أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قصاصات سيلوسية30: الصراع الأبدي بين الأديان4














المزيد.....

قصاصات سيلوسية30: الصراع الأبدي بين الأديان4


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 6184 - 2019 / 3 / 26 - 13:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الله يكره اليهود
القديس يوحنا ذهبيّ الفم (347 ـ 407م) اللاهوتي الأنطاكي الشهير على مستوى الكنيسة الجامعة، ويعتبر أحد آباء الكنيسة لغزارة وعمق لاهوته. لكن هو الآخر يضعه الدارسون المختصون بتاريخ معادة اليهود التي سيتم تسميتها فيما بعد بمعاداة السامية، على رأس قائمتهم، ويعتبره البعض بأنه كان هجوميًا قاسيًا بما يتعلق باليهود. فيما يلي تصنيفًا لمختارات لعبارات من خطبه ومواعظه يصف فيها اليهود ومعابدهم ـ سيناغوغاتهم :
السيناغوغ هو أسوأ من بيت الدعارة،
السيناغوغ هو عرين الأوغاد،
السيناغوغ هو ملاذ الوحوش البرّية،
السيناغوغ هو معبد الشياطين المكرس للعبادات الوثنية،
السيناغوغ هو ملجأ الأوغاد والفاسدين،
السيناغوغ هو كهف الشياطين،
السيناغوغ هم مقر اجتماع المجرمين اليهود،
السيناغوغ مكان التقاء لقتلة المسيح،
السيناغوغ مكان أسوأ من متاجر الخمور،
السيناغوغ عرين اللصوص،
السيناغوغ بيت سيء السمعة،
السيناغوغ هو محل إقامة الأثم،
السيناغوغ ملجأ الشياطين،
السيناغوغ خليج الضياع وهاوية الهلاك،
ويقول القديس ذهبي الفم : مثلما أكره السيناغوغات أكره اليهود لنفس الأسباب التي أكره فيها السيناغوغات.
ويتهم اليهود بأنهم :
انهم يعبدون الشياطين ولا يعبدون الله.
اؤكد بأن الله يكره اليهود، ومنذ أن قتلوا يسوع، لن تُمنح لهم الفرصة للتوبة.
ويقول: إن قصد الله في تركيز كلّ عباداتهم في اورشليم كان من أجل تسهيل تدميرها.
وعلاوة على ذلك، فكانت كلّ المعاناة التي لحقت بهم تعبيرًا عن غضب الله ورفضه المطلق للشعب اليهودي.
وأخيرًا، بما أن الله كره اليهود، فالمسيحيون مُلزمون بكراهيتهم ايضًا.
المراجع : يوحنا ذهبي الفم، ثمان خطب ضد اليهود، عظة رقم 1، 4 ، 6
يبدو أن ما جاء من تحشيد للمؤمنين المسيحيين في انطاكيا على كراهية اليهود وسيناغوغاتهم، كان بسبب الوضع الصعب الذي كانت عليه حال الكنيسة الأولى، مع أنه تم اعلانها كالديانة الأولى للامبراطورية الرومانية.
وربما كان ذلك بسبب وجود عدد غير قليل في انطاكيا ممن آمنوا بيسوع مسيحًا لكنهم لم يتوقفوا من الصلاة في أيام السبت في سيناغوغات انطاكيا، ولم يتوقفوا عن الالتزام بشريعة السبت، وعلى الأغلب أن يكونوا من الجماعة اليهودية ـ المسيحية المعروفة في قبولها يسوع مسيحًا وقبول تعليم يسوع، لكنها بقيت على ممارساتها والتزاماتها اليهودية، وعلى احتفالها في عيد البيساح ـ الفصح ـ اليهودي. مما سبّب في إشكالات حرجة وكبيرة لأساقفة الكنيسة، ويبدو أن القديس يوحنا ذهبي الفم قد انتهى صبره منهم، خاصة أن العديد من الوثنيين المتحولين الى المسيحية قد قلدوا الجماعة اليهومسيحية.
ولم يعد لذهبي الفم من أسلوب غير الازدراء وتحقير السيناغوغ واليهود في مواعظه، لابعاد المسيحيين عن اليهودية وعن الدخول الى السيناغوغات من بعد. الأسلوب الذي لا يتطابق كثيرًا مع تعليم يسوع الذي ارتاد السيناغوغات أيام حياته في اسرائيل كيهوديّ مؤمن وتقي، ومن بعده تعليم بولس الايجابي بشأن اليهود.
وجدير بالاهتمام فان الكنيسة اليوم مع اكرامها للاهوت يوحنا ذهبي الفم وكتاباته، لكنها لا تؤيد هذه العبارات القاسية والمعادية ضد اليهود والداعية الى الكراهية.
لكن هكذا لهجة عدائية جدًا وعبارات غاية في القساوة في حينها ـ في القرن الرابع الميلادي ـ كانت قد أسّست بالتأكيد الى الكراهية والدعوة للكراهية التي ليست من روح الانجيل في شيء وليست من تعليم يسوع، كما أنها أدت الى تعزيز الفكر اللاهوتي الاستبدالي، الذي حلّت بحسبه الكنيسة محل اليهودية، وعلى اليهود أن يقبلوا المسيحية، وليس لهم من خيار آخر، إلا إذا فضّلوا الضياع والسقوط في هاوية الهلاك كما يقول يوحنا ذهبي الفم أو غيره من آباء ولاهوتيي الكنيسة في قرون مضت.
ربما يكون الاسلام، بطريقة أو بأخرى، قد استنسخ من مؤسسي "لاهوت الاستبدال" وغيرهم، الأسلوب الفجّ غير الموضوعي في تعامله مع الأديان الأخرى، معبرًا عن استعلائه واستهزائه واحتقاره لها بتكفيرها. مستعيرًا الكثير من مفردات الاحتقار والازدراء والتكفير كالتي في أعلاه، ليس ضد اليهود فقط ، بل ضد أتباع كلا الديانتين السابقتين له.
والى القصاصة السيلوسية التالية : تحية وسلام



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجولان وما أدراك ما الجولان
- قصاصات سيلوسية29: الصراع الأبدي بين الأديان3
- قصاصات سيلوسية28: الصراع الأبدي بين الأديان2
- قصاصات سيلوسية27: الصراع الأبدي بين الأديان1
- قصاصات سيلوسية26 : المخصيين في الصين
- قصاصات سيلوسية 25 : خصيتاه أنقذتاه من الموت
- من يهيمن على مجلس حقوق الانسان؟
- قصاصات سيلوسية24: الزي الموحّد واللون الخاكي
- وليد المعلم : لا يزال اسمي ترنتي
- بشار الأسد ونظام الملالي : وافق شنٌ طبقة
- قصاصات سيلوسية 23: الماسوريين ونصّ البيبليا
- قصاصات سيلوسية 22 : ألا يستحق من اكتشف الله أكبر جائزة في ال ...
- ايران : هل هي بداية النهاية للمشروع الفارسي الاستعماري؟
- هل تحوّل قرارات ترمب قادة الاتحاد الأوربي الى حمقى ؟
- قصاصات سيلوسية 21 : من المظلة الى الشمسية والمطرية
- قصاصات سيلوسية 20 : ربطة العنق لماذا يمنعها آيات الله الاير ...
- قصاصات سيلوسية 19 : يسوع الأسد
- قصاصات سيلوسية 18 : جنون هتلر بالشوكولاته وبسيقان النساء
- قصاصات سيلوسية 17 : أبّا وبابا روما بين الانجيل والفاتيكان
- قصاصات سيلوسية 16 : من الملكية الخاصة الى الاشتراكية


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قصاصات سيلوسية30: الصراع الأبدي بين الأديان4