أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحسْن - قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا (سلاسل) للقاصة العراقية سمر العبيدي، بقلم: رائد الحسْن














المزيد.....

قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا (سلاسل) للقاصة العراقية سمر العبيدي، بقلم: رائد الحسْن


رائد الحسْن

الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 8 - 10:14
المحور: الادب والفن
    


سلاسل
زعم أن القمر ملكه،أقام سماء وأطرها بالنجوم ، ومن حينها ما عاودته الصباحات، ولم يقو على الخروج من الليل.
______________________________
العنوان : يلمّحُ ولا يكشفُ، يصرّحُ ولا يفضحُ فكرةَ النص التي كًتبتْ بدون أل التعريف ، أي نكرة ، ليبقى نوعُ السّلاسلِ مغلّفًا مُبهمًا غير معروفٍ للقارئ.
والسّلاسِلُ هي جمعُ سِلسِلةٍ والسّلسلةُ هي حلقاتٌ ونحوها تتّصلُ بعضها ببعض ، والسّلاسلُ أنواعٌ ، لكن ، هنا تريدُ الكاتبةُ مِنها معنى القيود.
المتنُ : ابتدأ بفعلٍ ، والجملةُ الفعليّةُ هي منْ أهمِّ الأركانِ والتّقنياتِ الشّكليةِ الأساسيّةِ في القصّةِ القصيرة جدًا؛ فعلية الجملة تهبُ وتمنحُ مرونةً حركيةً وتسريعاً وتتابعاً للحدثِ وتساهمُ في إعطاءِ زخم من طاقةٍ مستَثمَرةً إلى أقصى حدّ ممكنٍ والذي يساهمُ في ترشيقِ النّصّ للنأي عن ترهّلهِ، عبرَ سردٍ محبوكٍ يتصاعدُ مع مجرياتِ الأحداثِ، تتشظّى عنهُ جماليةً أخّاذةً وصولًا إلى القفلةِ.
القفلةُ: جميلةٌ ومدهشةٌ قدّمتْ دلالةً وامتدادًا للعنوانِ والمتنِ ليكتملَ المعنى للمتلقّي.
النّص يتحدّثُ عن البطلِ الذي يحاولُ الاستئثارَ بالقمرِ، والقمرُ هنا رمزٌ، ربّما هو الحبيبُ أو أيّ شيءٍ ثمينٍ، فالقمرْ، ليسَ لهُ ولا يملكهُ ، لكنّهُ ادّعى أنّهُ له، فكلمة زعم - بالرّغم من معانيها العديدة - لكنّي أرجّح أنّ المقصودَ بها هو: الاعتقادُ الذي تحرّكَ وأصبحَ إدِّعاءً؛ فالبطلُ انطلقَ وشرعَ مِن نقطةِ وفكرةِ الاستحواذِ النّابعةِ مِن الأنانيّةِ وحبّ السّيطرةِ والتملّكِ - لشيءٍ لا يملكهُ أصلًا - .
الكاتبةُ تدخلنا بأجواءَ رمزيةٍ وتتركُ للقارئ حريّةَ اختيارِ التفسيرِ الذي يناسبهُ، ليقارنَ ويطابقَ ويماثلَ كلّ الصّورِ الرمزيةِ المذكورةِ، مع مثيلاتها في عالمنا الواقعي، فالبطلُ لم يكتفِ بالادّعاءِ، بل أوجدَ و وفَّرَ أرضيةَ الاحتلالِ والتملّك من خلال إقامةِ سماء لقمره - المزعوم - في تلك الصّورة ويؤطّرها بالنجوم.
هو أتمّ مهمتهُ بنجاحٍ - في الظاهر - لكن ، هل حقًا نجح؟
النصُّ يخبرنا، بعد تلكَ الأحداثِ المقتضبةِ بكلماتها والغنيةِ بمعانيها، ونتلمّسُ ونستخرجُ جماليةَ تتابعِ وتداخلِ الأفعالِ ونتائجها، من خلالِ المعروضِ من الجملِ المُساقةِ، و- من حينها - من لحظتها ، أي ، لحظة ما فعلهُ بطلنا ، فالصّباحاتُ التي اعتادَ على رؤيتها، ما باتت تعاودهُ وما عادَ يستمتعُ بها ولا يحياها؛ اختفتْ، لأنّ: لا شمسَ لتشرقَ ولا فجرَ ليطلعَ.
والأدهى مِن ذلك أنّ المستعمِرَ الذي أرادَ استعمارَ القمر، هو نفسهُ أُستُعمِرَ من قبلِ الليلِ، وأصبحَ ضعيفًا لا حولَ له ولا قوّةَ، مُستسلمًا أسيرًا لظلامِ عمقِ الليلِ وسوادهِ وجوفهِ ورهبتهِ، فأمسى مقيّدًا بسلاسلَ أرادها فريسةً أو قمرًا، أرادهُ لهُ وحدهُ.
وهنا تبيَّن فشلُ البطلِ، فليسَ كلّ نجاحٍ يستمرُّ، بل بعضُ النجاحاتِ التي نظنّ بأننا أتممناها، بالحقيقةِ هي بدايةٌ لفشلٍ وسقوطٍ كبيرين ، لأنّ الفعلَ الذي شرعنا به كان مبنيًا على أسسٍ خاطئةٍ ودعائمَ غير صحيحةٍ.
فكرةُ النصِ: جميلةٌ جدًا، توضّحُ بأنّ الإنسانَ، مرّات هو يسجنُ ويقيّدُ نفسهُ بنفسهِ بسببِ أفعالهِ الرعناءِ وأنانيتهِ المقيتةِ وحبّ الذّاتِ مُستغلًا ظروفًا مواتية له ونفوذًا وسلطةً وقوّةً يمتلكها من أجلِ الاستحواذِ ورغبةِ حبّ التملّكِ وتحقيقِ مآرب شخصية إشباعًا لرغباتٍ غير سويةٍ، وإن كانَ الطرفُ الآخر - المُراد تملّكه - لا يناسبهُ أو غير راغبٍ به، فيقومُ بخطواتٍ، محاولًا التقرّب إليهِ للامساكِ به والسيطرةِ عليه وضمّهِ إلى قائمةِ ممتلكاتهِ، لكنّ، هذه الخطوات تقودهُ إلى فقدانِ ما كانَ يصبو إليهِ، والحبلُ الذي أرادهُ شركًا للإيقاعِ بفريستهِ، نفس ذلك الحبل يلتفُّ حولهُ ويقيّدهُ ويشلُّ حركتهُ.
التكثيفُ حاضرٌ - بالنّصّ - بقوةٍ ومقنعٍ، مقيدًا لأي ترهّلٍ ومبعِدًا لأيّ تقريريةٍ، والرمزيةُ موجودةُ، كُتبتْ بطريقةٍ بارعةٍ لتزيحَ وتكشفَ لنا عن معانٍ جميلةٍ بليغةٍ ومؤثرةٍ، والكلماتُ استخدِمَتْ في أماكنِها، بطريقةٍ تنمّ عن مهارةِ كاتبةِ القصةِ.
غير أنّي كنتُ أتمنّى مِن الكاتبةِ، أنْ تهتمَّ أكثر بحركاتِ التّشكيل، لأنّها ضروريةٌ ومهمّة جدًا، مع طبيعةِ وشكلِ ومتطلباتِ هذا اللونِ من القصّةِ، لأنّهُ بها ومعها يكتملُ النصُّ ويأخذُ أبعادهُ الجميلةَ لينبضَ بالحيويةِ وينطقَ بالبراعةِ.
فعلى سبيلِ المثال: كلمة سلاسل من خلالِ تغييرِ حركات تشكيلها تعطينا معاني كثيرةً ومختلفةً
السَّلاسِلُ : رملٌ يتعقَّدُ بعضُه على بعضٍ ممتدًا كأَنه سلسلةٌ.
السُّلاَسِلُ : الماءُ العذبُ الصَّافِي السَّلِسُ السهل ، إذا شُرِبَ تَسَلْسَلَ في الحلق.
السَّلْسَلُ : السُّلاسِلُ
شُرابٌ سَلْسَلٌ ، وخمرٌ سلسلٌ
وماءٌ سلسل : جرتْ في متنهِ الرّيحُ فصارَ وجههُ كالسِّلسلةِ
عذبٌ صافٍ سلسٌ سهلٌ ماءٌ سَلْسَل
إضافةً للمعنى الذي أريدَ منه هنا في نصّنا هذا
السِّلْسِلَةُ : حَلقاتٌ ونحوها يتّصلُ بعضها ببعض.
قصّةٌ قصيرةٌ جدًا، جميلةٌ .
أمنياتي للقاصّةِ الأستاذةِ سمر العبيدي دوامُ الإبداعِ والتألّقِ والنجاحِ.



#رائد_الحسْن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيس بوك ومدى أهميته للأديب أو المثقف
- الغموض والإبهام في القصة القصيرة جدًا
- الكاتب بين الواقع والأدب
- قراءة نقدية للقصة القصيرة جدًا - ندم متأخر - للقاص مجيد الكف ...
- أصدقاء في العالم الأزرق
- قصص قصيرة جدًا/ زهرة
- قصص قصيرة جدًا/ طريقٌ آخرُ
- قصص قصيرة جدًا/ تَصريحٌ
- قصص قصيرة جدًا/ قلبان
- قراءة نقدية لومضة(فساد) للكاتب مفيد وسوف
- قراءة نقدية لقصة(صمت) للقاص علي غازي، بقلم الناقد: رائد الحس ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا
- قصص قصيرة جدًا/ مَشْهدٌ
- قصص قصيرة جدًا/ أريج الشوق
- قصص قصيرة جدًا/ قُبلَةٌ
- حديث عن النقد(بشكل عام)
- قصص قصيرة جدًا/ رَذاذُ المِسْكِ
- ربيعٌ - قصص قصيرة جدًا
- قراءة نقدية
- قصص قصيرة جدًا/ وفاء


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحسْن - قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا (سلاسل) للقاصة العراقية سمر العبيدي، بقلم: رائد الحسْن