أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (33)














المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (33)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6161 - 2019 / 3 / 2 - 13:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


و بهذا، فان ابرز و اوضح افرازات لهذا المنهج الجديد للجهمي و المعتزلة و قبلهم القدريين هو عبارة عن رفض المعنى الظاهري و الظاهر لصفات الله بالشكل الذي جاء في القرآن و تاويله، لانهم يعتقدون بان لم يفعلوا هذا فانهم مضطرون لاعطاء صفة جسدية الى الله، و هذا خطاعقليا و كفر دينيا. اما على المستوى السياسي عند المعتزلة، فيعتبر من سيئات السلطة، وكما ان الصراع المذهبي للاسلاميين كما انه فعل لم يقرره الله، هو شيء اختاره الانسان بنفسه. بمعنى اخر، فان تفعيل العقل في التحليل الديني و تفسير النصوص المقدسة له بداية سياسية ( مسالة الامامة) و لكن كانت نهايته و تاثيراته و توسعه ثقافية.
كما ان الصراعات السياسية لم تكن لها بداية و ليست لها نهاية فانها مرت بمنحنيات، اما شكل الخلافات الفكرية في الثقافة الاسلامية لها بداية و ليست لها نهاية .و لكي يربط القدريون عقائدهم بالمقولات القرآنية اُجبروا على الاستناد على العقل كي يجدوا منه التاويلات العقلانية و يوجهون كل النصوص التي لها المعاني الجبرية نحو معاني اخرى و تفسيرها و تحليلها، اذ يقولون بانها ايآت متاشبة و لها اكثر من معنى، وعليه يجب تاويلها وفق الايآت المحكمة التي لها معنى واحد فقط، و على العكس فان الجبريين ارادوا دائما ان يفرضوا و يثبتوا عقائدهم عن طريق القرآن و الاحاديث ، على ان ما يقولونه هو جوهر ما قاله الله.
كما قلنا من قبل ان هناك خمسة مباديء اساسية تُميز المعتزلة عن الجماعات الاخرى، و هي اولا: عدم الايمان بالقضاء و القدر و هو يقع في اطار مباديء العدالة، و ثانيا: المباديء الفكرية لهذه الجماعة و كما يوضحه القاضي عبدالجبار في نهاية القرن الرابع ، وهي عبارة عن خمسة مباديء و هي ( التوحيد، العدالة، التبشير و التهديد، المنزلة بين المنزلتين، الامر بالمعروف و النهي عن المنكر )، و برايهم فان جميع هذه المباديء تتوقف على قدرة العقل و التفسير و الفهم العقلاني لها. و يقول القاضي عبدالجبار في بداية مؤلفه الجديد في هذا الجانب، فان قالوا لك ما هو اول شيء الذي فرضه الله عليك؟ قل : التامل الذي يمتد و يغامر لمعرفة الله( 25). و هذا التامل و التفكير هو فعل عقلاني مجرد، و هو عبارة عن اثبات وجود الله في الغيب من موجود و مرأي محدد، عليه فان دلائل معرفة الله اربعة انواع : الدليل العقلي، السنة، القرآن، الاجماع. فانك لم تصل الى معرفة الله الا بالتامل العقلي، لانه ان لم نعرفه و نعرف بانه صادق، لم يظهر لدينا صدق الكتاب و السنة و الاجماع (26). و هو كاشهر شخصية معتزلة في عصره، و حتى قيل عنه بانه ( قاضي القضاة) يُبرز المباديء الخمسة بشكل ان يكون عقلانية و مقبولة من الجانب الديني، وبعد تعريف للمبدا الاول باختصار يقول ان التوحيد هو ان تعرف ان الله ليس بجسد ، ليس له مكان، ليس كشيء، و قديم و كان موجودا من الابد و يبقى للازل و هو واحد احد. و من ثم يحلل العدالة ( بعد الله عن كل الشرور و ان كافة افعاله خيرة. و لا يمكن تفسير الافعاال الشريرة لعباده على انه خالقها، و ان نسب احد هذه الى الله فانه نسب اليه الظلم و عدم الصحة، و بهذا يخرج من مبدا العدالة ( 27). و هذا التعريف من منظور افعال الانسان و هو عقلاني الى حد كبير و مرتبط بالعقل( لان العقل يتطلب بانه غير صانع للشر) و بعكسه من لا يدعي هذا و يقول ان الشر و الخير من افعال الله فانه ينسب اليه اللاعدالة او الاجحاف. و عليه فان طريق معرفة الله يحتاج الى عقل سليم و باستخدام العقل بشكل عقلاني. و عنده، فان هذا الاتجاه بقدر ماهو عقلاني فانه ديني ايضا و لا وجود للخلاف في هذا. و عليه فان محاولته لاثبات هذا التعريف يسير باتجاهين احدهما تيار عقلاني استنادا على العقل، والثاني هو كما اي تيار اخر يقول ان الله لم يجبر الكافر على كفره و انما افعاله من اختياره هو و بالشكل ذاته فان سيئات الشخص المؤمن لم يثبته الله، و كما يُعاقب الكفار على سيئاتهم فان المؤمنين يُعاقبون عليها ايضا، وان الله الخير المطلق و لا يريد الشرور و لا ارادة له عليه، اي ان الانسان بنفسه و بحريته الكاملة يختار الشرور و السيئات و ينفذها و ان الله يهتم بخيرهم اكثر من انفسهم، وعليه ارسل اليهم الانبياء و ارشدهم لعمل الخير و الابتعاد عن الشر. اما من الجانب النقلي، فانه ياتي بالعديد من الايآت و الاحاديث المختلفة كدليل على توجهاته، مثلا ( وما لله يريد ظلما للعباد) و( ان الله لا يظلم الناس شيئا) و( كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها) و( لا يرضى الله لعباده الكفر) و( و لتجزى كل نفس بما تسعى) و( ماكنا معذبين حتى نبعث رسولا) و( لا يكلف الله نفسا الا وسعها) و ( وما ترى من خلق الرحمن من تفاوت) و ( الذي احسن كل شيء خلقه) و( صنع الله الذي اتقن كل شيء) ..و الكثير من الايآت التي تبرهن على ان الله ليس بمسؤل عن شرور من خلقه و ان الانسان حر في افعاله و اعماله و هو حذرهم من الشر و ارشدهم الى الابتعاد عنه. و عليه، فان وجود الشر و الكفر و الظلم ليس من صنعه و ان الانسان مسؤل عنه.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة قبل تجليها ( 32)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (31)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (30)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 29)
- افول الفلسفة االاسلامية قبل تجليها ( 28)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (27)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 26)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (25)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(24)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 23)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 22 )
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (21)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (20)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (19)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (18)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (17)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (16)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (15)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (14)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(13)


المزيد.....




- شاهد: مظاهرات غاضبة في أرمينيا تطالب رئيس الوزراء بالاستقالة ...
- بوتين للغرب.. لن نسمح بتهديدنا وقواتنا النووية متأهبة
- إصابة عنصري أمن بالرصاص داخل مركز للشرطة في باريس
- -إصابة شرطيَين- برصاص رجل داخل مركز للشرطة في باريس
- مصر.. أسعار السلع تتراجع للشهر الثاني على التوالي منذ -تعويم ...
- ألعاب نارية مبهرة تزيّن سماء موسكو تكريما للذكرى الـ79 للنصر ...
- -هجوم جوي وإطلاق صواريخ متنوعة-.. -حزب الله- ينشر ملخص عمليا ...
- روسيا تجهز الجيش بدفعة من المدرعات وناقلات الجنود المعدّلة ( ...
- شاهد: لحظة اقتلاع الأشجار واحدة تلو الأخرى بفناء منزل في ميش ...
- شاهد: اشتعال النيران بطائرة بوينغ 737 وانزلاقها عن المدرج في ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (33)