أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (1D):















المزيد.....



تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (1D):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5796 - 2018 / 2 / 23 - 12:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في موضوعنا السابق تناولنا بعضاً من المغالطات والمفاهيم الخاطئة عن الطبيعة التي يتحدثون عنها كأنها: "خالق مبدع" وليست "مخلوقاً" فطرحنا سؤالاً منطقياً للمؤلهين لها قلنا لهم فيه: إن كانت هذه الطبيعة قد صرحت لمؤلهيها ذلك قولاً أو إيحاءاً أو بأي وسيلة أخرى, وبرهنت لهم صدقها عبر كل وسائل العلم والمعرفة المتاحة للبشر والجن فصدقوها, أم ثبت لهم ذلك كحقيقة علمية بحثية معملية, ما الذي يمنعهم من أن يعلنوا على الملأ هذه القدسية صراحةً؟
على أية حال نحن بدورنا قد طالبناهم وألححنا في طلبنا بأن يأتونا ببرهانهم الذي يؤكد ما زعموه عنها. فإن لم يستطيعوا ذلك ولن يستطيعوا حتى يلج الجمل في سم الخياط,, فليعلموا يقيناً أن الطبيعة هي ما طبع المبدع عليه مخلوقاته كلها, وهو وحده الذي (أعطى كل شئ خَلْقَهُ), (ثم هدى) البشر إلى بديع صنعه عبر البيان الذي علمه لهم وجعله فطرة فيهم, فلا بد من أن لكل مخلوق من خالق مبدع, إذاً فمن هو الذي طبعها في الأشياء كلها؟ ولكن لم ولن يسعفنا جواب منهم بل ظلوا رواكد في محيط الفكر لا يدرون من أين تأتيهم رياح المعرفة لتقودهم إلى بر الأمان, وسنظل في الإنتظار "السرمدي" ولكنهم لن يجدون لذلك مخرجاً خاصة وأنهم في حقيقة أمرهم يعترفون ضمنياً في ما بينهم بإستحالته على الخلق كله.

فالذي يفقه لغة الضاد, ويستوعبها ويعرف دقة بيانها لا بد من أن يقف متأملاً في قول الله في سورة الرحمان: (الرَّحْمَٰنُ), فيعرف من هو القائل الفعال, وعندما يقرأ الآية التالية (عَلَّمَ الْقُرْآنَ), فالعامة والجهلاء وأنصاف العارفين يظنون أنه بهذه الآية قد علم الإنسان القرآن, لأن هؤلاء محرومون من ملكة البيان, ولكن المؤمن المتدبر الفطن لن يقف عند هذا المعنى البعيد عن الواقع وذلك بمجرد قراءة الآية التالية لها بقوله تعالى: (خَلَقَ الْإِنسَانَ), كمرحلة تالية لتعليم القرآن في الآية السابقة لها, فيدرك على الفور أن هذا التعليم ليس المعني به هذا الإنسان, لأن التعليم قد سبق خلقه إذاً والحال كذلك يكون المتعلم القرآن هو كل من كان قبل خلقه, فمن كان قبله سوى الكون كله بكامل عناصره من الذرة فما دونها إلى المجرة فما فوقها الم تكن السماوات والأرض "دخاناً" فقال لهما مبدعهما آمراً (إئتيا طوعاً أو كرهاً,, قالتا اتينا طائعين)؟.

وعندما يقرأ المؤمن الفطن بعدها قوله: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ), على الفور سيسأل نفسه من ذلك الذي قام الرحمان بتعليمه القرآن قبل خلق الإنسان, فسيدرك أن الكون كله بغضه وغضيضه ومعلومه وخفيه قد علمه الله القرآن بدون إستثناء, وذلك قبل أن يخلق هذا الإنسان, فكان الكون كله منضبطاً موزوناً دقيقاً بكل جزيئة فيه مهما دقت وخفيت وهانت وخبت,, متوازناً متفاعلاً,,, فلا مجال للصدفة أو الخطأ أو العشوائية أو الفوضى التي يدعيها الجهلاء المغبونين ألم يقل الله على لسان نبيه: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ), ألا يعني هذا أن الصانع المبدع قد صنع كل كبيرة وصغيرة بأدق تفاصيل خواصها في نفسها ومع غيرها, خلقاً كاملاً مكتملاً "كخلق آدم من طين", ثم نفخ فيها روحها بتعليمها القرآن كما نفخ في آدم "من روحه" فأحياه؟

فأصبحت حية حياةً خاصة بها مع أن الإنسان - الجاهل المدعي العلم والمعرفة الذي يجهل أنه جاهل بها – يظن إنها جامدة ميتة لأنه بحواسه المحدودة يراها كذلك, ولكن عند مشاهدته المتواصلة لها يعرف انها متى ما استخدمت لغاية ما يرها تتفاهل أمامه, فالملح يذوب في الماء, ولكنه لا يذوب في الزيت, وهناك عناصر لا تذوب في الماء ولا في الزيت,, والماء يتفاعل مع الحرارة إن بلغت حرارته درجة التبخر تَبَخَّر وإن بلغت درجة الغليان غَلَىْ, وإن بلغت درجة التجمد تجمَّد, وهو يجزع من حامض الكبريتيك الذي يلتهمه بشراهة,,, الخ.

هذه المشاهدات والتفكر فيها, والنظريات والأبحاث والإفتراضات أو الفرضيات,, التي يعمل الإنسان على تتبعها متى ما بلغه طرف الخيط إن كان ظناً أو إيحاءاً أو ملاحظة عابرة,,, الخ, فلا ينتهي بحثه إلى فوضى أو إلى عشوائية ولكنه يرى كيف أن (الرَّحْمَٰنُ) لم يخلقها ويبدعها بكامل خلقها وخواصها فقط, بل أحياها في ذاتها وجرمها وجعلها قابلة للتفاعل مع غيرها فتظهر بعض أسرارها "عياناً بياناً", ثم أعلم الخالق المبدع الإنسان بذلك, لقوله: (عَلَّمَ الْقُرْآنَ), فكان الكون كله حي متفاعل متكامل لكل من مكونانه هناك "غاية" من وجوده ومحكوم بأجل محتوم إن بلغه لا يؤخر, وله منتهى لن يكون في مقدور الإنسان علمه.

ما غاب عن الناس الذين حرموا أنفسهم من الإيمان, هو أن السر وراء سعي الإنسان بصفة خاصة بحثاً عن أسرار الكون وخفاياه ليس توجها من ذاته كما قد يتوهم المتوهمون,, ولكن المؤمن يعلم أن ذلك مقصود من الخلاق العليم المبدع لقوله انه بعد أن (خَلَقَ الْإِنسَانَ), أراد أن يعلمه بعضاً من أسرار عنصر ومكونات هذا الكون الذي خلقه "طارئاً" عليه لذا: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ), فكانت كل علوم الإنسان وأبحاثه وإكتشافاته وإفتراضاته,,, انما هي بفضل علم البيان الذي علمه إياه الخالق المبدع, فأعطاه مؤشرات أكثرها أخذه من المخلوقات التي يظنها أنها دونه من حيوانات وطيور وأسماك وحشرات ونباتات وأشجار وجبال ووديان وجنان وبحار وأنهار وعناصر متفاعلة ومتكاملة بخواصها ,, ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولا يفقهون ولا يتدبرون.

ألا يلاحظ هذا الإنسان أن الخالق الصانع المبدع قد بين له كيف يبدأ في تفعيل هذا البيان الذي علمه إياه ففطره عليه, فأعطاه طرف الخيط وقد أودع فيه علماً غزيراً لم يبلغ العلماء منه حتى الآن إلَّا اليسير اليسير, فقال له إبدأِ الدراسة وتفعيل البيان من هنا:
1. أولاً: إبداء بدراسة ظاهرتي الشمس والقمر, فهناك أسرار وعجائب كثيرة, ولتعلم مسبقاً أن: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ), ليس هناك مجال للصدفة أو العشوائية أو الخطأ أو الفوضى,,, عليك أن تفعل علم البيان نحوها فستجد القرآن الذي علمه الله لهذه الشمس وهذا القمر, فالبداية تكون بمعرفة أنهما بحسبان "يقيناً", وقد كان ما أشار الله إليه وإن كان ما بلغه الإنسان من هاتين الآيتين يعتبر أساسيات وضروريات فقط, وهناك الكثير مما ينتظر الإنسان معرفته,,, ولكن المؤمن على دراية بالمزيد من هذه الأسرار والآيات من خلال إشارات الله إليها عبر القرآن وربط كشف المزيد منها بتفعيل ملكة "التدبر" (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)؟.

2. ثانياً: قال له, أنظر إلى النباتات الصغيرة "الناجمة" على الأرض بلا سوق, والشجر البارز وشامخ عليها بسوقه المختلفة,, ولتتدبر وتتفكر فيها "لماذا هي ساجدة على الأرض ولم تسبح في الفضاء كغيرها من المخلوقات الأخرى"؟ فأعلمه الله إن معرفة ذلك يلزمه تفعيل علم البيان بالبحث والدراسة ثم أعطاه طرف الخيط فقال له: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ), فعليك تفعيل علم البيان لتعرف السبب وراء بقاء النجم من النبات, والشجر يقبعان على الأرض ولا يسبحان في الفضاء؟,,, وهذا علم غزير تحت قدمين وفي متناول يدك وعجائبه تحت سمعك وبصرك,, أدرس جيداً لتصل إلى الحقيقة الحقة وهي أن كل ذرة في هذا الكون يستحيل أن تكون عشوائية أو تمثل شئ من فوضى أو بها خطأ,, فإن بدى لك شئ من ذلك فاعلم أن علمك ومعرفتك هي التي عجزت عن بلوغ نظامها المعجز الذي ظننته فوضى أو عشوائية.

إذاً المؤمن متعمق كثيراً في العلم والمعرفة وضالع في ملكة البيان وثاقب النظر إلى الأشياء حوله ويعرف أن ظاهرها الجامد أصله حياة, والذي يراه غيره عشوائية وفوضى يراه هو بحسه الإيماني وعلمه الرباني وفكره الروحاني,, قد أعطاه بعداً في المدارك فعرف أن ما خفي عن الإنسان كان أعظم وأبقى, فكانت نظرته دائماً إستراتيجية بعيدة المدى, وحسه مرهف, وله ملكة إختصه الله بها وهي ملكة "البصيرة" التي لن تغني عنها جميع الحواس الخمسة وهناك من أضاف إليها ما يعرف بالحاسة السادسة, وهي في الواقع أول مشارق حواس المؤمن الصادق التي هي فوق تلك الحواس المادية الخمسة, لذا تجده دائماً يمتلك الدليل والبرهان مع الحجة المفحمة سواءاً أكان ذلك في حواره أو في سكوته.

الآن فلنواصل دراستنا وتفنيدنا لما بقي من مقال الكاتب في ما يلي:

خامساً: في هذه الفقرة, قال الكاتب: " تجدر الإشارة أن النظام الذي يقصده المؤمنون هو النظام الغائي لا الفاعلي أي النظام الذي يفرض وجود علة غائيّة اضافة الى العلة الفاعلية. وأن الصدفة والعشوائية مرفوضة لديهم لإنعدام الغائية, فإطلاق كلمة الصدفة مضادة للغائيّة لديهم, ومن هنا مغزى سخريتهم من الصدفة والعشوائية التى لا تتكأ على فهم مادى للوجود بقدر سخرية لإنعدام الغائية والغائى ".

نقول له في ذلك,, إنك قد أخطأت في مفهومك لما يقصده المؤمن ممَّا أسميته "بالنظام الغائي", ونفيت عنه "النظام التفاعلي" من وجهة نظرك أنت, لمحدودية الأبعاد التي تنطلق أنت منها وشمولية وكمال الأبعاد التي ينطلق منها المؤمن بحكم ومعطيات ومقتضيات إيمانه, فالمؤمن عادة يتحقق تماماً من وجود كل المعايير المنطقية والموضوعية بمنهجية واضحة لكننا نظنها غائبة عنك لذا منطقياً أن يحدث التباين في المفاهيم ما بين المؤمن وغير المؤمن,,, وذلك لأسباب عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر الآتي:

أولاً: إن فرضية نفي وجود الغاية كنظام أساسي يحكم الكون كله هو إفتراض خاطئ ومصانعة, بل ومغالبة للحقيقة وللواقع بأبعاده الكاملة الواسعة,, لن تستطيع تبريرها, فأنت لا تنظر إلى الأشياء من بداية تكوينها ووجودها في نظامها المتكامل المترابط ذو الغاية السابقة لوجوده, ولكنك تقفذ قفذاً إلى "النظام التفاعلي" حارقاً في طريقك كل ما هو متعلق "بالنظام الغائي" كما تسميه أو "الغاية" كما يسميه المؤمن, وهذا مجرد نفي لها "نظري" وليس "قناعةً", إذ أنه لن يكون للشئ تفاعل منظم أو عشوائي – كما تسمونه - ما لم يكن له نظام "غائي" يسبقه قد إكتمل بدقة وفقاً للغاية التي صنع أو أوجد من أجلها, هذا المنطق قد يكون غائباً عن كثير من الناس.

نضرب لذلك مثلاً,,, بالحرارة (بالنار) التي هي عنصر طبيعي في الكون له خواصه التي يؤثر بها على ويتفاعل بها مع غيره من العناصر الأخرى وفق نظام مكتمل الأركان الثلاثة, التي هي "نظام غائي", يليه "نظام تفاعلي", وما دام أن له أجل يمثل بعده الزمني, لا بد أن ينتهي إلى نتيجة محددة هي في الأساس مقصودة بدرجة تقترب أو تبتعد عن كمال الغاية. فمثلاً:
1. ألنار,, كعنصر له خواص محددة ومعدة مسبقاً من قبل الذي أودع فيها هذه الخواص, ولها غاية محددة منها إصدار الحرارة بدرجات مختلفة تبدأ بالتسخين إن كان محسوساً أو غير محسوس, وتتزايد وفق الغاية التي أوقدت من أجلها من إرتفاع وتصعيد متزايد, إلى غليان, إلى إذابة بعض العناصر, إلى إصهار عناصر أخرى بدرجات متفاوتة تحكمها خواص كل عنصر,,, وهكذا. ولابد أن تكون هناك غاية أخرى صادرة من الذي أشعلها بكيفية ما, وحدد هدفه منها وتصور ناتجها,,, فكل هذه وتلك انما هي سلسلة من "الغايات" أو الغائيات التي تمثل "النظام الغائي" بكل جلاء ووضوح,

2. تقريب النار من الأشياء القابلة للإحتراق, أو تقريب هذه الأشياء منها بالمقادير الكافية ينتج عنه إحراق تلك الأشياء بقدر معين, وتقريبها من المصهورات بالقدر والزمن الكافيين يصهرها كل حسب درجة الحرارة اللازمة لصهره,,,, الخ, وهذا عينه هو "النظام التفاعلي", ولا ننسى أن عملية التقريب في النظام التفاعلي والإبعاد أو الإخماد,, كان وفقاً "للنظام الغائي". ومن ثم فلا مجال لإنكار هذا النظام الذي هو أوثق من "النظام التفاعلي" لأنه يعتبر الأساس الذي بدونه لا يكون للتفاعل وجود.

3. ولا ننسى أن تحقيق الغاية المقصودة, بدءاً من إشعال النار, وتحديد مقدارها, وتقريب الأهداف منها بكيفية مقصودة ومحددة حتى تحقيق النتيجة المتحصل عليها بالكيفية والقدر المتحقق منسوباً إلى القدر المقصود إبتداءاً, بما في ذلك "سلسلة مراحل النظام التفاعلي",,, كل ذلك يعتبر جزء لا يتجزأ من "النظام الغائي" الذي ينكره الكاتب, دون أن يمتلك أو يقدم برهانه على هذا الإنكار غير المبرر لا من الواقع ولا من العلم المؤكد المثبت.

واضح من هذا التحليل العلمي الواقعي أن المؤمن يمتلك النظرة الشاملة الثاقبة للنظام آخذاً في الإعتبار أن "النظام التفاعلي" هو مرحلة لاحقة في النظام الطبيعي الأساسي الذي لا يكون بدون "نظام غائي حتمي يسبقه" ومن ثم تصبح حتى "سلسلة مراحل النظام التفاعلي" جزء مكمل من غاية محددة لهدف منشود محدد, يعمل "النظام التفاعلي" على تحقيقه بمعدل يتوقف على مدخلات عديدة مع وجود عناصر كثيرة مشتركة فيها – سواءاً أكانت مقصودة أم غير مقصودة, قد تبلغ درجة الكمال الغائي, أو تقترب منه بدرجة ما. من هنا يتضح جلياً وجود العلة الغائية في كل نظام حقيقة وليس إفتراضاً, والنظامين معاً يمثلان "نظاماً غائياً" واحداً له ثلاث مراحل متتابعة حتمية.

إذاً رفض المؤمن للصدفة و/أو العشوائية بمفهومها لدى غيره ليست مرفوضاً إجتهادياً وهوىً أو "لإنعدام الغائية" كما يقول الكاتب, انما هو رفض منطقي مبرر وعليه دليل, بل وله عليه برهان أيضاً. أما العشوائية فقد برهنَّا – من تحليل أقوال العلماء ومن المنطق – أنها ليست أخطاء أو فوضى كما يدعي المدَّعون, وإتضح أن تسميتها "عشوائية" إضطراراً ولغاية هي تمييزها عن الذي أطلقوا على ظاهره أخرى "نظاماً". أما كلمة "صدفة" لدى المؤمن غير مقبولة "علمياً" ولكنه يمؤمن بأنها – عند حدوثها - لم تكن متوقعة ولم تكن في الحسبان لمحدودية المعرفة البشرية التي يستحيل أن تبلغ الإحاطة أو علم الغيب وهذا هو المنطق, لأن الذي أطلق الإنسان عليه "صدفة" لعجزه عن معرفة مسبباتها الماضية "لإستحالة علم البشر بالغيب", وهذه حقيقة علمية لن ينكرها عاقل, وأن حدوثها أمام الإنسان فجأةً في مرحلة من مراحلها لم تكن له يد فيه,,, مما إضطره لأن يصفها بالصدفة, فالمؤمن يعلم يقيناً "بالقدر" وأن كل كبيرة وصغيرة في هذا الكون مقصودة بعينها ومقدر لها منذ الأزل,, إذاً الغائية هي أصل الوجود و"اللاغائية" هي إفتراء غير مبرر ولا منطقي.

وفي نفس الوقت, لن نعتب على من غاب عنه هذا البعد الأصيل فوقف علمه عند حد المحسوسات بحواسه المحدودة عدداً وقدراً وبعداً. فالقبول والرفض لدى المؤمن الحقيقي لا يكون بهوى ولا بإختيار وتفضيل بدون مبرر وبرهان, فهذه عنده من أساس الأساسيات في عقيدته, والقول فيها بلا علم يعتبر ضلال وإضلال للآخرين إن أفتى به غيره, فهو يرفض الخطأ ويبرر رفضه ويقيم الدليل ويأتي بالبرهان المؤيد لرفضه "علمياً" ومن ثم فلا مجال "للسخرية" عنده لأنها شر وتدني في الأخلاق والإنسانية.

بل ولأن المؤمنين منهيُّون عن السخرية جملةً وتفصيلاً بقول ربهم لهم في سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا < وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ > - وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ 11). بل نهاهم عن الظن السالب "السئ", وعن التجسس, والغيبة وغلظ في ذلك بربطه بالتقوى التي هي أعظم تحذير لهم على الإطلاق بقوله محذراً: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا < اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ > إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ - < وَلَا تَجَسَّسُوا > < وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا > - أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ 12),, إذاً لا مجال بتفسير رفض المؤمن للصدفة معناه "سخريتهم" من الصدفة والعشوائية,,, فالرفض شئ والسخرية شئ آخر.

لاحظ أن تميز المؤمن بإيمانه القاطع بالغائية هي تعتبر من أكبر محركات وتحفيذ الإنسان للمزيد من البحوث والدراسات والتمحيص والتدقيق لمعرفة شئ عن هذه الغايات الخافية عنه, أما إنكار الغائية وعدم الإعتراف بها وإستبدالها بفرية العشوائية والفوضى تعتبر من أكبر المسبطات التي تقعده عن التدقيق أكثر والدراسة بقدر أعمق لمعرفة كنه ما إضطر أن يسميه عشوائية وفوضى.

أما عن قول الكاتب بأن "العشوائية" لا تتَّكئ على فهم مادي للوجود,, هذا قول غير صحيح قطعاً,, وذلك لأن المؤمن عميق المعرفة بما حوله وما قبله وما سيؤول إليه هذا الكون وما بعد الكون,, لذا تراه متوازناً, ونظرته للأشياء بأبعادها الحقيقية منذ خلقها وواقعها وإلى مآلها وما بعده,, وهذا ما يسميه العلم الحديث والعلماء (التفكير الإستراتيجي Strategic thinking) فهو تفكير بحت له أصول وقواعد ومرتكزات توفر له فهم كل تعقيدات هذا النظام الكوني بصورة أكبر وأوثق من اللا غائيين من ملحدين, ولا أدريين, وغيرهم من الذين حرموا أنفسهم من الفكر الإستراتيجي في النظر إلى الأشياء بخواصها الطبيعية.

أما في هذه الفقرة, نرى الكاتب يقول إن: " جوهر الخلاف بين الفكر المادى الجدلى والفكر الميتافزيقى فى تناول قضية التصميم والمصمم تكمن فى الغائية , فالفكر المادى لا يرى غاية وغائية بينما الفكر الميتافزيقى يُعلي من وجود غاية خارجية عن الإنسان تتمثل فى إله, فلا هم أثبتوا وجود إله ليضيفوا له فرضية أن لديه غاية .. وقد إعتنينا بقضية الغائية فى جزء سابق من هذا البحث ".

لنا في هذه العبارة ملحظاً هاماً سنتعرض له بعد تحليلها. إذ نراه هنا قد وصف الفكر المادي الجدلي بأنه لا غائي, فهو لا يرى غاية ولا غائية في الوجود,, وقد إعتبر هذا هو الخلاف الجوهري بينه وبين الفكر الميتافزيقي "الغائي" في قضية التصميم والمصمم (حسب رؤيته وفكره), وهذا يعني انه يرفض الغاية أو الغائية جملةً وتفصيلاً, فهل بقي على مبدئه الأساسي هذا أم جنح عنه وتناقض مع طرحه في مطلع موضوعه هذا وذلك في قوله: إن هناك سؤال له في أحدى مقالاته يتساءل فيه: إن كان الوجود نظامي أم عشوائي أم نظام يحتوي على فوضى أم عشوائي يحتوي على نظام؟

ولكن جوابه على سؤاله هذا جاء فيه قوله:
1. " لو قلنا نظامى فى المطلق فالعشوائية تثقب عيوننا ". إذاً بهذا فهو هنا يعترف تماماً بالنظام مع وجود عشوائية معه, بإعتبار أن العشوائية هي عدم النظام, وهذا يعني رفضه لكون منظم به عشوائية
2. وقوله: " ولو قلنا عشوائي مطلق فنحن نرى حالات نظام ". وهنا أيضاً قد إعترف بوجود نظام بجانب العشوائية, فهل يستوي النظام مع العشوائية في الفكر المادي الذي يتبناه؟ .... على أية حال هذا القول لديه يعني رفضه لكون عشوائي مطلقاً لوجود حالات نظام فيه,
3. ثم قال: " إذن لم يبقى إلا نظام يحتوى على عشوائية وهذا مرفوض أيضا ". وهنا نراه قد نفى النظام والعشوائية معاً, وعليه فلا مادية ولا غائية ولا عشوائية ولا نظام بقي. ولا وجود للكون إبتداءاً.

على أية حال, لقد سبق لنا أن فندنا هذا السؤال وأجوبته الثلاثة وبيَّنا مدى بعده عن الحقيقة والواقع. ولكن المهم لدينا الآن أنه عاد ونفى ما أثبته من قبل بقوله " فالفكر المادى لا يرى غاية وغائية ", وذلك بإعترافه بوجود نظام مع عشوائية تثقب عيونه, لذا يحق لنا أن نناقش مسألة "النظام", في مفهومه إن كان والعشوائية مستويان ام بينهما إختلاف ما,, فنقول له (هل النظام في فكره يمكن أن يكون بلا غاية؟), فإن كان (النظام له غاية) إذاً كيف سيقرأ هذه الغاية في وجود الفكر المادي الذي لا يرى غاية وغائية في الوجود؟
فلنناقش إحتمالات مفهوم هذا النظام, لدى ألكاتب فنقول له:
1. لو قلت لنا بأن "النظام" بلا غاية, فكيف تفسر لنا السمات التي جعلتك تطلق عليه نظاماً, ولماذا ميزته عن الفوضى إن لم يكن ثابتاً على حاله المنظم بصفة دائمة, ومن ثم,, ما القرينة المانعة له من أن يكون هو نفسه نوع من أنواع العشوائية والفوضى بالنظر إليه في إطار النظام الكوني الكلي الشاسع والمعقد,, وهذا القول يكون منطقياً أكثر وأنسب مع الفكر المادي حتى يبتعد أكثر فأكثر عن الغائية التي ينفر منها هذا الفكر.

2. أما لو قلت لنا بأن "النظام" وراءه محرك ودافع ومُنظِّم لهذا "التنظيم", فكيف تستطيع أن تنفي وجود غاية لهذا التنظيم ولا تعترف بالذي نظمه, ولكن في هذه الحالة ستكون قد نسفت الفكر المادي من أساسه وإعترفت منطقياً بالغائية.

ونحن في هذا نقول بأن كل نظام لا بد له من منظم ولكل منظم غاية من ذلك التنظيم سابقة له ومؤثرة فيه. ولنضرب مثلاً بحالة الكاتب القائمة نفسها فنقول: أليس إصراره وسعيه الحسيس في أن يجد له دليل على عدم وجود إله حقيقة لا يختلف فيها إثنان, بل ولن يستطيع الكاتب إنكارها أو المواراة فيها؟
إذاً فالسؤال المباشر له يقول:
1. (أليست كل كتاباتك التي تستميت فيها وتكررها في عشرات, بل مئات المواضيع التي تسهر فيها الليالي وتكرث لها ما بقي لك من عمر لها غاية واضحة ومعلنة؟؟؟",,,
2. إليست هذه بكل المقاييس "غائية سافرة" مكتملة الأركان؟

3. ألم تبدأ تكتب من منطلق غاية محددة لا عشوائية فيها ولا صدفة ولا فوضى,, بل وفق رؤى ثابتة ومنهجية معلنة؟ هل تستطيع إنكار أن كل هذه الفعاليات والمحاولات المتواصلة تتم وفقاً (للنظام الغائي) الذي لن تستطيع نفيه أو تبريره, وفي نفس الوقت تكتب وتجادل وتناور وتعلق وترد على تعليقات وتهاجم وتقاتل,,, بكل ما تملك وبما لا تملك لتصل إلى غايتك التي رسمتها لنفسك مسبقاً؟
4. اليست هذه الفعالية والتفاعل هو عينه (النظام التفاعلي) الذي هو حقيقةً جزء مكمل (للنظام الغائي), والهادف إلى تحقيق هدف محدد وبهذا يكتمل لديك مثلت (النظام الغائي) بكل تفاصيله ومراحله وآلياته.

نخلص من هذا التحليل بأن الكاتب الذي يستميت لينفي الفكر الميتافزيقى و"الغائية" عن الوجود بتبني "الفكر المادى الجدلى" ولكن واقعه حقيقة يدل على تبنيه الفكر الميتافزيقى, ومن ثم فهو (غائي) حتى النخاع, وأنه تلتقي مع المؤمن الذي ينتقده (في الفطرة), ولكنه يعاند هذه الفطرة بالتوجه المفتعل غير المبرر الذي أطلق عليه (المادية) أو (اللاغائية) أو "الفكر المادى الجدلى" أو الإلحاد.
أما عن قضية التصميم والمصمم التي تضمنتها هذه الفقرة, والقول بأنها تكمن فى الغائية أو غير ذلك فهذه القضية ليست ذات علاقة بالنظام الكوني, وقد أسهبنا في تفصيل هذه القضية في مواضيعنا السابقة, وبينا أن ما يتعلق بالكون ليس تصميماً بل خلقاً وإبداعاً لأنه إيجادُ مَنْشَأ والذي أوجده هو خالق مبدع صانع عليم موجود وله غاية.

ثم الكاتب في هذا الفقرة:
أولاً,, قال: " نقول أن الكون ذو نظام وتصميم ولكن لا يوجد أى شئ فى الوجود يحمل فى ذاته وكينونته جزيئات إسمها نظام وتصميم ".

1. هذه الجزئية تبين مفهوم الكاتب "للنظام" إبتداءاً, مما يظهر التناقض في فكره المادي جلياً,, لأن القول بنظامية الكون يعتبر تناقض صارخ مع توجه الكاتب الفكري الجدلي, وقلنا من قبل بعدم وجود مخلوق في الكون كله يملك الإحاطة بالنظام الكوني لا كلياً ولا جزئياً. بجانب هذا لنتذكر ان الكاتب قد نفى عن الكون النظامية مطلقاً والعشوائية مطلقاً, كما رفض قبول فكرة إعتبار الكون عشوائي به نظام, ونظامي به عشوائية. فكيف يأتي الآن ليجزم بأن الكون ذو نظام وتصميم؟؟؟ أيستطيع أن يقدم الدليل على ذلك من تلقاء نفسه أو حتى عبر العلم التجريبي المعملي المؤكد أو عبر الفكر بأن الإنسان يملك الإحاطة الكلية بالكون ونظامه؟

2. إن إستدراكه جازماً بأنه "لا يوجد أى شئ فى الوجود يحمل فى ذاته وكينونته جزيئات إسمها نظام وتصميم",, نقول له:
­ هل كل شئ في الكون في ذاته وكينونته جزيئات مادة؟
­ وهل كل ما بالكون مكون من جزيئات إبتداءاً وإنتهاءاً؟,
­ وإن كان ذلك كذلك, فهل "النظام" أو "التصميم" هو مادة حتى يكون أي منهما مكون من جزيئات؟
­ وهل الشعور أو الحس, أو المشاعر من حب وكره وبغض وحسد مادة مكونة من جيئات؟؟؟
فإن لم يكن ذلك كذلك يكون الكاتب أمام أحد خيارين لا ثالث لهما:
­ فإما يقول بالإيجاب, وفي هذه الحالة عليه إثبات ذلك بالدليل والبرهان,
­ أو أن يقول بالنفي,, فيكون في هذه الحالة قد أجاب على نفسه وكفانا بذلك الرد على أمر مسلم به.

ثانياً,, وقال: " لذا نحن أمام تقييم الوعى البشرى للأشياء ليسقط عليه صفات ومعانى إنسانية عن التصميم والروعة والنظام والعبث ".

فنقول له: لا تنسى انك تتحدث عن الكون, والوعي البشري علمه ووعيه بالأشياء الظاهرة البينة التي أمامه يعتبر وعياً متواضعاً متنامياً محدوداً, والشاهد على ذلك إستمراره بلا إنقطاع في الأبحاث والإكتشافات والتخمينات والبحوث والفرضيات,,,, والأدهى من ذلك سمة "عدم وإستحالة إحاطته بأسرار وخفايا النظام الكوني المشاهد فما بالك بالخفي عليه وليس بعيداً عنه, بل حتى الذي تحت أقدامه ولا يدري عنه شيئاً. إذاً هذا القول غير موضوعي, ويرفضه المنطق ويتعارض مع الفطرة.
سنكمل هذه الدراسة التحليلية العلمية النقدية في موضوعنا القادم بإذن الله تعالى,, إذ لا يزال للموضوع بقية باقية,

تحية كريمة للقراء الكرام,

بشاراه أحمد عرمان.



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (C):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (B):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (A):
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! وقفة تأمل إضطرارية لازمة لمناقشة حالة:
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- المُنَاظَرَةُ - الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (D):
- المُنَاظَرَةُ - الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (C):
- المُنَاظَرَةُ - الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (B):


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (1D):