مزعج اشبه بنداء الحرب او صفارة انذار ، ضلت تصرخ وتمزق ثيابها والنسوة يحاولون منعها والامساك بها ولكن بدون جدوى، وبقيت على هذا الحال حتى غابت هي الاخرى عن الوعي وحلُمت بيّ وتحدثنا معاً وكأنها تراني
هي: حبيبي لماذا تركتنا وذهبت مبكراً
انا :حبيبتي انا ذهبت لانني تعبت
هي: ولكننا بحاجة لك فامك تتقطع من اجلك وانا اموت كل دقيقة، اتذكرك في كل شيء
في زوايا البيت وفي المرايا وفي وجوه اخوتي ففي كل واحد منهم لمحة من ملامح وجهك
فهذا ضحكته مثلك والثاني انفه كأنفك والاخر يملك خدودك، اذا صرخت باسمك سمعت صدى صوتي وكأنه صوتك واذا اطرقت بسمعي سمعت صوتك يتردد في ارجاء المكان فعلاً وانت تحدثني وتسألني عن حالي مع زوجي، ضحكتك ترن في اذني تجلجل البيت كله وتزلزله "راح ابو ضحكت الحلوة ابو گلب الطيب"
انا : لا لا انا لم اذهب بعيداً فأنا معكم ولكنكم لاتشعرون بي
هي: لما تركت اهلك، امك تموت وتتقطع وابوك لايعلم بحاله الا الله من سيناكفه ويزعجه ويأخذ منه دشاديشه وملابسه الجديدة، واخوتك من سيضحك معهم ومن سيعمل بهم المقالب، وزوجي من سيغازله ويجعله يخجل " اختي وين لكت هيج شاب حلو، صدك حظها حلو"
انا : لقد قلت لكِ بانني لاول مرة اشعر براحة ونشوة وانا ارى مقعدي في الجنة بعد ان صبرت سنين "سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" ان ربكِ واسع المغفرة كريم بغير حساب، لاتبكوا عليّ وابكوا على انفسكم بما قصرتم في حق انفسكم، امي وابي واخوتي وانتي وزوجك واولادي كلكم احبتي ولكن مكاني هنا احلى واجمل
هي: اية راحة واي نشوة في الموت؟
انا : الموت راحة من كل شر، راحة من كل مرض، راحة من كل آلم، راحة من كل مشكلة، فهناك لا زوجة تزعج ولا مرض يهم ولا شيء من مشاكل الدنيا، انا اعترف انني قصرت في حق ربي عندما كنت حي، لكنهم رحيم غفور ابتلاني بالمرض حتى يمحو سيأتي ويبدلها حسنات، يصفيني من كل الشوائب العالقة بيّ ونقاني كما ينقى الثوب من الدنس، حتى اعود اليه كما ولدتني امي ابيض القلب والجسد والعمل
هي: لكني دعوت الله لك كثيراً ان يخرجك من ازمتك ويشفيك من مرضك فنحن بحاجة اليك، ولكن الله خيب ظني ولم تشفى وتوفيت
انا : ههههههههههه
هي: لما تضحك، لم احكي لك طرفة
انا : اقول لكِ ان الله ابتلاني ليمحو سيأتي ويدخلني الجنة مع الشهداء، وانتي تقولي انكِ دعوته ولم يستجب، الم تكونوا تدعون لي بالراحة؟؟ انا الان مرتاح جداً ولو انني عرفت مقامي عنده لأستعجلت الموت وذهبت اليه راكضاً، ولو خُيرت لأخترت لقائه على البقاء معكم انه حبيبي، احبني فانتقاني واصطفاني وخصني بمنزلة ماكنت احلم بها.
اريد ان اوصيكِ بشيء، لاتبكوا بجزع ولاتصرخوا وتلطموا فهذا يؤذيني ويؤلمني، ادعوا لي وترحموا عليّ كلما ذكرتموني، اهتموا بأولادي وراعوهم، اخيراً اقول لكِ لاتحزنوا عليّ فياليتكم تعلمون بما انا فيه "قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ"
هي: نم ياحبيبي قرير العين، عيدك عند الله احلى وهو ارحم الراحمين
انا : استودعكِ الله الذي لاتضيع ودائعه



#لؤي_الشقاقي (هاشتاغ)       Dr_Senan_Luay#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درة التاج يوسف عمر
- الحافظ خليل اسماعيل
- رسالة من اب مفجوع
- شكراً لكم لأنكم معنا
- كالوطن انتِ
- ربطت وماتت اللعبة
- ايران لن تخرج من عباءة امريكا
- ازدحام بغداد .. اما بعد
- يويمات شهيد
- رسالة الى الوالي
- يبقى الرئيس كردي
- الرئاسة ستبقى كردية
- ولاية بطيخ - متولي الفانوص واللالة
- علم الغيب
- انتفاضة البصرة وتوابعها
- ضاع الخيط والعصفور
- فاستخف قومه فأطاعوه
- مصائب شعب عند .. فوائد
- كأس العالم والسياسة
- وللمقاطعةِ فوائد


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لؤي الشقاقي - راح ابو ضحكت الحلوة