أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حسن دايش - الاستحمار الالكتروني














المزيد.....

الاستحمار الالكتروني


اياد حسن دايش

الحوار المتمدن-العدد: 5905 - 2018 / 6 / 16 - 19:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يندرج مفهوم ( الاستحمار ) ضمن المشروع الفكري الكبير للدكتور علي شريعتي في سلسلة كتاباته المتنوعه التي مثلت مشروعه الاصلاحي الكبير.يعرف شريعتي في كتابه
(النباهة والاستحمار ) الاستحمار بأنه (عمليه تزيف ذهن الانسان ونباهته وحرف مساره عن النباهة الانسانية ،والنباهة الاجتماعية فرداً كان او جماعة .واي دافع عمل على تحريف هاتين النباهتين أو فرد أو جيل او مجتمع عنهما فهو دافع استحمار وأن كان من اكثر الدوافع قدسية وأقدسها اسما ).. ركز شريعتي على عملية تزيف النباهة سواء كانت النباهه إجتماعية: قاصدا بها الوعي السياسي وشعورالفرد بدوره المصيري تجاه مجتمعه ، مع الارتباط الكامل بأمته محققا الحرية والاستقلال لبلده.أما النباهة الانسانية :هي القيمة التي منحها الاسلام للأنسان كمرتبه عليا فوق كل الموجودات بما يمتلكه من ارادة وحرية ، ليختار حياته بصورة صحيحة وسليمة، واعيا لدوره في الوجود الانساني وعدم الانجرار وراء النزوات والشهوات .أما الاستحمار الالكتروني الذي وضع الدكتور نديم منصوري عنوانا لكتابه موضحاٌ فيه عن خطورة حالة التغييب والاستحمار الالكتروني الذي يعتمد وسائل التواصل الاجتماعي اداة له حيث وصل عدد المشتركين على مستوى العالم ما يقارب 4 مليارانسان في الفيس بوك فقط ،امام باقي وسائل التواصل الاجتماعي الاخرى . لتتم عملية الالهاء الشامل وتضيع الوقت عبر وسائل التواصل ، أضافة الى طبيعة المعلومات والافكار التي تبث من خلالها، التي تعمل على تحويل الفرد من كيان مستقل واعي الى مجرد مستهلك للأفكار الجاهزة او ناقل لها بلا نقد او تقيم ، جاعلا من قيم التفاهه والسطحية والابتذال قيم حضارية لتحوله لسلعة في سوق المنتجات الغربية .أن وسائل الاستحمار القديمة التي اعتمدت في السابق ادوات مثل الزهد اوالاعتزاز بالماضي والتغني به ،كذلك التمسك بالقيم الجاهلية كمقدسات غير قابله للمساس . كذلك التسليم للواقع والخضوع له بحجة قضاء الله وقدره.غير أن الاستحمار الحديث أرتكز على مفاهيم الحرية الجنسية في العلاقات بين الافراد ،تسطيح الفكر وركاكته،خلق حالة من الانعزاليه والفردية ، من ثم جعل الفرد كائن اناني لايفكر ولا يعيش الا لنفسه ، تدمير الروح الاجتماعية بداخله.أن عملية الاستحمار تعتمد بصورة اساسيه على تقديم اخلاقيات لاتنسجم مع القيم الاجتماعية للفرد من خلال وسائل التواصل الحديثة بأعتبارها قيم الحداثة والعصرنه ،لتصنع من الافراد مجرد ارقام او افراد مستحمرين يتم من خلالهم عملية تمرير المعلومات السيئة ثم اشاعتها بصورة كبيرة. لتعمل على توجيه وتشويه وتبديل الافكار والاراء وهدم القيم الاجتماعي وخلخلتها في مقدمتها الاخلاق.ان المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي بما تقدمه من مواضيع الطبخ والصحة والمرض واخبار الفن والابتذال وغيرها على حساب الافكار العلمية والاجتماعية الرصينه.كذلك نشر الفضائح السياسيه بجانب عمليات التسقيط الممنهج .لتشيع حال من الياس والاحباط من خلال بث الافكار التشائمية لقتل اي امل في اي عملية اصلاح او تغير . لتخلق جيل محبط بلا قيم او معاير اجتماعية يسهل توجيه وقيادة .هذا ما يجري الان وما نشاهده من خلال الفيس بوك والانستغرام وتويتر وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي .أن مواجهه عملية الاستحمار او تزيف الفكر تحتاج الى جهد ثقافي ومعرفي موجهه من قبل النخب الاكاديميه والثقافية والاعلامية تعتمد وسائل الاتصال الحديثة، من خلال عمل مشترك لتقديم صفحات رصينة، في وسائل التواصل الاجتماعي تعتمد المهنية والحرفية في العمل ،ان تكون متواصله بشكل دوري مع اخر الاحداث والتطورات ،تخاطب الجيل الجديد بأدواته ووسائله لتجنبه حالة الاغتراب عن قيمه وعادته واخلاقياته.

ومضة :
إجعل الرداءة تعمّ حتى تصبح عاديّة ثمّ مستساغة ثم مطلوبة.

نعوم تشومسكي



#اياد_حسن_دايش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما التنوير
- طغاة ستانفورد
- خلف الفقيه أم مع المفكر
- التبول الاحتجاجي
- الملحدون بناة الحضارة
- المثقف والمتعلم
- شيخ التشيع الزرادشتي
- عودوا اطفالاً
- التصحر النفسي
- الحس المشترك
- الزواج المبكر لعنة الاديان
- دروس الشيطان الاكبر
- فضيلة المال
- رسول التسامح
- قارىء التاريخ
- البهلوان والسيدة العذراء
- صاحب القداسة
- فيلسوف العواء
- مطرقة زارا
- المسرح روح العصر


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حسن دايش - الاستحمار الالكتروني