أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال المظفر - صرماية الزعيم.. وارصدة المناضلين














المزيد.....

صرماية الزعيم.. وارصدة المناضلين


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1536 - 2006 / 4 / 30 - 12:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يوم كانت المعارضة تتفرج على مآسينا في الخارج والحصار يدق اسفينه في معدنا الخاوية التي تقلصت من شدة الجوع ومات الالاف منا لفقدان حبة دواءٍ يمكن ان تنقذ حياة هؤلاء المساكين كان قادة المعارضة ينتقدون سياسة النظام السابق في استغلاله لموارد الشعب وانفاقها على الملذات والقصور الرئاسية وغيرها من وسائل الترف وكنا نتوقع حينذاك بأن من يشاركوننا الهم في فنادق الخمس نجوم سيساوننا المعاناة ويعيشون معنا الهم والألم ومرارة الحياة، وانهم عندما يعودون سينامون في فنادق متواضعة (نجمة) واحدة او (نجمتين) وسيأكلون مثلما ناكل ويقفون معنا في الطابور على فرن الصمون والبانزينخانة ويزاحموننا على الحافلات الحمراء ذات الطابقين وقوفاً.
ولكن احلامنا انقلبت الى كوابيس، عندما عاد المعارضون واعادوا نفس السياسة السابقة في الاستيلاء على قصور الرئيس السابق واعادة تأثيثها باجمل مما كانت عليه ويتنافسون في مزايدات علنية وعلى شاشات التلفزة لرفع مرتباتهم الى الدرجات الرئاسية الممتازة و(بالدولار) ناسين ان هناك شعباً ينظر لهم بعين الحسد والألم لانقلاب المبادئ ما بين ليلة وضحاها. من كانوا يطالبون بالامس بحقوق الشعب اصبحوا اليوم يطالبون بحقوقهم وامتيازاتهم ورواتبهم التقاعدية العالية رغم ان فترة خدمتهم في الجمعية الوطنية لم تتعد الاشهر ولم (تسخن) مقاعدهم البرلمانية من فترات جلوسهم عليها.
هذا الموقف يذكرنا بما فعله قادة ثورة 8 شباط 1963 عندما سارعوا في البحث عن فضائح وارصدة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم لاطلاع العالم عليها وتبيان هدف الثورة الحقيقي بانها ضد استغلال السلطة والترف وتغليب المصلحة الخاصة والتلاعب باموال الشعب وانفاقها على الملذات والليالي الملاح والجواري الفاتنات واعياد الميلاد واليخوت والقصور والفلل والمزارع والمحميات والغزلان والارصدة (المتلتلة) في البنوك والمصارف العراقية والعربية والاجنبية.
ولكن ثوار شباط صدمتهم حقيقة الزعيم عندما بحثوا في بدلته العسكرية ولم يجدوا فيها غير هويته العسكرية الصادرة من وزارة الدفاع والتي يثبت فيها حصوله على رتبة (زعيم) بعد سلسلة من الترقيات لا عن طريق منحة رتبة (شرف) من كلية او جامعة عسكرية احتراماً لدوره القيادي في ثورة تموز 1958 ولم يجدوا اي (فلس) احمر في جيبه ولا (عانة) او دفتر صكوك او شيكات لصرفها كنثرية او توزيعها كهبات او مكارم على الاقارب والاصدقاء والمداحين من الشعراء ورفاق السوء.
ولصدمتهم تلك طلب منهم بعض المتملقين البحث عن ارصدته المخفية في البنوك التي يدخرها فيها ليوم الضيق، يوم يهرب من غرفته في وزارة الدفاع التي ينام فيها ويمارس عمله الرئاسي فذهب القادة الى المصرف الذي يودع فيه عبد الكريم قاسم (صرمايته) وكانت الصدمة اعنف على ثوار شباط عندما اخبرهم امين الصندوق بان رصيد الزعيم الراحل هو (40) ديناراً فقط لا غير ولا يملك اي فلة او قصر رئاسي او أية أرض زراعية ولم يسجل أي دارٍ أو عرصة في (الشهر) العقاري، ولم يلبس يوماً بدلة مدنية ورباطاً ايطالياً او فرنسياً.
اليوم يقارن الشعب (صرماية) الزعيم بالارصدة (المتلتلة) للمناضلين الذين ينظرون الى مآسينا ولا يحركون ساكناًوالبطالة تفتك بالشعب والجوع يحاصره من كل جانب يستجدي بل يشحذ (تنكة) النفط ويركض ليل نهار من اجل حليب اطفاله ولقمة عياله، نصارع الحياة ونلاويها فتكسر اذرعنا وتبطحنا ارضاً، والمناضلون يتفرجون علينا ويحلمون بالمزيد من المكاسب والامتيازات ويشتد الصراع فيما بينهم على المناصب والكراسي .



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدوري قاد بقرنا
- فضيحة ام صاعقة؟
- سيناريوهات لم تكتمل بعد
- الجريمة المنظمة تغزو العراق
- تصريحات مقلقة
- عكاز في قمة اللذة
- اغتيال عاشقة
- مهاجرون..ومهجرون
- صباح الخير يا عراق
- لا مركزية .. أم فرعنة!!
- صراع الكتل
- أجنحة الخفافيش
- رسالة لشعرها الغجري
- ليلة تحت الصفر
- هل قامت القيامة يا بغداد؟!!
- هل ستفعلها الحكومة
- لاتذلوا المواطن في سيطراتكم
- ازمات الحكومة
- كل عام.. وانتم بلا كهرباء
- مدن تفض بكارة الجدران


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال المظفر - صرماية الزعيم.. وارصدة المناضلين