أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - كانط مثقفاً














المزيد.....

كانط مثقفاً


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6155 - 2019 / 2 / 24 - 14:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بالضرورة أن يكون الفيلسوف مثقفاً، وليس بالضرورة أن يكون المثقف فيلسوفاً؛ فالفيلسوف يحمل هوية المثقف، وقد لا يحمل المثقف هوية الفيلسوف. وعلى اعتبار أن عمانويل كانط فيلسوفاً من الطراز الاول، بل شيخ الفلسفة الحديثة كما وصفه أحد الكتّاب المعاصرين، وهو رائد الفلسفة النقدية في العالم، بلا منازع، ولا يزال الكانطيون مؤمنون بكل ما طرحه كانط من رؤية فلسفية للكون وللوجود وللأخلاق والدينين والميتافيزيقا والسياسية، وقد اعتبر كانط الاخلاق هي أساس كل شيء، يعني: إن الاخلاق هي معيار الانسان المستقيم، وهو يفضل الاخلاق على الدين، ويرى أن الانسان الذي يمتلك أخلاقاً بالضرورة أن يمتلك دين ويصبح إنساناً متديّن (بالدين الذي يراه هو صحيحاً) بعكس الانسان الذي يمتلك دين ولا يمتلك أخلاق، فالدين لا يصنع أخلاق، والاخلاق تصنع دين، إذ بالمحصلة النهائية: الاخلاق هي فوق الكل، وهي القيمة الحقيقية للإنسان السوي.
والثقافة، بالنسبة لكانط، التزام أكثر مما هي معيار ذا قيمة معرفية. الثقافة سلوك سوي يرتبط بقدسية الانسان والتزامه بسلوكه تجاه الآخرين، وتجاه نفسه كذلك، وبالتالي تجاه مجتمعه (المجتمع الذي يعيش في احضانه). وتنطلق ثقافة كانط من كونه يراقب كل الاحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية المحيطة به، سواء في داخل بلده أو خارجه، وكانط يحلل الامور ويفلسفها برؤية ناقد بارع غير متحذلق، مطلع على كل شاردة وواردة، من خلال رؤيتين: رؤية فلسفية (فلسفة النقد التي شيّد أركانها ودق أوتادها بارض الفلسفة الحديثة) ورؤية ثقافية شاملة، وهتين ما جعلت منه أن يكون كذلك مثقفاً من الطراز الاول، أي أنه بذلك يكون مثقفاً شمولياً، يستوعب جميع الاطر التي تطرأ في الساحة الثقافية والفلسفية معاً، وليس هذا فحسب، بل أن كانط كان عالماً اجتماعياً ايضاً، ذلك حينما كان يجلس مع كافة شرائح المجتمع، ويشاركهم افراحهم واتراحهم آنذاك، ويحدثهم ويستمع اليهم ويدرس مشاكلهم ويحاول أن يضع لها الحلول المناسبة، بعكس ما اتهمه بعضهم: من أنَّ كانط كان منطوياً على نفسه ومنعزلاً عن المجتمع، بهدف الانتقاص من شخصيته وتقليل من شأنه ومن فلسفته التي طغت على كافة الفلسفات الاخرى التي كانت سائدة في ذلك الوقت، وصار حديث الناس يدور حول فلسفته.
المثقف، وعلى اعتباره أنه عقل فاعل في مجتمعه يقيم أود الحياة بكل اشكالها، فأن كانط، ومن هذا المنطلق، كان المساهم الاكثر فاعلية وحراكاً، إذ تتجه اليه الانظار أكثر من سواه في الساحة الثقافية والفلسفية معاً، حتى أنه ملأ الخافقين في اطروحاته ونظريات التي اثارت من حوله كثير من الشكوك والتهم، حتى أن رجال الكنيسة (وهذا هو ديدنهم) اتهموه بالإلحاد، رغم أنهم لا يعون اسلوبه في الطرح، وادعوا أن اسلوبه صعباً، وهو ما جعله أن يطلق العنان لقلمه وأن يعطي مساحة واسعة لتفكيره الحرّ، حتى أنتج فكراً لا يزال الى يومنا هذا محط نظر وتفكر من قبل المعنيين في هذا الشأن.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجومْ!
- بحثاً عن رغيف المعنى
- الغارقون بأحلامٍ منفية
- تمزيق شرايين القصيدة
- كأرنبٍ بهلواني
- دمعة على الاغنية العراقية!
- القاء شوقي خارج قنطرة الوضوح
- العلم قبس من نور الحقيقة(1)
- العلم قبس من نور الحقيقة(2)
- الثقافة تنشيط ذاكرة الفكر
- خدّام الفلسفة: زكريا ابراهيم(1)
- السياسة أم الثقافة؟
- الحمير تتعرض للإبادة الجماعية
- مشروع تحجيم دور العشائر
- ما نوع تشاؤم شوبنهاور؟
- العالم في خضم الفيس بوك
- توضيح -تشاؤم شوبنهاور-
- شوبنهاور واقعيا لا متشائما
- لا دليل على تشاؤم شوبنهاور
- نعم.. شوبنهاور ليس متشائماً


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - كانط مثقفاً