أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله عطية - مشاكل الواقع المتجددة














المزيد.....

مشاكل الواقع المتجددة


عبدالله عطية

الحوار المتمدن-العدد: 6302 - 2019 / 7 / 26 - 10:10
المحور: المجتمع المدني
    


تعلمت دائماً ان اطلق الاحكام بصورة نسبية، ولطالما علمت ذاتي ان اتقبل الرأي والرأي الاخر في الواقع والكتابة، دائماً لدية اسباب كي اسمع واناقش الاخرين من اجل المعلومة والفكرة من ناحية الكسب او التخلي، تعلمت ان أكون مرناً الى حداً ما كي استطيع التعامل والتكيف مع الاخرين، فأخذت بنصيحة عامل الناس على قدر عقولهم، الا ان الاستنتاج من هذه المقولة هو ان الافكار تؤخذ من اصغر العقول وأكبرها، هذه ليست فلسفة وانما واقع حال لكل من يفهم ويناقش ويسعى جاهداً لفهم الواقع ومشاكله، ومحاولة إيصال هذه المشاكل وحلولها الى الناس، من أجل تصحيح المسارات التي يسلكونها في هذه القضية او تلك، ان تكون كاتب فأنت في موقع مسؤولية امام ضميركَ اولاً والناس ثانياً، لان جمهورك ومن يقرأون لكَ مسؤولية كبيرة تقع على عاتقكَ، فأنت هنا حالك حال اي شخص مكلف رسمياً بأدارة مهام جانب خدمي او امني في المجتمع، لذا انا اتأنى كثيراً في اختيار الموضوعات التي اطرحها للجمهور وقد اتأخر في بعض الأحيان لأني أدرك ان المعلومة اهم من الكتابة لهم.
الامر المُسَلم له هو إننا نعاني من الجهل الإجتماعي في الغالب، او هي المشكلة العميقة المفتعلة الذي يصر قادة الرأي على عدم الإعتراف بها ولو ضمنياً، ولإن الجهل متفشي تجد كل مجموعة تعبد إلهاً خاصاً بها، حيث التطرف منتشرع على نطاق واسع من اقصى اليسار الى اقصى اليمين، الجميع هنا يُريد حلاً للمشاكل التي يعاني منها البلد في مقدمتها السياسية، لكن لا احد يريد الوصول الى نقطة اللقاء التي ممكن ان توحد جميع الافكار والرؤى من أجل المصلحة العامة، وهنا اصبح حل المشكلة أصعب واقعياً من جانب الإصلاح وأنا لا أتحدث عن قائد الإصلاح مع أتباعة الذي نشر قوائمهم على مواقع التواصل ولا اعرف لماذا لا يُطبق عليهم أحكام النظام الداخلي لتيارة، هذا ان كان لديهم نظام داخلي اصلاً، ومن جانب أخر سوق مزدهر لقادة الرأي في المجتمع، هؤلاء الذين تراهم يتصعلكون ويتمسكنون من أجل الترويج لأفكار أصحاب ارزاقهم، فرجل الدين يمدح التيار او الحزب الذي يستلم راتبه منه، بينما المدني دائماً او مُدعيها يروج بطريقة دس السم بالعسل للسياسي وحزبه، وتجد الناس تصدق كل ما تقرأ وتسمع وترى في كافة مستويات التواصل التي يستغلها هؤلاء ويتأثرون بها.
بعد الجيوش الالكترونية، وجنود الكيبورد وأصحاب الصفحات الوهمية الذين لا يزالون يعملون سراً وعلانية من أجل هذا الفاسد او ذاك السارق، وصلنا اليوم الى مرحلة الطبالون او المعانى العام الشعبي (الطبلچية) الذين تجدهم في كل مكان و زمان مع هذا ضد ذاك والعكس صحيح، مشكلة هؤلاء كونهم ولائيون تابعون بمحض جهلهم أكثر من كونهم مدفوعون الثمن مثل رجل الدين والإعلامي والمدون على شبكات التواصل وحتى الجندي الالكتروني، هم نتاج لعملية الدعاية والتأثير التي مارسها ضدهم الفئات المذكورة أعلاه، فتجد مثلاً شخص من هذا النوع لا يملك رأي خاص به، وأنما هناك رأي جاهز متبنى من قبله بما يتوافق مع مستواه الفكري والعقائدي، فالرجل البسيط او المتوسط التعليم وحتى من هم حملة شهادات عليا في الغالب يتبع رجل الدين من اجل القدسية، ويتأثر بأفكاره ويتبناها فقط كون رجل الدين أخبره أنها مقدسة، وكذلك من الجانب الاخر ينبنى فكرة المثقف او الأستاذ من دون نقاش، وهنا تكمن المشكلة في هذه النقطة بالتحديد.
فكرة عدم النقاش وليدة الجهل المتراكم الذي زرعت جذورة من ايام النظام السابق، فعسكرة المجمتع ونظام الحزب الواحد والقائد الضرورة هو ما اوصل هذا الناس هنا الى هذه النقطة بالترهيب لا الترغيب، لذا اليوم اغلب الناس في مختلف الطبقات الاجتماعية ولائيون الى درجة مخيفة، تجعل من الانسان الواعي يعيش وسط دوامة من الأسئلة التي لا نهاية لها من كل جانب، ذاك النوع من الاسئلة المزمنة التي تظل معكَ في الذاكرة كلما شاهدت حالة من هذه الحالات وما اكثرها اليوم، حتى انها تصبح مثل اي لعنة مهما حاولت التخلص منها، تكبر في داخلك، تتوسع الى ان تصل حدود الانفجار، لكن مع من وكل المحيط الاجتماعي تقريباً ينتمي لهذه الفئة بنسب متفاوتة.
ربما يعتقد ان هذه المشكلة لا حل لها، وانها معقدة الى درجة على المجتمع اذا أَرادَ الإصلاح يبدأ من الصفر، اي من الأجيال الصغيرة ثم يؤسس القاعدة للمستقبل، الا ان هذا الشيء خطأ فادح، لأنه يميل للأستسلام اكثر من كونه حل، لذا أقترح إنشاء مراكز محو أمية على مستويات مختلفة، لان الأمية اليوم اختلف تعريفها عن الأمية في الماضي، فهناك الأمية الفكرية والثقافية والسياسية، والدخول بها إجباراً من أجل تغيير القناعات وإزالة الأفكار الراسخة، عن القدسية والمسميات التي اكل الدهر عليها وشرب.



#عبدالله_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا المرأة (حبيبتي)
- من أين نبدأ.. تظاهرات ام استرجاع المكاسب والمالات
- من أين نبدأ.. المساواة أهم من الدين والتقاليد
- من أين نبدأ.. القانون واشكالية تطبيقه
- من أين نبدأ..التعليم اولوية قصوى
- من أين نبدأ؟ نقد الذات.. من الداخل ولاً
- الجهل والتجهيل
- نحتاج العلم لا رجال الدين
- حرب النفوذ الخفية
- رجال الدين والحياة
- وعود ومشاريع
- لماذا؟ وكيف؟
- سياسة النضال الخارجي.. ونسيان الواقع (القدس)
- التنازل اولاً.. فالثورة
- صراع الهويات ومستقبل العراق
- قتلنا وعاش اليأس فينا
- شعب يُحب العِبادة
- نحن عكس ما ننطق في نشيدنا الوطني
- دكتاتورية مفرطة
- هل الحسين يرضى؟


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله عطية - مشاكل الواقع المتجددة