أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خالد ديمال - الصّورة في الإعلام... الكابوسُ القاتل..














المزيد.....

الصّورة في الإعلام... الكابوسُ القاتل..


خالد ديمال

الحوار المتمدن-العدد: 5775 - 2018 / 2 / 2 - 19:55
المحور: الصحافة والاعلام
    


أهم ما يجب أن يتوفر في الصحفي، هي الإستقلالية عن الماليّين، وأن يتوفر كذلك على خط تحريري، لأن الصحفي، إذا لم يكن يتوفر على حرية الشجب والإدانة، فلن تكون له إمكانية المديح، رغم ما قد يشكله تداخل الإعلامي بالسياسي، من عوائق... في هذا الجانب.. وهو تداخل، يعيق في الغالب، عمل الصحفيين، الذي لا تحد من تأثيره، سوى الأخلاق المهنية (dianthologie)، عندما يتعلق الأمر بالمس بالسلامة الشخصية للأفراد.. وينضاف إليها، جدلية الإعلام والإقتصاد، عندما يتحول الإقتصاد إلى وسيلة للتأثير على الإعلام، بل والتحكم فيه، عندما يستثمر أصحاب رؤوس الأموال في الإعلام، لتبادل المصالح وحمايتها.. بل، هو ما يجعل رجال الأعمال يستثمرون أموالهم في الصحافة والإعلام...
قد يكون هناك اتفاق، على أن مفهوم الإستقلالية، في مجال الصحافة، مصطلحا مغلوطا، ولن يقابله في هذا الإتجاه، لخلق التوازن، سوى مصطلح التعددية، في منابر الإعلام، رغم كونه ليس مؤشرا، لأن التعددية هنا، تتحدد في التنوع، (من النوعية)، فكلما كان الإعلام نموذجيا، كلما كانت هناك إمكانية لكي تُعرض عليه توجهات مختلفة، دينية وفلسفية، وغيرها.. وكلما كانت له هذه الإمكانية، كلّما استطاع الحصول على هذه التوجهات، التي يمكنه من خلالها، أن يكوّن وجهة نظره الخاصة.. وهي عبارة عن معادلة: فكلما كان المجتمع نوعيا، إعلاميا، كلما كان ديموقراطيا، رغم التبعية للمال، حيث تبقى هذه التبعية أمرا عاديا في وجود (التنوع/النوعي).. لأن التناقض يسمح للمواطن أن يكوّن رأيه في إطار ما يسمى ب(سوق الأفكار).. بشرط عدم المساس بالحياة الخاصة للأفراد، تماشيا مع مدونات أخلاقيات الصحافة، سواء تلك التي تعدّها الدولة، أو الصحفيين أنفسهم لتنظيم مهنتهم، خاصة في ظل غياب ضوابط تحدد هذه الأخلاقيات في ميثاق حقوق الإنسان، وتحديدا (مادته العاشرة -10-)، وبالتالي، تبقى هيآت التقنين الذاتي هي الحل.. لهذه الإشكالية...
وهناك أحداث عديدة في هذا الصدد يمكن تسجيلها، مثل أحداث نهاية سنة 2015، بكولونيا بألمانيا، عندما اتهمت الصحافة، مباشرة، مئات اللاجئين، بأنهم تهجموا جنسيا على نساء ألمانيات، بعد صدور شكايات عن هؤلاء النساء، فظهرت بعدها أفعال عنصرية ضد اللاجئين، رغم أن هذه المعلومات خاطئة.. إضافة إلى ما تكتبه بعض الصحافة البريطانية، أو تبثه قنواتها مثل الbbc، التي انتقدت بشدة بقاء بريطانيا ضمن هذا الإتحاد، بمبرر أن البقاء، سيدفع 30 مليون تركي للهجوم على بريطانيا، مع أن تركيا لن تكون مهيأة للإنضمام للإتحاد الأوروبي، إلا في نهاية 2040، كما أن انضمامها، يقتضي قبول دول الإتحاد.. بمعنى أن الbbc، تبث معلومات، يتبيّن مع الوقت، أنها النقيض..
نفس الشيء يحدث مع جريدة le figaro التي تأسست في بداية القرن ال20، وكتب فيها كبار المفكرين الفرنسيين، وصانعي القرار، من قبيل ريمون آرون، والتي كانت تخضع لتأثير مالكيها الماليين، أمثال تاجرَيْ السلاح ‘‘داسو d’asseau’’ و‘‘لاغاردير Lagardère’’، حيث باعها الأول، فأصبحت تعبّر عن اليمين التقليدي، وفي خدمته، وخدمة مرشحه الطبيعي ‘‘نكولا ساركوزي’’، مما يكشف مستوى التداخل بين الإعلامي/والسياسي.. والإقتصادي..
لا ننسى هنا، أن الصحفي، في جميع الحالات، هو كلب حراسة الديموقراطية، كما أنه أضحى وسيطا إعلاميا، وبوصلة ذات مكانة، لأنه يعطي صورة عن مدى تقدّم البلاد في المجال القانوني، وهذا ليس معناه، أن يكون الصحفي خبيرا قانونيا، لكن عليه أن يعرف جيدا حدا أدنى من القوانين.. كالتمييز بين الحياة الشخصية، والتشهير، والخطاب الذي يبثّ الحقد.. من قبيل الرفض الذي يبديه الصحفي تجاه عمليات الإبادة التي قامت/وتقوم بها روسيا مثلا.. في (أفغانستان سابقا/ وسوريا حاليا).. من خلال استعمال الصُّوَر.. التي توثّق لمثل هاته الإبادة (وتقديم أمثلة) عنها، وحمايتها بحقوق المؤلف..
وما دمنا استحضرنا الصورة... فماذا يمكن القول عن هذه الأخيرة في وسائل الإعلام؟؟..
الحق في الصورة، أصبح كابوسا، بالنسبة لوسائل الإعلام، بمعدل 100.000 من الصور التي تُأخذ في الشارع، ويتم بيع هذه الصور لأغراض الدعاية.. خاصة وأن وكالات تعيش من مثل هذه الصور.. وفي فرنسا تُستعمل هذه التقنيات (tout choisir) أي (كل شيء خاضع لإختيار الصحفي) بمعنى (كل ما يصادفه في الطريق يمكن أن يكون هدفا للتصوير، حتى الأشخاص ولو دون موافقتهم، وفي مواقف غير منتظَرة منهم)، خارج حدود المهنية، وهو ما دفع العديد من ضحايا هذه الصور، إلى متابعة هذه الوكالات، خاصة وأن هذه الصور، تُأخذ دون إذنهم، وهي متابعات عرّضت عددا من هذه الوكالات للإفلاس، بالنظر إلى حجم مبالغ التعويض..
إن أخذ مثل هذه الصور، دفع إلى طرح السؤال التالي: (في الفضاء العام، لا يمكننا أن نصوّر نكرة، حتى نستطيع تصوير شخص معروف، يرتبط بالمصلحة العامة)... وعكس ذلك، يدخل في خانة التجريح، الذي قد ينْدغِم (يتماهى)، مع الصحافة الساخرة، التي تعتمد على المبالغة كشكل من أشكال التعبير مثل le canard enchainer في فرنسا..
لكن، كيف يكون الصحفي شخصا مسؤولا، هل بإعادة النظر في المنظومة القانونية برمّتها، أم انطلاقا من الرقابة الذاتية التي قد يفرضها الصحفي على نفسه، لتحقيق المهنية المطلوبة في الحقل الإعلامي؟؟.. يتبع..



#خالد_ديمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السّياسيون لم يعودوا يُديرون البلاد.. بل الأعمال الكبيرة..
- خلفيات قرار ‘‘ترامب’’ بشأن القدس
- مُحرقة الإعلام الدّولي ‘‘الدّعائي’’... داعش نموذجًا..
- الإعلام الدّولي أداة تأثير أم تدمير؟... قناتَيْ الحرّة والجز ...
- هذه أهمّ قيود الصّحافة الإلكترونيّة في مشروع قانون الصّحافة ...
- الصّحافة المغربيّة وجماعاتْ الضّغط
- الصّحافة والسّياسة.. وإشكاليَة التّوظيف المرتبكْ..
- الصّحافة المغربيّة وثقافَة ‘‘العارْ’’..
- حريّة الصّحافة بالمغربْ.. الحقيقَة الغائبَة..
- الإعلامْ البديلْ بالمغرب.. أيّة آفاق؟؟..
- نقاشٌ هادئ حول مدوّنة الصحافة الجديدة بالمغربْ
- واقع المرأة بين الخصوصية والكونية: -نحو تجاوز التوظيف الإيدي ...
- واقع المرأة بين الخصوصية والكونية: -نحو تجاوز التوظيف الإيدي ...
- تشغيل المرأة بين المساواة ومقتضيات الحماية الخاصة (2/2)
- تشغيل المرأة بين المساواة ومقتضيات الحماية الخاصة (1/2)
- الديمقراطية ناظم أساسي لمسارب الثقافة
- البيدوفيليا: عندما يندغم الجنس بالإستغلال..
- القانون فكرة متعالقة بحتمية الإنصاف ومتطلبات الوجود الإجتماع ...
- ماذا بعد مدونة الأسرة الجديدة؟..
- التغيير وإشكال الهوية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خالد ديمال - الصّورة في الإعلام... الكابوسُ القاتل..