أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a_A):















المزيد.....



التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a_A):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 00:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في إطار - المُنَاظَرَةُ,, الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (1-4):

يقول الكاتب سامي لبيب إن لديه "مائة خرافة مقدسة سيثبت من خلالها أن الأديان بشرية,, وهو على حق إن لم يذكر معها, بل ويقصداً في الأساس (الدين الإسلام الحنيف تحديداً), وكلمة أديان هي ضمن آلية التمويه والخداع الذي إنتهجه أسلافه المحبطين الهالكين, وهو الآن يعتمد عليه أساساً ليخدع به السذج والبسطاء والعامة من الناس. علماً بأنه قد قدم من قبل مئات المواضيع المتشابهة والمتكررة والمتلاحقة منذ فترة بعيدة, ولكن يكفينا الإشارة إلى بداية نشره أباطيله على صفحته التي أنشأها بالحوار المتمدن في يناير 2010م.

وحتى الآن وهو يلهث وراء سراب وعذاب وخراب حملت عليه أم تركته, وذلك ليوهم نفسه أولاً, ثم العامة التائهين معه والدائرين في فلكه إلحاده من بعد نفسه بهدف واحد يريد به ورهطه تبرير تضخيم وتفخيم إلحادهم الخاوي من المنطق والمضمون والموضوعية والفكر السليم المؤسس على ثوابت مبرهنة والذي "عملياً" قد أدركوا يقيناً إستحالة ذلك في وجود القرآن الكريم شامخاً متحدياً قاهراً مهيمناً.

ولكنه في كل مرة يجد هذا الكاتب نفسه متخلفاً متراجعاً كثيراً عن نقطة بدايته الأولى,, رغم أنه لم يخضع لمواجهة حقيقية تقف في وجهه من قبل "تجاهلاً له", فظن أنه على حق أو على ألأقل توهم أنه قد حقق الغلبة ونجح في مسعاه القاضي بإختراق المسلمين من خلال أقدس مقدساتهم بإنتهاز سانحة غفلتهم المفتعلة وإنشغالهم بالدنيا أكثر من الآخرة فعميت القلوب وفاضت الذنوب وكثرت الحروب,, حتى بلغ به الأمر الدخول في تحدي مباشر لهم بل ولربهم ونبيهم الخاتم الأمين,,, يريد أن يعرض عبره حطامه فتلعثم وتحطَّم.

فالملاحظ ظنه وهماً وتوهماً أن الساحة خالية وقد إنفرد بها, وإمتلك ناصيتها وأخذ بزمامها وخطامها, فظل يعيد الكرَّة تلو الفرَّة, وينوع في أصناف تصانيفه التي تدور حول نفسها, ويعميق تحاريفه التي تكشف زيفه,,, ولكنَّ هيهات هيهات, وأنى له المنال وقد غارت الآمال وتسفهت الأحلام,,, على أية حال من أواخر محاولاته الحيرى كان موضوعه الذي أسماه "التحدي", أو لعله "التَّعَدِّي",, المهم اننا - بآيات الله البينات المبينات فقط - قد حرقنا له كل أوراقه التي وقع عليها بصرنا فصارت هباءاً ممبثاً, وخر عليه السقف بأمر ربه فأصبح من القانطين.

وكما تابع القراء الكرام ما دار بيننا وبينه في المناظرة غير المقصودة في الأساس ولكنها جاءت
كما عرضناها عليكم بحذافيرها "كمدخل لحسم التحدي وقصم المتعدي", وقصدنا بذلك أن تكون مدخلاً مناسباً لإشراككم في مجريات ومحاور التحدي الذي دعا له الكاتب لبيب, وقبلنا ذلك فقط من أجل وضع الحقائق جنباً إلى جنب مع الإفتراءات التي لا دليل له أو لغيره عليها ويستحيل إيجاد برهان لها.

الآن أراد الكاتب أن يحاول النهوض والوقوف على قدميه, ولكن هذه المرة ليدافع عن نفسه بدلاً عن مشروعه الذي نعلم أنه قد أدرك الورطة التي يواجهها بسببه, والعقبة الكئود التي تقف أمامه للخروج منها. فقال لنا في تعليق له - هروباً من الرد على سؤال مباشر يحسم الامر ويجبره على الإزعان والإستسلام, ولكنه أبى إلَّا أن يراوغ ويناور حتى لا يجابه ويحاور لأنه يعلم أن النتيجة محسومة لغير صالحه وأنها ستكون وبالاً عليه لا محالة,, قال لنا في تعليق له بعنوان " سأعرض عليك عرض التحدى فهل تستطيع تحمله ",؟؟؟ وقد ضمن عرضه ما يلي:

قال لنا: ((... مارأيك أن ترد على كل ما كتبته فى تفنيد وجود إله والتى وصلت ل95 حجة فلتبدأ بأول حجة لترد عليها ثم التى تليها وهكذا وأنا سأرد على ردودك فى ذات صفحتى أو فى مقالات خاصة لك شريطة أن تكتب نص نقدى كاملا ...)).
وها أنا ذا أكتب كل نصوصة كما نشرها تماماً "copy & paste",, فليكن مطمئناً من هذه الناحية.

وقد عرضنا عليكم ما دار حول هذا العرض من حوارٍ كاملٍ في موضوعنا السابق الذي نشرناه بعنوان (المناظرة ....), فلا داعي لتكرارها هنا,, المهم إعلامكم بأننا قد قبلنا عرضه هذا ووعدناكم بأننا سنعمل على حرق جميع أوراقه دون إستثناء وبنفس التسلسل الذي وضعه الكاتب, وسيكون ذلك في مواضيع متتابعة كل حجة في موضوع قائم بذاته حتى تعم الفائدة ويحسم أمر اللجاجة والبهتان,,, طبعاً بإذن الله تعالى وتوفيقه.

الآن,, فلنبدأ أولا بمقدمة موضوعه التي عرضها تحت عنوان " هذا هو محمدك يا شاهر ", جاء فيها بما يلي:

أولاً ,, قال: ((... فى هذه السلسلة من " الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت " طرحت مئات المشاهد التى تثبت أن الأديان نتاج فكر بشرى مُعبر عن حال ومزاج ومعرفة إنسان زمانه ليطرح من خلالها فكره وتصوراته وخيالاته وشرائعه وفق قناعاته و ليقذف لنا التاريخ بتلك الرؤى والكتابات التى لا يمكن توصيفها سوى بالساذجة المتهافتة المتخبطة لتجد للأسف قبول عند أجيال لاحقة بعد أن إرتدت كتابات القدماء لباساً مقدساً ...)).

ولكن قبل أن نسترسل في التفنيد, فقط نريد هنا أن نذكر الكاتب والقراء بأنه يدعي أشياء يستحيل عليه أن تتم, فمثلا قوله: ((... طرحت مئات المشاهد التى «« تثبت »» أن الأديان نتاج فكر بشرى...)) وهذا إدعاء فارغ ومضحك في آن معاً,, أين تلك الإثباتات التي يدعيها؟؟؟ ..... كما يرى القراء الكرام انه لم ولن ولا يقدم أي إثبات لأي إدعاء عرضه على الناس, والدليل على ذلك عبارة التي قال فيها: ((... التى « تثبت » أن الأديان نتاج فكر بشرى ...)), فلن نتركه قبل أن يأتينا بإثبات واحد على أي إدعاء أو بهتان فضلاً عن "برهان", فإن لم يأت به أو سكت عن الرد يكون قد إعترف بكذبه وإدعائه لا أكثر. وأنا أقول له "متحدياً" هات برهانك الآن فوراً إن كنت من الصادقين, أما إن إعتمدت على ما في حججك المخترقة ستكون النتيجة عليك هي نفسها سواءاً أجبت أو إلتزمت السكوت الحتمي القهري, ما لم تلجأ إلى الإنفلات الأخلاقي والضيق النفسي.

في البدء,, علينا أن نقوم بتلخيص إدعاءاته التي طوق بها نفسه وقد غررت به مرونة لوحة المفاتيح تحت أنامله, فإسترسل في نشر وابل من إلتزامات وتعهدات نعده بأنه سيتمنى لو تسوى به الأرض أو تهوي به الريح في مكان سحيق من هول المفاجأة وثقل الهزيمة والإحباط (هذا وعد نطوق به عنقنا), عندها نأمل أن لا يلزم الصمت كما عهدناه, وليعقب على ما سنغمره به من صواعق بيانية دافقة ماحقة متلاحقة, لم ولن يتوقعها, بحول الله وقوته وإذنه.

ثانياً,, قال: ((... أصحاب الكتب المقدسة لا يخجلون عندما يمارسون المرواغة والإحتيال بلوى نصوصهم لإيجاد علاقة مع العلم ليطلقون على هذا النصب إعجازاً ودلالة على ألوهية مصدر الأديان التى تتنبأ بتلك المعارف منذ القدم, ومن هنا يجب التصدى لهذا الإحتيال بنهجين , الأول فضح عشرات ومئات الآيات فى الكتب المقدسة التى تنضح بالمغالطة والمخالفة لأبسط معارفنا العلمية البديهية فحينها لن يستطع أصحاب الإعجاز التبرير والتفسير والمراوغة والصمود لنثبت لهم بشرية الأديان وأنها نتاج كتابات وخيالات إنسانية متواضعة الفكر.
أما النهج الثانى فهو فضح كل الغش والتدليس الذى أنتهجه بعض الأدعياء وعلى رأسهم زغلول النجار فى التلفيق لإيجاد علاقة بين العلم وخرافاتهم وسيأتى هذا بعد أن أنتهى من تقديم مائة خرافة مقدسة لن تجعل من يمتلك المصداقية والعقل والمنطق والعلم إلا أن يخجل من هذه الخرافات ...)).

ثالثاً,, قال: ((... هم مائة خرافة سأقدمها على أجزاء فهل يعنى ذلك أنهم مائة خرافة فقط لأقول لا , فهناك مئات الخرافات التى لن أتطرق لها بحكم أنها فى عالمهم الغيبى الخرافى الغير مُثبت ولا الملموس كقصص الجن والعفاريت لذا لن أقترب منها ولن أثيرها بحكم أنها خرافات يؤمن بها الدينى فى عالمه الخاص, ولكن سيكون تناولى للخرافة عندما ولجت فى تفسير العالم المادى أى فضح الخرافة عندما قدمت لنا الأديان رؤى شديدة المغالطة والسذاجة والتهافت فى تفسير الظواهر الطبيعية والحياة فى إطار معارفنا العلمية المؤكدة , أى سنفضح هذه الخرافات التى يقال عنها مقدسة عندما تصطدم مع الواقع وتقتحم عالمنا , بينما هى إنتاج وخيال بشرى لإنسان قديم ذو قدرات وإمكانيات متواضعة بحكم قصور معرفته فى فهم وتفسير الطبيعة فأطلق لخياله العنان ...)).

ملخص نقاط التحدي التي إلزم بها الكاتب نفسه وطوقها:
أولاً,, قال:
1. إنه سيثبت أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت, (يقصد "تحديداً" الدين الإسلامي أولاً وأخيراً, وكلمة أديان هل للمراوغة وإدعاء الشفافية والأمانة العلية والمصداقية),
2. وإنه طرح مئات المشاهد التي « تثبت » أن الأديان نتاج فكر بشري معبر عن حال ومزاج ومعرفة إنسان زمانه... الخ. (رغم أنه لم يقدم إثباتاً واحداً على أي كلمة قالها),
3. وإن التاريخ يقذف له رؤى وكتابات إنسان زمانه وفكر وتصورات وخيالات وشرائعه وفق قناعاته, والتي لا يمكن توصيفها سوى بالسذاجة المتهافتة المتخبطة. (يتحدث عن القرآن الكريم الذي شهد له من هم أعلم وأعقل منه بأنه "فريداً متفرداً في كل شيء", لم يرصد للبشرية كلها عبر كل أزمانها من جاء بشئ يشبهه من عيث التعبير والتركيب والعرض, وتقديم الأدلة والبراهين المفحمة المعجزة, والتحدي للخلق كله ... الخ". كل هذا التفرد فيأتي قذم أخرق لا يعرف كيف يفرق ما بين المبني من المعرب وينبطح أمام المفردات العامة ليعقب على أبلغ من نطق بالضاد في الدنيا بأسرها),, عجباً والله !!!

ثانياً,, واصل إدعاءه:
1. قال: إن وصف أصاحب الكتب المقدسة (يقصد الإسلام حصرياً), يمارسون المراوغة والإحتيال بلي نصوصهم لإيجاد علاقة مع العلم ليطلقوا على هذا النصب إعجازاً ... الخ. (وطبعاً لا ننسى انه متعهد بأن يثبت كل هذه النواقص الأخلاقية عليهم, حتى يخجلهم " كما يدعي ويأفك ", ولا ينسى هو ذلك).

2. وقال: إنه يجب التصدي لهذا الإحتيال بنهجين, الأول فضح عشرات ومئات الآيات في الكتب المقدسة (يقصد القرآن حصرياً), التي تنضح بالمغالطة والمخالفة لأبسط معارفه العلمية البديهية ثم توعد من أسماهم بأصحاب الإعجاز والتبرير والتفسير والمراوغة بتعجيزهم عن الصمود أمام حججه القاتلة الماحقة - كما يظنها - التي عبرها سيثبت لهم ان الأديان بشرية وأنها نتاج كتابات وخيالات إنسانية - ليس ذلك فحسب - بل ومتواضعة الفكر. أما نهجه الثاني سيخصصه لفضح كل الغش والتدليس الذي إنتهجه بعض الأدعياء وعلى رأسهم الدكتور المجتهد زغلول النجار... الخ,

3. وقال: إنه إلتزم بأن كل ما توعد به سيأتي لا محالة ولكن بعد أن ينتهي من تقديم "مائة خرافة مقدسة" لن تجعل من يمتلك المصداقية والعقل والمنطق والعلم إلَّا أن يخجل من هذه الخرافات. (... إذاً يا بشاراه أحمد!!, ويلك ثم ويل ويلك لما ينتظرك ومن معك من وعيد كالحديد به بأس شديد من حسرة وخجل لا يُبقي ولا يُعيد, لن يرحمك منه الكاتب الذي يملك ناصية الحقيقة الغائبة عنكم...), كما سنرى معاً.

ثالثاً,, ثم مواصلا في خطرفته:
1. قال: إنه يقدم مائة خرافة (من القرآن طبعاً), على أجزاء,, وكان في ذلك من الزاهدين, لأنه قال (... فهل يعنى ذلك أنهم مائة خرافة فقط لأقول لا , فهناك مئات الخرافات ...), يا له من كم هائل مخجل لنا في إنتظارنا ويرى الكاتب أننا لن نستطيع الصمود أمامه,

2. وقال: إن هناك خرافات غيبية لن يتطرق لها بحكم أنها في عالمنا الغيبي الخرافي غير المثبت ولا الملموس,,

3. ثم قال: إن منهجه سيكون فضح الخرافة عندما قدمتها لهم الأديان رؤى شديدة المغالطة والسذاجة والتهافت في تفسير الظواهر الطبيعية والحياة في إطار معارفهم العلمية المؤكدة. (والغريب في الأمر لم يكلف نفسه عرض تلك "الظواهر الطبيعية التي يدعي انها في إطار معارفهم العلمية" من مصادرها العلمية حتى نحاججه بها, ونثبت له انه لم ولن ولا يفهمها تماما كعجزه عن فهم دين آبائه ثم الدين الإسلامي المجيد).

4. وقال أيضاً: إنه سيفضح الخرافات التي يقال عنها مقدسة عندما تصطدم مع الواقع وتقتحم عالمه. (أيضاً لم يذكر شيئاً منصوصاً عنه يبين لنا صحة مصادره التي يستقي منها خرافاته,, بل يلجأ دائماً للتعميم والتعمية والترميز, وهذا لن يعفيه من الملاحقة).

5. وأخيراً قال: إن آيات القرآن الكريم هي إنتاج وخيال بشري لإنسان قديم ذو قدرات وإمكانيات متواضعة بحكم قصور معرفته في فهم وتفسير الطبيعة فأطلق لخياله العنان.

إذاً هذا ملخص برنامجه ووثيقة إتهامه للإسلام والمسلمين ولربهم ودينهم ونبيهم,, وقد تعهد بأنه سيثبت للقراء - عبر كل النقاط التي أثارها في هذا البرنامج - أن القرآن "تحديداً" خرافات ونتاج بشري وصحف الأولين,,, ولكننا ننصحه بأن يظل متذكراً تماماً أن هناك في برنامجه هذا (مجموعة من القيم الأخلاقية التي أوردها في وثيقة إتهامه هذه) منها:
(تهافت,, تصورات وخيالات,, سذاجة متهافتة متخبطة,, ومراوغة وإحتيال ونصب,, مغالطة ومخالفة,, وخجل,, ومراوغة وخيالات إنسانية,, وغش وتدليس,, وعدم مصداقية وعقل ومنطق,, وغياب علم,, وقدرات وإمكانيات متواضعة,, وقصور معرفيه في فهم وتفسير الطبيعة,, وإطلاق العنان للخيال,,, بلا بلا بلا ...).

ولكن,, إن لم يستطع إثباتها على المدعى عليه كانت هذه المثالب كلها من نصيبه هو لأنها حينئذ ستعمل كدليل مبرهن, وشهادة موثقة تشهد بأنه يصف غيره بما هو مطمور فيه ونابع من وجدانه وهزيانه وأردانه, هذا هو المنطق إن كان له علم أو دراية به إبتداءاً.
الآن,, فلنبدأ بالتحدي لحرق الأوراق التالفة التي في قبضة يده وأرشيفه وفكره وتخريفه, مستعينين بالله القاهر فوق عباده الرحمان الرحيم. فنقول وبالله التوفيق وعليه السداد:

قسم المحروقات:
(01): سحق الفرية الأولى بعنوان: ((... الأرض مسطحة ولها أطراف ...)) حرقاً بالليزر:

إتهم الكاتب سامي لبيب القرآن الكريم - في أول فرية له - بأن الله تعالى قد أشار في آياته بأن « الأرص مسطحة » وأن « لها أطراف », وإستشهد على ذلك ببعض الآيات البينات الكريمات, وذلك في عبارته التي قال فيها: ((... الأرض مسطحة ولها أطراف .(أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ َيحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيع الْحِسَابِ ). هذه الآية تحتوى على خطأ علمى , فالكرة الأرضية ليست لها أطراف إلا إذا إعتبرنا الأرض مسطحة وهو المفهوم القديم السائد فى الثقافات والأديان القديمة ويتأكد مفهوم الارض المسطحة فى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت ) و (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ) ...)).

ثم قال: ((... كذا فى الكثير من المواضع الأخرى , لنضيف أن القرآن لم يتفرد بهذا المنظور فيمكن القول أنه إقتبسه من الكتاب المقدس الذى ذكر أن للأرض أربعة أطراف ( وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ وَيَجْمَعُ مَنفِيّي إِسْرَائِيلَ وَيَضُمُّ مُشتتي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ ) أشعياء 11: 12 ...)).

واضح التشتت وخلط الأوراق بصورة غريبة, وأن الكاتب قد تاه قاربه حقيقةً وسط ظلام الجهل وقلة المعرفة والعلم بصفة عامة, وبفقه اللغه وعلم المعاني بصفة خاصة, فقال صراحةً: إن القرآن الكريم قال بأن الأرض مسطحة ولها أطراف, وقد إستشهد بالآية رقم 41 من سورة الرعد,, فلم يستوعب قوله تعالى (... نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ...) لأنه ينكر ويستهجن أن تكون للأرض أطراف رغم أنه يدعي في كل لحظة أنه يجادل بمنطوق العلم, ولا السبب في قوله الله هذا ولا المناسبة التي توضحها الآية والآيات التي فوقها وتحتها بالسورة,, فتوهم "معذوراً" أن الله تعالى قصد بذلك « الكرة الأرضية بكاملها », وأنه وصفها بأنها مسطحة وأن لها أطراف, فكان مفهومه كارثياً فأذهب لُبَّه فبنى عليه غيره من المفاهيم الخاطئة أيضاً عن الآية رقم 19 من سورة الحجر, أو الآية رقم 7 من سورة ق, معتبراً أن مقاصدها كلها يدل على أن الأرض مسطحة ولها أطراف .

واضح انه لم يستوعب معنى قوله تعالى: (... وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا...), فظن أن مد الأرض معناه تسطيحها,, مما يدل على ان هذا الخلل المعرفي يدل على جهله بالمعارف العامة من المرحلة الإبتدائية من التعليم الأساسي, بما يكفي لجعل حجته تلك داحضة ولا تستحق الوقوف عندها. لأنه ببساطة لو تذكر ما قيل له في المرحلة الإبتدائية إن "كرة" الحديد انها تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة ورأى التجربة البسيطة في الفصل بعينه لكفته الوقوع في ورطة القول بأن التمدد هو التسطيح, ولكن الجهل مصيبة المصائب, ولو أن هذا ليس هو القصد من الآية الكريمة, ولكن أردنا أن نريه كيف هو مغبون في المعارف العلمية المدرسية الأولية البسيطة.

والأنكى من ذلك انه قد كشف سبب إلحاده وترك دين آبائه وأجداده لأنه كان يجهل تماماً معرفة معطيات النصوص والمفردات والتراكيب اللغوية والتعابير,,, والدليل على ذلك سوء فهمه للنص الذي إستشهد به من كتابه المقدس الذي هجره وقلاه لضيق أفقه وإستفحال جهله وجهالة أمره, فهو يذكرني بنده رشيد حمامي, وبوفاء سلطان التي ظنت قول الله تعالى عن حيض المرأة (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ «« قُلْ هُوَ أَذًى »» فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ), فصالت وجالت, وهاجت وماجت, وأرغت وأزبدت, وتلفظت من الألفاظ ما لا يقدر عليها الكاتب لبيب, ثم تحدت ربها وخالقها,,, كل ذلك لأنها فهمت كلمة " أَذًى " في عبارة (... « قُلْ هُوَ أَذًى » على أنها...), على أنها "قل إنه قذى"), فظنت أن الله يحقر المرأة ويصف حيضها "بالقذى", وهكذا دائماً حال الحمقى الجهلاء المدعين.

فإدعى الكاتب أن الآية - يمكن القول بإنها مقتبسة من كتابه المقدس لديهم, قال: ((... فيمكن القول أنه إقتبسه من الكتاب المقدس الذى ذكر أن للأرض أربعة أطراف, ثم جاء بهذا العدد من سفر أشعياء الذي يقول على لسان الراوي: ( وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ وَيَجْمَعُ مَنفِيّي إِسْرَائِيلَ وَيَضُمُّ مُشتتي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ ...)).

هذه العبارة واضحة "لغوياً" للغاية, وحتى إن كان ضعيفاً في اللغة لعرفها وأغنته عن التمحك. ألم يسأل نفسه قبل توريطها ببعض الأسئلة البديهية التي لن تترك أي إحتمال لتصوره البائس بأن هذا النص يقول بأن الأرض مسطحة ولها أطراف؟؟؟ ..... ولكن دعونا نساعده على طرح هذه الأسئلة البسيطة, مثلاً:

1. في قول النص: (... وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ ...),, من الذي سيرفع هذه الراية, وأين سيرفعها هل كما ظن الكاتب عبثاً انه سيرفعها على الكرة الأرضية كلها أم على بقعة منها فقط؟

2. وقوله: (... وَيَجْمَعُ مَنفِيّي إِسْرَائِيلَ ...), من أين يجمعهم؟, وإلى أين وكيف سيكون هذا الجمع,,, هل سيجمعهم من الكواكب والنجوم أو من السماوات السبع, أم من أماكن أو أراضي أخرى على الكرة الأرضية نفسها (من حول الأرض التي سيجمعهم فيها)؟
3. وهل سيجمعهم في الكرة الأرضية بكاملها أم في بقعة على الأرض هي التي ستكون أرض جمع الشتات لهم بعد تقطيعهم في الكرة الأرضية أمماً؟؟؟.

4. وهل هناك أي معنى أخر لعبارة (... وَيَضُمُّ مُشتتي يَهُوذَا ...), سوى أن يكون جمعهم من أماكن متفرقة على الأرض حيث يتواجدون قبل الجمع, ثم يأتي بهم إلى مكان واحد محدد عليها وهو أرض لمِّ الشمل التي سيأتونها إليها من كل جهة حولها؟؟؟

5. وهل المقصود من عبارة: (... وَيَضُمُّ مُشتتي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ ...), هو أطراف الكرة الأرضية التي لا يمكن أن تكون لها أطراف لأنها كرة,, أم المقصود الواضح والظاهر هو أطراف أرض (بقعة أو منطقة محددة) لضم شتات بني إسرائيل من أطرافها (جهاتها) أو حدودها الأربع شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً؟؟؟

نعم لقد بين لنا الكاتب الآن أن نقطة إنطلاقه لرحلة التوهان في سراديب الإلحاد كانت لعدم فهمه لنصوص دين آبائه وأجداده, فظن أن كل الأديان متهافتة وأنها نتاج بشري, وهو لا يدري أن مشكلته الأساسية هي فهم النصوص, وبالتالي لن يفهم حتى العلوم الحديثة التي يتبجح بها.

ليس هذا كل شئ,, ولكن مفهومه عن الأرض لا يتعدى كرويتها فقط بل هو لا يعرف عن تعاريفها العلمية والعرفية حتى في الإستخدام العام والعامي شيئاً لذا كان لا بد من أن يقع في مثل هذه السقطات الماحقة المخجلة؟ ..... إذاً,, آن لنا أن نعلمه ومن معه ما هو مفهوم القرآن عن الأرض حتى نُفَعِّل إستحقاق الخجل لمستحقه... فنقول وبالله التوفيق:

مفهوم الأرض في القرآن الكريم وفي العلوم الحديثة وفي العامية متنوع ومبرهن:
1. نعم,, الأرض كرويَّة:, ولكنها مدحاة (مبططة), عند القطبين ومنبعجة عند خط الإستواء,
2. نعم,, الأرض: عبارة عن منطقة صغيرة محدودة مسطحة ولها أطراف, فقد تكون قرية أو حقل أو دون ذلك
3. نعم الأرض: قد تكون بلداً أو إقليماً, أيضاً مسطحة ولها أطراف,,
4. نعم الأرض: قد تكون مجرد بقعة متناهية في الصغر, ويمكن أن تكون بأي تضاريس,
5. نعم,, الأرض: قد تكون إتجاهاً, أو جهةً, أو وجهةً,
6. نعم,, الأرض: قد تكون مسطحة ولها أطراف, أو ممدودة بلا أطراف,
7. نعم,, الأرض لها أطراف, ويجب أن تكون كذلك,
ليس هذا إدعاءاً, ولكن سيثبته ويفصله القرآن الكريم فيما يلي:

أولاً: قال الله تعالى عن كروية الأرض من جهة, وعن الأرض بكاملها من جهة أخرى,, مؤكداً ذلك بعشرات الآيات التي جاء فيها بتفاصيل وتنوع مذهل ومعجز, نختار منه هذا الغيض من فيض الرحمان, قال تعالى:

في الحديث عن الكرة الأرضيية كلها:
(أ): عن كروية الأرض:
1. في سورة الأنعام, ربط الله تعالى في آية واحدة محكمة السماوات بالأرض عبر الظلمات والنور الذين مصدرهما الأساسي هو الجرمين السماويين الذين يعكسان ضوءهما على وفعلهما على الأرض "بحسبان" دقيق يشهد به ويعكسه تعاقب الليل والنهار في دورات سرمدية مذهلة منضبطة معجزة,,, قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي « خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ » « وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ » - ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ 1) لأنهم مغلقون فاغون من المحتوى والمضمون.

تقول الآية الكريمة المعجزة صراحة بأن هناك في الكون جرمان لا ثالث لهما, هما تحديداً "السماوات": - وهذه لا ترى منها سوى قبة السماء الدنيا التي تمثل نصف جوف هذه السماء - حيث يستحيل على أي شخص رؤية النصف الآخر لها من أي بقعة عليها يقف فيها. و"الأرض": - التي أينما وُجِدْتَ على سطحها فإنك سترى فوقك قبة السماء نفسها, وسترى خط الأفق يبدوا ملتصقاً بها - مما يعني أنك على سطح منحنى وليس مسطحاً.

فالذي يتابع حركة الظلمات والنور على الأرض يفهم تلقائياً أن الأرض "ككل" ليست مسطحة كما يدعي الكاتب بدليل أن الشمس تشرق عند بقعة ما على الأرض عند خط الأفق جهة الشرق من البقعة التي تكون قائماً عليها - ولتكن النقطة (أ) مثلاً, ثم تبتعد عنها تدريجياً لتغرب عند بقعة أخرى غربها عند خط الأفق الذي تغرب عنده - ولتكن النقطة (ب), في مدة إثنتي عشر ساعة تقريباً, حيث تكون قد أشرقت على النصف الآخر من الأرض,, ويستمر ذلك الشروق, إلى الضحى ... وهكذا حتى تصل الشمس إلى بقعة غروبها خلال حوالي أثنتي عشر ساعة مكملة بذلك 24 ساعة منذ شروق الاول, عندها تكون قد بلغت بقعة الشروق الأول - النقطة (أ) - لتشرق أيضاً مرة أخرى في دورة أخرى جديدة تحكي تقلب الليل على النهار وتقلب النهار على الليل (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم).

2. وقد ذكر القرآن الكريم كروية الأرض صراحة أكثر من مرة وضمنياً عشرات المرات. فأنظر إلى قوله تعالى في سورة الزمر: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ « يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ» « وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ » وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ 5). فكيف إذاً « يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ» إن لم يكن النهار وقتها مكوراً على الأرض الكروية المكسوة بضوء النهار فيأتي الليل بظلامه ليكوره على النهار,, أو بمعنى آخر (يسلخ النهار من الليل) فيحل الظلام؟ وكيف أيضاً يخلف الليل النهار « وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ » بأن يلف الليل المحيط بالأرض بضوء النهار,, أو بمعنى آخر (يكسوا الليل بضوء النهار),, إن لم تكن الأرض كروية - ومسلوخ منها النهار - فيكسوها بالنور الذي سيكوره على ليلها؟؟؟

3. ثم إذا نظرنا إلى سورة الشمس,, لوجدناها قد وصفت حركة التكوير والكساء تفصيلياً, حيث قال تعالى معدداً أيات كونية كثيرة لفت نظر المتدبر إليها, منذ الشروق وحتى الغروب ثم الشروق مرة أخرى - قال:
-: (وَالشَّمْسِ ....), أنظر إليها عند شروقها, وتتبع حركتها على قبة السماء نحو جهة الغروب,, ثم دقق في ما يحدث لها وتحدثه هي على الأرض عند بلوغها وقت الضحى, هل لاحظت أشياء تتغير أمامك في كل شئ على ظهرها؟

-: ثم قال: (... وَضُحَاهَا 1), فهل عند بلوغ الشمس وقت الضحى (عند إرتفاع الشمس في السماء إلى أن تشتد حرارتها ويقوى ضوءها), أرأيتها تسير على خط مستقيم أم على خط منحني يحاكي تقعر قبة السماء؟؟؟
الآن إستمر في متابعة حركتها في إتجاهها نحو مغربها, هل لاحظتها وهي "ظاهرياً" تلامس الأرض عند خط الأفق؟ وهل لاحظت التغيرات المستمرة في مسيرتها, ومقدار الحرارة والضوء والتأثير على الموجودات على سطح الأرض, وتناقص قرصها من جهة خط الأفق من أسفلها حتى تختفي تماماً كأنها تخطس في داخل الأرض؟؟؟

-: الآن تابع ما يحدث للأرض بعد غياب الشمس وإختفاء قرصها تماماً تحت خط الأفق, آخذاً في الإعتبار كل المتغيرات والتأثيرات التي تطرأ على الأرض من غياب حرارة الشمس وضوءها وحرارتها, ألم تلاحظ أن القمر يعقب الشمس بظهوره في السماء مرسلاً نوره الفضي؟؟؟, أنظر إلى قال الله تعالى: (وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا 2). وها قد جَنَّ الليل على الأرض بعد أن إنسلخ النهار عنها, ثم ماذا بعد!!!.

-: فإذا إنقضى الليل وأوشك الصبح على التنفس, وبدأ يشع نوره,, ماذا يحدث للقمر,, ألا ينجلي ويختفي بظهور ضوء النهار؟؟؟, قال تعالى: (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا 3).
-: أليست هذه دورة كاملة ممرحلة مفصلة منذ شروق الشمس في الدورة الأولى إلى أن أشرقت مرة أخرى في الدورة الثانية التي حتماً سينتهي هذا الضوء عند الغروب ويظهر الليل مرة ثانية ثم القمر,, لنيجلي بعد ذلك وهكذا دواليك؟؟؟
ومن ثم, أليس المنطق يقول بأن وصف دوران الشمس حول الأرض هذا الذي قد جاء تفصيلها ممرحلا, لا يحتاج الأمر إلى هذا التفصيل في الدورات التالية التي هي عبارة عن تعاقل الليل والنهار "خلفةً"؟؟؟,, إذاً أنظر ماذا قال الله تعالى في ذلك,, قال: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا 4), فتغيب عن النصف الأول للأرض لتبدأ الشروق في نفس اللحظة على النصف الثاني لها تماماً كما حدث في الدورة السابقة,, ثم تبدأ الدورة الثالثة من قوله تعالى (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا 1)..... وهكذا دواليك, فينتهي وصف وتأكيد دوران الشمس حول الأرض,, وهذا ما شاهده الإنسان الأول وسيشاهده الإنسان الأخير عند قيام الساعة.

-: ثم أشار الله إلى السماء فقال عنها: (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا 5), لأنها سقف مرفوع,
-: وأشار إلى الأرض وقال إنه لم يتركها محدبة وعرة مرهقة قاسية, بل برحمته وفضله على العالمين قد طحاها (مدها وبسطها) حتى تكون مهداً ميسراً مذللاً, قال تعالى: (وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا 6). فما دام أنه قد طحاها, فهذا يعني بالتحديد انه قد (بسطها وسهل المشي عليها, ومدها بحيث أن الماشي عليها لن يصل إلى نهايتها حتى إن مشى العمر كله) وهذا لا يتأتى إلَّا بأمرين اثنين:
أن يكون قد « بسطها»: بأنْ لَّم يجعل ظهرها كامل التكوير لأنه دحاها "بططها" ليسهل المشي والحياة والزرع والري .... عليها,, أنظر جيداً إلى المسطحات المائية كالبحار والمحيطات أتراها محدبة أم منبسطة؟؟؟ ..... فماذا يعني هذا لك بعد هذا التفصيل؟؟؟.
« ومدها »: بأنْ لَّم يجعل لها نقطة نهاية,
وهذان الأمران معاً لا يمكن توافرهما عملياً إلَّا في جرم مكور.

4. ثم أنظر إلى قوله تعالى لرسوله الكريم في سورة الأنعام: (وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ - « نَفَقًا فِي الْأَرْضِ » « أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ » - فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ 35), وهذه الآية تدل على أن كل ما لم يكن على سطح الأرض فليس له مخرج إلَّا إلى إتجاهين متقابلين لا ثالث لهما:
- إما بالغوص في داخلها بخرقها أو عبر أنفاقها, لقوله له: (... فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ ...),
- أو بالصعود فوقها إلى السماء, لقوله: (... أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ ...),
فما دامت السماء تظهر فوقكم على أنها مقعرة (مقوسة), فإن هذا يعني بالضرورة أن تكون الأرض في مقابلها مكورة ومناظرة لها,

5. ثم أنظر إلى قوله في سورة الأنبياء: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ «« السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا »» وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ 30), فما دام أن الجزء الخارجي من الفتق (السماء) مقعراً تقعُراً منتظماً بإتساق من كل الجهات المحيطة بالجزء الداخلي المفتوق منه (الأرض),, أليس هذا يعني أن الجزء الداخلي المفتوق منه لا بد أن يكون محدباً؟؟؟ وبجانب ذلك إذا جاء نص يقول بأن هذا الجزء الداخلي المحدب قد « دحاه » ربه « وطحاه »,, ألا تكتمل الصورة لما حدث في بدء خلق الكون؟؟؟ ..... وعليه يمكنك الآن أن تنظر إلى قوله تعالى في سورة الحجر: ( وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ 19)؟؟؟, وهل أثبت العلم الحديث أو سيثبت في المستقبل البعيد والأبعد غير هذه الحقيقة التي لن تتغير؟؟؟.

(ب),, وعن شمولية الأرض, كل الأرض:
1. في سورة الإسراء, قال تعالى: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا...), مهما حاولت لأنك إذا إذا حاولت أن تتجه (تخوص) نحو مركزها من حيثما كنت موجوداً على سطحها: « إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ »),, أما إذا إتجهت (مبتعداً عنها) نحو قبة السماء فإنك لن تصل - حتى إلى إرتفاع طول الجبال, قال: (... « وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا » 37), مبتعداً عن سطح الأرض كلها ومن أي مكان فيها.

2. وقوله: (... وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ ...), في داخل بطن الأرض كالقوارض والديدان والثعابين,,, الخ, (... وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ ...), بعيداً عن سطح الأرض في إتجاه السماء, هم أمم أمثالكم ولكنها غير مكلفة مثلكم ومثل الجن, قال: (... إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ...), وقد بين الله لكم كل شيء في كتابه, قال: (... مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ « ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ » 38).

فالمقصود هنا الأرض كلها, كذلك الحال في قوله تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ « فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ » وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ),, المقصود هنا كل الأرض. وأيضاً ومثلها الآيات التالية:

3. في سورة الأعراف, قوله: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي « خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ » ...), السماوات السبع وكرة الأرض, (... فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ « ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ » ...), ليس ذلك فحسب, بل: (... يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا ...), كأنما النهار يجري وراء الليل يريد الإمساك به ولكن الليل بدوره يبتعد عنه بنفس المستوى والمقدار, أيضاً: (... وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ - أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ - «« تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ »» 54). وقول لرسوله الكريم الخاتم: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا « الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » ...), كل السماوات السبع وكرة الأرض,, (... لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ - «« يُحْيِي وَيُمِيتُ »» - فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ 158).

4. وقوله في سورة التوبة: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ « يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ » ...), السماوات السبع وكرة الأرض,, (... مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ - ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ 36).

5. وفي سورة يونس, قال: (إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ 6),, كل الأرض, وقال: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ - وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ «« ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ »» وَلَا فِي السَّمَاءِ - وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ « إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ » 61) المقصود هنا كل الأرض بكل ذرة فيها.

6. وقوله في سورة يوسف: (وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ « فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ 105), فكل ما ليس بأرض فهو سماء إذ السماء تنتهي عند سطح الأرض, بينما الأرض تبدأ من سطحها إلى سطحها المقابل مروراً بجوفها (مركزها), وكل ما ليس بسماء فهو أرض, فأنظر إلى قوله في سورة الرعد: (وَهُوَ الَّذِي « مَدَّ الْأَرْضَ » ...), كما قلنا سابقاً جعل المشي على سطحها ليس له نهاية حتى لو مشى عليها أي كائن لن يبلغ لها نهاية أبداً, ليس ذلك فحسب, بل: (... « وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ » « وَأَنْهَارًا » « وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ » « جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْن »ِ - يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ - « إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ » لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 3), وقوله: (وَفِي « الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ » وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ - يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ - «« وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ »» إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 4). فزراعة البطيخ بجانب الحنظل لن تجعل طعم البطيخ مر, ولن تجعل طعم الحنظل حالياً, وكذلك الزيتون بجانب والعنب..... الخ.

(ج),, والأرض منطقة صغيرة محدودة, قد تكون بلد أو إقليم أو قرية أو حقل أو دون ذلك:
1. ففي سورة المائدة, قال تعالى عن بني إسرائيل: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ), (يَا قَوْمِ « ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ » الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ 21).... إلى قوله: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ 26).
الآن في هذه الآيات المحدودة لدينا عدة أنواع من الأرضي: أولاً,, الكرة الأرضية التي تتضمن أنواعاً عدة من الأراضي الأخرى التي هي مسارح للأحداث التي حدثت لبني إسرائيل في هذه الآية. فقول موسى لقومه: (... وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا ...), أيعقل أن يكون قد جعلهم ملوكات على الكرة الأرضية كلها؟؟؟ ..... فإن جاءنا ملحد أو مكذب مراوغ وقال لنا بمنطقه: "ما الذي يمنع ذلك",, نقول له إذاً بنفس منطقك الإلحادي قل لنا ماذا تعني عبارة: (... وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ ...), إذاً أين هم وأين العالمين, فهل كل منهم في كوكب آخر غير الأرض أو معها أم هم والعالمين على نفس الأرض؟, فجعلهم ملوكاً على بقعة منها وأتاهم فيها ما لم يؤتِ أحداً غيرهم من العالمين الذين هم في بقع أخرى حولها أو بعيداًمنها؟؟؟.

وقول موسى لقومه: (... ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ...), أين كانوا إذاً عندما قال لهم ذلك, هل كانوا على الكرة الأرضية أم في كوكب المريخ؟؟؟ فإن كانوا على الأرض, أهم على الكرة الأرضية بكاملها أم على بقعة منها هي أرض مصر؟؟؟ فما داموا على الأرض فكيف يطلب منهم الدخول إلى الأرض إن لم تكن تلك الأرض المقدسة هي أيضاً بقعة أو إقليم أو بلد على سطح الكرة الأرضية بجانب أو بعيد عن أرض مصر؟؟

وقوله تعالى لموسى: (...« فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ » أَرْبَعِينَ سَنَةً « يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ » ...), فهل المحرمة عليهم هي كوكب "عطارد" أم هي بقعة أو إقليم الأرض المقدسة التي هي على نفس الكرة الأرضية, وسيتيهون في إقليم أو منطقة على أرض بعيدة عن الأرض المقدسة, وكلتا الأرضين موجودة على سطح الكرة الأرضية؟؟؟

إذاً هذه الآية وحدها تقول لنا إن كرة كوكب الأرض تتضمن أنواع عديدة من الأراضي بمساحات من بلدان وأقاليم وحقول ومزارع, وأشكال وتضاريس وأبعاد وقيم متفاوتة من مقدسة إلى حرام, إلى خصبة, إلى بور, إلى قيعان,,, الخ. ليست هذه الآية فحسب بل هناك عشرات بل مئات الآيات التي قد لا يأتي فيها ذكر الأرض صراحةً ولكنها تتضمن إعجاز أو أكثر يشير إلى إعجاز الله في خلقه هذا الكوكب المتميز.

2. فأنظر إلى قول الله تعالى في سورة المائدة أيضاً: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ 1« وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا » أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ 2« أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ » ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ 3« فِي الدُّنْيَا » وَلَهُمْ « فِي الْآخِرَةِ » عَذَابٌ عَظِيمٌ . فكم أرض هنا ذكرت صراحة وذكرت بالإشارة إليها فقط؟؟؟ ..... فلو أخذنا مثلاً عبارة: (... وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ...), ما هي تلك الأرض التي يسعون فيها فساداً, أهي الأرض التي هم عليها, أم الكرة الأرضية بكاملها, ؟؟؟ ... وعبارة « أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ » أهي نفس الأرض التي يسعون فيها فساداً أم أرض أخرى بين الكواكب, أم هي نفس البقعة من الأرض التي يسعون فيها وينفون منها إلى بقعة أو إقليم من الأرض في مكان آخر على الكرة الأرضية؟؟؟ ..... ثم ماذا تفهم من عبارة: (لَهُمْ خِزْيٌ « فِي الدُّنْيَا »), فهل الدنيا هي الأرض أم شيء آخر غيرها؟؟؟

وقياساً على ذلك فإن هناك عشرات الآيات التي تقول بهذا التفريق بين أرض وأخرى, من ذلك قوله تعالى:
1. في سورة الأنعام, قال تعالى لنبيه الكريم: (قُلْ « سِيرُوا فِي الْأَرْضِ » ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ 11), في الأرض المتاحة لهم حيث يتيسر ملهم السير وليس كل الكرة الأرضية,

2. وفي سورة الأعراف, قال: (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ « وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ » تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ « وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ » 74), بقعة الأرض التي هم فيها وليس كل الكرة الأرضية, وقال تعالى: (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا « إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ » يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ 128), وقال: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ « مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا » الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ 137), فالأرض هي القدس.

3. وفي سورة الأنفال, قال للمؤمنين: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيل « مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ » تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٌالطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 26), الأرض هي مكة.

4. وفي سورة التوبة, قال: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا « وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ » ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ 25), لم تضق بهم الكرة الأرضية ثم ولوا مدبرين لزحل أو للزهرة.

5. وفي سورة يونس, قال: (فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ « يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ » يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ « الْحَيَاةِ الدُّنْيَا » ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 23), لا يستطيع أحد أن يبغي في الكرة الأرضية كلها.

6. وفي سورة يوسف, قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ « مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ » وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ 21), فهل مكنه الله في الكرة الأرضية كلها؟؟؟

وخاطب يوسف عزيز مصر: (قَالَ اجْعَلْنِي « عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ » إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ 55), وقال: (وَكَذَلِكَ « مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ » يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 56), وأخوة يوسف,, ماذا قالوا للجنود؟:) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا « جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ » وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ 73), فهل جاءوا من القمر أم من البادية؟, قال: (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ « فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ » حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ 80), بالطبع المقصود بها أرض مصر حيث العزيز, وانه لن يبرحها لأرض البادية حيث يقيم والده نبي الله يعقوب.

(د): وقد تكون الأرض منطقة صغيرة محدودة:
أنظر إلى قوله تعالى:
1. في سورة البقرة: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ « لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ » قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ 11), المقصود المنافقون في المدينة,

2. وفي سورة التوبة, قال: (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا « ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ » وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 118), الأرض حيث يقيمون بالمدينة, وقد تكون أيضاً الكرة الأرضية كلها على سبيل المبالغة.

3. وفي سورة إبراهيم, حَاجَّ الكفار المرسلين, قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ « لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا » أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ 13).

4. وقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً « فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً » إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ 63), بالطبع ليس كل الكرة الأرضية, وإنما مساحة محددة من الأرض الخصبة التي ينزل عليها المطر من السماء.

5. وفي سورة الروم, قال: (فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ « يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا » إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 50), فالقطعة أو المساحة من الأرض تموت بالجفاف وتحيى بالقطر والوابل, وهذا لا يحدث للكرة الأرضية كلها بل للأراضي الخصبة القابلة للحياة بالإنبات عندما ينزل عليها من السماء المطر.

6. وفي سورة غافر, قال عن المكذبين: (أَوَلَمْ « يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ » فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ « قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ » فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ 21). واضح أن الأرض الأولى التي يسيرون فيها من منطقة لآخرى هي غير بقعة الأرض الثانية المنكوبة التي فيها آثار عذاب المكذبين الهالكين.

7. وقوله تعالى في سورة النساء: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا « كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ » قَالُوا « أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا » فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا 97), فالأرض التي كانوا فيها مستضعفين ليست كل الأرض, لذا سيعذبون يوم القيامة لأنهم لم يتركوها إلى أرض أخرى أفضل منها لأن أرض الله (الكرة الأرضية) واسعة لهم أن يهاجروا فيها إن كانوا يريدون الإستقامة.

8. وفي سورة العنكبون, قال عن المهلكين: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ...): (... فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا ...) حيث يقيم, (... وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ ...) في أرضه حيث يقيم,, (... وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ ...), حيث كان وقتها قبل الخسف به,,, (... وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ...), فيضاناً أو في اليم حيث كان كل منهم,, (... وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ 40).

(هـ),, وقد تكون الأرض مجرد بقعة متناهية الصغر:
فانظر إلى قول الله تعالى:
1. في سورة التوبة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ - « اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ » - أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ 38). فقوله لهم (... انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ...), يقصد في مساحات شاسعة واسعة وإتجاهات وأقاليم مختلفة, أما قوله لهم: (... اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ...) المساحة الصغيرة التي تجلسون عليها متكاسلين,

2. وفي سورة البقرة, قال: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ 11). معناها حيث توجدون على الأرض, إذ لا يستقيم عقلاً أن يفسد الشخص في الكرة الأرضية كلها أو يصلح.

3. وفي سورة النحل, قال: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ 45). المقصود بقعة الأرض التي كانوا يقفون أو يجلسون أو يرقدون عليها وقت الخسف.

4. وفي سورة لقمان, قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا « وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ » إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 34). لا يوجد إنسان يعرف البقعة من الأرض التي سيموت بها.

5. وفي سورة القصص, قال: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ 81). فلا يمكن لعاقل أن يظن أن الله قد خسف بداره الكرة الأرضية كلها أو حتى الإقليم أو البلد التي كان يعيش فيها, بل الخسف كان محصوراً به وبداره فقط.

(و) وقد يكون المقصود بالأرض إتجاه أو جهة أو وجهة:
فانظر إلى قوله تعالى:
1. في سورة التوبة, قال: (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ 2). التحرك في الأرض في إتجاهات عدة بلا هدى ولا وجهة محددة.

2. وفي سورة يوسف, قال أخوته لبعضهم: (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ « اطْرَحُوهُ أَرْضًا » يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ 9). المقصود إلقائه من علٍ إلى البقعة التي سيلقى حتفه فيها.

3. وفي سورة إبراهيم, قال: (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ « اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ » مَا لَهَا مِن قَرَارٍ 26), قطعت من أصلها على بقعة الأرض التي كانت مزروعة فيها.


(ز) وقد تكون الأرض مسطحة ولها أطراف, وهذه الصفة يعرفها بها القاصي والداني ما عدا الكاتب طبعاً, قال تعالى في سورة الرعد: (وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ « فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ » 40), ليس مطلوباً منك شغل نفسك بإستجابتهم لأن مهمتك فقط هي البلاغ, فلماذا تكلف نفسة عنت هداهم: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ ...), التي كانت تحت سيطرتهم وسلطانهم وفي ملكهم قبل دخولهم في حماقاتهم بالدخول معك في حروب خاسرة بالنسبة لهم فيفقدونها بعد هزيمتهم لأننا عندما نأتيها: (... نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ...) فتسقط تلك الأطراف فتصبح مغنماً في ملك رسول الله ومن معه, فننقص أرضهم ونزيد أرض المؤمنين؟؟؟ ... هذا حكم الله على المعتدين الطامعين: (... وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 41).
وقال في سورة الأنبياء لنبيه الكريم: (قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَٰنِ ...), ولكن لا ولن ينفع معهم القول: (... بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ 42), فمن ذا الذي يعتمدون على نصره لهم من دون الله؟؟؟: (أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا ...)؟؟؟ ..... إن كان هذا ظنهم بآلهتهم الإفك فليعلموا انهم: (... لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ 43), ألا يرون ما يحدث لهم وحولهم ولمن سبقهم من آبائهم؟؟؟: (بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ « حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ » ...), فأنكروا ذلك وجحدوا, فعاقبهم الله بذنوبهم: (... أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ...), فتقل وتتناقض أرضهم من أطرافها, وتزداد أرض المؤمنين وتتسع..... فلينظروا إلى حالهم وهزائمهم وتناقص أرضهم من أطرافها, إذا: (... أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ 44)؟؟؟.

(ح) نعم, كثيراً ما تكون الأرض مسطحة, بل ودائماً تكون كذلك للناظرين إليها من أي بقعة فيها,, قال تعالى في سورة الغاشية أن لا يشغل باله بالمكذبين, لأن أي منهم إن وقف في باديته في الصحراء وكان أمامه إبل وبجانبه جبال كفته هذه الآيات - مع السماء والأرض - ليؤمن بخالقها, فإن لم يفعل فإنما أنت مذكر فقط, ولست عليهم بمسيطر, وإيابهم لن يكون لك أنت بل لنا, كما ان حسابهم أيضاً لن يكون عليك بل علينا نحن, قال تعالى لرسوله الكريم:
(أَفَلَا يَنظُرُونَ ...), فالسؤال عن النظر إلى الأشياء المسئولون عنها بأعينهم المجردة مباشرة رأي العين قبل السؤال. فإذا كان أحدهم يقف في الصحراء ويشاهد الإبل أمامه والجبال حوله والسماء فوقه والأرض تحته ولم يؤمن, فإن الله تعالى لن يقبل منه أي حجة وسيعتبره كافرا متعمداً, قال:
1. إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ 17)؟ فلينظر إذاً إليها وليتأملها ليرى عجائب قدرة الله فيها,
2. (وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ 18), ثم فليوجه بصره إلى أعلى ولينظر إلى السماء فوقه, ويتأمل غرائب وعجائب صنعة الخالق فيها, فإم لم يفعل من قبل فليفعل الآن,
3. (وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ 19), وليوجه بصره حوله ناظراً إلى الجبال وليتأملها جيداً لعل قلبه يتحرك وعقده يعي,
4. أخيراً (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ 20), فهل عندما ينظر أي شخص إلى الأرض من أي بقعة فيها ويجيل بصره ويطيل نظره في كل الإتجاهات هل يرى أمامه أرض مسطحة أم أرض مكورة؟ وليتذكر جيداً أن الله تعالى قال: (أَفَلَا يَنظُرُونَ ...) بأعينهم مباشرة ولي من على سفينة الفضاء.

(ط): لا شك في أن الأرض لها أطراف,, فالذي يدعي معرفة العلوم لا بد انه يعرف ماذا تعني كلمة حدود أو تخوم. وعندما يكون المقصودة بها بقعة أو إقليم أو مساحة من الأرض محددة فلا يمكن لعاقل أن يظن أن هذه البقعة أو المساحة هي الكرة الأرضية. وقد فصلنا ذلك أعلاه فأصبح واضحاً ولكن فلنسأل الكاتب عن بلده مصر,, أليست هي أرض محددة تعرف بــ (أرض مصر؟؟؟), هل هذه الأرض مسطحة أم مكورة؟؟؟ وهل لها حدود وتخوم abuttals تفصلها عن باقي الأراضي الأخرى التي حولها أم مختلطة معها؟؟؟
ألا يجوز لنا أن نقول بأن حدود مصر أو تخومها هي (أطراف أرض مصرAbuttals of Egypt)؟؟؟ أليست الحدود أو التخوم هي تلك الخطوط التي تعمل كحد لقطعة أرض فيما يتعلق بأراضي مجاورة لها؟؟؟ وأليست هي تلك الأجزاء من قطعة أرض واحدة التي تحازي الأراضي المجاورة (الحدود)؟؟؟ أليس الذي يدخل أرض مصر من أي جانب من حدودها يكون قد أتاها من أطرافها؟

لا زال للموضوع بقية باقية,

تحية كريمة للقراء الكرام والقارءات,

بشاراه أحمد عرمان



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُنَاظَرَةُ - الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (D):
- المُنَاظَرَةُ - الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (C):
- المُنَاظَرَةُ - الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (B):
- المُنَاظَرَةُ - الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (A-1):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (10):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (9):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (8):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (7):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (6):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (5):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (4):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ (3b):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (2):
- بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (1):
- وقفة تأمل ناقدة وتقييم مسار: الحوار المتمدن
- مغالطات غاشمة ونقطة نظام حاسمة:
- الحَقُّ والإبْيَانُ في أنَّ إبْليْسَ هُوَ عَيْنُهُ الشَّيْطَ ...
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (Q):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (N):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (M):


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a_A):