أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة هادي الصگبان - براءة كافكا














المزيد.....

براءة كافكا


فاطمة هادي الصگبان

الحوار المتمدن-العدد: 6212 - 2019 / 4 / 26 - 23:33
المحور: الادب والفن
    


براءة كافكا

بعد ان استلم صك الغفران ، غادر كافكا منفاه الملون وماان فتحت البوابة الخارجية أغلق عيناه خوفا من تدرجات الأسود والكحلي المحيطة به ، احتضن ذراعيه بشدة فالبرد قارس ولايستر جسده المنهك سوى ورقة التوت فقد صادر الجنود ملابسه الحريرية لصالح دودة القز....
احكم إمساك ورقته فقد تذكر أسباب سجنه أهمها لم يحتفظ ب.......في سرواله ، ليته فعل لكان حاضرا قداس أمه واستمع للقس يرهبه بالشيطان المتفرغ لغوايته ...
اها اها ضرب على جبينه لقد توفت أمه لن يندبها في ماخور هذه المرة ...
وصل غرفته بعد ان أخذ المفتاح من فراو جروباخ ...
سار سريعا كي لايسمع صراخ المطالبات بالأجرة المتأخرة طيلة أيام السجن ...
توفت أمه ...يجب ان يصرخ ...حاول ان يصرخ تذكر قانون العسس يمنع العويل بعد العاشرة الا في الآحاد تزداد مثنى ابتسم يحق له الصراخ ..
ساعته الواقفة على قرني ثور متأرجحة بين قبل وبعد ....تناهى الى سمعه تنهيدة جارته الجميلة التي أهدته يوما زنبقة ...وضعها في كأس نبيذ ...هاهو لقد شربه النمل الا من بقايا رمى بها في الأرضية الرمادية ...أسراب من النمل تخيم على جدرانه الأربعة تذكر مجددا ...
يريد ان يبكي ...ضرب بيمينه فانبجست عيونا زادت عالمه سوءا ...تغلغل السوء في جلده هو سئ بمايكفي ليتنفس العادم القادم من زمن الغيلان لكن ميزان سيئاته لا يرجح كفة الانتصار عليه الهروب
بحثت أصابعه العارية بين فراغات الخزانة عن قفازات لم يثمر بحثه سوى خاتم فيه فص ازرق وضعه في بنصره الأيسر وغادر ... دخل الحانة لا حرج على المخمور طلب نبيذا من النادل ...احضر له كاسا من العرقسوس ...شربه وطلب ثانية ..ركز في لفظه كي لايخطئ التهجي ..جاء النادل بكاس آخر من عرقسوس ...في المرة الثالثة قرر ان يخدع كاس العرقسوس ويحوله نبيذا .. لعبت الخمرة بحواسه بدأ بالصراخ ....نادى مدير الحانة بالحراس هذا مخمور فاخرجوه....
رموه قرب صخرة ماان وضع يده عليها حتى التصقت ..بدأ بأول صرخة ليحرر أصابعه واذا بسيل عرم من الجنود يطالبوه بخاتم الإمبراطور ...لكن الخاتم التهمه الحوت الأزرق
بدأت الركلات والشتائم تطالبه بمكان الخاتم ....صوته ابكم وعيناه زاغت من فرط السواد لكنه مازال يبصر ماتحت ملابس الإمبراطور الشفافة ومئات الشبقات اللواتي يحتجزهن خفيه اثناء ممارساته السرية ضحك رغم رغبته بالبكاء فلازالت أذناه تسمع صوت الشهوة التي يطلقها الحاكم فقد أباحت بها حمامة آبقة ...فرح لازال يميز هديل الحمام ....لا وقت للغناء يجب ان يبكي ...تركه الجنود بعد ان سرقوا منه ورقة التوت ...
سار متخفيا بلحيته الكثة ...التقت عيناه بحوريات حسان ...مسح البصاق الذي تركه الجنود على لحيته سال اللعاب من فمه ...طلب المزيد حتى انتصب ....
تذكر القانون امسك بساقيه هاربا حتى وصل البحر طالب بخاتمه واذا بأسنان القرش حوله وأذرع الأخطبوط تقطع ألسنته بين اليمين والشمال ...هنا عادت ذاكرته....الأم التي أرضعته وآخرى فرشت جناحها حوله وثالثة نزعت قلبه ووضعت فيه تميمة قرن الثور.. تذكر مااخبرته به خطيئته الأولى صاحب هذا البرج يمتلك قرنا خشبيا كلما يباري طواحين الهواء تزهر الأرض سنابل.



#فاطمة_هادي_الصگبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للاله وجوه متعددة
- 5 بائعة الستائر
- حساء العسل 4
- ملخص دراسة استقرائية في ( آثار الثورة المعلوماتية على القيم ...
- إهداء له 3
- إهداء له 2 شاي بالاكراه
- إهداء له (1) ضحكة الصبار
- مزامير
- خوار


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة هادي الصگبان - براءة كافكا