أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - وقفة تأمل وتصحيح مفاهيم:















المزيد.....



وقفة تأمل وتصحيح مفاهيم:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5810 - 2018 / 3 / 9 - 18:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثير من المتابعين لمواضيعنا التي تعهدنا فيها نقد مواضيع منشورة لكاتب بعينه هو الأخ سامي لبيب, ظنوا أنني أقصد الكاتب لشخصه وأعتقد أن الكاتب نفسه قد يظن ذلك, وهذا مفهوم خاطئ ألف في المائة,, إذ أن الواقع يختلف تماماً عن هذه المفاهيم الضيقة والظنون الخاطئة. فهذا الكاتب يحارب الغائية وهو في حقيقة أمره (غائي حتى النخاع), فهو – في كل كتاباته دون إستثناء – يستميت في أمر واحد لا ثاني له (هو إنكار الإله الخالق), حتى لو شهد العالم كله بوجوده وإعترف به, فهذا بلا شك من حقه الذي كفله له الله خالقه ومبدعه ومالك ناصيته حتى إن لم يعترف بذلك فهذه هي الحقيقة التي يعرفها ولكنه لا يريد أن يعترف بها على الملأ لغاية في نفسه,, فهو قد أصدر حكماً مسبقاً قرر أن يلتزمه (وثناً يعبد), بغض النظر عن موضوعيته أو منطقيته أو صدقه.

ميزة هذا الكاتب عن غيره أنه يمثل بحق (حالة فريدة), إذ انه يكتب كثيراً بتوجه ثابت, ولكن الواضح أن ذلك بدون منهجية علمية لذا لاحظنا أنه يدور حول نفسه ويجتر ما سبق أن أكده لينفيه في كتابات أخرى وهو لا يدري أو لديه معايير علمية يراقب بها تناقضاته تلك وهذا أمر بديهي إذ أن المعايير لا يمكن إيجادها بدون حقائق مؤكدة. هذه الظاهرة جاذبة لأي باحث علمي يعرف الحقائق ويعرف المتناقضات معها بإستخدام مرجعيات راسخة أساسها (الحقائق العلمية المجربة والمبرهنة). وحيث أن الكاتب هذا يكثر الحديث عن "العلم" كمرجعية وحيدة أساسية له, ثم يكثر الحديث عن الموضوعية والمنطق ليوهم بأن توجهه الإلحادي (الغائي) توجهاً سليماً يشهد عليه العلم والعلماء والمنطق والموضوعية,,, وأن هذا التوجه الوثني هو "تنويري", يريد ترسيخه في مفاهيم العامة والجهلاء وأنصاف المثقفين,,, رأينا أن نلتقي مع فكر وطرح هذا الكاتب عند هذه المرجعية (الثلاثية) التي إختارها وإرتكز في توجهه عليها.

المهم في الأمر أننا نتناول الفكرة (دون المعتقد), ونحللها أمام القراء والمراقبين دون أن نفرض عليهم شيئاً من عندنا أو نروج لشئ من أجندة خاصة, إذ أن مثل هذه الصغائر الفاشلة لم ولن نلجأ إليها (والمتابع المنصف المحايد المطلع على كل مواضيعنا) سيشهد بذلك, إذاً الغاية أولاً وأخيراً تكملة عناصر الحوار الثلاثة (الفكرة, ونقيضها, والعقل), حتي يسهل على المطلع الإلمام بحقيقة الأمور فله أن يؤيد الفكرة كلياً أو جزئياً, أو أن يلفظها ويتفادى شرها بكامل الفهم وحرية الإختيار,, ولا أظن عاقلاً يزهد في هذه الغاية.

ميزة هذا الكاتب انه قد جمع كل المتناقضات والمغالطات والمفاهيم الخاطئة والجدلية في سلة واحدة, وتبناها ثم أشهد عليها "العلم" بغير وجه حق, ليس ذلك فحسب,, بل أرسل لفكره الخاص العنان بلا حدود ولا قيود ولا وازع ثم صدق أن هذه الأفكار هي الحق والمعيار الذي يقاس به كل شئ حتى الكون وما وراء الكون من أسرار لم يدَّعِ أحد من العلماء قديمهم وحديثهم وحادثهم أو يجرؤ على الإدعاء بأنه (محيط بعلم الكون) أو انه (خلق شيئاً منه), ومع ذلك فقد تخطى الكاتب كل هذه الحواجز المستحيلة ليبلغ ما فوقها وهو ذات مبدع هذا الكون الذي لم يكن في يوم من الأيام أو سيكون مجهولاً بالنسبة للعقلاء من الإنس والجن, والحيوانات دون الجهلاء الأغبياء,,, ليس ذلك فحسب, بل قد عرَّف عن نفسه بنفسه وشهد الكون كله له بذلك وقد تحدى المدَّعين من هذا الكون "إنساً" و "جناً" فرادى ومجتمعين فلم يجرؤ أي منهم أن يكذب قوله لسبب منطقي وموضوعي ألا وهو أن (الظن لا يغني عن الحق شيئاً), وقد قال لجمعهم "متحدياً" (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين),, فلم يجرؤ ولن يجرؤ أحد من العالمين على ذلك أمس واليوم وغداً,, حتى قيام الساعة.

في السابق قد تجرأ على سور وآيات من القرآن الكريم (المتلو نصَّاً), فحاول أن يأتيه بالباطل والخوض فيه والتشكيك,, فتصدينا له وحسمنا أمره وأبطلنا حججه, ليس بفكرنا نحن, ولا بعلمنا وإجتهادنا الذاتي المتواضع,, ولكن "بتدبرنا" للآيات وقلَّبناها على كل جوانب العلم والمنطق والموضوعية وظواهر وأجرام الكون ودقائقه التي عرف العلماء عنها ظاهراً متواضعاً فأبطل الله حججه بهيمنة كتابه على الدين كله ولو كره المشركون. وحيث أنه قد سعى لبلوغ (غائيته الوثنية) عبر الفلسفة والعلم, فما كان منا سوى أن نتبنى خيار "العلم الحق" كمصدر ومرجعية لنا وله حتى نبطل بذلك كل فرص وإحتمالات الدخول في مستنقع الحجج التي إعتدناها من الجدليين البيزنيطيين. فكان موضوعها المتسلسل بعنوان (تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي).

لقد رأينا أن نبدأ بآخر مواضيعه التي نشرها آنذاك فكان الموضوع بعنوان (وهم المُصمم وتهافت نظرية التصميم الذكى), على الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=585492), فكان هذا ما قررنا تناوله في سلسلة مواضيعنا في هذا المفهوم,,, ولكن المنطق يقول إن الأولى أن نبدأ تحليلنا وتفنيدنا للفكرة من أساسها, على الأقل من بد/اية هذا العنوان لذا رجعنا إلى مقدمته التي جائت تحت عنوان (وهم المُنظم والمُصمم – مقدمة), بتاريخ 4/8/2017م بالرابط التالي (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=567667).

وقال في بداية مقدمته: إن "هذا المقال يأتى ضمن سلسلة مقالات ملف العشوائية والنظام ليعتنى بتبديد مفاهيمنا المغلوطة عن العشوائية والنظام", بين فيها مفهومه الخاص للعشوائية والنظام وأراد أن يقحم العلم ويورطه في هذا المفهوم ويبهته به, فكان لا بد لنا من أن نأتيه من بوابة العلم الواسعة. فما دام أنه يتكلم عن الكون كأنه يتحدث عن ميدان كرة قدم, فأردنا أن نؤكد للغاشي والماشي أن كل ما ثبتت صحته عبر العلم التجريبي فهو إثبات لكل ما ورد بالقرآن الكريم "نصَّاً" لأن صاحب ومبدع هذا الكون هو الذي أنزل القرآن,,, فإن إستطعنا إعجاز المدعين العلم والملحدين عبر العلم نفسه, وأثبتنا لهم وللناس جميعاً بعدهم عن الحق والحقيقة وسوء فهمهم حتى لما سطَّره العلم نكون قد قضينا على حججهم بمصادرة وثنهم وإبطال حججهم وإيقاف لجاجاتهم ورفع بأسهم عن الناس.
لذا قد إخترنا عنوان سلسلة مواضيعنا هذا: (تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي), ليكون إطاراً لمشروعنا الحضاري العلمي الممنهج الذي قصدنا منه في المقام الأول والأخير (بلورة الحقيقة الحقة) فقط.

لقد تعهدنا أمام القراء أن نفند السلبيات والإفتراضات الخاطئة – ما إستطعنا لذلك سبيلاً - وفي نفس الوقت نأمِّنُ على الإيجابيات فيها بإسلوب نقدي نزيه شفاف, الغاية منه ليس المساس بمعتقدات الآخرين فهذه خصوصيات لها حرمتها ولا يجوز لأحد غير صاحبها الإقتراب منها إلَّا من باب التناصح بشرط أن يقبلها صاحبها ويرتضيها. هذا منهج راسخ لا ينبغي لأحد تجاوزه أو زعزعته. وسنكتفي فقط بالحقائق والمراجع الموثقة سواءاً أكانت لاهوتية كما يسميها صاحب الحالة أو علمية أو تاريخية مرجحة في جو وُدِّي إنساني بعيداً عن الأهواء والعقد النفسية والشخصنة.

كما تعهدنا أن نناقش مقالته هذه من زوايا ثلاثة:
1. من زاوية إنطلاقه أساساً من (حكم سابق) تجمَّد عليه ولا مجال لتغييره أو صرفه عنه حقيقة مهما كان مصدرها ودرجة قدرتها ورسوخها,
2. حرصه الشديد على جمع وصناعة أوهام على انها حقائق لعلها توهم بأن هذه الحكم السابق سليم ومنطقي وموضعي, مما جعله يتفادى تقديم الأدلة والبراهين على صحة وموضوعية توجهه,
3. رفضه لأي حقيقة تؤكد حتمية وجود إله في الكون خالق ومبدع ولكنه لا يتحرج في نسبة ذلك الإبداع المعجز إلى شئ مجهول إسمه "الطبيعة", أو "العقل البشري", دون أن يكلف نفسه بتعريف الناس بكنه هذه الوثن المبدع أو الإله الإفك لديه ويقدم دليله على صدق هذا الإدعاء.

لقد لاحظنا على كاتب المقال من بداية المقدمة انه يطلق عبارات مستخدمة في الأوساط العلمية والبحثية لها مفاهيم عامة يلتقي عندها البعض ولكن هناك الكثيرون الذين لهم حيالها مفاهيم خاصة, وبالتالي ينبغي على الكاتب أو المحاور أولاً أن يبين مفهومه الخاص بوضوح وجلاء قبل على يبني على ذلك قضية جدلية فارغة.
لذا تصدينا للكاتب عند تناوله للظاهرة الطبيعية التي أطلق عليها العلماء "عشوائية" مقابل ظاهرة "النظام", من خلال فهمه المتواضع عنهما وفهم العلماء المحدود لهما معتمدين في ذلك على العلم والمنطق.

لذا قلنا إن السبيل الوحيد والأوثق هو تحليل وتفنيد أقوال العلماء المقيد فقط بما هو معلوم لديهم عن هذه الظواهر والتي ينعتها البعض منهم بأنها "أخطاء" والواقع أنها ليست كذلك إن أخذناها في إطار المعلوم والمجهول كوحدة مكتملة ومتكاملة في نظام واحد لبناء وتقدير هذا النظام الكوني البالغ التعقيد ومتناهي في الدقة والتكامل والتكافؤ والذي يعترف به العلماء والباحثون المفكرون المحايدون من المعافين من الهوى والأجندة السوداء القاصدة.
فكان توجهنا في كل فقرة من فقرات سلسلة مواضيعنا حول هذا الشأن كان من منطلق علمي بحت. لذا لن أعيد ما قلته في هذه المواضيع فهي منشورة ومتاحة لكل من أراد الحقيقة والحوار, فموضوعينا الأول والثاني كانا معنيات بتفنيد ما قاله الكاتب عن نظام الكون الذي صنفه إلى "نظام" وعشوائية, فأثبتنا له عدم صحة هذا المفهوم "علمياً" لأن النظام الذي أطلق عليه "عشوائي" هو بسبب قلة المعرفة والآلية اللازمة لمعرفة حقيقته في الإطار العام للنظام الكوني فميز هذا النظام "بالعشوائية" مرجعياً.

المهم أننا واجهنا الكاتب بمفهوم العلم والعلماء عن العشوائية فبان للعيان مفهومه الخاطئ عنها وعن مفهوم العلماء لها, إذ لم يوجد نص أتى بشئ يؤيد مفهوم الكاتب عنها (أنظر التفاصيل بالموضوع A). حيث قلنا إن مفهوم العلماء وتفسيرهم للعشوائي Indiscriminate, غير ذلك الذي لدى الكاتب,
وقد إستشهدنا ب مقال لكلاود, علق فيه على قول العالم ألبرت ناجيرابولت, وذكر المثال عن الجسيم الأولي للقوة الكهرومغناطيسية "الفوتون", فأثبتنا – من خلال تحليله وتفسيره هو – عدم وجود "عشوائية", بل نظام دقيق محكم, وهذا بالطبع عكس مفهوم كل من قال "بالعشوائية", فكان إسقاط الحجة "بالعلم" فقط. لذا, قلنا إن هذه الفقرة مهمة لدراستنا وتحليلنا لمفهوم "العشوائية" في إطار علمي بحت, من خلال أطروحات علماء وباحثين ومفكرين... الخ.

إذا, كما ترى ان موضوعنا الأول كله كان "علمياً" بحتاً ليس فيه تحدِ للكاتب ومفاهيمه التي طرحها, ولكن فيه مواجهة مع كل العلماء الذين قالوا بمفهوم العشوائية (والتحدي مفتوح) ومتاح لكل من أراد أن يحاجج "بالعلم" لبلوغ الحقيقة وليس الهوى, الرابط هو:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=588191

ثانياً: و في موضوعنا الثاني تحت عنوان: (تفنيد ...... الفكر الإلحادي – B), بالرابط التالي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=589366,, أيضاً لم يخرج توجهنا من إطار المحاججة والمعايرة والإستشهاد "بالعلم التجريبي المؤكد" والبرهان والمرجعية السليمة بحالٍ, وقد واصلنا في محاصرتنا للمفهوم الخاطئ عن ظواهر "النظام" الذي وصم أوثقه وأعقده "بالعشوائية", فلم يعترض على ما أكدناه أحد أو "يحاججنا فيه "بالعلم وحقائقه المؤكدة", ثم صححنا المفاهيم حولها بصورة مبرهنة.

وقد بينَّا – عبر المفاهيم التقنية التطبيقية – أن النظام لدينا يكون مبنياً أساساً على "التقدير" و "التنبؤ" وبالتالي نسبة التباين بين المخطط, من ثم فالمنفذ الفعلي منه يشهد على ذلك, إذ أن كثير من المشاريع التي خطط لها بدقة ومع ذلك جاءت الرياح بما لا تشتهي سفنها, وعلى النقيض من ذلك كثير من المشاريع والأعمال التي لم تنل نفس الحظ من التخطيط والتنظيم, ومع ذلك جاءت النتيجة بأفضل من سابقتها, وهذا يعني أن هناك بعد جوهري غائب عن فكر ووجدان وتصور كثير من الناس مع إعترافهم بأن ظاهره واقع يستحيل تجاوزه أو إنكاره.

ومن ثم كلما قلَّت نسبة التباين وإقترب تخطيطنا الدقيق جداً من الفعلي وصفناه بالتخطيط المنظم المتين, رغم أن مراحله التخطيطية والتنفيذية والرقابية,, كلها لا تخلوا من مفهوم "العشوائية", كالتنبؤ forecasting, والتقييم وإعادة التخطيط,,, أليس هذا برهان على, وتصوير لخطأ تقدير المفاهيم حول "النظام" و "العشوائية" المدعاة؟؟؟ ..... إلَّا إذا إستطاع أحد الجدليين أن يقنع العقلاء بأن التخطيط بمستوياته الإستراتيجية والتكتيكية والتشغيلية, وأيضاً التنظيم, والتوجيه, والتطبيق, والرقابة, والتقييم, وإعادة التخطيط وفقاً للمعطيات المتحصل عليها من "التنظيم" feedback كل ذلك تم "عشوائياً" مبني على الخطأ والفوضى,,, ومع ذلك إدعى المخططون والمدققون إنه "نظام", وإنه لكذلك في الإطار العام للنظام.

ومن هذا المنطلق الواضح أكدنا أن ما يتعامل به الإنسان في حياته اليومية هو "النظام" الدقيق الخفي الذي يضبط لنا "النظام البسيط الظاهر" , ذلك النظام الدقيق هو في الواقع ما أطلق عليه الناس "عشوائية" لظاهره الذي يوحي بذلك,, وضربنا مثل له بأكلنا وشربنا ونومنا وتعاملنا مع بعضنا ومع غيرنا من المخلوقات كل ذلك نقوم به بنظام بسيط ظاهر لا يحتاج منا إلى تدقيق معقد, لذا تيسرت لنا المعاملات, إذ أننا نأكل ونشرب وننام ونستيقظ ونقضي حاجاتنا كلها بطريقة بسيطة ظاهرة ومقدور عليها بلا مجهود, فهذه تتم "عشوائياً", ولكن النظم الدقيقة المعقدة التي لا قبل لنا بها (من هضم للطعام, والشراب وتحول كل شئ فيها إلى عناصر مفيدة بالغة في الدقة منها ما ينبت لحماً وشحماً ومنها ما يوفر كل العناصر الحياتية والأملاح والفيتمينات دون أن نكلف نفسنا بأي نوع من التنظيم في مدخلاتناً, فيمكنك أن تشرب قبل الأكل أو بعده وأن تأكل الحلو قبل الحامض وأن تشرب أي نوع من السوائل دون ترتيب أو تنظيم ولكن ما أن تغيب هذه المدخلات عن مداركنا تتحول هذه "العشوائية" إلى جزء أساسي من النظام الغذائي البالغ في الإعجاز.

فهل هناك عاقل يمكن أن يسمي "نظام العشوائية" عشوائية مطلقة أو شئ من عشوائي بمفهوم أن العشوائية هي الخطأ أو الفوضى؟؟؟ إن لم يكن ذلك كذلك, يكون العلم الحقيقي قد نسخ وأزال المفهوم الخاطئ للعامة عن أسرار العلم والعالم,, بأن الكون "عشوائي" أو به "عشوائية". وقد إكتشف العلماء – في حالم تقنية الحواسيب وقواعد البيانات البالغة في دقة التنظيم والمعالجة والتصنيف,,, مبلغاً مشهوداً للعامة والخاصة, إذ فرقوا – في تقنيات إدخال البيانات – ما بين النظام التسلسلي (sequential Access), الذي لن يستطيع أحد أن يقول عنه نظاماً عشوائياً, وبين نظام الإدخال بشكل عشوائي (Randomly Access), الذي قد أعتبر تقنية متقدمة في الإدخال, وهي التي "بعشوائيتها" الظاهرية هذه كانت ضرورة قاهرة لأعقد نظام في معالجة البيانات لأن ظاهر الإدخال "للعارفين" والعلماء وراءه عالم تقني رفيع بالنظر إلى فنِّيات بناء قواعد البيانات وعلائق جداولها وفهارسها و ... الخ. وهذا يعني أن الذي يكون ظاهره عشوائي أنما هذا دليل على أن وراءه عالم من الإبداع والدقة والمتانة التي يصعب فهمها للمستخدم العادي لذا كانت أطراف الخيوط للتعامل مع تقنيات ومعلومات وفنيات أكبر بكثير من قدراته ومعارفه وإستعداداته.

في هذا الموضوع الثاني (B), قد أسهبنا كثيراً في تحليل فكّر راسخ في فوتون "جسيم أولي حامل للقوة الكهرومغناطيسية" قادم من الشمس معبأ بالطاقة المفيدة، من أول ما إلتقطه النباتات أو الكائنات الحيّة الدقيقة منذ أول مراحله لرحلة الفوتون,, مروراً بغاية النباتات والكائنات الحية الدقيقة من ذلك هو " لتخزين هذه الطاقة في شكل سكر", ثمَّ يأكل الإنسان هذا السكر ويستخدم طاقته لخلق جزيئات ثالث فوسفات الأدينوسين" ... ومن ثم توضح هذه المعلومة ببساطة أن هذه هي الغاية النهائية للفوتون, وهي مهمة خلق جزيئات ثالث فسفات الأدينوسين Adenosine tri-phosphate ATP كحزمة من الطاقة التي يمكن إرسالها لأي جزء من الجسم يحتاجه. ومن ثم فإن هذا يعني بلا شك أنه قد حقق الغاية كاملة ولا مجال للقول بالخطأ أو العشوائية, فقد أدى الفوتون غايته كاملة بنظام دقيق منطقي لنظام كوني بالغ الدقة والكمال, هذا هو قول العلم والعلماء, فلن يستطيع أحد منهم أو من غيرهم أن يصف هذا "النظام الكامل البديع" بعشوائية أو فوضى أو أخطاء إلَّا سفهاً أو جهلاً, ولا شك في أن الذي يقول بهذا يشهد على نفسه بالمغالاة إن تفادينا وصفه بالجهل.

رغم أن ماذكرناه عن "الفوتون", كان كافياً لقفل باب اللجاجة والمغالطات, إلَّا أننا أردنا المزيد من الشواهد التي لن يستطيع أحد أن ينكرها أو يماري فيها, فقد طالعنا ظاهرة طبيعية أخرى وناقشناها من منطلق مفهوم العلماء لها, لذا "إقتبسنا" رأياً علمياً مختصراً ولكنه كافياً للرد على هذا المعتقد تحت عنوان "فوائد وأضرار الأشعة تحت الحمراء Infrared rays",,, خلاصته ان هذه الأشعة هي واحدةٌ من أنواع الأشعة الكهرومغناطيسية كأشعة إكس، والأشعة فوق البنفسجية. وهي جزءٌ من الطيف الكهرومغناطيسي الذي يحيط بنا ونتعامل معه، لكن لا يستطيع الإنسان رؤية هذه الأشعة بالعين المجردة وإنما عبر الإحساس بأثرها على شكل حرارةٍ. على أية حال, لن ندخل في التفاصيل فهي موجودة في الموضوع بما يكفي لبلورة الحقيقة الكونية المتطابقة مع المفهوم العلمي الظاهر الذي يتراجع عنها فيما يتعلق بالغيبيات والأسرار التي حولها وبها,,,

فهي أشعة غير مرئية, وقد إستدل العلماء لوجودها بارتفاع في درجة حرارة الجزء المظلم الواقع خلف اللون الأحمر، ومنه استنتج وجود اشعاع غير مرئيٍّ خلف اللون الأحمر له خواص الإشعاع المرئي ...). هب أن العلماء قد إكتشفوا هذه الأشعة قبل إكتشافهم لكل الأشعة التي تمثل الطيف الكهرومغناطيسي, أليس من حقهم "عندئذ" تسميتها "بالعشوائية؟ ..... وهب انهم بعد ذلك إكتشفوا باقي أشعة هذا الطيف, ألا يسمونها "نظاماً" بما في ذلك الأشعة غير المرئية والتي لولا إخضاع أشعة هذا الطيف لقياس الحرارة, فكيف سيكون الحال عندئذ؟؟؟ ..... ناهيك عن الفوائد العظيمة التي عرفها الإنسان عن هذه الأشعة الخفية الظاهرة. فهل عجزنا عن مقارعة العلماء وإنتزاع الحقيقة من بين إكتشافاتهم وتقييماتهم وتسمياتهم نفسها إنتزاعاً, آليتنا في ذلك فقط هي "الإيمان المطلق"؟؟؟

فهل يمكن وصف هذه الأشعة بالعشوائية وأنها أخطاء وفوضى غير ذات نفع في الكون, وأنها خسائر وضياع للطاقة بلا هدف ولا غاية ولا وراءها مبدع خبير عليم جعل النظام الكوني دقيقاً معجزاً؟
إذاً موضوعنا الثاني (B), قد ناقش نظريات وأبحاث علمية مجربة ومعمول بها, كلها تنفي العشوائية والفوضى عن الكون وتصفه بالدقة المعجزة والروعة المطلقة والتكامل الغائي؟

ثالثاً: أما في موضوعنا الثالث (تفنيد .......... الفكر الإلحادي - C) التي نشرت في هذا الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=589366),, عندما حاول الكاتب إيهام الناس بأن الإسلام شئ والعلم شئ آخر مختلف, ووصفه باللاهوتية بهواه,, قلنا له إن الإسلامي ليس لاهوتاً لأنه متصالح تماماً مع النظام الكوني الذي بدوره متصالح مع الحقائق العلمية المثبتة, بل ويطلبها حثيثاً لأنها توفر البرهان الذي لن نقبل بغيره.. لسبب بسيط هو أن المسلم لا يفرق بين قرآن يُتلى "نصوصاً" وقرآن يشاهد ويحس كيانات ومعالم وأجرام ومخلوقات وهوام,,,, وهو يرى أن الكون كله ظاهره وخفيه هو القرآن نفسه لأن القرآن المتلوا انما هو إشارات من الخالق المبدع بالقول والحث ولفت النظر إلى آياته التي خلقها وأبدعها, فلا تقلق, نحن مع العلم وطُلَّابه بلا أدنى شك. وقلنا له إن حديث العلماء عن الشمس وأسرارها الكثيفة,, إنما هم في الواقع يثبتون حقيقةً كل كلمة وردت في القرآن الكريم عن هذا الخلق البديع والجرم السماوي الرائع, وعندما يتحدثون عن الكون وأبعاد الأجرام السماوية, فهم دون قصد منهم يؤكدون "عملياً" كل حرف ورد بالقرآن الكريم.

فالعلم يشهد بالنظام المعجز لهذا الكون ولا ينكره بل يعترف به ويسعى حثيثاً بأبحاثه في الإستزادة من عجائبه وغرائبه عبر الأبحاث والتجارب, فإن لم يكن ذلك كذلك فما جدوى السعي الحثيث وراء الإكتشافات والأبحاث ليل نهار وعلى مدار الثانية؟؟؟..... وهذا يعني أن الكاتب وأتباعه إنما يسبحون عكس تيار الحق والحقيقة والعلم الحقيقي, ويمثلون الشريحة الشاذة في هذا الكون المترابط. إذاً الذي يحاججنا بأننا لم نثبت ما قصدناه كما أن الكاتب لم يثبت ما سعى إليه "بالعلم", هذا دليل على أن صاحب القول لم يطلع أو يقرأ بتمعن ما كتبناه, إذ أننا كما يرى هو والقراء الكرام أننا نحاجج بالعلم ليس الكاتب فحسب أو من معه,, بل نحاجج العلماء أنفسهم "بتحدٍ" مفتوح, وفي إنتظار من يعقب على ما أكدناه لنرد عليه حسماً لهذا الموضوع.

ثم فلينظر هنا في هذا الموضوع أننا قد إستشهدنا بالبنية التحتية للعلم الحديث فضربنا مثلاً لبعض موجودات جزء صغير من الكون وهو الأرض, وما عرف من عناصرها, وسألنا عن ذلك الذي أوجد الأشياء والأسباب والخواص التي تحكم تفاعلها مع غيرها بقوانين غاية في الدقة يشهد عليها العلماء عبر القرون والآماد الذين بحثوا في هذه المكونات وأجروا تجارب كثيرة خلصوا بعدها إلى وضع قائمة أطلقوا عليها (الجدول الدوري). حيث قسموها المواد (أفقياً) إلى "فلزات" و "لا فلزات" عبر ثمانية عشر مجموعة و (رأسياً) إلى سبعة دورات. فإتضح أن هذا الذي وضعه العلماء بالبحث والدراسة يحكي الدقة المعجزة ويشهد بها وذلك هو الكون الذي خلقه من إدعاه لنفسه فلم يجرؤ غيره أن ينازعه فيه أو ينفيه عنه فيقول أنا الذي فعل أو فلان غيره الذي فعل, وهذا هو الإعجاز الموثق المبرهن.

إذاً لا بد للعاقل أن يشهد بما شهد به العلماء والباحثون ليس إعتباطاً ولكن لوجود الدليل والبرهان الذي لم يشكك أحد من الناس في دقة وروعة ما وثقه العلم عبر هذا الجدول الدوري,, وهذا يعتبر حلقة صغيرة في سلسلة حلقات للنظام الكوني البديع الذي أثبت العلم أن الكثير الكثير منه خارج نطاق علم الإنسان لوجود أسباب منطقية وموضوعية متعلقة بالقدرة البشرية المحدودة للغاية.

سأكتفي هنا بهذا القدر من الإشارة إلى مرجعيتنا "العلمية" في مواضيعنا التي أنكر بعض الأخوة المعلقين علينا اللجوء إلى العلم والإستشهاد به لإثبات الحقيقة المحضة, فأردنا أن نريه بأننا لا نتحايل ولا نتجاذب المعلومات فلدينا عبر كتاب الله آفاقٌ وآمادٌ تنبع منه نبعاً مباركاً لذا فإن كل قضية معروضة علينا من غيرنا ننام ملئ جفوننا عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصموا. وسأعرض بعضاً من التعليقات الهامة وأعلق عليها بإختصار.
منها تعليق ألأخ خليل أحمد إبراهيم التي قال لنا فيها:
1. "أستاذي بشار إذا كان الكاتب الملحد لم يأتي بشيء علمي حول خالق الكون، فانت الآخر ايضٱ اعتمدت على مصادر مشكوك في النواه (سور من القرآن). إذا هو اعتمد العلم الإنساني فأنت الآخر اعتمدت على الخرافة. واذا كان الله كما ادعيت خلق كل هذا الكون لأجل حفنة من ألبشر كان الأولى به أن يخلق كونا على قدرهم وليس بشكل غير متناهي.
يا حبذا لو كنت اعتمدت حقائق علميه وليس خرافات في تحليلك وأن ذاك ربما يستوعبها العقل.

2. ثم قال: "عزيزي لا أنت قادر على إثبات خلق الكون من قبل خالق، ولا أنا قادر أن اثبت أن خلق الكون عشوائية ولكنني واثق أن المادة سبق الروح، واذا تعتقد عكس ذلك اتحدى كل العالم بملحديه ومؤمنيه أن ياتوني بروح دون المادة، ولكني أنا قادر أن اتيك بالمادة دون روح".

3. وأخيراً قال: "ما انت ذاهب إليه ومن تنتقدهم وتعتبرهم ملحدين الذهاب إليه غير ثابت من قبل العلماء وكل واحد يفسر حسب رؤيته ولكنني أعرف حق المعرفة أن الديانات صناعة بشرية بامتياز واشك في اية تفسيرات لخلق الكون على آيات كتبها البشر إن كان في عهد موسى أو عيسى أو محمد، او كما يقول البعض في القرآن العباسي (الفارسي)".
هذه المداخلة أو هذا التعليق فيه أمور تقتضي الوقوف عندها ومناقشتها مع صاحبها أمام القراء الكرام لأنها تختلف تماماً عن التعليقات الأخرى التي سنذكرها كنماذج والتي تشترك معه في إنكار الخالق والتشكك في القرآن بلا برهان ولا دليل ولا منطق, ولكنه يختلف عنهم تماماً من حيث الأسلوب الذي قدم به تعليقه وقد لاحظنا خلوه من التشنج والسباب المباشر الذي إعتدناه من الآخرين, كما أنه أول من تحدث في الموضوع نفسه بغض النظر عن مدلولات مفاهيمه ومعتقده. لذا رأينا أن نناقش ما جاء به بألأسلوب التحليلي العلمي الذي إنتهجناه في كل مواضيعنا السابقة وسنبقى عليه في اللاحقة منها,, فنقول في ذلك:

1. إعلم أيها المعلق أن الكاتب الملحد هذا لا يؤمن بوجود خالق للكون إبتداءاً وإنتهاءاً كما تقول,, فكيف تريده أن يأتي بشئ "علمي" أو "عرفي" لإثبات ما أنكره تماماً وألحد به, وهو يعمل جاهداً على ترسيخ هذا الإنكار في محاولات مستميتة وتكرارات كثيقة تمددت "أفقياً" في عشرات, بل مئات المواضيع المتلاحقة, و"رأسياً" في تكرار وإجترار المواضيع السابقة عشرات المرات, وهذا يدل على عجزه عن مغادرة قاعدة المربع الأول, ولعله لن يبرحها حتى يلج الجمل في سم الخياط,, إلَّا أن يشاء الله رب العالمين.

2. أما قولك بأنني أنا الآخر قد إعتمدت على مصادر مشكوك فيها, وأشرت إلى القرآن الكريم,, فهذا القول يدحضه الواقع تماماً,, إذ أنني لم ولن آتي بمعلومة "إجتهادية" مشكوك فيها فضلاً عن أن آخذها من مصدر مشكوك فيه في الأساس,, وهذا بالنسبة لنا منهج لا ولن يتغير ما دامت السماوات والأرض. فلو رجعت إلى سلسلة مواضيعنا كلها ستجدني قد قررت أن أحاجج المكذبين بالمصادر التي إدعوا أنهم يقبلونها وهي "العلم", و "المنطق", و "الموضوعية", والتحليل العلمي النقدي الفاعل, وذلك تحسباً – منذ بداية البداية – من المغالطات واللجاجات التي يستخدمها "الجدليون" في التملص والتفلت من الحصار العلمي المعرفي الحاسم, فلم نلجأ إلى المحاججة بآيات القرآن الكريم "المقروء نصاً" سداً لباب الذرائع والمماحكة والتشكيك,, ووضعنا بيننا وبينهم "العلم, كل العلم الموثق المجرب" وأدخلنا معنا "العلماء" المتخصصين في هذا الحصار المعرفي المنطقي الموضوعي, فلا مجال للمماحكة, فكل ما كتبناه موثق ومنشور وقد إطلع عليه القراء بعدد كبير مرموق بلغ الآلاف.

3. أما قولك بأن "القرآن الكريم" مشكوك فيه, فهذا أيضاً تعميم وتعويم لا يليق بأهل العلم والحلم,, القرآن موثق ومشهود له "بالعلم الصحيح المؤكد", لأن نتائجه الباهرة مقروءة مع "قرآن الكون", لذا فإن المصادر التي إعتمدتها كلها تفضي إلى العلم الذي أودعه الخالق المبدع في مخلوقاته. أما مسألة الشك, فهذا إعتقاد خاص بك لن نناقشك فيه ولا يهمنا أمره ولا أمرك فيه, فأنت وحدك المسئول عنه والموقوف به, بل ولا يعني بالنسبة للحقيقة والواقع أي شئ, فمنطقياً وموضوعياً ما دام أنك تشك في رب القرآن نفسه, وفي خالق الكون ذاته, أيعقل أن تؤمن بالقرآن أو برسول جاء به؟؟؟ ..... ولكن, هل شكك هذا "بالضرورة" يعني أن القرآن فيه هذا الشك؟؟؟ ..... وهل في أدبياتك أن الشك يغني عن الحق شيئاً؟, أو لا ترى أن شكَّك في أي أمر لن يخرج من خصوصيتك المحدودة للعمومية الشاملة ما لم تأتِ ببرهان مادي material evidence يؤيد صدق هذا الشك حتى يصبح يقيناً مقنعاً للغير؟؟؟ ..... ألست معي في أنك إن لم تأتِ بهذا البرهان تكون خادعاً لنفسك,, وأمام الناس حتماً ستفقد مصداقيتك وقدرك؟؟؟

إعلم يا هذا أن القرآن الكريم بالنسبة لي هو أوثق المصادر على الإطلاق سواءاً أكان "القرآن المتلو" الذي بالمصحف, أو "القرآن المشاهد المحسوس" الذي هو الكون كله وما وراءه بعلمه وسره وما دون هذا السر. ولتعلم يقيناً أنني الآن أقوم بعملية حرق كامل "بالليزر" لكل أوراق الملحدين "بالعلم" الذي إرتضيناه معاً, بصورة مباشرةً فلو تأملت في عنوان الموضوع تجده يضع كل هؤلاء في ورطة, تحتم عليهم الخروج منها بالدفاع عن أوراقهم هذه لأن سكوتهم عن التصدي "بالمِثل" عبر العلم يكونون قد فوتوا على أنفسهم فرصة الإبقاء على فكرهم الذي أصبح على المحك,,, وليعلم كل من إدعى "تنويراً" أنه معني مباشرة بهذا الموضوع وليس فقط الكاتب الذي نراه قد آثر الصمت وهذا لن يعفيه من التبعة والقراء شهود على هذه الملحمة العلمية الفكرية الفاصلة.

4. نراك هنا تقول عن الكاتب: "إذا هو اعتمد العلم الإنساني فأنت الآخر اعتمدت على الخرافة". فأي علم ذلك الذي تقول إنه قد إعتمده؟ عليك أن تشير إلى حقيقة علمية واحدة أو نظرية أو إستشهار قد إعتمده الكاتب في موضوعه وحججه,, فالموضوع منشور – لا تنسى هذه الحقيقة – عليك إذاً أن تشير لنا إلى ذلك العلم الذي إعتمده إن كانت تهمك المصداقية,, ثم ما هي تلك الخرافة التي إعتمدت أنا عليها؟
ولماذا لا تكون دقيقاً في طرحك فإن عدم إلتزام الحقيقة يقدح في المصداقية,, وإن كنت لا تؤمن بشئ وغيرك يؤمن به فعليك إلتزام خصوصيتك ولا تتدخل في خصوصية الآخرين,,, ولتعلم أنني في إنتظار "خرافة واحدة" تعرضها للقراء من تلك التي تقول عنها أنني إعتمدت عليها.
فأنظر إلى المواضيع والحقائق العلمية التي عرضهتا وناقشتها في أعلى هذا الموضوع وما قبله, وقل لنا هل ترى العلوم التي وردت بها "خرافة"؟ أم تقصد بذلك "القرآن الكريم" علماً بأنني لم أدخله في إستشهادي ومع ذلك أجد الشنآن يملأ الصدور فالمسألة ليست عقيدة وإنما هي مكيدة لا أكثر.

5. العدوان والنشآن والإفتراء واضح, تنضح به هذه الفقرة الغريبة,, التي تقول فيها بلا وجه حق وصدق: "واذا كان الله كما ادعيت",, هذا قول فج ممجوج سافر, لأنني لم أدَّعِ شيئاً ولم أعمل رأيي في الموضوع كله فلا أنا ولا غيري قد إدعى خلق الله للكون", هذه العبارة إستفذادية وخالية من المنطق والموضوعية,, فالله بذاته هو الذي قال إنه هو الذي خلق الكون والخلق بمفرده, وأقام الحجة على ذلك فبلغت مداركنا وتيقنا بها وجفتها وأنكرتها بواطنك, وقدم الأدلة والبراهين فرأيناها رأي العين بصراً وبصيرةً, وغشى دونها بصرك وختم على بصيرتك فلم تستوعبها فحرمتها, وتحدى الخلق كله "إنساً وجناً" أن يدعي أحد شيئاً من هذا الكون أو يدعيه لآخر غيره أو معه فخنس المبطلون وإنزوا فخفضوا الرؤوس ووتروا بالذل للشيطان أقواس الظهور. فإذا كان هناك أناس قد تحجرت عقولهم وذبلت حواسهم وحرموا الفطنة وطمست بصائرهم فلن تغير هذه المخلوقات المعطوبة وجه الحقيقة شيئاً.

6. ثم قولك أيضاً" إذا كان الله خلق كل هذا الكون لأجل حفنة من ألبشر كان الأولى به أن يخلق كونا على قدرهم وليس بشكل غير متناهي". فهل هذه هي القشة لديك التي قصمت ظهر البعير؟؟؟ إلهذه الفكرة الساذجة أنكرت الخلق والخالق والآيات التي شهدت بها الأنعام والجمادات والنباتات فوقف دونها الإنسان الجاحد فزاده الله مرضاً على مرضه فقلاه؟؟ ..... وهل بلغ علمك أن الخالق قد خلق هذا الكون لأجل حفنة من البشر, وقد أحطت بعلمك غايته ومراده من خلقه فأنكرت عليه ذلك بصلف وغرور؟ ..... هذا نوع من التفكير مبرر وموصف توصيفاً كاملاً نحن نعلمه ونتوقعه ولكنك تجهله وتجهل جهلك به, فالله قد خلق الكون لغاية يعلمها هو,, فلو أعملت فكرك قليلاً لعلمت أن هذا البشر يتحارب ويتطاحن ويتقاتل من أجل بضعة كيلومترات متنازع عليها بين الدول فما بالك لو كان ما تقوله هو الحق,,, ماذا سيكون مصير هذا الإنسان البشع الجشع الشره؟؟؟

7. أما قولك لنا: "يا حبذا لو كنت اعتمدت حقائق علميه وليس خرافات في تحليلك وأن ذاك ربما يستوعبها العقل", إذاً الآن عقلك على المحك,, إرجع إلى أي فقرة من مواضيعنا في هذا الشأن وأشر فقط إلى الفقرة التي إستشهدت فيها بالعلم, وقل لي أين تلك الخرافة إلَّا إذا كنت تجهل العلوم التي إعتمدنا عليها أو أنك لم تقرأ ما كتبناه أو أنك قرأته ولكنك لم تستوعبه فهذه كلها تقدح في قدراتك وليس في الموضوع الذي هو "علمي حتى النخاج" فلا تماري فالشنآن ولي عنق الحقائق لن يفيد شيئاً. واجهني بالعلم, وبالعلم, وبالعلم فقط, ودافع عن إلحادك أو معتقدك وإعتقادك أياً كان فأنا في الإنتظار,, وبالمناسبة حتى الآن لم يجرؤ أحد من المعنيين بهذه المواضيع ولا حتى الكاتب نفسه من قبول المواجهة والتحدي,,, فمداخلتك هذه وبعدها مداخلة الأخ محمد البدري ونصير الأديب,,, كلها خارج نطاق التحدي المفتوح فهي عبارة عن نحيب بصوت مسموع. المهم أننا عبر هذه المواضيع التي ستستمر تتبعاً لكل ما يطرحه الكاتب أو المعنيين بهذا التحدي معه حتى يعلم الجميع أن ليس هناك تنوير ولا تصوير بدليل فشل أهله ببيان منهجه ومرجعيته ومصداقيتهم فيه.

8. ثم قولك لنا: "عزيزي لا أنت قادر على إثبات خلق الكون من قبل خالق، ولا أنا قادر أن اثبت أن خلق الكون عشوائية".
هذا القول بالطبع غير صحيح جملة وتفصيلاً,, لا شك في أنك لم ولن تكون قادراً على إثبات أن خلق الكون عشوائي,,, لسبب بسيط جداً هو أننا تواً قد أثبتنا العكس, ليس لك أنت أو للكاتب,, وانما واجهنا به العلماء في تخصصاتهم – مع إحترامنا لهم -,, ولم نشأ ترك الأمر للإدعاء والمغالطات, بل حسمناه تماماً بالتحليل العلمي والمنطقي وجعلنا الموضوع "تحدي مفتوح لكل من أراد أن يثبت غير ذلك" وبالطبع أنت مشمول في هذا التحدي,,, فإعترافك بأنك غير قادر على ذلك هذا ما لا تملك ولن تملك غيره ما دامت السماوات والأرض.

فقد يكون هذا الإعتراف شجاعة أدبية منك حتى تتفادى إعتبارها إستسلاماً للواقع والحق. وعليه فإن قولك بأنني غير قادر على إثبات خلق الكون من قبل خالق, فهذه أمنية بعيدة المهوى وعديمة المأوى يستحيل تحققها لك لأن المثبت في الأساس لا يحتاج إلى إثبات,,, فالذي ينكر ذلك هو أنتم,,, فلماذا لا تقدمون لنا وللقراء ما يثبت نفيكم والكون كله آيات تشهد عليكم بالغبن والإحباط؟

9. ثم دعني أقول لك صراحةً,, هذه أغرب عبارة سمعتها حتى الآن, هي قولك لنا: "ولكنني واثق أن المادة سبق الروح".
معنى ذلك أنك تعرف كنه "الروح" متفرداً بهذه المعرفة التي لم يدَّعِ أحد قبلك "علمه بالروح", إذاً,, فأنت تتحدث عن العلم والعلماء والمصادر والخرافات,,, فما تقييمك لقولك هذا قبل تقييم الآخرين,,, أهو سبق علمي لم يبلغه أحد غيرك أم هو الخيال والمحال والإنتحال؟؟؟ ..... إذاً قل لنا أولاً ما هي الروح وما مادتها أو جرمها أو عنصرها وأنى لك معرفة شئ عنها إبتداءاً؟؟؟ ..... والأغرب من ذلك قولك لنا: "واذا تعتقد عكس ذلك اتحدى كل العالم بملحديه ومؤمنيه أن ياتوني بروح دون المادة". معنى هذا أن الروح أصبحت متاحة وفي متناول الجميع ويمكن إحضارها لك "فتعرفها", وتفرقها وتميزها عن المادة, وتؤمن عليها, والدليل على ذلك قولك لنا: "ولكني أنا قادر أن اتيك بالمادة دون روح" هذه كلها نعتبرها خطرفة ولجاجة ونوع من أنواع المماحكة التي لا نقبلها ولا أظن القراء يقبلونها إلَّا من باب التفكه والطرفة والتسلية لا أكثر. على أية حال نحن نقبل عرضك في أنك ستقدم لنا مادة بلا روح, إذاً هاتها على الفور الآن وأثبت لنا بالبرهان أنها مادة بلا روح.

4. وأخيراً قولك لنا: "ما انت ذاهب إليه ومن تنتقدهم وتعتبرهم ملحدين الذهاب إليه غير ثابت من قبل العلماء وكل واحد يفسر حسب رؤيته". هل نفهم من هذه العبارة انك تعرف حقاً ما أنا ذاهب إليه "تحديداً"؟ ..... فإن كان ذلك كذلك, فإعلم أن الذي أنا ذاهب إليه قد بلغته بالفعل,, لأن الغاية التي أنشدها هي "إنتزاع الحقيقة من براثن الباطل" إنتزاعاً وذلك عبر التفنيد والتحليل والبرهنة والأدلة,, بحيث يعجز المدعي عن الوقوف أمامها بأي حجة بعد أن يكتشف أن العلم أصبح في مواجهته.

وقولك: "ولكنني أعرف حق المعرفة أن الديانات صناعة بشرية بامتياز",,, هذا إدعاء كاذب مضحك, فما دمت كما تدعي, فانا الآن أطالبك بعرض ما تدعي معرفته على القراء الكرام, وهذه فرصة ذهبية تسكتني بها وتكون قد حسمت الأمر ونصرت معتقدك بضربة معلم واحدة,,, والغريب في الأمر ذلك التناقض الذي بهذه الفقرة الصغيرة,, إذ كيف في صدرها تقول بأنك "تعرف حق المعرفة أن الديانات صناعة بشرية بإمتياز",,, ثم بعد كل هذا التأكيد واليقين تنسخه وتنسفه نسفاً بقولك في العبارة التالية لها مباشرة: "واشك في اية تفسيرات لخلق الكون على آيات كتبها البشر إن كان في عهد موسى أو عيسى أو محمد، او كما يقول البعض في القرآن العباسي "الفارسي".
أنا بالطبع لن أجادلك في معتقدك ولا في شكك, فهذا أمر خاص بك أنت ولا يحق لأحد أن يناقشه معك,,, ولكنني ألفت نظر القراء الكرام إلى أنك تائه هائم ما بين اليقين بالباطل الذي لن تستطيع إثباته, وبين الشك في الحق الذي لا ولن تستطيع تأكيده, مع العلم بأن الشك لا يغني عن الحق شيئاً,, وبالتالي فأنت متناقض مع نفسك ولم, بل ولن تستطيع أن توفر لها الإطمئنان واليقين, أليس فاقد الشئ لا يعطيه؟؟؟

على أية حال,,, لقد أثبتنا حتى الآن "الوثنية", و "الغائية", و "وهم التنوير", ومع ذلك لم نرى فرسان الماديين الجدليين يدافعون عن وثنهم ويبررون سكاتهم حتى هذه اللحظة مع أن الأمر حاسم والمواجهة حرجة للغاية. ولكن مع هذا فإننا لن نتوانى, بل سنواصل تحليلنا وتفنيدنا لموضوع, بل لمواضيع الكاتب الذي لا زلنا نتابع فقراته, ولأن التنوع في الفقرات يعطي القارئ فرصة أكبر للرياضة الفكرية الحقيقية في إطار الحوار المتمدن "بالعلم" وصولاً إلى الحقيقة والإنسانية.
تحية كريمة للقراء الكرام,
بشاراه أحمد عرمان,



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (E1):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (1D):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (C):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (B):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (A):
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! وقفة تأمل إضطرارية لازمة لمناقشة حالة:
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- المُنَاظَرَةُ - الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (D):


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...
- عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وب ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - وقفة تأمل وتصحيح مفاهيم: