أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - العقوبات الامريكية على ايران والعراق














المزيد.....

العقوبات الامريكية على ايران والعراق


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 5960 - 2018 / 8 / 11 - 19:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرضت الولايات المتحدة الامريكية حزمة من العقوبات على ايران مما اضعف عملتها التومان في التعامل التجاري والسوق الداخلية ، وقد تشدد العقوبات بشمول تصدير النفط خلال الاشهر القليلة القادمة .
وكان العراق قد خبر العقوبات الامريكية قبل اكثر من عقدين من الزمن وعانى الشعب العراقي من شظف العيش وانخفاض القيمة الشرائية لعملته النقدية حتى اصبحت لا تساوي قيمة الورق الذي تطبع به حينذاك .
ادعت الادارة الامريكية انها لاتبغي تغيير النظام الايراني ولكنها بهذه العقوبات تبغي تغيير سلوكه ، وهو ما كان ايضا مع نظام صدام اذ ظلت بلاد الرافدين تحت سيف العقوبات لعقد ونيف وظل النظام الصدامي يعيش في النعيم غير مكترث بفاجعة العوز والفاقة التي يعيشها الناس ، بل كان يستفيد منها في التظاهر بالاعلان عن وفيات الاطفال وشحة الدواء والغذاء .
تتخذ امريكا من قوتها العلمية وتطورها الصناعي والزراعي سلاحا تحارب به الشعوب من اجل اخضاع حكومات متمردة على ارادتها وكسر شوكة زعماء البلدان التي لا تتبع رغبة البيت الابيض في السياسة المحلية والدولية او في التبعية المالية والاقتصادية وتجنح الى التحكم بثرواتها او تحالفاتها السياسية . وهو ما حدث مع الاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا حاليا كما في قضية تصدير وبيع القمح الامريكي لروسيا والتي ادت الى تطوير زراعة القمح في روسيا لاحقا ، لكن العقوبات التي طبقت على كوبا احاقت بالشعب الكوبي اضرارا بالغة ، و حرمتهم من وسائل المدنية الحديثة مثل السيارات والاجهزة الالكترونية .
حين اطبقت العقوبات الامريكية وقبضة النظام الصدامي الوحشية على العراقيين ، وجدت القوى المناهضة لصدام في ايران ملاذا تحتمي فيه وتعيش فيه بامان وتعمل من هناك ضد نظام الحكم الذي حظي بمساندة عسكرية من لدن الولايات المتحدة الامريكية وسمحت لطائراته السمتية بحصد ارواح العراقيين وافشلت مقاومتهم في انتفاضة اذار 1991 وسقط الاف الشهداء ضحايا قسوة النظام الذي منحته امريكا فرصة جديدة للحياة بعد ان كانت تدعي معاداته وتدعو العراقيين الى التمرد عليه ، وكان نتيجة تلك القسوة انحسار المعارضة التي كانت تشكل الاحزاب الحاكمة اليوم وجماهيرها من وسط وجنوب البلاد والاحزاب الكردية في كردستان العراق عمودها الفقري .
تمتعت القوى السياسية العراقية المعارضة لنظام صدام بعيش رغيد في ايران لسنوات قاربت العقدين من السنين حتى جاءت لحظة التغيير الامريكية لنظام صدام وعودة الاحزاب المعارضة لتتسلم الحكم من الحاكم الامريكي بريمر بطيب خاطر وفق مخطط امريكي نحصد نتائجه اليوم من خير وشر ، خير تمثل بديمقراطية شكلية وانتخابات مهلهلة ، وشر تمثل بمعاناة المواطنين من سيطرة طغمة سياسية تتشبث بالحكم من اجل المزيد من نهب الموارد المالية وترك الملايين تعاني قلة الخدمات والعيش في بؤرة الجهل والتخلف .
وبسبب طول الحدود المفتوحة بين العراق وايران ، سيكون من الصعب على الحكومة العراقية الانصياع للاوامر الامريكية وتطبيق العقوبات بتفاصيلها على ايران ، فالتبادل السلعي سيظل مستمرا بين الجارين ، وكذلك تبادل العملة وشراء الدولار مقابل البضائع الايرانية التي يحتاجها العراق . بالاضافة الى ان الاحزاب الحاكمة لن ترغب بتشديد قبضة الالتزام بالعقوبات الامريكية بسبب الميل العام لجمهورها ومصلحته في تبادل الزيارات والتجارة بين الجارين لارتباط مصالحهما وهو ما دعى تركيا الى الاعلان عن عدم التزامها بالعقوبات الامريكية ايضا .
الشعب الايراني يستحق العيش برخاء وحرية فهو أحد اكبر شعوب الشرق الاوسط التواقة الى التقدم والتحرر من سلطة القمع والتخلف التي يفرضها النظام الثيوقراطي الحالي ونأمل ان تنهض القوى التقدمية الايرانية بمهمة تغيير الواقع المر والمتخلف الذي يلف ايران وينعكس سلبا على العراق ايضا كونه الجار الاقرب لايران ولا نشجع مقاطعة الشعب الايراني وتعريضه الى اية عقوبات بسبب حكومته التي اطبقت منذ اربعة عقود على مقدرات الشعب الايراني الشقيق ، ولا يحق لامريكا او غيرها معاقبة الشعوب وفرض العقوبات الاقتصادية عليها لاي سبب كان ، فهناك العديد من الطرق السلمية والدبلوماسية التي تحد من سلطة الحكومات التي لا تلتزم بمعايير الحرية والتقدم والسلام سواء مع شعبها ام مع شعوب ودول العالم الاخرى ، ورغم ما تدعيه امريكا من عدم القناعة بالاتفاق النووي مع ايران الا ان هذا الاتفاق الذي صادق عليه مجلس الامن وشاركت في التوقيع عليه عدة دول كبرى يعد الاتفاق الاولي الناجح في كبح جماح سباق التسلح النووي في منطقة الشرق الاوسط ، لذلك يجب الاستناد اليه في الوقت الحاضر ريثما يتم الاتفاق على تطويره في ظروف مؤاتيه في المستقبل وعدم استخدام سياسة العصا الغليظة مع شعوب ودول العالم الثالث التي بحاجة الى مزيد من الدعم وتطوير امكاناتها الصناعية والزراعية والحفاظ على البيئة التي اصبحت مشكلة كونية .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاسمية تغضب على ربع ابو جاسم
- حكومة العبادي تؤدي رقصة الموت
- جاسمية تهدد ربع ابو جاسم
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الوزراء .. الاستقالة اهون الشرين
- من هو رئيس الوزراء الحازم والقوي ومتى يلتف حبل الجماهير حول ...
- جاسمية تشارك في المظاهرات ضد ربع ابو جاسم
- اخر الدواء ... السحل
- انتفاضة البصرة القت بالانتخابات في سلة المهملات
- ليس دفاعا عن هاشم العقابي
- جاسمية تحتفل على عناد ابو جاسم
- جاسمية تغمز ابو جاسم : اليدري يدري
- جاسمية تحرك كَلب ابو جاسم
- جاسمية تتوعد ابو جاسم : ماطول كَهوة وتتن
- جاسمية تصجم ابو جاسم : استهلس الواوي على اكل الدجاج
- ابو جاسم يقرصن صندوق جاسمية
- جاسمية تحرك كلب ابو جاسم : تخسر ما تخسر بالجير
- النفط مقابل الغذاء .. النفط مقابل الماء
- جاسمية تطلب شربة ماي من ابو جاسم
- جاسمية تحاور ابو جاسم عن الانتخابات
- وليمة أسماك هاتف الجنابي في انتظاركم


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - العقوبات الامريكية على ايران والعراق