أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - اساتذة الجامعة بين مطرقة الطلبة وسندان وزارة التعليم














المزيد.....

اساتذة الجامعة بين مطرقة الطلبة وسندان وزارة التعليم


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5897 - 2018 / 6 / 8 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من تحسن المستوى المعاشي للاستاذ الجامعي الا ان المشاكل التي نعاني منها في الجامعة كثيرة ومعقدة منها الادارية والعلمية ومنها الخدمية. واصعب هذه المشاكل واعقدها تلك التي تتعلق بالجانب العلمي في الدراسات الاولية والعليا. لقد بات الاستاذ محتلا موقع العذول بين طرفين كل منهما يحرص على نيل رضا الاخر: الطالب والوزارة. فهو من يتحمل اخطاء الوزارة وتدني المستوى العلمي للطلبة وهو الذي يتحمل عبء التدريس غير المنضبط في المرحلة الثانوية عندما يستلم طلابا لا يحسنون كتابة الاملاء. اصبح كثير من الاساتذة ضحية لوضع يتواطؤ فيها هذان الطرفان مع بعضهما، فالوزارة ترغب بنسب نجاح مرتفعة خوفا من المساءلة في التقصير وخشية من تذمر الطلبة والطالب يطمح في الحصول على الشهادة بسهولة ويسر في حين يسعى الاستاذ بينهما حريصا على المستوى العلمي. لقد تحولت العلاقة بين الطالب والوزارة من علاقة ادارية وعلمية الى علاقة دعم ومساندة بدافع ايديولوجي لكي يبقى المسؤول في منصبه، لان المسؤول الاداري الضعيف يتودد للطالب خوفا من خروجه بمظاهرات تزيحه عن منصبه . السيد المسؤول يعلم جيدا ان الطلاب قوة شبابية كامنة لذا فهو حريص على بقائها كامنة عن طريق نيل رضاهم. ومن جانب اخر يستغل الطالب قوته الناعمة لكي يؤثر بها على الاستاذ فيستدر عطفه بالبكائيات والتوسل فضلا عن البحث الحثيث لايجاد واسطة من المقربين والاصدقاء من اجل التدخل والضغط على الاستاذ لتمريره نحو النجاح المضمون. يضاف الى ذلك - ومع الاسف الشديد - ان معظم الطلبة ياتي الى الجامعة بدافع الحصول على الشهادة الورقية والظفر ببنت الحلال ، واما التحصيل العلمي فياتي في اخر السلم من اهتماماته. وهنا ، لا احمل الطلبة المسؤولية كاملة في تدني مستواهم العلمي ولكن يتحمل الطلبة جزءا من المسؤولية لانهم قبلوا بتدجينهم مقابل النجاح السهل.
هذا الاضطراب في العلاقات بين الاطراف الثلاثة يمثل احد اهم الاسباب التي أدت الى ان يتحمل الاستاذ الجامعي كل الضغوط النفسية والاجتماعية والاخلاقية وهو يرى نفسه وقد تحول الى اداة تُستغل لتخريج طلاب غير مؤهلين علميا وغير مدربين لمواجهة صعوبات الحياة العملية. وهو يرى هذا الكم الهائل من الهدر في الوقت والجهد على مدى اربع سنوات وبالنتيجة يتخرج الطالب وهو لايتقن ابجديات بحث التخرج فضلا عن فقدانه للخبرات والمهارات اللغوية والتقنية. وهو يرى نفسه في حيرة لحل "طلاسم وهلوسة وتحشيش وهذيان" قدمها طالب في دفتر امتحاني قد رسب سنتين متتاليتين ليس لها اية قيمة علمية او جمالية سوى انـــــــها "شخابيط " ورصف للحروف كيفما اتفق.
وهو يرى هذا الطالب وامثاله يتخرجون ويحصلون على وظائف حكومية ومناصب ادارية وسياسية وربما يأتي بعد سنة او سنتين ليقدم على الدراسات العليا فيقبل ويدخل في دورة اعادة الانتاج المشوهة فيصبح استاذا وزميلا لذلك الاستاذ القديم الذي خرجه رغما عن انفه.
ربما يستفهم احدهم ويقول: هل يعقل ان التعليم الجامعي قد وصل الى هذا المستوى المتدني ، لا بد انك تبالغ فتتكلم عن حالات خاصة لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة ؟ واقول فاجيب: نعم ، حالات خاصة لا يتجاوز عدد الطلبة الذين يستحقون النجاح حقا اصابع اليدين الاثنين ولكن هذا ليس هو الهدف من التعليم الجامعي لان هذا العدد الضئيل من الطلبة الذين استحقوا النجاح قدموا الى الجامعة وهم اصلا لديهم الاهلية الكافية للتعلم والاستعدادات المسبقة للنجاح ولكن اي نجاح؟ النجاح في ادنى مستويات شروطه.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الاصل: عوض ابا عن جد
- الامتحانات المركزية ودكتاتورية وزارة التعليم العالي
- السلفية اللغوية او دعشنة اللغة
- بنية التناقض من ابرز سمات الفكرالنحوي العربي
- الايديولوجيا تُسهم في تزوير معظم التراث وتزييفه
- النحو العربي : قواعد مصنوعة وكبار النحاة كانوا يلحنون
- خطاب ما بعد الأعراب : الحركة النسوية السعودية تقود ثورة الاص ...
- الاستشراق المقاوم : جيمس دكنز مثالا
- بين سعدي الشاعر والساعدي القائد تتجسد ثقافة الارهاب
- بريطانيا تبحث عن زعيم حكيم ام عن امرأة حديدية؟
- الكتابة الجميلة – الكلام الجميل والايديولوجيا القاتلة
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ موجود نظريا عاطل وظيفيا
- كيف نصلح التعليم في العراق ؟ هي جامعة ام مدرسة ثانوية مختلطة ...
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ الطالب الجامعي: ما له ؟ وما عليه ...
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ الطالب ليس غبيا
- كيف نصلح التعليم في العراق ؟ ما معنى ان تكون اكاديميا ؟
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ اتقوا الله في أبنائنا وبناتنا
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ دكتاتورية وادارات فاشلة
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ اجراءات فيما يتعلق بالمناهج الدر ...
- كيف نصلح التعليم في العراق ؟ الاطار العام


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - اساتذة الجامعة بين مطرقة الطلبة وسندان وزارة التعليم