أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - العَجِيْبَةُ العَجَبَهْ - هُمُ الأنْبِيَاءُ والكَهَنَةُ الكَذَبَةْ:















المزيد.....



العَجِيْبَةُ العَجَبَهْ - هُمُ الأنْبِيَاءُ والكَهَنَةُ الكَذَبَةْ:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5838 - 2018 / 4 / 7 - 03:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن مسألة العقيدة والإعتقاد تعتبر من أعقد المسائل الشائكة بين الناس, خاصة إذا خاصة إذا أبتليت بعنصري الجهل والتعصب الجهوي أو الطائفي الذين يحولان خصوصية المعتقد إلى عنصرية مثيرة للغلاغل والمشاكل والحروب والتدابر والتناحر, لا لشئ سوى لتفعيل خصال الشر والأحقاد والحسد والكبر والتعالي والتنافس السالب الذي ينضح سواداً ويعبق نتناً وكبراً وإستبداد.

فحين يقول الشخص إنه يعبد فقط الذي خلق السماوات والأرض وما فيهما وما بهما وما بينهما, والذي يعود إليه إبداع كل شئ من ذرة فما دونها ومجرة فما فوقها,, الذي له مقاليد السماوات والأرض والمهيمن على كل شئ معلوماً كان أو خفياً مسروراً فما دون هذا السر وما فوق هذا العلن,,, كيف يعقل أن يكون هناك من يخالفه ويناهضه في هذا المعتقد وهذه العبادة المنطقية الموضوعية المتزنة إن كان ذلك المخالف يعتقد حقيقةً أن هناك قادر, قاهر, عالم, غني فعال لما يريد هو الذي وراء كل الإبداع المعجز الذي يتسم به هذا الكون الشاسع الواسع العريض العميق السحيق؟؟؟

ومع ذلك نجد المغالين في دينهم والمدعين العلم والعقل والإدراك ومع ذلك يحاجون في الله بغير علم ولا هدى ولا سراط مستقيم,, ويحاججون بما هو أدنى وأضعف وأفقر, وتراهم يعجزون عن تقديم أدنى تبرير أو برهان لهذه المغالاة والإدعاءات التي تجعل الإنسان يسجد لحجر نحته بيده, أو وثن أو طاغوت من مثله, يأكل الطعام ويحدث الحدث,,, ويترفع عن السجود لمن خلقه طيناً, ثم جعله نسلاً من سلالة من حمأ مسنون, فجعله نسباً وصهراً.

عندما قمنا بتفنيد إدعاءات الإلحاديين في موضوعنا السابق المتسلسل وأسميناه "آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي", لم نكن نقصد شخصاً بعينه, إذ أن مبدءنا الثابت الذي لا يتغير هو أن "العقيدة" أمر شخصي لكل إنسان, ولا يجوز لأحد أياً كان أن يحاول التدخل في هذه الخصوصية بإكراه أو غش أو خداع أو مساومة أو إستغلال لظروف معينة قاهرة,,, الخ. وهذه الخصوصية والحرية الشخصية قد حرص عليها خالق الخلق, وأسس عليها رسالة المرسلين ومناهجهم التي حصرها لهم في "البشارة" و "النذارة", وتوضيح الأمور وكشف كل الملابسات والغموض حتى يكون الإختيار "الحر" مبنياً على "بيِّنّة", وقد إعتبر خالق الخلق أن التجني على هذه الحرية يعتبر أبغض سلوك يغضبه وأكثر الذنوب مقتاً له,, ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

فالمؤشر العام هو أنك حينما ترى "متعصباً" و "مغالياً", إعلم يقيناً أنه جاهل زنديق فاجر. فإذا كان حريصاً على التمتع "بكامل حريته", فما الذي يجعله يسعى "لإنقاص وتشويه حرية الآخرين"؟؟؟
ولكن,, هل من دواعي الإنسانية والأخلاق أن ترى أخاك "في آدم" ستقوده وجهته إلى الهلاك, هل تتركه وشأنه أم تحاول "بحذر" أن تلفت نظره إلى طريق أكثر أمن وسلامة من توجهه الذي عليك "إنسانياً" أن تكشف له مخاطره ومهالكه حتى بصدق وأمانه حتى يقبل منك النصيحة ويعمل بها, فإن لم يقبلها فما الذي يضيرك, وما شأنك أنت به وبإختياره حتى تتجنى عليه وتحد من حريته ما لم تتعدى هذه الحرية حدودها إلى حرية الآخرين؟؟؟

لقد لاحظنا أن كل الذين يحاربون "الحق" و "الحقيقة", هم في الواقع يخشون أن تكشف شرهم وعورهم للعيان, لأن المجتمعات كلما شع فيها نور الأخلاق والفضيلة والإنسانية,,, كلما تكشفة الأغطية الزائفة التي يتستر خلفها الفاسدون المفسدون, وتضيق الدائرة حولهم, فيصبحوا منبوذين منفرين. لذا يبتكرون المعتقدات الوهمية التي تجمع شتاتهم وتؤطرهم في مجموعات متجانسة لعلها ترفع لهم صوتاً أو تبقي رهم ركزاً. من هذا المنطلق قد بلغت المعتقدات عشرات الآلاف من عبدة أصنام إلى عبدة فيديوهات وأحلام وأفلام,,, الخ.

فهؤلاء يمثلون السواد الأعظم من البشر للأسف الشديد, والغريب في الأمر أن هؤلاء دائماً يجدون أنفسهم مضطرين لإظهار إنتماءاتهم لمعتقدات آبائهم وهم ألد الخصام لها, فالمخرج لهم إما كتمان حقيقة وجدانهم, أو إظهارها في شكل تمرد على الدين كله تحت مسميات أغلبهم لا يعرف عن حقيقتها شيئاً إلَّا الإتباع الأعمى للهوى والغير, فمرة "إلحاديون", وأخرى "لا أدريون", و ثالثة "تنويريون", ورابعة "لا دينيون",,, الخ, فهذا نتاج طبيعي للجهل والزندقة.

فعندما كتبنا عن الإلحاد, أردنا أن نكشف للمخدوعين زيف هذا التوجه وخواء فكرته,, لذا رأينا أن نواجه دعاته مباشرة أمام القراء الكرام, فطلبنا منهم أن يعرضوا لنا "منهجية هذا التوجه" حتى يرى الناس إن كان "تنوير" حقاً أو هو "تحوير وتدوير"؟؟؟ ..... وقد رأينا أن نناقش أحد كتابهم النشطين المتحمسين المروجين, خاصة وأنه لم يروج لفكره هذا فحسب, عندها لا شأن لأحد به وبهم,, ولكنه سعى لأن يبني هذا التوجه الزائف على أنقاض "الحق" و "الحقيقة" المؤكدة,, فتصدينا لهذا التوجه – دون صاحبه – وكنا نتوقع, بل نأمل أن يغير على فكره ويشاركه في ذلك المروجين لهذه الفكرة الشاذة ولكن المفاجأة الكبرى أنهم قابلوا تفنيدنا ومواجهتنا المباشرة "بصمت القبور", لم تر شيئاً من منهجية هذا الفكر إطلاقاً مما يعني أننا قد بلغنا منه مبلغاً كافياً لفقهم الشباب وتحذيرهم من الغفلة وقفل الباب أمام خداعهم بالوهم حتى لا يدخلوا في وثنية إسمها "التنوير".

والمفاجأة الأكبر,, أننا وجهنا أحدهم من أولئك الإلحاديين المتسترين وراء معتقدات آبائهم لأسباب نحن نعرفها, قد أزعجهم كثيراً معالجتنا لإشكالية هذا الفكر المتستر وراء إدعاءات "العلم" والمنطق والموضوعية, وقد كشفنا بعده عن كل ذلك. فجاءنا هذا المتستر بأول تعليق من القراء على أول موضوع لنا في هذا الشأن قال لنا فيه:
بشاراه أحمد: (الالحاد في اسوا حالاته رغم انه لا يوجد فيه شئ سئ لانه يعتمد على الحرية في المعتقد والفكر اذا انه الحضارة كيف انك تقارن الفكر الالحادي المتقدم الذي لا يجبر اي انسان اعتناق اي معتقد بقوة السيف كما يوصي اسلامك قارن). ثم جاء برابطين يريدني أن أطلع عليهما, فلم أفعل لأنني لا ولن أحترم المصدر الذي جاء بهما منه. كما أنني لن أتعاطى مع الجهلاء الذين ليس لهم رأي أوفكر يساهمون به في الموضوع المطروح للدراسة,, فهو موضوع خاص بالعلماء والعقلاء المعنيون به وليس للعامة مع إحترامنا للجميع. فالموضوع أكبر من هذا الطرح الساذج.

وقد رددنا عليه بعقلانية تفادياً لشخصنة الموضوع ولكنه وجدها فرصة لتفريغ ما بداخله من وجد فعقب على ردنا بتعليق آخر "لم ينشر التعليق لمخالفته القواعد", فهو بلا شك مشحون بالأحقاد والشخصنة والسباب,,, لا أدري لماذا.
وعلى الرغم من أننا لم نذكر الإسلام ولم نقارنه بأي فكر أو عقيدة أخرى إلَّا أن هذا الشخص قرر أن يسارع بكشف أوراقه وأحقاده فقال لنا في تعليق آخر: (بشارة أحمد: الاسلام اشكالية عقلية وانت تناطح عبثا الفكر الالحادي الصحيح وبما انا مولع بالروابط ارجو ان تسمع هذيين الرابطيين) ثم جاء برابطين آخرين لا أدري بمحتوياتهما ولا أريد أن أشغل بالي بهذه المهاترات الصبيانية لعشاق الفيديوهات والأفلام والصور. ثم ماذا بعد ؟؟؟ ..... فالموضوع مصيري وهو أكبر من قدراته وإستعداداته ولكن هذا قدرنا فالباب مفتوح والرياح تأتي بما لا تشتهي السفن.

فبعد أن أدرك عدم قدرته على الصمود أمام المتطلبات العلمية التي يحاجج بها عن الفكر الإلحادي الذي تبناه في تعليقاته السابقة قرر بأن يدخل علينا بعباءة "النصراني الملتزم", وهذا يتعارض تماماً مع فكر الكاتب الذي نفند كتاباته التي أيضاً خاضت في النصرانية واليهودية كما خاضت في الإسلام وأكثر,, ولكن الفارغ دائماً يكشف نفسه بالتقلب واللجاجة دون أن يدري أنه متناقض مبتذل, على أية حال,, وبدون أي مناسبة قال لنا في تعليق لاحق: (... اما عن تحريف الانجيل الذي تكررونه فكفى ان تقنع نفسك بكلام الاطفال الصغار فعيلك ان تقدم الادله وتاتينا بالكتاب الاصلي او ان تسكت انت الاخر هل مثلا كان مكتوبا في الكتاب الاصلي انه سياتي نبيا من بعدي اسمه احمد ؟ هل هذا ما تريد ان تقوله وتقنع نفسك به؟ فمن هو الذي اشار اليه وقال عنه السيد المسيح سياتي من بعدي انبياء من ثمارهم تعرفونهم؟ .... الخ), إلى أن قال لنا: (انتظر منك ان تاتينا بادله عن التحريف ...).

وقد حذرته بأن الأدلة ستكون من كتابه المقدس مباشرة, ولكنه لم يقتنع,, لذا قلت له في تعليقنا: إليك ما طلبته منا,, أرجوا أن تكتفي بذلك وتتعامل مع الموضوع المنشور, وعرضت عليه أدلة التحريف من ثلاثة أسفار هي: (أرميا, ومتي, وحزقيال), كما يلي: (أرميا 5,, الأعداد من 26-31, وأرميا 14,, الأعداد من 8-22,, وأرميا 23, الأعداد من 9 إلى 35,, وأرميا 26, الأعداد من 1 إلى 24,, وأرميا 27, الأعداد من 1 إلى 22,, وأرميا 28,, الأعداد من 1 إلى 17,, وأرميا 29, الأعداد من 1 إلى 32), ثم (متي 24,, الأعداد من 1 إلى 51), وأخيراً (حزقيال 22,, الأعداد من 25-31,, وحزقيال 13,, الأعداد من 1-23). على الرغم من أن هذا ليس له علاقة بالموضوع إبتداءاً ولكن كان لا بد من إسكاته ولكن هيهات. فقد جاءنا من مدخل آخر حتى يطيل أمد المضايقات والعبث الأجوف.

ثم جاءنا بهذه المداخلة الغريبة الشاذة بدون أن مناسبة قال لنا فيها: (اقول لك ان الاسلام دين وثني واساسه وثني ايضا ابتدا بمحتوي الكتاب فجل اياته مسروقة من هذا التراث وذلك التراث والعادات القريشية ورجم الشيطان وصوم رمضان والاسراء والمعراج والى اخره من الخرافات .. فهل انت فكرت يوما بهذه الاساسيات فاين الاله في هذا الدين ومن هو الاله هل يمكنك ان تعرفه لنا لو سمحت
لا اريد ان ارسل اليك الروابط لانك تضع راسك في الرمال كالنعامة ولاتريد سماعها).
طبعاً يفترض عدم ردنا على مثل هذا الخبل الغريب,, ومع ذلك رددنا عليه بمنطق وموضوعية لعله يهدأ ويستكين, ولكنه كنار الزيت التي تطفأ بالنار فتزداد لهيباً. هذا نموذج سهولة وسائل الإعلام جعلته يدلي بدلوه في ما لا يدري ويفتي بما لا يعرف.

على أية حال قد تلاحقت المداخلات التي يقصد بها الإستفذاذ والإثارة ولكننا قررنا ضبط النفس بدرجة الإفحام, إلى أن قال لنا: (... كم انت ضعيف تحاول اظهار نفسم بالقوي بينما كم انت ضعيف وتتهرب من المواجهة وتهربت من المواجهة المطروحة حول الانبياء الكذابون والان قد افرغت ما في جعبتك ولم يبقى لك شئ الا الاصرار بالتعالى على ذات الكبرياء الفارغة . انزل من على ظهر حميرك يا ايها الفارغ فانتم مخدوعون في قول ولستم خير امة اخرجت للناس وانما اخ... اخرجت للبشرية وها افعالكم وسمعتكم السئة في كل صحيفة و مقالة
اثبت شجاعتك في مقالتك القادمة واستعد للطيران - "وليد القمص رشيد بيداويد ابن جعفر وحيد).
فهؤلاء الذين ذكرهم هم الذين لعبوا برأسه وأمثاله فصدقوا تخاريفهم ومحاولاتهم التملص من الأنبياء الكذبة ووصم بها غيرهم, فكان لا بد من وضع الأمور في نصابها وحسم هذا الأمر إلى الأبد, وذلك بغرض إسكات اللغو والطنين وتحويله على أهله ومستحقيه إلى توجه وإحباط وإفحام وأنين.

لقد طالعنا ما جاء بعدد من الأسفار والإصحاحات بكتابهم المقدس لديهم, بدءاً بسفر أرميا, الذي سنأخذ منه بعض الإصحاحات لصعوبة عرضها كلها, لذا نبدأ بالإصحاح 5 كاملاً, ونختم بالإصحاح 23 كذلك, أما الإصحاحات التي بينهما فنشير إلى ما بها من الأعداد فقط وإن كانت كلها صاعقة بلا إستثناء تكشف تماما حال البيئة الإنسانية والأخلاقية والدينية التي كانت سائدة قبل مجئ المسيح عيسى بن مريم رسولاً لبني إسرائيل حتى ينقذ ما يمكن إنقاذه,, ولكن هيهات.

أولاً: نعرض ما جاء بالإصحاح 5, في ما يلي:
يقول أرميا: (طُوفُوا فِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ وَانْظُرُوا وَاعْرِفُوا وَفَتِّشُوا فِي سَاحَاتِهَا. هَلْ تَجِدُونَ إِنْسَاناً أَوْ يُوجَدُ عَامِلٌ بِالْعَدْلِ طَالِبُ الْحَقِّ فَأَصْفَحَ عَنْهَا؟ ** وَإِنْ قَالُوا: [حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ] فَإِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ بِالْكَذِبِ! ** يَا رَبُّ أَلَيْسَتْ عَيْنَاكَ عَلَى الْحَقِّ؟ ضَرَبْتَهُمْ فَلَمْ يَتَوَجَّعُوا. أَفْنَيْتَهُمْ وَأَبُوا قُبُولَ التَّأْدِيبِ. صَلَّبُوا وُجُوهَهُمْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّخْرِ. أَبُوا الرُّجُوعَ ** أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ: إِنَّمَا هُمْ مَسَاكِينُ. قَدْ جَهِلُوا لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ الرَّبِّ قَضَاءَ إِلَهِهِمْ ** أَنْطَلِقُ إِلَى الْعُظَمَاءِ وَأُكَلِّمُهُمْ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا طَرِيقَ الرَّبِّ قَضَاءَ إِلَهِهِمْ. أَمَّا هُمْ فَقَدْ كَسَرُوا النِّيرَ جَمِيعاً وَقَطَعُوا الرُّبُطَ ** مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ يَضْرِبُهُمُ الأَسَدُ مِنَ الْوَعْرِ. ذِئْبُ الْمَسَاءِ يُهْلِكُهُمْ. يَكْمُنُ النَّمِرُ حَوْلَ مُدُنِهِمْ. كُلُّ مَنْ خَرَجَ مِنْهَا يُفْتَرَسُ لأَنَّ ذُنُوبَهُمْ كَثُرَتْ. تَعَاظَمَتْ مَعَاصِيهِمْ!

ثم يواصل في وصف هذا التفسخ والتدني الجماعي والشرك فيقول: ([كَيْفَ أَصْفَحُ لَكِ عَنْ هَذِهِ؟ بَنُوكِ تَرَكُونِي وَحَلَفُوا بِمَا لَيْسَتْ آلِهَةً. وَلَمَّا أَشْبَعْتُهُمْ زَنُوا وَفِي بَيْتِ زَانِيَةٍ تَزَاحَمُوا ** صَارُوا حُصُناً مَعْلُوفَةً سَائِبَةً. صَهَلُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى امْرَأَةِ صَاحِبِهِ ** أَمَا أُعَاقِبُ عَلَى هَذَا يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَوَ مَا تَنْتَقِمُ نَفْسِي مِنْ أُمَّةٍ كَهَذِهِ؟ ** [اِصْعَدُوا عَلَى أَسْوَارِهَا وَاخْرِبُوا وَلَكِنْ لاَ تُفْنُوهَا. انْزِعُوا أَفْنَانَهَا لأَنَّهَا لَيْسَتْ لِلرَّبِّ ** لأَنَّهُ خِيَانَةً خَانَنِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ وَبَيْتُ يَهُوذَا يَقُولُ الرَّبُّ ** جَحَدُوا الرَّبَّ وَقَالُوا: لَيْسَ هُوَ وَلاَ يَأْتِي عَلَيْنَا شَرٌّ وَلاَ نَرَى سَيْفاً وَلاَ جُوعاً).

ثم يستأنف الحديث عن الكذبة فيقول: (وَالأَنْبِيَاءُ يَصِيرُونَ رِيحاً وَالْكَلِمَةُ لَيْسَتْ فِيهِمْ. هَكَذَا يُصْنَعُ بِهِمْ ** لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ الْجُنُودِ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ هَئَنَذَا جَاعِلٌ كَلاَمِي فِي فَمِكَ نَاراً وَهَذَا الشَّعْبَ حَطَباً فَتَأْكُلُهُمْ ** هَئَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكُمْ أُمَّةً مِنْ بُعْدٍ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ. أُمَّةً قَوِيَّةً. أُمَّةً مُنْذُ الْقَدِيمِ. أُمَّةً لاَ تَعْرِفُ لِسَانَهَا وَلاَ تَفْهَمُ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ ** جُعْبَتُهُمْ كَقَبْرٍ مَفْتُوحٍ. كُلُّهُمْ جَبَابِرَةٌ ** فَيَأْكُلُونَ حَصَادَكَ وَخُبْزَكَ الَّذِي يَأْكُلُهُ بَنُوكَ وَبَنَاتُكَ. يَأْكُلُونَ غَنَمَكَ وَبَقَرَكَ. يَأْكُلُونَ جَفْنَتَكَ وَتِينَكَ. يُهْلِكُونَ بِالسَّيْفِ مُدُنَكَ الْحَصِينَةَ الَّتِي أَنْتَ مُتَّكِلٌ عَلَيْهَا ** وَأَيْضاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ لاَ أُفْنِيكُمْ] ** [وَيَكُونُ حِينَ تَقُولُونَ: لِمَاذَا صَنَعَ الرَّبُّ إِلَهُنَا بِنَا كُلَّ هَذِهِ؟ تَقُولُ لَهُمْ: كَمَا أَنَّكُمْ تَرَكْتُمُونِي وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً غَرِيبَةً فِي أَرْضِكُمْ هَكَذَا تَعْبُدُونَ الْغُرَبَاءَ فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَكُمْ ** أَخْبِرُوا بِهَذَا فِي بَيْتِ يَعْقُوبَ وَأَسْمِعُوا بِهِ فِي يَهُوذَا قَائِلِينَ:

ثم يستمر الحديث فيقول: (اِسْمَعْ هَذَا أَيُّهَا الشَّعْبُ الْجَاهِلُ وَالْعَدِيمُ الْفَهْمِ الَّذِينَ لَهُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ يُبْصِرُونَ. لَهُمْ آذَانٌ وَلاَ يَسْمَعُونَ ** أَإِيَّايَ لاَ تَخْشُونَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَوَلاَ تَرْتَعِدُونَ مِنْ وَجْهِي أَنَا الَّذِي وَضَعْتُ الرَّمْلَ تُخُوماً لِلْبَحْرِ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً لاَ يَتَعَدَّاهَا فَتَتَلاَطَمُ وَلاَ تَسْتَطِيعُ وَتَعِجُّ أَمْوَاجُهُ وَلاَ تَتَجَاوَزُهَا ** وَصَارَ لِهَذَا الشَّعْبِ قَلْبٌ عَاصٍ وَمُتَمَرِّدٌ. عَصُوا وَمَضُوا ** وَلَمْ يَقُولُوا بِقُلُوبِهِمْ: لِنَخَفِ الرَّبَّ إِلَهَنَا الَّذِي يُعْطِي الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ فِي وَقْتِهِ. يَحْفَظُ لَنَا أَسَابِيعَ الْحَصَادِ الْمَفْرُوضَةَ ** [آثَامُكُمْ عَكَسَتْ هَذِهِ وَخَطَايَاكُمْ مَنَعَتِ الْخَيْرَ عَنْكُمْ

ثم قال: (لأَنَّهُ وُجِدَ فِي شَعْبِي أَشْرَارٌ يَرْصُدُونَ كَمُنْحَنٍ مِنَ الْقَانِصِينَ. يَنْصِبُونَ أَشْرَاكاً يُمْسِكُونَ النَّاسَ ** مِثْلَ قَفَصٍ مَلآنٍ طُيُوراً هَكَذَا بُيُوتُهُمْ مَلآنَةٌ مَكْراً. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ عَظُمُوا وَاسْتَغْنُوا ** سَمِنُوا. لَمَعُوا. أَيْضاً تَجَاوَزُوا فِي أُمُورِ الشَّرِّ. لَمْ يَقْضُوا فِي دَعْوَى الْيَتِيمِ. وَقَدْ نَجَحُوا. وَبِحَقِّ الْمَسَاكِينِ لَمْ يَقْضُوا ** أَفَلأَجْلِ هَذِهِ لاَ أُعَاقِبُ يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَوَلاَ تَنْتَقِمُ نَفْسِي مِنْ أُمَّةٍ كَهَذِهِ؟ ** [صَارَ فِي الأَرْضِ دَهَشٌ وَقَشْعَرِيرَةٌ **اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ. وَمَاذَا تَعْمَلُونَ فِي آخِرَتِهَا؟).

تلى ذلك ما جاء بسفر أرميا إصحاح 14,, 8-22, من وصف تشيب له الولدان, وتصم من هوله الآذان,, على أية حال,, من أراد الإستزادة فليذهب إلى هناك إن إستطاع أن يتحمل وجدانه ذلك. (http://www.arabchurch.com/ArabicBible/Jeremiah/5).

ثانياً,, نعرض هنا تفاصيل إصحاح أرميا 23, الأعداد (9 – 40) فيما يلي:
حيث تحدث أرميا في هذا الإصحاح, بمرارة وأسى عن البيئة الدينة التي كانت سائدة في المجتمع آنذاك والتدني الخلقي والفجور, ليس بين العامة والرعية والمجتمع, ولكن للأسف الشديد بين المدعين التدين والصلاح والكهنوت والنبوة,,, قائلاً:
(فِي الأَنْبِيَاءِ - انْسَحَقَ قَلْبِي فِي وَسَطِي. ارْتَخَتْ كُلُّ عِظَامِي. صِرْتُ كَإِنْسَانٍ سَكْرَانَ وَمِثْلَ رَجُلٍ غَلَبَتْهُ الْخَمْرُ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ وَمِنْ أَجْلِ كَلاَمِ قُدْسِهِ ** لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلَأَتْ مِنَ الْفَاسِقِينَ. لأَنَّهُ مِنْ أَجْلِ اللَّعْنِ نَاحَتِ الأَرْضُ. جَفَّتْ مَرَاعِي الْبَرِّيَّةِ وَصَارَ سَعْيُهُمْ لِلشَّرِّ وَجَبَرُوتُهُمْ لِلْبَاطِلِ.) .

ثم ذكر الأنبياء الكذبة ومعهم الكهنة الفاسقين, فقال:
(لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعاً بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ ** لِذَلِكَ يَكُونُ طَرِيقُهُمْ لَهُمْ كَمَزَالِقَ فِي ظَلاَمٍ دَامِسٍ فَيُطْرَدُونَ وَيَسْقُطُونَ فِيهَا لأَنِّي أَجْلِبُ عَلَيْهِمْ شَرّاً سَنَةَ عِقَابِهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ).
ثم تطرَّق للوثنية التي كانت سائدة في المجتمع, وعبادة البعل فقال:
(وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ ** وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. صَارُوا لِي كُلُّهُمْ كَسَدُومَ وَسُكَّانُهَا كَعَمُورَةَ ** لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ عَنِ الأَنْبِيَاءِ هَئَنَذَا أُطْعِمُهُمْ أَفْسَنْتِيناً وَأَسْقِيهِمْ مَاءَ الْعَلْقَمِ لأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ خَرَجَ نِفَاقٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ ** هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ ** قَائِلِينَ قَوْلاً لِمُحْتَقِرِيَّ: [قَالَ الرَّبُّ: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ!] وَيَقُولُونَ لِكُلِّ مَنْ يَسِيرُ فِي عِنَادِ قَلْبِهِ: لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ شَرٌّ ** لأَنَّهُ مَنْ وَقَفَ فِي مَجْلِسِ الرَّبِّ وَرَأَى وَسَمِعَ كَلِمَتَهُ؟ مَنْ أَصْغَى لِكَلِمَتِهِ وَسَمِعَ؟ ** هَا زَوْبَعَةُ الرَّبِّ. غَيْظٌ يَخْرُجُ وَنَوْءٌ هَائِجٌ. عَلَى رُؤُوسِ الأَشْرَارِ يَثُورُ ** لاَ يَرْتَدُّ غَضَبُ الرَّبِّ حَتَّى يُجْرِيَ وَيُقِيمَ مَقَاصِدَ قَلْبِهِ. فِي آخِرِ الأَيَّامِ تَفْهَمُونَ فَهْماً).

ثم يستأنف القول: (لَمْ أُرْسِلِ الأَنْبِيَاءَ بَلْ هُمْ جَرُوا. لَمْ أَتَكَلَّمْ مَعَهُمْ بَلْ هُمْ تَنَبَّأُوا ** وَلَوْ وَقَفُوا فِي مَجْلِسِي لَأَخْبَرُوا شَعْبِي بِكَلاَمِي وَرَدُّوهُمْ عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيءِ وَعَنْ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ ** أَلَعَلِّي إِلَهٌ مِنْ قَرِيبٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَلَسْتُ إِلَهاً مِنْ بَعِيدٍ ** إِذَا اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلَأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ ** قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَهُ الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا بِاسْمِي بِالْكَذِبِ قَائِلِينَ: حَلُمْتُ حَلُمْتُ ** حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ!).

ثم قال عن عبادتهم البعل من دون الله: (الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ الْبَعْلِ ** اَلنَّبِيُّ الَّذِي مَعَهُ حُلْمٌ فَلْيَقُصَّ حُلْماً وَالَّذِي مَعَهُ كَلِمَتِي فَلْيَتَكَلَّمْ بِكَلِمَتِي بِالْحَقِّ. مَا لِلتِّبْنِ مَعَ الْحِنْطَةِ يَقُولُ الرَّبُّ؟ ** أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ ** لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ** هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ ** هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ).

ثم يستأنف قائلاً: (وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ ** فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ ** هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ ** أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا ** هَكَذَا تَقُولُ لِلنَّبِيِّ: بِمَاذَا أَجَابَكَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ ** وَإِذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ - فَلِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ قَوْلِكُمْ هَذِهِ الْكَلِمَةَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَقَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ قَائِلاً لاَ تَقُولُوا: وَحْيُ الرَّبِّ ** لِذَلِكَ هَئَنَذَا أَنْسَاكُمْ نِسْيَاناً وَأَرْفُضُكُمْ مِنْ أَمَامِ وَجْهِي أَنْتُمْ وَالْمَدِينَةَ الَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ وَآبَاءَكُمْ إِيَّاهَا. **وَأَجْعَلُ عَلَيْكُمْ عَاراً أَبَدِيّاً وَخِزْياً أَبَدِيّاً لاَ يُنْسَى).

ثم تلى هذا العرض عدد من الإصحاحات بسفر أرميا وهي بمحتوياتها لا تقل مرارة صادمة محبطة بسبب بلوغ الإنسان هذه الدرجة من الفسوق والضلال والإضلال والفجور, سنختصر عرضها بالإشارة إليها وإلى الأعداد التي يتضمنها كل إصحاح منها ليسهل على القارئ تعقبها في مصدرها إن أراد ذلك, وهي:
1. أرميا, إصحاح 26: (1-24)
2. أرميا, إصحاح 27: (1-22)
3. أرميا, إصحاح 28: (1-17)
4. أرميا, إصحاح 29: (1-32)

ثالثاً: سنعرض هنا ما جاء بسفر متي, للتعرف على البيئة والمجتمع الذي كان سائداً بعد مجئ المسيح عيسى بن مريم,, ولنبدأ أولا بالإصحاح 23, حيث تحدث يسوع عن الفئات اليهودية التي كانت سائدة آنذاك وهم الصدوقيون, والأسينيون, والفريسيون الذين يعرفون بالمنعزلين, والذين إختصهم يسوع هم والكتبة الذين كانوا يمثلون - مع هذه الطوائف بصفة عامة ومع طائفة الفريسيين - رأس الحربة في الفساد والنفاق والرياء والفجور.. إمتداداً لتقييم النبي يحي بن زكريا لهم ووصفهم "بأنباء الأفاعي" الذي يتناسب مع واقعهم. ويكفي ما جاء بإصحاح متي 23 الذي قال فيه يسوع وعنهم وعن الكتبة ما يلي:

(حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ ** قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ ** فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ ** فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ ** وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ ** وَيُحِبُّونَ الْمُتَّكَأَ الأَوَّلَ فِي الْوَلاَئِمِ وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ ** وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي!

ثم حذر يسوع الجموع وتلامذته منهم, فقال لهم: (وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ ** وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ** وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ ** وَأَكْبَرُكُمْ يَكُونُ خَادِماً لَكُمْ ** فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ **

ثم حذر وتوعد الكتبة والفريسيين قائلاً لهم: («لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! ** وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذَلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ ** وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً! ** وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَبِ الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ!).

ثم يوبخهم بقوله لهم: ( أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ ** وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ! ** أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ ** فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ ** وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ ** وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللَّهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ! ** وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ ** أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ! ** وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ اخْتِطَافاً وَدَعَارَةً!).

ثم يخاطبهم موبخاً كاشفاً لمكرهم وتحايلهم, قال: ( أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضاً نَقِيّاً ** وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ ** هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً! ** وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ ** وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ! ** فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ ** فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ).

ثم يصفهم بحالهم ظاهراً وباطناً فيقول: (أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ ** لِذَلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ ** لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ ** اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هَذَا الْجِيلِ! ** «يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا ** هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! ** لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».).

هذه هي البيئة التي جاء فيها عيسى بن مريم وورثها,, وقد تناول بنفسه وصف طائفتين منها الكتبة والفريسيون,, وباقي طوائف اليهود - الصدوقيين, والأسينيين – ليسوا بأحسن حال من هؤلاء البشعين. لذا كان لا بد من أن يحذر الناس بصفة عامة وتلامذته بصفة خاصة من شرهم ونفاقهم ومكرهم. وقد قصدنا أن نعطي للقراء الكرام لمحة صغيرة خاطفة لما كان عليه الحال عند مجئ المسيح عيسى بن مريم. ولعل القارئ قد أدرك ضرورة ذكر هذا الإصحاح قبل مواصلة العرض عبر الإصحاح 24 التالي حتى تتبلور الصورة بقدر مناسب.

لاحظ أن سفر أرميا (العهد القديم) قد تناول فساد المجتمع كله بصفة عامة ثم فساد الكهنة والأنبياء الكذبة بصفة خاصة, فكانت الصورة قاتمة تحبس الأنفاس,, ثم جاء سفر متي, (العهد الجديد) ليبلور إستمرارية قتامة الصورة وإزديادها مرمزاً لها بالكتبة والفريسيين. فلنر معاً ماذا في جعبة إصحاح متي التالي!!!

رابعاً: هلم بنا معاً إلى عرض الإصحاح 24: الأعداد (1 – 51), فيما يلي:
قال متي: (ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَمَضَى مِنَ الْهَيْكَلِ فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ الْهَيْكَلِ ** فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هَذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ هَهُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!» ** وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هَذَا وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟» ** فَأَجَابَ يَسُوعُ: «انْظُرُوا لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ ** فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ ** وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا لاَ تَرْتَاعُوا. لِأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ كُلُّهَا. وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ ** لِأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلى مَمْلَكَةٍ وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ).

ثم, مشيراً إلى إمتداد الأنبياء الكذبة في تلك البيئة, قال: (وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ ** حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيقٍ وَيَقْتُلُونَكُمْ وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ اسْمِي. ** وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ** وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ ** وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ ** وَلَكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ ** وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هَذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى ** «فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ - لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ - ** فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ ** وَالَّذِي عَلَى السَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئاً ** وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ فَلاَ يَرْجِعْ إِلَى وَرَائِهِ لِيَأْخُذَ ثِيَابَهُ ** وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ!).

فما هي بشارة الملكوت هذه؟؟؟

ثم قال: (وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ وَلاَ فِي سَبْتٍ ** لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ ** وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلَكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ ** حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا أَوْ هُنَاكَ فَلاَ تُصَدِّقُوا ** لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً ** هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ ** فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ فَلاَ تَخْرُجُوا! هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ فَلاَ تُصَدِّقُوا! ** لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ هَكَذَا يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ).

ومن هو "إبن الإنسان" الذي بشر بمجيئه عيسى بن مريم والذي وصف مجيئه بالبرق الذي يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب؟؟؟ ..... فلنتابع العرض كما ورد بالإصحاح فيما يلي لنعرف المزيد:

ثم قال يسوع: (لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ ** «وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ ** وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ ** فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا ** فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصاً وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ ** هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً مَتَى رَأَيْتُمْ هَذَا كُلَّهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى الأَبْوَابِ).

ثم قال للجمع: (اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ. ** اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ ** وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ ** وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ).

فلنقف هنا لحظة لنتدبر هذه العبارة جيداً,, ولكن قبل ذلك نذكر القراء بأن "نوح" الذي ذكر هنا هو "أول رسول أرسله الله إلى الناس", وأول أولي العزم من الرسل, بعد أن عم الفساد قومه وطمَّ, الذين مكث فيهم ألف سنة إلَّا خمسين عاماً فما آمن معه إلَّا قليل فكان أول عقاب للبشر أن أغرقهم في اليم إلَّا قليل منهم مع نوح. فهكذا " كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ". فما حدث لقومه بمثابة ما سيحدث للبشر يوم القيامة, فمن الرسول الذي "جاء والساعة معاً كأصبعين الوسطى والسبابة", وهو آخر أولي العزم من الرسل؟؟؟
وحيث أن يسوع هنا يتنبأ ويبشر بقادم بعد مضي الجيل الذي هو فيه لقوله: (اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ), فإبن الإنسان هو الذي سيتغير الكون من اجله وهو الذي يسبق قيام الساعة التي ستأتي بعده,, فمن إذاً "إبن الإنسان" هذا؟؟؟ ..... فلنتابع مع يسوع سرده حيث يقول:

(لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ ** وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ ** حِينَئِذٍ يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ يُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ ** اثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى الرَّحَى تُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى ** «اِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ ** وَاعْلَمُوا هَذَا أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيِّ هَزِيعٍ يَأْتِي السَّارِقُ لَسَهِرَ وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ ** لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مُسْتَعِدِّينَ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ) ** فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ فِي حِينِهِ؟ ** طُوبَى لِذَلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هَكَذَا!).

ثم قال لهم: (اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ ** وَلَكِنْ إِنْ قَالَ ذَلِكَ الْعَبْدُ الرَّدِيُّ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ ** فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ الْعَبِيدَ رُفَقَاءَهُ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ السُّكَارَى ** يَأْتِي سَيِّدُ ذَلِكَ الْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا ** فَيُقَطِّعُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْمُرَائِينَ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ»).

فهل عيسى بن مريم عليه السلام إستطاع أن يغير هذه المجتمعات التي ورثها ووصفها أرميا في العهد القديم,, أو إستطاع أن يغير حال الكتبة والفريسيين والأنبياء الكذبة الذين حذر منهم الناس بصفة عاملة وتلاميذه بصفة خاصة,,, خاصة إذا علمنا أنهم هم والكهنة الفجرة الذين لاحقوه وأهانوه وكادوا أن يقتلوه وقرروا أن يصلبوه, ولكن الله ربه قد أنجاه منهم ورفعه إلى ربوة ذات قرار ومعين بعد أن شبه لهم فقضى على مكرهم بمكره وهو خير الماكريم.
وهل أولئك الذين تخلصوا من "توراة موسى" وإستبدلوها بشرورهم حتى عبدوا البعل يمكن أن يتركوا "إنجيل عيسى" بعد أن رفعه الله وأنجاه منهم؟؟؟ ..... نحن في إنتظار إجابة زكريا بطرس ومجموعته إن إستطاعوا لذلك سبيلاً.

تحية كريمة للقراء الكرام والكريمات,

بشاراه أحمد عرمان.



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورطة الحصار - وحر الإنتظار (أ):
- وقفة تأمل وتصحيح مفاهيم:
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (E1):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (1D):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (C):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (B):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (A):
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! وقفة تأمل إضطرارية لازمة لمناقشة حالة:
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...


المزيد.....




- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - العَجِيْبَةُ العَجَبَهْ - هُمُ الأنْبِيَاءُ والكَهَنَةُ الكَذَبَةْ: