أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - أزمة المياه في العراق وحلولها














المزيد.....

أزمة المياه في العراق وحلولها


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 5894 - 2018 / 6 / 5 - 21:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن أزمة مياه دجلة والفرات جديدة وإنما بدأت منذ القرن الماضي وكانت الحكومات ترسل الوفود إلى تركيا لبحث موضوع المياه التي تنبع من أراضيها وتأثيرها على الزراعة في العراق. إن أن هذه الأزمة تعمقت أكثر متزامنة مع الاحتلال الأمريكي المشؤوم للعراق عام / 2003 وحلّ الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي من قبل الحاكم الأمريكي على العراق (بول بريمر) وأصبحت حدود العراق منفلتة بدون رقيب وحسيب لأنواع مختلفة من البشر وأغرقت أسواق العراق بالسلع والبضائع (من الإبرة إلى السيارات) من دول الجوار ومختلف دول العالم بالمكدسات الرديئة والسيئة منها وكأنها على موعد مع الاحتلال وقرار بريمر بجعل الحدود العراقية بهذه الصورة لتطبيق قاعدة العولمة على الاقتصاد والسوق العراقية (دعه يدخل ودعه يخرج للبشر والمال والسلع والبضائع) وقد رافقت هذه الظاهرة المدمرة للاقتصاد العراقي والرأسمال الوطني والإنتاج الزراعي والصناعي الوطني العراقي قيام دول الجوار بتجفيف مياه الأنهار التي تنبع من أراضيها وتسقي الأراضي الزراعية في العراق التي كانت تسد حاجة الشعب العراقي منها فتصحرت الأراضي الزراعية بسبب الجفاف والإهمال وأصبح العراق دولة ريعية وشعبها استهلاكي وغير منتج يعتمد على عائدات النفط من الأموال التي يستورد بها من دول الجوار السلع والبضائع الصناعية والزراعية لإشباع حاجات وملئ بطون أبناء الشعب العراقي ..!! وكما يبدو من صمت الحكومات السابقة والتي تألفت في فترة الاحتلال الأمريكي المشؤوم للعراق كانت تغظ الطرف عما يجري في هذا المجال في العراق وتأثيره على الأمن الغذائي العراقي .. وبعد أن استفحلت هذه الظاهرة المدمرة والإفرازات السلبية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في العراق انتبهت الحكومات العراقية لهذه الظاهرة الزراعية في العراق حينما لاحظت أن الأنهار التي تنبع من دول الجوار (إيران وتركيا) في طريقها إلى الجفاف النهائي وتصبح هذه الأنهار العظيمة التي كسب العراق أحد ألقابه وشهرته منها حينما كان يطلق عليه (بلاد الرافدين) و (أرض السواد لخصوبتها). أصبح الآن على رفوف متاحف التاريخ.
إن الشعب العراقي يعتمد حوالي 90% في غذاءه من الألبان واللحوم والمنتجات الزراعية وغيرها على ما يستورد منها من تركيا وإيران التي ينبع منهما الأنهار التي تروي المزروعات والحيوانات في العراق والتي كان إنتاجهما يكفي ذاتياً غذاء الشعب العراقي وهذا يعني أن من مصلحة هاتين الدولتين وكذلك السعودية ودول الخليج التي تستورد منها بعض المشتقات الحيوانية كاللحوم والألبان أن تبقى ظاهرة الجفاف للأنهار في العراق حتى يستمر تصدير المنتجات الحيوانية والزراعية إلى العراق والتي تقدر مبالغها بالعشرات من مليارات الدولارات وكما هو معلوم أن العلاقات بين الدول لا تقوم على الصداقات ونكران الذات وإنما تقوم على قاعدة المصالح.
إن جعل الشعب العراقي يصبح استهلاكي واقتصاده ريعي ويعتمد في غذاءه ليس ذاتياً وإنما على دول الجوار يفرز سلبيات كثيرة منها أن يصبح الشعب العراقي استهلاكي وغير منتج وهذه الظاهرة خطرة تؤدي إلى أن يموت الشعب العراقي جوعاً إذا أغلقت حدودها مع العراق لعدة أسباب. كما يشكل خلل وخطر على الأمن الغذائي العراقي. كما يفسح المجال لتدخل لهذه الدول في الشؤون الداخلية للعراق وأسباب ضغط على سياسته الخارجية في العلاقات الدولية. كما تؤدي إلى تبذير مليارات الدولارات على سلع وبضائع من الممكن تصنيعها في العراق وتكفي لغذاء الشعب العراقي.
إن هذه الظاهرة تحلّ عن طريق توفير المياه التي تروي الأراضي الزراعية والحيوانات في العراق إن هذه الحالة يمكن معالجتها وإيجاد الحلول لها إذا عجزت وسدت الطرق الدبلوماسية والمؤسسات الدولية ذات العلاقة بمشكلة التنازع بين دول الجوار بسبب المياه. هي أن تبادر حكومة العراق بإجراءات حازمة مع الدول التي تنبع منها المياه التي تسقي الأراضي الزراعية وتروي الحيوانات التي تنتج المواد الغذائية.
إن دولتي تركيا وإيران معهما والعراق علاقات تجارية واسعة جداً. ما يستورد منهما يقدر بعشرات المليارات من الدولارات إضافة إلى العلاقات السياسية والثقافية. وفي حالة لم تتوصل الجهود الإنسانية والدبلوماسية إلى نتائج لا تسبب الأضرار للشعب العراقي يمكن الاعتماد عليها وإذا كانت النتائج بعكس ذلك وتقوم على المصالح الذاتية الأنانية يمكن اللجوء إلى الشكاوي في المؤسسات الدولية والتهديد بقطع العلاقات التجارية وحتى السياسية واللجوء إلى الطرق العلمية والاستفادة من المياه الجوفية وحفر الآبار والاستفادة من طبيعة المياه المتوفرة حالياً في الأنهار وعدم التبذير لها عن طريق بث الوعي الفكري والثقافة بين أبناء الشعب.
إن الشعب العراقي العظيم سوف يكون الظهير المساند والداعم والمتفاني لحكومته الوطنية وحينما تباشر ببناء المشاريع الإنتاجية الصغيرة والكبيرة في المجالات الصناعية والزراعية التي تفتح صدرها لجميع الشباب للعمل والجهد والإنتاج وإنقاذهم من مستنقع الفقر والبطالة والهجرة والموت غرقاً في البحار وتخلق الابتسامة على وجوه الشعب حينما يشاهد الأسواق العراقية قد امتلأت بالسلع والمنتجات العراقية ودعم المزارعين بالأسمدة والسلف لبناء وتشييد بحيرات الأسماك وتوفير الأدوية والأطباء في دوائر البيطرة للقضاء على الأمراض التي تصيب الحيوانات والعناية بها والاعتماد على الطرق والوسائل الحديثة في تطوير والاستفادة من الثروة الحيوانية وفي الزراعية ومكافحة الآفات الزراعية.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تعقد الآمال على الانتخابات القادمة وما هي المهمات التي ...
- العراق الحديث وأزماته السياسية والاقتصادية
- بمناسبة اليوم العالمي للصحافة
- العلاقة الجدلية بين المواطن والوطن
- مآثر من عبقرية لينين (ثورة أكتوبر العظمى في روسيا عام/ 1917)
- العراق ومسيرة التاريخ
- لمن تعطي صوتك يا ناخب ؟
- ظاهرة المخدرات أحد إفرازات العولمة
- من مآثر عبقرية المفكر الكبير كارل ماركس
- بمناسبة 8 / آذار عيد المرأة العالمي
- الجزء الخامس عشر (مآثر من نضال الحزب الشيوعي العراقي) التهيئ ...
- الجزء الرابع عشر (مآثر من نضال الحزب الشيوعي العراقي) انتفاض ...
- الجزء الثالث عشر : (من مآثر نضال الحزب الشيوعي العراقي) انتف ...
- الجزء الثاني عشر : من مآثر نضال الحزب الشيوعي العراقي / الحز ...
- الجزء الحادي عشر : من مآثر الحزب الشيوعي العراقي / الحزب الش ...
- الجزء العاشر (من مأثر نضال الحزب الشيوعي العراقي) الحزب الشي ...
- الشهيد البطل سلام عادل مناضل نذر حياته للشعب
- دور العقل في الابداع الفكري
- هل العراق دولة تحتاج الى الخصخصة؟
- الوداع الاخير


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - أزمة المياه في العراق وحلولها