حدود عند

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6009 - 2018 / 9 / 30 - 20:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

حدود عند
عندما تأتي الى مفردات عربية اساسية مثل (عند) و تنتقل الى (العنيد و عندما) خاصة و ان لـ (عند) نسبة تردد عالية في الاستعمال اما للتعويض عن الملك مثل (عندي بيت او عندي كتاب) و في نفس الوقت استعمالاته كحرف جر الزمان و المكان (عندما وصل - عند الباب او عند فلان) تريد ان تفهم العلاقة بين (عند و العنيد) او تفهم لماذا يستعمل (عند) كحرف الجر للتعويض عن الملك.

كان الثلاثي (عند) ظرفا قبل ان يكون حرفا للجر يشير الى الجانب او الطرف. يشكل الجانب نقطة مهمة او حدا بين القريب و البعيد في الثقافة السامية خاصة في الثقافة البدوية العربية الصحراوية فان خرجت من الجانب الى الطرف الاخر فانت تترك الطريق او الخط المستقيم علما ان القرآن يستعمل كلمة لاتينية strata في سورة الفاتحة السراط / الصرط المستقيم بعد تضخيم اصوات الكلمة اللاتينية كالعادة في العربية (لاحظ ايضا التردد في كتابة الكلمة (سراط / صراط) كدليل اخر على اجنبية الكلمة و ان الثلاثي (فتح) كان يشير الى القرار اي اذا قررت و ابتعدت عن الحدود او الطريق الى الجانب الاخر فانت ضال (لاحظ ايضا استعمال الضال في نفس السورة) و اذا كنت ضالا فانت (عنيد) اي تعارض و ان سال الدم فانه يترك طريقه في الشريان (طعنة عاندة) و (عاندة الطريق) هي السلك الذي ينحرف عن الطريق.

اما اذا تركت الجانب لتتقرب من نفسك اي تحط قدميك على المكان الذي يعود اليك يتغير المعنى الى الملك - الفرق بين القريب و البعيد هو الفرق بين (العنيد) و بين (عند) في الامتلاك او في العناد اي بين الاقرباء و الغرباء (لاحظ الفرق بين (عَنَد عن اصحابه) اي (ابتعد) و (عِندَاصحابه) اي (تقرب) و هنا لا يهم اذا كانت الحدود زمنية او مكانية او مجازية في (عندي) بمعنى برأي او بنظري. تقرر الحدود معنى المفردات من اتجاه الى اتجاه اخر - من جانب متطرف الى جانب متطرف اخر و هي مهمة في الثقافات البدوية بصورة خاصة لذا يؤكد القرآن ايضا (تلك هي حدود الله).
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل