أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - إغتيال خاشقجى والعالم والمملكة السعودية














المزيد.....

إغتيال خاشقجى والعالم والمملكة السعودية


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 6041 - 2018 / 11 / 1 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الغريب فى هذا الحادث الجريمة ، أن العالم وربما للمرة الأولى فى تاريخه ، لم يصطف وفقاً لقناعاته السياسية ، بل إصطف وفقاً لوحدته الإنسانية ، ورفض الحادث ووصفه بالجريمة البشعة ضد الإنسانية ، رغم أن الجميع يعلم أن خاشقجى إخوانى تركى ، وليس داعية حقوق إنسان ولاديموقراطية ، وقد وصل الأمر بأحد الكتاب أن يصف الحادث بأنه سيغير من العلاقات الدولية ، ومن هنا يمكن أن نبدأ مقالنا.
لقد كان هناك دائما رؤيتان متصارعتان حول المملكة السعودية، رؤية صانع القرار السياسى ، ورؤية المراقب العادى، بالنسبة لصانع القرار السياسى، وبصرف النظر عن المصالح، كان غالباً مايراها كعنصر داعم للإستقرار فى الشرق الأوسط ، بينما كان المراقب العادى، وبإستثناءات قليلة ، غالباً مايراها كدولة الكفيل المظلمة المنتهكة لحقوق الإنسان فى الرأى والعقيدة وكل مجال آخر. وحول هاتين الرؤيتين صارعت المملكة السعودية فى كل تاريخها القصير لتثبت أنها أولى بالرؤية الأولى من الثانية، ونجحت أحياناً وفشلت أحياناً أخرى ، نجحت فى التسعينات، وتحديداً فى عهد الملك عبدالله، فى تجاوز تهمة دعم مركزها الإقليمى من خلال دعم الإرهاب الإسلامى الراديكالى فى حقبة السبعينات والثمانينات بقوة المال النفطى وحجة مواجهة الشيوعية والغزو السوفيتى لأفغانستان، ثم نجحت أخيراً فى ظل صراع القوى الإقليمية فى الشرق الأوسط فى تثبيت موقعها كرادع للعدوان الإيرانى والطموح التركى الإخوانى، كما إستفادت فى سبيل تعزيز هذه الصورة ، بحركة الإصلاحات الإجتماعية التى قادها الأمير الشاب، محمد بن سلمان.
لكن الأمور لم تكن تجرى بهذه البساطة بالنسبة للعالم ، الذى يراقب ويراجع ويحاسب، فالدور الإقليمى السعودى المعتدل ظل محل الشبهات حتى اللحظة الأخيرة ، بين دور المدافع عن الإستقرار الإقليمى ، ودور الساع للطموح الإقليمى ، لايختلف فى ذلك عن ضلعى الشر، الإيرانى والإخوانى. وقد كان هناك إشارات ، على الطريق ، لدعم هذا الرأى أو ذاك ، إنتهت بحادثة خاشقجى الفظيعة. كان هناك إشارات فى صالح المملكة، وإشارات ضدها، كان هناك إشارات واضحة على أن المملكة تتبع العدوان الإيرانى والطموح التركى ولاتسبقهما، التدخل الإيرانى فى اليمن والتركى فى قطر نموذج، كما كانت أكثر مرونة فى التعامل مع التيارات المعارضة فى مناطق نفوذ القوتين الأخريين، الرهان على القوى الوطنية فى لبنان والعراق مثلاً، الرهان على التيارين فى سوريا واليمن ، المعارضة المدنية فى سوريا مع جيش الإسلام فى نفس الوقت، الحكومة الشرعية فى اليمن مع حزب الإصلاح أيضا. وبشكل عام كانت أكثر مرونة من الإيرانى الذى لايقبل بالتعامل إلا مع أحزاب الله والأقليات ، والتركى الذى لايقبل بالتعامل إلا مع أنصار سيد قطب وحسن البنا ، وقد عززت إصلاحات محمد إبن سلمان هذه الإشارات الإيجابية بشكل قوى ، ولكن ليس بشكل قاطع.
فعلى الجانب الآخر كان هناك إشارات تعمل ضدها، خارجياً وداخلياً ، خارجيا كرفض تشكيل أى تحالفات دفاعية داخل إطار الجامعة العربية وتكوين التحالفات الخارجية التى تضمن فيها الإنفراد بدور القيادة ، الحلف الإسلامى والتحالف العربى نموذج، الرغبة فى إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع تونس، والمساهمة فى الترتيبات الأمنية مع دول الإتحاد الأوربى ضد الحركات الجهادية فى غرب إفريقيا، وهى حدود بعيدة ، وليس لها علاقة بضرورات الدفاع الإقليمى ، بل تعبر عن طموحات تعدت حتى حدود الإقليم ، وأخيراً حادثة السفير الكندى الذى إنتقد ملف حقوق الإنسان السعودى وماترتب عليها من عقوبات مبالغ فيها تعبر عن أسلوب السحل الإقتصادى التقليدى التى تتعامل به المملكة الوهابية مع خصومها السياسيين . وداخلياً يمكن أن نرصد عدم إرتباط حركة الإصلاح بالإفراج عن أى من معتقلى الرأى ، بل سجن المزيد منهم ، أسلوب تصفية الحسابات مع كثير من الأمراء ورجال الأعمال بقرار فردى يخلط الإقتصادى بالسياسى ، ماقيل عن حادثة إحتجاز رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى، وأخيراً حادثة إغتيال الكاتب المعارض جمال خاشقجى ، والتى هزت العالم وكشفت عن روح النظام السعودى ، وكذلك عن روح العالم الجديدة ، بالنسبة للعالم ، لم يعد إحترام حقوق الإنسان مجرد قوى ناعمة فى رصيد الدول ، بل أصبح قوى صلبة وأساسية لأى دولة مهما كانت أهميتها ، وبالنسبة للنظام السعودى فقد كشفت ليس عن مجرد تفكيره أو توجهاته ، ولكن عن روحه الوحشية ، والتى حسمت الجدل ، وثبتت صورة السعودية الوهابية فى أذهان العالم ، وقضت على صورتها الإصلاحية ، وأصابت دورها الإقليمى فى مقتل، وحققت للإيرانى والتركى الإخوانى من إنتصار، لم يحققه حتى فى خياله.



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبيل النقيب ، ضحية جديدة لمحاكم التفتيش المصرية
- الجامعة العربية والشرق الأوسط والمتوسط
- بوتين وإغتيال الثورة السورية
- مختصر تاريخ اليونان القديم
- قانون يهودية إسرائيل وصراع الخير والشر فى الشرق الأوسط
- صلح وستفاليا والشرق الأوسط والمستقبل
- سبينوزا- ضمير العصر الحديث
- تعريب التعليم - مزرعة الإرهاب
- الإنتخابات السيساوية وخيانة الثورة المصرية
- مثقفى الشهرة وتعطيل التطور
- لماذا يجب أن نكره الثورة الإيرانية؟
- محمد بن سلمان ورائف بدوى
- مصر بين البدوى والفلآح
- أربع ديكتاتوريات وكردى
- مصر الحديثة والبحث عن الحرية
- أبناءالإنسان
- أبناء التوراة
- تفجير مسجد الروضة بالعريش
- تأملات فى مؤتمر الشباب بشرم الشيخ
- مركزية المشروع الإسلامى بين إيران والسعودية الجديدة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - إغتيال خاشقجى والعالم والمملكة السعودية