أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حسن دايش - دولة الاستبداد العبودي














المزيد.....

دولة الاستبداد العبودي


اياد حسن دايش

الحوار المتمدن-العدد: 5926 - 2018 / 7 / 7 - 23:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دولة الاستبداد العبودي
يعتبر إستبداد السلطة من اكثر الظواهر الاجتماعية بروزا على المسرح السياسي إلا ان للأستبداد اشكال ترسم شكل السلطة الحاكمة في مختلف البلدان .في هذا المجال يطرح الدكتور حسين الهنداوي في كتابه (استبداد شرقي أم استبداد في الشرق) ثلاث اشكال للحكم الاستبدادي . أول اشكال الحكم هو( الحكم الاستبدادي التقليدي) اذ يتم الاستحواذ على السلطة معتمدا على القوة، بما يمتلكه من اتباع ، حيث يكون الحكم للمنتصر في الصراع ،كما في أنظمة الحكم القديمة التي كانت تعتمد القوة، كالبابليين والاباطرة الرومان وغيرهم . اما الشكل الثاني هو(الحكم الشمولي) الذي قام في بدايات القرن العشرين متمثلا بالانظمة القمعية الكبرى، كما في المانيا وروسيا ،حيث يكون الوصول للسلطة اما بالانقلابات احيانا او الانتخابات ولا يكتفي نظام الحكم الشمولي بأدارة الشأن الخارجي والداخلي، بل الخطورة تكمن بتدخله بكل مفاصل حياة الانسان لتسلب منه وجوده وانسانية، تحول الافراد مجرد ألالات في خدمة الحزب اوالزعيم الحاكم، كما في نازية هتلر ،فاشية موسيليني ، أو نموذج البعث مع صدام حسين . الشكل الاخر الذي يطرحة الدكتور الهنداوي هو (حكم العبيد او الاستبداد التابع) الذي هو عبارة عن سلطة محليه من صنع وفي خدمة وبعلاقة تبعية مباشرة مع قوى كبرى خارجية تدعمه، ثم تغيره متى تشاء. قد يأخذ شكل الحكم هذا كما في السابق حكم المماليك وعلاقتهم بالباب العالي ، أو في حكم دول النفط الخليجية وتبعيتها للدول الكبرى.اذ أن الحاكم في دولة الاستبداد العبودي لا يشعر بأنه حر أو حاكم حقيقي للسلطة حيث يواصل التصرف بأخلاق العبيد أو التابع الاجير، كأنه شرطي تابع لدولة كبرى. عكس ما يشعر به الحكام في دولة الاستبداد التقليدي او الشمولي من حرية التصرف على انه حاكم مطلق اليد في بلده .ينعكس هذا الشعور بالدونيه لدى الحاكم بدولة العبيد الى شعور داخلي مبطن قائما بتهميش وتدمير كل ارادة حرة متمرده عليه ،خارجه عن مضمونه العبودي .حيث ان الحكم في دولة العبيد لا يأتي من ثورة أو انقلاب وانما يأتي دائما من ضعف في مفاصل الدولة أو انهيارها فتقوم الدول أو الشخصيات النافذة بتعين شخص حاكم من طبقة العبيد أو الاتباع على ان يكون حاكما صوريا امام الناس وعبدا ذليلا للقوى التي اوصلته للحكم .كذلك ان دوله الاستبداد العبودي دائما تكون دوله هزيله وهشه حيث تظهر دائما بعد سقوط نظام استبدادي قمعي، وما يتبعه من فوضى في مختلف مفاصل الدولة ،حيث تحتاج فترة طويلة جدا لبناء ذاتها واعادة هيبة الدولة للأول عهدها .يرافق قيام دولة العبيد انهيار كامل بالبنية الاقتصادية والزراعية والصناعية بالبلد ،كذلك التدهور الاخلاقي والثقافي بسبب حالة التبعية وضعف الحس الوطني لدى الطبقة الحاكمة المتولدة من سلطة العبيد. حيث الرشوة بصورة كبيرة والفساد الاداري الذي بدورة يخلق طبقة من الاغنياء الجدد بسبب حالة الخراب الاقتصادي، حيث تقوم هذه الطبقة بدعم النظام الحاكم ومحاربة اي عملية انقلاب او تغير من شأنها تغير النظام السياسي الذي تنتفع منه طبقة رجال المال الجدد اصحاب الصفقات المشبوه والسرقات الكبرى .ان الاستبداد العبودي هو الوبال المطلق الذي اذا استحوذ على السلطه يعقر ذلك المجتمع ويدمره عن بكرة ابيه ولاتقوم له قائمه مطلقا ،حتى لو سقط النظام العبودي سوف يكون فريسه لنظام عبودي اخر تشكله القوى كبرى .كذلك هدف سلطة العبيد هو تدمير الارض والانسان وجعل البلد ارض بلا بشر. تستعين دولة العبيد باللصوص والمجرمين والمرتزقة في تثبيت دعائم حكمهم والاعتماد الكلي على ضعاف النفوس الذين تشتريهم بالمال في مختلف المجالات من اجل تجميل وتبرير ودعم حكمهم .اذ لا يوجد مكان للانسان الحر والنبيل في هذه السلطة .سلطة العبيد لا تستطيع ان تبني دولة ولا تنهض بمجتمع لان شعورها بالدونية امام من وضعها بالسلطة يمنعها من ذلك ، كذلك ضعف الحس الوطني لديها يجعلها تنظر للسلطة على انها غنيمة وان الشعب عبيد يخضعون لها ويتقبلون قراراتها بلا نقاش او جدال .دولة الاستبداد العبودي هي من اسؤء النماذج وابشعها لذلك التخلص من استبداد العبيد هو الاصعب والبقاء تحت حكمهم هو الاسوء والابشع.


ومضة:أقسى وأمر أنواع العبودية الوقوع تحت سلطة العبيد
افلاطون

اياد حسن دايش



#اياد_حسن_دايش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستحمار الالكتروني
- ما التنوير
- طغاة ستانفورد
- خلف الفقيه أم مع المفكر
- التبول الاحتجاجي
- الملحدون بناة الحضارة
- المثقف والمتعلم
- شيخ التشيع الزرادشتي
- عودوا اطفالاً
- التصحر النفسي
- الحس المشترك
- الزواج المبكر لعنة الاديان
- دروس الشيطان الاكبر
- فضيلة المال
- رسول التسامح
- قارىء التاريخ
- البهلوان والسيدة العذراء
- صاحب القداسة
- فيلسوف العواء
- مطرقة زارا


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حسن دايش - دولة الاستبداد العبودي