أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة هادي الصگبان - دبش ...الإنسانية السوداء














المزيد.....

دبش ...الإنسانية السوداء


فاطمة هادي الصگبان

الحوار المتمدن-العدد: 6217 - 2019 / 5 / 1 - 15:25
المحور: الادب والفن
    


دبش...الأنسانية السوداء

عرفته منذ نعومة أظفارها دميم الوجه ،غليظ الشفتين ، كل مافيه اسود شعره وجلده وعيناه الا من أسنان ناصعة البياض ...التقطه جدها وأخذه أجيرا عنده وعامله كولد له ...والذي بر به اكثر من ولديه من صلبه بعد وفاة الصغير في مقتبل عمره والآخراخذته الحياة فنسي ...
لا تتذكر من أين اتى ..او ماهي صلة جدها بذاك الأسود المخيف..أو سبب تسميته دبش ..كل ماتعرفه هو شكله المخيف عندما تلتقي به في ارجاء البستان أو حين تعتصر يدها رقاب البطات الصغيرات فيأتيها متوعدا بسحنته والزبد بين شفتيه الضخمة...يلوح لها المارد المخيف في بطلها الكرتوني سندباد...تهرب خائفة ...ولاتشتكي ..فلذلك المارد اثر كبير في تغيير قلب جدها عليها ...وتخرج كفتها خاسرة لا محالة..
في احد الأيام نفذ البلح الذي في يديها فطلبت المزيد ..لم يستجب من حولها ..توجهت الى قلب جدها ..فما كان منه الا ان امر دبش بصعود النخل ..
احتجت الصغيرة
-لااريد ان يقطف البلح لي فهو وسخ ويديه دوما متسختان بالسخام...
اخفض دبش حزنه وانكساره من قول الصغيرة
لكن الجد انتفض قائلا لهما :
-اقتربا وافتحوا ايديكما......
فتحت يديها بعد ان لحست ماتبقى من اثار البلح اللذيذ ونظرت خلسة ليدي المارد
سألها الجد : أي اليدين انظف...
اجابت بنزق : يداي...
امسك بيد دبش وصافحه قائلا لها:
قبل قليل سكب الماء لي وتوضأنا سوية ...وأنا الان اشتهيت بعض البلح من يديه فلا تلمسيه بيديك القذرتين ...
سارت خائبة كالعادة هي خاسرة مع هذا المارد ...
وفي أحد الأيام نفذ مخزون أشجار الرمان الحامض من فمها الشره ...
مشت الهوينا الى (بقچة) جدها الآخر والتي يحيطها سور عال وكلاب
استطاعت ان تحقق مبتغاها ...وهاهي الغنائم تملأ جيوبها ...ماأن عادت ادراجها حتى سقطت فردة النعل في جهة (البقچة)...ارادت ان تعود ادراجها لاستعادته ولكن نباح كلاب الجد والنظرات الجائعة للحمها الصغير من جهة وإشارات المارد الأسود بيديه لالتقاطها .... قرر عقلها الصغير ان ترمي بنفسها في الأحضان السوداء وبعدها تغتسل ...لن تكون لقمة سائغة لوحوش الجد المنشغل بصومعته ولم يسمع نداءات استغاثتها ...
رمت نفسها مباغتة وبجهة ليست قريبة منه ...حاول ملتفتا درءالضرر عن جسدها الصغير ولكن هذه الحركة الحامية اصابت ساعده العاري بقطعة زجاج مهملة
ما بين تقززها ومحاولات مسح اثاره من ملابسها ...أخذت تجول بعينيها وتتساءل المارد ينزف مثلنا ...
حتى ان فضولها حملها ان تلتمس الدم النازف ...بأصبعها
لكنه ابعدها برقة وألم قائلا : احذري ان تتسخي..
غادر المارد الجريح بعد ان أضاف لغنائمها من الثمار...
بعد ان حكت لجدها عن دماء المارد المشابهة للبشر...
قال لها : من يأتي صباحا يقبل يدي ويحضر فطوري ويحلق لي شعري ،يناولني قهوتي ...ولاينام قبل ان يطمئن عني ...هل رأيت خالك يفعلها..
أخذت تفكر بخالها الذي نسيت معظم ملامحه...
اجابت بحيرة :لاأستطيع ان أناديه خالي ..
لديه خوذة مخيفة وأدوات حرب رأيتها عندما أختبأت فيها بعيدا عن الأطفال في لعبة الاستغمايه...
ضحك الجد ومسد رأسها مجيبا ...
هو يعمل حدادا ويخدمني تطوعا لأني بمثابة والده ..
سألته بتردد :وماحاجة للخوذة الحمراء...
أجاب :لدينا طقوس شعائرية ومن ضمن متطلباتها فارس قاتل يرتدي الخوذة الحمراء .....
فهمت من جدها الحكيم بأن الإنسانية ليس لها لون او طائفة اوقومية هي لغة صامتة يتحدث بها ملائكة الفطرة ولاينالها الا ذو حظ عظيم......

دبش : شخصية حقيقية هورجل زنجي وجده بعض المارة تبناه شيخ وكان مثالا للابن البار اكثر من ولده الذي من صلبه وكان مثالا لعفة النفس والنظر وقبره الان مدفون هناك بجانب صاحبه ...



#فاطمة_هادي_الصگبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وانتصرت ..القبيلة
- خبز الرصاص
- العبور إلى الجحيم
- الزفاف الدامي
- احزان حان قطافها
- حرف نااقص
- روائح العنبر
- اهداء له 7 لست نقطة
- بيني وريتا جواز سفر
- اهداء له 6 وتاه اسمي
- عابر ضجيج
- إهداء له / محامية الشيطان
- براءة كافكا
- للاله وجوه متعددة
- 5 بائعة الستائر
- حساء العسل 4
- ملخص دراسة استقرائية في ( آثار الثورة المعلوماتية على القيم ...
- إهداء له 3
- إهداء له 2 شاي بالاكراه
- إهداء له (1) ضحكة الصبار


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة هادي الصگبان - دبش ...الإنسانية السوداء