أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة مزان - تعال يا حدسي نعيد تربية الأشجارْ















المزيد.....

تعال يا حدسي نعيد تربية الأشجارْ


مليكة مزان

الحوار المتمدن-العدد: 1518 - 2006 / 4 / 12 - 11:33
المحور: الادب والفن
    


( معاً .. من أجل كرامة الإنسان !
معاً .. ضد العنصرية في المواقع العربية )

فجأة تحسن دين الغابة :
ثم ضفادع لفظها نقيقها ،
ثم ذباب يتخلص من نتانة الجثثْ .

هنا أصفق بنشوة قردة ..
تحدس كل الأعراس الممكنة ..
من أقل تغيير في الطقس ،
ومن أدنى حركة أصيلة ْ !

هنا أصفق للغابة ،
لا يهم إن كنت أصفق ..
بدون شماتة أو بعض شماتة ،
نعم لا يهم ،
الأهم أني أصفق الآنَ .

ماذا تريدون أن أفعلْ ؟!
هي فرصتي لاقتناص بعض الفرحِ :
كم مرت علي من جنائز الضفادع ..
دون أي رقص أو تصفيق :
كانت .. هناك .. دوماً رقابة ْ !

هي الغابة صادقة الفصول ،
ونشرة ثقافية تعلن بكامل انشراح :
القصيدة المزانية* على أحسن ما يرام ،
ونشوة ترتد إلى عرينها جذلى !

الغابة تبدو بنتانة أقل ،
بأشجار توصل إلى الأشهى من الظل .
على شرفة أحد الفصول علامة :
انتباه :
كل الأشجار هنا من صنف الأرﮔان* ،
على الذين لديهم حساسية لهذا الصنف من الأشجار ..
ألا يأخذوا كافة احتياطاتهم !

ـ ماذا ؟!
ـ نعم : أشجار الأرﮔان ،
وكل الاحتياطات الصحية لن تفيدكم شيئا ،
تلك علامة قوية ...
فقط ثم ببغاوات من طقس منقرض ..
يجب إخراسها ،
فقط ثم أورام غابوية ..
لن يجهد الغابة َ اقتلاعها !

قردتي مازالت تحدس ،
قردتي مازالت تحدو حدسها :
تعال يا الحدس المقدس ،
تعال نبشر الغابة بما سيأتي ،
تعال : لم أكن أدري ..
أن قليلا من إرهاف الحدس ..
يكفي للقبض على تباشير هذا التحولْ !

تعال نعيد تربية الأشجار ..
على جلب العصافير ومباركة الشدو !
تعال الغابة صافية ،
فقط بضعة فصول وترقى ..
غابة ً من خمس نجوم :
لا نقيق فيها يهرس الروح بدينه القذر !

الغابة من خمس نجوم ،
الغابة / الانبعاث /الصفاء / العدل ..
تتنفس الصعداء :
ما من شك أنها تتشبث بما بدا لها دينا متداركا ..
كم خانته باحتضانها نقيقا ..
مضى فصولا طويلة يزعج سكينة الأشجار !

هي غابة وقد صارت من خمس نجوم ،
هي قردتي وذاك حدسها ...
هي .. أنا .. أبارك الغابة وعرسها ،
هي دائما .. أنا .. أقاسم كل قردة حدسها ؛
أم لي أن أحول ..
بين كل غابة وعرسها ،
بين أي قردة وحدسها ،
أم ثم من هوية أخرى ..
لأي قردة .. خارج الحدس ؟!

تشجيعاً منها ..
لكل ضفدع يلفظه نقيقه ،
ويرغب صادقا ..
في التأسيس لنبله خارج النقيق ..
لم تعد الغابة تسمح بأي تراجع عن دينها ،
ولا بأي تأويل خارج الحدس .
لم يعد لديها مستنقع ..
لتكفير أي قردة ،
ولا للطعن في أي اتضاح أو عدل ،
ولا عاد من شعاراتها ..
تواطؤ لا يورث الغابة سوى ..
المستعصي من الأورامْ !

يبدو أن الغابة اتزنت :
القردة تقطف ثمار حدوسها ،
القردة تطمئن لمفهوم جديد للغابة ..
لا كفضاء نقيق طبعا ،
بل كأسلوب احتفال بما ينبغي من صفوْ !

للقردة الآن طموحات أرقى :
إنها تعيد الغابة إلى شجر البدء ،
مع إشارة هامة :
هناك احتراس تام من عدم اقتراف أدنى ضفدع :
كل ضفدع لا بد وأن يحرضه نقيقه ،
كل ضفدع لا بد أن يحول دون إعادة الخلقْ !

لأننا مع كل مشروع أخلاقي ..
يروم تطهير الأجواء الغابوية ..
من كل النتانات المستفحلة ..
حفاظاً على صفاء الغابة ،
وقطعا للطريق على كل نقيق ..
يسئ لسمفونية العدل ..
سندعو لقردتنا بكامل التوفيقْ !

عفوا هناك خبر عاجل :
والحدس يستعد لمساعدة قردته ..
على إعادة خلق غابة بدون نقيق ،
لم يكن بإمكانه
ـ وهو يضع أمامها خطة المشروع ـ
ألا يستحضر النقيق ،
ولو بهدف التركيز على ضرورة إقصائه ..
من ملامح الغابة المقرر إعادة خلقها ..
نهاية الموسم الغابوي الجاري ؛
والحال هذه فقد وجد الحدس نفسه مضطرا ..
إلى الإعلان لقردته العزيزة عن أسفه الآتي :

سيدتي :
يبدو أن بعض المستنقعات تتشبت بضفادعها ،
وبعض الضفادع بنقيقها ،
وبعض جوانب الغابة بمستنقعاتها ،
يبدو سيدتي أننا لن نتخلص بسهولة من لعنة النقيق ،
يبدو أن النقيق من البهارات التي لا بد منها ...
يبدو أن الغابة لن تكون ..
غير جحيم محكم المستنقعات ،
نافذ الضفادع والنقيق !
النقيق سيدتي هو الهوية الوحيدة للضفادع ،
الضفادع سيدتي هي سيدة المستنقعات ...
لا بد من الاعتراف سيدتي بـ’’ شرعية ’’ النقيق ..
جبنا منا سيدتي في التصدي له ؟! ربما ...
أو تسامحا منا ؟! ربما ...

سيدتي ،
ما دمنا ننادي باحترام الخصوصيات الثقافية ..
لكل شبر من الغابة ،
ولكل عضو فيها ..
نعم نجد أنفسنا ، سيدتي ،
مضطرين للاعتراف بشرعية النقيق ،
ربما جبنا ،
ربما تسامحا ،
ربما ’’ تضفدعا ’’ من جانبنا ...
ربما ؛
لكن رجاء ، سيدتي ، لا تسحبي ثقتك :
قد أصدقك إدراكا آخر ..
إلا التخلص من النقيق ،
النقيق ، سيدتي ، نافذ ؛
النقيق ، سيدتي ، عنيد الضفادع ...
أرجوك سيدتي ...

القردة ،
ولأنها تحدس كل الأعراس والفجائع على حد سواء ،
ومن أقل تغيير في الطقس ،
ومن أدنى حركة نبيلة أو خائنة ..
ثم الآن بفضاء الغابة ما يشبه صراخها :

أوقفوا كل محاولة لإعادة الخلق :
يبدو أني كنت أهذي :
ثم ضفدع تسلل إلى دمي ،
ألا ترون أني أصفق كضفدع ولا أنقنق كقردة ؟!
أعيدوا إلي .. شجري / نقيقي !
لا بل .. مستنقعي / تصفيقي !
أوووف ... لم أعد أدري ...

هاتوا أي شجر !
هاتوا أي مستنقع :
أريد فقط أن .. أنقنق ،
أريد فقط أن .. أصفق :
سيان عندي !
هل رأيتم قردة / ضفدعاً .. بلا شجر / نقيق ؟!
أم رأيتم ضفدعاً / قردة .. بلا مستنقع / تصفيق ؟!
هاتوا .. شجري / مستنقعي !
هاتوا .. مستنقعي / شجري !
هاتوا .. تصفيقي / نقيقي !
هاتوا .. نقيقي / تصفيقي !
هاتوا ...
هاتوا ...
بل أعيدوا إلي حدسي ! فقط حدسي !
نعم ، أعيدوا إلى حدسي ! أريد حدسي !
هل رأيتم قردة بلا حدسْ ؟!
تفقيــر !
تزويــر !
رقابــة !
إبـــادة !

في زاوية من الغابة رب نقيق مستفحلْ :
محكمـة !
قـــرار :
عودة .. كل قردة .. إلى حدسها ،
وكل .. حدس .. إلى قردته ... مع .. وقف التنفيـذ ْ !

ـــــــــــــــــــــــــ

القصيدة المزانية : نسبة إلى صاحبتها الشاعرة المغربية مليكة مزان
*الأرﮔان : نوع من الشجر تنفرد به منطقة سوس في المغرب دون باقي أنحاء العالم



#مليكة_مزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم ِ اشترتْكَ فصولُ الآخرينَ
- تعال يا فطرتي الأولى
- أنا العاهرة وأين الفصولْ
- ما بين إفلاسي وإفلاسي
- تلك خيانتكَ وأما بعد
- فلتصلبني المقاصل ُ : إن دمي .. حجر
- تلك .. سلطتكَ .. في دمي
- مومس ٌ محتمَلة ٌ و .. وطنٌ حرام
- مزيداً من القيح ِ : إني .. ورمٌ مؤمنْ
- مومس محتملة ووطن حرام
- حفيدة طارق بن زياد تخاطبكم : طُظْ في كل التأويلاتِ الجميلاتْ
- رسالة مفتوحة إلى السيد عدنان أبو معيليش / موقع : وصال العرب
- أمي .. يعجبها عشق الغرباءْ
- رسالة مفتوحة إلى أعضاء اتحاد كتاب الأنترنت العرب
- ورد الأعالي
- شهية ٌ .. عربدتكَ .. في دمي إلى عبد الكريم وشاشا
- هنا .. في انفجار المكانْ
- لك َ في الوريدِ .. سمفونية ونهرْ
- شمسي العمياء :رسالة أمازيغية مفتوحة إلى محمود درويش
- تلك التي أعشقها حد الانتحار


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة مزان - تعال يا حدسي نعيد تربية الأشجارْ