أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الأسدي - إحمد ربك كاكا كمال كريم لست شروقيا














المزيد.....

إحمد ربك كاكا كمال كريم لست شروقيا


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 1509 - 2006 / 4 / 3 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكم على أي صحفي هو مخالفة لقوانين حقوق الإنسان بغض النظرعن طبيعة الدوافع التي حدت بذلك الصحفي للتعبير عن رأيه بتلك الطريقة التي يجدها بعض القادة السياسيين منافية للأعراف المتبعة في مهنة الصحافة التي يتوجب عليها ان تقيم طقوس السجود للقادة السياسيين المتلفعين بجراوية الديمقراطية هذه الأيام، وأية مخالفة لبعض القوانين النافذة بصاحبها إلى السجن، ما دامت وسائل التعبير باقية في حدود النقد السياسي التلميعي.
ونحن ضدّ كل حكم ضدّ أي صحفي أستخدم حقه الطبيعي للتعبير في اطار قضية عامة. لكننا في الوقت نفسه لا نؤمن بالتجريح الشخصي، او شنّ سلسلة من الاكاذيب ضد أي مواطن فضلا عن قائد سياسي.. فالقائد السياسي مهما صعد او نزل يبقى مواطنا أولا واخيرا. وعندئذ لا تتخذ تلك القضية صفة الدعوى الصحفية في التةجريح أو الشتم صفة الصحافة بل تتحول إلى قضية جنائية..
وهذا ما لا يمكن قبوله في أي مجتمع مبني على التحضر وممارسة الحرية.. ولا أحسب ان السجن هو المعيار المفيد في هذه القضية، او أية قضية تتعلق بالصحافة, وتبقى الغرامة المالية هي الافضل من وجهة نظرنا في حالة التجريح والقذف والتشهير الشخصي. ففي هذه الحال تؤكد مدى الحماية التي تحيط بالانسان الذي يتعرض إلى مثل هذه الحالات حيث تكون الصحف قد راجعت نفسها طويلا قبل نشر أية معلومات كاذبة او قذف.
وفي القانون العراقي يصبح السب او الشتم او القذف عن طريق وسائل الإعلام (جناية) على وفق المادة 433 الفقرة الاولى لقانون العقوبات العراقي عام 1969 ويبدو ان من الصعب الركون إلى هذه الحال القانونية في ظل النظام الديمقراطي حيث يتوجب صدور قانون لجرائم النشر يحدد فيه العقوبات والافعال التي تعد جرمية، وأغلب قوانين العالم المتمدن يعاقب الصحفي في محاكم صحفية خاصة وليس في محاكم عامة.
ويعد سجن صحفيي الرأي من اخطر ما تمارسه الانظمة القمعية من أساليب. وليس يوم الصحفية المصرية اميرة ملش ببعيد.. وتبدو ان قضايا التعبير عن الراي ستتخذ مظاهر شتى في معظم منطقة الشرق الاوسط، ولسوف نشهد اكثر من كمال كريم واميرة ملش وزهراء كاظمي واطوار بهجت و عبد الحسين خزعل.. وعشرات آخرين غيرهم قضوا لأنهم كانوا تحت ظل السيدة صاحبة الجلالة المبجلة وهم يمارسون عملهم الطبيعي.
وبما اننا لم نطلع على حيثيات القضية بشكل كامل، والتي ادين بها الصحفي الكردي كمال كريم - يحمل جنسية نمساوية- فإننا من الصعب ان نقدم رأيا سديدا في هذا المجال، علما بان المحاكمة لذلك الصحفي- كما تناهت الاخبار- لم تستغرق غير ساعة ونصف فقط، ولم يستطع الصحفي ان يقابل موكله إلا خمس دقائق فقط!. وإذا صحت مثل هذه الأخبار فإن حرية الرأي والتعبير في خطر فعلا.
حسنا، يوجد في كردستان العراق ثمة قانون على الاقل. حسنا ان العراقيين الكرد رغم المآسي التي مرت بهم ومنذ أنفصالهم عن النظام الصدامي عام 1991 أستطاعوا ان يجدوا آليات للعمل الديمقراطي ولو بشكل اولي؛ لكنها البداية على أية حال. والصحفي كمال كريم من حقه ان ينتقد الإدارة الكردية، ويعمل على الكشف عن اخطاءها والتنبيه إلى مخاطر البقاء بلا نقد.. ولا تعديل.. ولا تغيير.. ولا هم يحزنون. فثمة موروث ثقيل من التابوية المتراكمة لدى العراقيين في عدم النقد اكثر من أية امة اخرى على الأرض الآن. فإمام الجامع يلقي الخطبة ولا احد يناقشه، والمعلم يلقي المحاضرة على طلبته ولا أحد يخطئه، ورؤساء الجمهوريات يرفعون وينصبون في اللغة ولا احد يقول لهم ماذا تقولون؟ والوزراء (أنصاف الجهلة) يتسلمون وزاراتهم وليس لديهم أقل فكرة عن عملها، وحينما يخطأون لا أحد يحاسبهم لأنهم ليسوا من جماعة التكنوقراط طبعا، وهم من اجل تصريف اعمال( حبايبهم) وأنصار أحزابهم وطوائفهم ولمايمهم..
وحينما تضج الوطنية بأحدهم فيقوم بسب وشتم ولعن سابع جد للمحاصصة والعنصرية والنزعة الأسرية ذات الطابع السياسي، ويحاول هدم (تابو) كل ما نتربع عليه من مآس وويلات وآلام يحال إلى المحكمة كما حدث لزميلنا كاكا كمال كريم.
وثمة تساؤل مهم واحد فقط في هذا المقام:
يا ترى لو ان الصحفي كمال كريم كان في بغداد وتعرض إلى احد اولئك (القادة الجهابذة الذين تشم من أثوابهم رائحة النفط فقط) بالطريقة التي أشيع عنه، ماذا يمكن ان يحدث له؟ هل يمكنه النوم في داره؟ هل يمكن لأولاده وزوجته ان لا يقولوا له غير وداعا بابا لآخر مرة لسنا في انتظارك.. باي باي إلى الآخرة!
بالطبع كاكا كمال كريم لو كان شروقيا لن يبعث إليه أحد.. ولن يحاكم محاكمة سريعة امدها ساعة ونصف .. ولن ينصب له محام قط.. سوف يترك على هواه.. يسير في الشارع.. ساهي .. عباله كل شيء ماكو.. يوم او يومان او ثلاثة.. لن يستمر الامر معه أسبوعا واحدا أبدا .. ولسوف تأتي سيارة جاهزة.. يفتح الباب .. ويطل منه رجل ملثم.. ثمّ يطلق عليه النار .. إحمد ربك كاكا كمال كريم ... كان مسعود البارازاني رؤوفا بك.. ومن يدري فلربما يصدر عنك عفوا في أقرب مناسبة من عيد شمس كردستان.. احمد ربك مليون مرة في النهار أنك لست شروقيا.



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعال إلى انسية زارالولو
- جدل العلماني/الديني: علي الوردي ومحمد باقر الصدر
- إلى العراقيين الذين ينامون وارجلهم بالشمس: من ينهب العراق ال ...
- الرأي العام في العراق الآن
- الإعلان الرسمي للحرب الاهلية في العراق
- الكتاب المستقلون العراقيون.. لماذا؟ وإلى أين؟
- ميكروسكوب عراقي- عراق الداخل
- بيان إلى (بلابل جنجون
- الاواني المستطرقة
- أدب الحرب العراقي:كتابات إنسانية ام اكذوبة حكومية؟
- دراسات في الفكر الوطني
- الأوتجية واللوكية
- سياسات دمقرطة الشرق الإسلامي،طروحات الولايات المتحدة حول (ال ...
- شعارات القطيع الاسمنتية - سياسات إفراغ المحتوى الإنساني- الع ...
- توماس فريدمان: قناعاتنا الأميركية بازاء عالم متغيّر
- الأغلبية الصمتة في العراق دراسة سياية وميدانية
- قراءة في كتاب ( علي ومناوئوه) المنهجيتان العلمية والتقليدية
- الليبراليون العراقيون: طريق غير ممهّدة وسير متعثر
- تكرار فولتير،دراسة أولية في النظرية الأجتماعية الوردية


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الأسدي - إحمد ربك كاكا كمال كريم لست شروقيا