أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - مشكل اللغة مرة أخرى














المزيد.....

مشكل اللغة مرة أخرى


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 6168 - 2019 / 3 / 9 - 21:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ردا على أولئك المنبهرون باللغات الاجنبية، هل مشكلتنا في اللغة هي هي لعائق ذاتي فيها ام هي مشكل سياسات ممنهجة في بلداننا المتخلفة؟
في دول لها دساتير تعتمد الدين شأنا رسميا في سلوكها اليومي، تعتبره جزء من الهوية الرسمية للبلاد، هل تعتقدون ان هذه الدول لو سلكت لغة أخرى، لغة علمية كما يعتقد البعض أو الكثير واعتبرتها أسا سا في التعليم، هل هذه الدولة ستكون بالضرورة دولة علمية؟ هل مثلا دولة تعتمد الإنجليزية كأفغانستان في منظومتها التعليمية ستصير بالضرورة دولة متقدمة؟
سياسة دولنا في التعليم فاشلة سواء اعتمدت اللغة الأم او اعتمدت لغة المستعمر، والسبب ليس في اللغة، بل في آليات التعليم ذاته، في مناهجه وفي آليات التلقين عندنا.
ساباتيرو بدأ ايام حكومة حزبه في إسبانيا بإهداء كل تلميذ حاسوبا مجانا ليعتمد عليه كآلية في التدريس والتلقين. وهو سلوك يعبر في عمقه على تفهم خاص هو تطوير آلية التقين بشكل يتناسب وزمن المعلوميات
في المغرب، دشنت حكومة بن كيران رئاستها للحكومة المغربية بتصوير أحد فحولها الوزراء ، في التعليم اعتقد بأخذ صور للوزير مع طلبة تعليم عتيق ينتمي إلى القرون الوسطى هو تعليم "الكر" (في المغربية هو الضرب على اللوحة بخشب قصد التذكير وهو انتروبولوجيا سلوك يذكر العقل بواجب الحفظ، والضرب بالكر رمز للتعنيف في الحفظ) على اللوحة الخشبية في مدينة مراكش وعلل الموقف بابتعاد عاصمة السياحة المغربية على ما يجب ان تكونه: أن تكون اجيالها متخصصة في علم الحفظ، حفظ القرآن.
في السبعينات ، في المغرب، بدات حركة دؤوبة لأجل تعريب التعليم توجت في بداية الثمانينات على ما اعتقد، من القرن الماضي، بتشريعات جريئة في التعريب، أصبحت كل المواد العلمية تدرس باللغة العربية في الإعداديات والثانويات مع الإحتفاظ بسياسة "حكيمة" هي ان يعود الطلبة في المعاهد العليا والجامعات إلى الفرنسية في هذه المواد تماشيا مع تدفق العلوم باللغات الأجنبية، لغة العم سام (خصوصا في المعاهد العليا).
بعد مرور اكثر من جيلين اتضح ان مسالة التعريب لم تأتي في المغرب بشيء، اكثر من ذلك ساهمت في تخلف أجيالنا على التي كانت في سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
الآن اغلب الراي العام يلوم اللغة بشكل عفوي، يغفل كأثر لإيديولوجية ممارسة ، دور سياسة التعليم في بلداننا، بمعنى أصبحنا نناقش اللغة عوض آلية التلقين، كأنما، بالإنجليزية مثلا (كونها لغة العلوم) ، ستصبح تلقائيا معاهدنا علمية عوض ان تكون دينية.
والآن، ما رأيكم في القول بأنه لو درسنا في المغرب بلغة العلم، الإنجليزية لما صرنا دولة متقدمة؟ والسبب بسيط، ولندع الهوية الثقافية خارجا، فاللغة الامازيغية لغة متخلفة كما يرى الكثير بلكنة البرجوازي المغربي الكولونيالي فرنسيا، أي بلكنة السائد ثقافيا وسياسيا. الامازيغية لهجة برغم انه بكل العلوم اللسنية، ليست هناك لغة اسمها لهجة، بل هناك تسييد لغة على اخرى تاريخيا . وبلغة ابن خلدون، تسييد لغة عصبية قبلية على اللغات الاخرى الخاضعة لها، خروجا عن لغة ابن خلدون، فرنسا حين احتلتنا سيدت لغتها علينا واصبحت اللغات الاخرى لهجة عندها، أي أقل مكانة من لغتها .
في الدستور المغربي : دين الدولة الرسمي هو الإسلام، التنزيل الدستوري في المغرب لهذا المعنى (لاشك اننا عاينا في السنوات الاخيرة هذا المفهوم من التنزيل) هو تسييد ثقافة الدين على العلم، لو كان دستورنا مثلا يقر فقط على أن دولتنا يسود فيها الدين الإسلامي لكن السيادة للعلاقات المدنية (دولة علمانية فيها حرية الإعتقاد حتى بدين من خارج) هل سيكون هناك تنزيل؟
نعم سيكون هناك تنزيل للدولة الدينية على حساب تنزيل الدولة المدنية، والواقع ان السياسة هكذا: هناك دستور يقر بهوية ما وهناك تنزيل تشريعي لممارسة هذه الهوية .
في المغرب هناك دستور يقر أننا عرب من جهة، برغم ان حتى جينات د. إن. أ . لا تقر بها وهناك نص صريح يقر باننا دولة مسلمة والتنزيل التشريعي هذا يعني اننا نحن دولة فقهية، ويعني الامر تاليا أننا في التنزيل تعليميا، حتى وإن كانت لغتنا هي الإنجليزية سيكون هيكل التعليم عندنا هو الإسلام (النموذج الآن هي أفغانستان والباكستان).
لماذا ختار المغاربة التعريب عوض التفرنيس؟
لسبب بسيط، شق ما يسمى حركة التحرر الوطني المغربية الذي ساوم (واقولها بدون خجل) في اتفاقية إكس ليبان، هم من كوادر الحركة العالمة التي أطرتها جامعة القيروان بفاس أو نظيراتها بمراكش وسوس، جامعات الفقه الإسلامي ( في تلك الإتفاقية وباعتراف المشرف عليها "إدكار فور، لم يحضر فيها أي ممن كان يمثل عند الفرنسيين إرهابيون ويقصد الحركة المقاومة الريفية أو البدوية او ما كانوا يسمونه مغرب السيبة، الذين حضروا وباعتراف هذا الوزير الأول الفرنسي كانوا المغاربة أصدقاء فرنسا ولا شك انه أطنب كثير في مدح خطابات كل من قائد اكادير ومحمد غلاب وابن بركة وغيرهم) ... لقد اختار هؤلاء تحت بند التصرف بحرية (الإستقلال الذاتي في التصرف في اتفاقية إيكس ليبان) (1) كوكلاء فرنسيين، تسييد سياسة معينة على غيرها حتى وإن تنافت مع التنوع الذي فرنسا نفسها تعترف به، لقد كان لديهم من خلال جامعاتهم الفقهية تراكم هائل وجب تكييفه بمستلزمات التمدد القومي السائد حينها .
في كل فترات ما يسمى بالإستقلال في المغرب لم تعتمد الدولة على الإطلاق على تطعيم مدارسها بالآليات التقنية ولا بالمعرفة العلمية ولا هي دعمت معاهد وكليات المغرب بما يستلزم من اقتناء المعارف العلميةن فالطالب النبيه عندنا، أي طالب يملك ملكة العلم ، عليه أن يدرس اللغة الاجنبية وينتقل إلى البلد الاجنبي لتكميل تحصيله العلمي .
ومشكل التعليم في المغرب حتى الآن هو مشكل جدران فارغة ، يعتمد على "الكر" حتى في الرياضيات.

(1)اعتمدت في هذا الصدد وثائق إدغار فور "الخبايا السرية لاتفاقية إيكس ليبان ، امير المؤمنين او المازق المغربي"



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسين مروة
- حول الإسلام المثالي
- لا أومن بإله يهتم اصلا بأخطائنا
- مهدي عامل الرائع
- كلمة شكر إلى الأستاذ سعيدي المولودي
- يسار البؤس
- دائرة المشردين -مريم ملاك-
- جمال خاشقجي ومثلث بيرمودا
- الغاشيات
- اشكالية اللغة العربية هي إشكالية طبقية وليست عجز في اللغة (م ...
- اللغة المغربية وخرافة الخدش للحياء العام
- الكلب المهجور
- حول عمل التنسيقيات والمنتديات الاجتماعية
- جار القردة
- حول عسكرة الحسيمة
- ماركس في المغرب، لم يمت بعد!
- سكت دهرا فنطق كفرا
- المقاطعة المغربية وردود الفعل
- حول المقاطعة المغربية
- كل يوم يمضي يكتشف ترامب أنه ليس وحده الحاكم


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - مشكل اللغة مرة أخرى