أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اياد حسن دايش - رسول التسامح














المزيد.....

رسول التسامح


اياد حسن دايش

الحوار المتمدن-العدد: 5582 - 2017 / 7 / 16 - 02:31
المحور: الادب والفن
    



كالاس البالغ من العمر ثمانية وستون عاما كان يمارس مهنة التجارة أجمع كل الذين عاشوا معه بأنه كان انسان صالح حيث كان بروتستانتيا ملتزم ، مارك هو احد ابناءه والذي جحد ديانته ابيه ليتحول الى الكاثوليكية ،عشق الادب الا انه تعرض الى ازمة حادة من الاكتئاب جعلت منه يقرر الانتحار. حين شاع خبر انتحاره بالمدينة أحتشد الناس امام بيتة لترتفع اصوات المتعصبين باتهام جان كالاس والد الشاب بقتل ولده مؤكدين بأنه لم ينتحر بل قتل بسبب تغير دينه من البروتستانتية الى الكاثوليكية على يد ابيه مما احدث ضجة كبيرة بالمدينة دعو فيها للقبض على الاب حيث تم سجنه وتعرضه للتعذيب حتى الموت.
هذه الحادثة وقعت في مدينة تولوز اثرت بشكل كبير على فرانسوا ماري آروويه المشهوربفولتير. بسبب الانتهاك الصارخ لحق الانسان بأختيار عقيدته كذلك الاعتداء على كرامته. أيضا تجميد عقول الناس ونشر الظلام والتخلف بينهم .هذا ما دفع فولتير بأن يكون رسول التسامح ليقدم كتابه (رسالة التسامح )معلناً فيه عن حق الانسان بحرية اعتناق اي دين وعقيدة كذلك حق الانسان بكرامته وصونها من الاعتداء والانتقاص من قبل رجل الدين ورجال السلطة. حاملا مشعل التسامح ليس في فرنسا فقط بل في جميع العالم ليغرس شجرة الديمقراطية والكرامة لخلق فضاء الدفاع عن حق الاخر بأن يقول افكاره بصوت عالي بلا اضطهاد او ظلم موضحا بالاستعداد للموت من اجل الاخر معبرا عن حقه بطرح افكارة كما يشاء اذ يقول ((إنني لا أوافقك الرأي فيما تقوله، ولكنني سأدافع حتى الموت عن حقك بقول ماتريد))
ولد عام 1694 وتوفي عام 1778 قبل احد عشر عاما من قيام الثورة الفرنسية التي حررت الانسان في فرنسا من كل الوان الظلم والطغيان والاستبداد. لم يسلم فولتير من الظلم حيث تعرض للسجن سنة كاملة في سجن الباستيل نتيجة دعوى كيدية ضده من قبل احد النبلاء ليخرج من السجن ناقما على طبقة النبلاء.كتب العديد من الكتب والرسائل التي تتجاوز الخمسين تندد بالظلم والاستبداد والتحالف السيئ بين الطغيان الحكومي والكنسي .تعرض لشضف العيش مما اضطرة لتنقل من مهنة للاخرى من اجل كسب عيشة. تنقل كثيرا بين فرنسا وسويسرا خوفا من الاعتقال والسجن أضطر ان تكون كتاباته باسماء مستعارة بسبب شدة المتابعه والمراقبة من قبل السلطة لما يطرحة من افكار تثير الراي العالم ضد السلطة.اصبح فولتير قبلة لكل المظلومين في العالم لتصل اليه الرسائل والشكوى ليقوم بجمع الاموال وتقديم النصائح لكل الناس من اجل المطالبة بحقهم بالحياة بالاضافة الى حرياتهم الفكرية والدينية .لم يكن فولتير ضد الله او ملحدا كما يشاع دائما عن الثوار والاحرار بل كان ضد سلطة الاستبداد الديني التي تحالفت من طغيان الحاكم . بل كان يؤمن بأن الله للناس جميعا ليس لطائفة او فرقة . مؤمنا بان كل انسان يحمل بداخل شي من الله بل كان يرى الله حتى في المخلوقات قائلا((أن في البرغوث شيئا من الالوهية ) ان ثورة فولتير الفيلسوف التي اوقدت الشمعة الاولى لتضيء طريق الحرية والتسامح وتمنع الاضطهاد في فرنسا ليكون وطن القانون العالمي لحقوق الانسان واضعا اسس فصل السلطة عن الدين . يعتبرفولتير نموذجا للمثقف الحقيقي والنموذج الاسمى لمن يحمل هموم شعبة ويعيش معاناتهم ولا يقتات على موائد السلاطين ولم يقبل المال من اجل ان يبيع ضميره وقلمه للسطان اوالكاهن. وضوح المعنى صدق الهدف ما تميزت به كتاباته، إمتلئت حروفه بالاحساس النبيل والوجدان الحي الذي جعل من نصوص فولتير تطرق قلوب وعقول كل من يقرا له متأثرا بها .كبلد عاش وسط طوفان من الاقصاء والتهميش والقتل بسب الاختلاف ما احوجنا لفولتير يكتب بصدق وينادي بكل القيم الانسانية النبيلة التي عاش بها شعب عانى ماعانى من الاضطهاد والاقصاء والتهميش لتصل الى القتل على ابسط الاسباب حتى اصبحت الارواح هي الارخص في بلد كان وطنا للقلم خالقا اول لوائح القانون التي تنضم حياة ابناءه . الحاجة الماسة لنشر ثقافة التسامح أمر ضروري في كل مرافق حياتنا التي سرقها العنف المستشري بكل مرافق حياتنا.

ومضة :
لقد وهبنا الله نعمة الحياة، أما كيف نعيشها بشكل جيد فذلك أمر يعود إلينا
فولتير
اياد حسن دايش



#اياد_حسن_دايش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قارىء التاريخ
- البهلوان والسيدة العذراء
- صاحب القداسة
- فيلسوف العواء
- مطرقة زارا
- المسرح روح العصر
- ما الانسان


المزيد.....




- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...
- السودان.. 4 حروب دموية تجسد إدمان الإخوان -ثقافة العنف-
- مخاطرة الظهور في -عيد الأموات-
- ليبيا تعلن اكتشاف موقع أثري جديد في مدينة شحات شمال شرق البل ...
- الاستماع أو العزف المنتظم للموسيقى يحافظ على ذاكرة كبار السن ...
- عدي رشيد يدخل هوليوود بفيلم يروي حكاية طبيب عراقي
- مهرجان مراكش الدولي للفيلم يكرم أربع شخصيات بارزة في عالم ال ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اياد حسن دايش - رسول التسامح