أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - الراية والنجوم














المزيد.....

الراية والنجوم


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1511 - 2006 / 4 / 5 - 12:28
المحور: كتابات ساخرة
    


من ذكريات عيد الجلاء السوري في بودابست!

في غابر الأزمان, كان لكل قبيلة راية, أو "بيرق" يميّزها عن غيرها من القبائل, وتحت لوائها تنضوي كل أفراد القبيلة (الجماعة), وكانت تعتبر الراية رمزاً يوحّد الجميع, وكانت الراية تمثّل الأرض أو الوطن!

وفي المجتمعات الحديثة, ومع تشكل الدول العصرية صار لكل دولة راية أو علم, يقدّسه الجميع ويكون فوق الجميع, فوق الملوك والأمراء والرؤساء, فوق القادة والناس البسطاء! وأصبحت تعني خدمة العلم تماماً خدمة الوطن!

وفي نهاية الثمانينات وبالضبط في عام 1988, وبمناسبة عيد الجلاء وكالعادة كنّا نحن الطلاب السوريين في هنغاريا نحتفل في هذه المناسبة من خلال اتحاد الطلاب, وكان دائماً يرفع العلم السوري إلى جانب العلم الهنغاري في صدر قاعة الاحتفال, وهذا التقليد كان دائماً موجود ـ وللحق كانت احتفالاتنا ناجحة وكان يحضرها جمهور كبير نسبياً من الهنغار أبناء البلد الذي ندرس ونعيش فيه ـ

ولمّا كنّا دائماً ملكيين أكثر من الملك, ونحب الأنبياء أكثر من مرسل الأنبياء, ونعشق الثمار أكثر من عشقنا للأشجار, ونحب الإنسان أكثر من خالق الإنسان, فالحب في قاموسنا مطلق كما الحقد والكره مطلق, والتملق والنفاق مع الجبن الأحمق, والإيمان المطلق بأسد العالم والشرق, لأن الكثير تربوا في مدرسة وحزب الرق!
وكل هذا الحب "العلاك", قبل صدور شعار "حلّك يا الله حلّك, حافظ يقعد محلّك",
إلاّ أن بعض الخرفان أراد تثبيت الولاء بالبرهان, ففاضت قريحة الصبيان, لتحية حامي الأوطان, وقائد كل العربان!
وكل عيد ومناسبة ليست سوى تمجيد لأشجع الفرسان!
وقبل الله والوطن, وفوق العلم "ما في إلاّ أبو سليمان" ـ أبو سليمان هو لقب حافظ الأسد ـ

في هذه المناسبة ـ مناسبة إحياء ذكرى الجلاء ـ, وكتعبير عن الحب, ارتأى بعض الشباب أن يضع فوق العلم السوري وفوق العلم الهنغاري في صدر قاعة الاحتفال صورة "القائد المعلم حافظ الأسد"
وأنا لا أريد تقليل أهمية الصورة وصاحبها ـ معاذ الله ـ وقد تكون شجاعتي أمام العلم أقوى من جبني أمام الصورة!
ولأنني لا أريد تقليل أهمية العلم والوطن ـ لا سيّما في أوربا ـ فكلنا يهتف للعلم, وكل يناضل على طريقته كي تبقى رايته مرفوعة, ولمّا كان العلم طويل العمر ـ على الأقل أطول عمراً من القادة ـ والعلم يمثل الأرض ومن يعيش عليها, رأيت أن لا نهين علمنا وعلم البلد المضيف بأن لا يكون في مكانه الطبيعي, بغض النظر عن المحبة الحقيقية سواء للعلم أو "للقائد" أو لأولويات المحبة, فبالتأكيد يبقى العلم رمزاً ولا يتجرأ أحد على انتقاده وهو منّزه عن الخطأ!

قلت لا شيء فوق العلم!
ورغم دهشة الشباب المؤمن بقائده ـ على تطرفي هذا ـ نزلت الصورة إلى تحت العلم!

بعدها بدقائق همس خجول في أذني قائلاً "لا يوجد فوق العلم سوى النجوم"!



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديالكتيك المذكر والمؤنث بين الثور والثورة!
- نوروز, عيد الكرد, عيد الربيع, نوروز عيد الجميع!
- الشيخ حسن نصر الله: ثورية غيفارا أو ملالي عاشورا!
- تحية إلى حبات البذار أمام القصر العدلي
- وزيرة سورية ضد تحرر النساء
- إله الزمان, اترك النسوان
- فحولة فتاة من بلدي
- يا نساء بلادي اتحدوا
- إله العراقيين يأكل أبناءه
- تسعيرة سورية في بودابست
- مسكين هذا الإله إذا كانت هذي الرعاع رعاياه
- سورية-توحيد كل أصوات التغيير من أجل تقرير المصير
- بندورة وفجل
- على شفا حفرة
- الاستثناء السوري
- البعث السوري و-الوحدة والحرية والاشتراكية-
- أيادي وجيوب
- حسين جربوع, شيخ عقل الدروز أم قارئ حروز.
- أبوعادل والمقعد الأول - باص بالعرض
- تغيير الواقع يبدأ بتغيير ما في الرؤوس


المزيد.....




- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - الراية والنجوم