|
التحليل النفسي _ تكملة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 5745 - 2018 / 1 / 2 - 09:24
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
2 التحليل النفسي .... تكملة _ الحب خطوة أولى
الحب .... أكثر الكلمات شيوعا وغموضا بالتزامن ، الحب لا يجهله أحد ، ولا يعرفه أحد بشكل يقيني وثابت . الثقة ، والاحترام ، والجاذبية .... عوامل أساسية لا تخلو من أحدها مشاعر الحب أو علاقات الحب ، بشكل منفصل أو كمتلازمة ونسيج . خطأ (سلوك) مشترك وموروث ويتكرر مع الأجيال ، بشكل يصعب تفسيره وفهمه عندما ننظر إليه من خارجه ، .... يتمثل في تجاوز عناصر الحب المعروفة كاللطف والاهتمام ، ثم ، استبدالها بالعنف والخداع كوسيلة وطريق بهدف الحصول على ثقة وحب الحبيب !؟ أو لمحاولة وسعي للتقرب (منها _ منه ) أكثر ، بقصد تنمية المشاعر المتبادلة أيضا !! مع أن الطريق المعاكس _ بدوره _ المشترك والموروث والمتكرر أيضا مع الأجيال ، وهو التعامل بطرق جذابة ولطيفة ومنح الاستحسان للشخص المرغوب به _ بها كشريك عاطفي أو جنسي ، نتيجته الإيجابية مضمونة ونسبة نجاحه تقارب اليقين !! الخطأ الأكثر تكرارا في التعامل بين الشريكين العاطفيين ، البدء بالجاذبية ، وعندما لا تنجح بسرعة وتحقق التوقعات المرغوبة ، يتحول طالب الحب ( المرأة او الرجل ) مباشرة إلى النقيض حيث العنف والصراع التدميري . الثقة لوحدها تمثل أكثر من نصف مكونات علاقة الحب ورصيدها ، بمختلف انواعه وأشكاله . الاحترام بدوره يمثل أكثر من نصف المكونات المتبقية ورصيدها أيضا ، وبمختلف أنواع الحب ومسمياته . الجاذبية تتعلق بالبيئة والمناخ المحيط وبشخصية الشريك الراغب بنسبة تفوق تسعة من عشرة في مختلف الأحوال ، ومع ذلك تكاد تختصر علاقة الحب بالجاذبية الثانية ( الشريك_ ة) !!؟ وكلنا ننسى أن العنف أو اللاعنف أداة ووسيلة لتحقيق غاية ... ..... ..... الحب مقدمة للكلام ونتيجته بالتزامن ..... ..... المقاومة وصيغة التبرير العقلي _ مفهوم محوري في التحليل النفسي ... تشبه حركة التحليل النفسي عبر روادها الأوائل ، رحلات استكشاف العالم الجديد في القرون الماضية مع المستكشفين المحظوظين خاصة ، الذين وجدوا عبر طرقهم الجديدة والمجهولة قارات غير معروفة ولم يكن يتوقع وجودها أحد من قبلهم . حصل أمر شبيه مع فرويد وزملائه مطلع القرن العشرين ، عندما اكتشفوا العمليات اللاشعورية بمكوناتها المختلفة ، مثل الكبت والمقاومة والتحويل ... وغيرها كثير . وكانت الشقاقات والصراعات اللاحقة ، تحدث بسبب الاختلاف في التفسير ترفدها الاختلافات في الطباع الشخصية والميول الثقافية المتباينة بين الأفراد ، وتضاعف حدتها الطموحات الشخصية المعروفة في النشاطات الاجتماعية _ السياسية والثقافية أو العلمية أيضا . التشابه بين فرويد وبوذا ، شكل صدمة ثقافية عالمية في البداية ، أو بتعبير اكثر دقة ( التشابه بين التحليل النفسي كتقنية علاجية ، وبين بوذية الزن أحد أهم سبل الانعتاق في الفكر الشرقي القديم ) طرح أسئلة جديدة على البحث العلمي _ لسوء الحظ بقيت في نطاق ضيق ومحدود ، فردي ومعزول عن مصادر الدعم الثقافي والإعلامي الرسمي أو الجماهيري إلى يومنا . وتجدد ذلك مع الجدل الثقافي الأهم ، ثم الصراع والقطيعة ، بين فرويد ويونغ ... وهو موضوع لم يستنفد في البحث العلمي أو الفكري العام ؟! _ موقف فرويد : الدين عصاب جماعي ، توجد مجتمعات مريضة بكاملها مثل الفرد . _ موقف يونغ : العصاب شكل من الدين البدائي ، يستحوذ على عقل المريض واهتمامه . ..... المقاومة كمصطلح في التحليل النفسي ، يقابل مفهوم الانكار في الثقافة العامة الحالية . وصيغة التبرير العقلية تقابل الديماغوجيا ، ويوجد فارق هام بينهما ، حيث الديماغوجيا أكثر من المقاومة ( بالدرجة والنسبة وليس بالنوعية) فعل تضليل عن قصد مسبق ويهدف لحرف انتباه القارئ أو المتلقي عن الحقيقة والواقع _ بينما صيغة التبرير العقلية ، هي عملية لا شعورية وغير واعية بالعموم ، يكررها الشخص مع نفسه ومع سواه بشكل آلي ومستمر . نفس الموقف ، يذكر أيضا بعبارة السيد المسيح الأخيرة : سامحهم يا إلهي إنهم لا يعلمون ماذا يفعلون . كانت الصدمة لجماعة التحليل النفسي في بداياته ، اكتشاف ، حالة الخدر والانحراف العامة والشاملة ، بصرف النظر عن الثقافة والفكر وغيرها ، التي يعيش فيها الفرد طوال حياته بلا وعي وبدون ان يشعر بذلك أيضا . وهي نفس الخبرة _ الفكرة التي غيرت الموقف الثقافي السائد من الفكر على المستوى العالمي ، على وجه الخصوص قضية الصدق . حيث يلتقي التحليل النفسي مع أكثر خبرات البوذية اصالة وعمقا "الصدق او الكذب في الحياة وخلال الفكر أيضا ، لا يقتصر على النوايا ، بل يتصل بنمط عيش الانسان المتكامل" ....ولتغيير حياة الانسان لا يكفي تغيير المعتقد أو الفكر بشكل سطحي وسريع . ..... المنطق الجدلي والمنطقي التعددي _ علاقة اتصال لا انفصال تجمعهما.... فرويد بقي جدليا طوال حياته الفكرية كما ماركس وداروين من قبله . وأعتقد أنه السبب في استمرار أفكارهم وكتاباتهم بيننا اليوم وغدا . معظم أتباع أو تلامذة ماركس وفرويد ، بقيا بين الحالتين الدغمائية أو الجدلية منهم إريك فروم معلمي وصديقي الأقرب ....بعضهم يلامس المنطق التعددي أحيانا ، لكن بشكل مؤقت . بدون توضيح المشترك ثم الفارق بين المنطقين الجدلي والتعددي ، يتعذر فهم مصدر الخلافات بين الماركسيين وبين المحللين النفسيين أيضا . المنطق الجدلي معروف ، وهو يعتمد على قوانين الجدل وشرحه يونغ بشكل بديع _ الذي أعتبره جدليا أيضا ...وهو على نقيض اتباعه العدميين في ثقافتنا . ويمكن اختصاره بالحل الإبداعي للتناقض بين موقفين ( الثالث المرفوع ) . بينما المنطق التعددي ما يزال في طور التشكل ، وهو يقتصر على الحالات والأوضاع الخاصة المهنية والأكاديمية وغيرها ، ومرجع ذلك في اعتقادي يعود لأسباب متنوعة لامجال لحصرها ،....ربما في مراكز البحث الحديثة أنجزوا ذلك ؟! ... لا أعلم . سأكتفي بمثال توضيحي للمنطقين ... أنت في زيارة وإقامتك في شاليه ليوم واحد ، ستكفيك الأدوات التي تستخدم لمرة واحدة ...بلاستيكية بالعموم . على النقيض من ذلك في منزلك . كلا المنطقين الجدلي والتعددي يدركان ويعترفان بالمشكلة الوجودية المشتركة . الاختلاف بينهما نوعي وكمي معا : _ الاختلاف النوعي ، يتجه المنطق الجدلي إلى الماضي والمألوف على نقيض زعمه الفكري . بينما يتجه المنطق التعددي إلى المستقبل والمجهول بحكم الأمر الواقع _ تطور الحياة المستمر بفعل الانقسام والتكاثر وزيادة التعقيد في الحياة والبيئة معا . _ الاختلاف الكمي ، يتوقف المنطق الجدلي عند الحالة الثالثة أو المستوى الثالث ، بدعوى الواقعية ويبقى داخل حدود المألوف والاعتيادي ، على النقيض من المنطق التعددي الذي يمثل الجديد وموقف الأبناء بشكل ثابت ، وهو يمتد إلى الأطوار والتدرجات الهامشية والخارج عن العادة والقانون أيضا ، والأهم أن اتجاهه الأساسي من المعلوم إلى المجهول . ..... عودة إلى الكوخ ، إقامتك فيه ستكون أسبوع بدل اليوم الواحد ، .... ومعك شركاء سكن بدل من وحدتك ؟! لو كانت الإقامة شهر ، تتعقد المسألة أكثر ، في اختيار أدوات دائمة أم مؤقتة ؟! في السعودية أو قطر أو إيران أو تركيا ( وهما واجهات العالم الإسلامي )..... لن يجرؤ أي من النشطاء الحقوقيين بالدفاع عن حق المثليين الجنسيين بالحياة العلنية مثلا . بينما زملاؤهم في السويد ، سوف يضطرون باستمرار ، لمزاحمة الاعلام على الموضوعات المثيرة والغريبة . أكتفي بهذا القدر من محاولة التمييز بين المنطقين ، على أمل تكملتها لاحقا . ...... سوء الفهم الذي يحيط بالموقف من التحليل النفسي ، له مبرراته _ لكنها كما اكتشفت عبر تجربتي الشخصية _ من صنف الرهاب أو التسرع في الحكم المسبق . ويعود سبب رئيسي أيضا إلى سوء حظ بالتلازم مع سوء تعبير جماعات التحليل عن نفسها . على سبيل المثال ، مقارنة مع الاتجاه السلوكي في العلاج النفسي ، .... تعديل السلوك المعرفي ينسب عادة للسلوكيين بينما كان فرويد رائده الأول بدون منازع . وهذا دافعي الشعوري الأول لكتابة هذا النص مع تكملته اللاحقه . ..... الواقع الحقيقي الذي تحرفه المقاومة مع صيغ التبرير العقلي ، في أكثر مستوياته وضوحا علاقة المرأة بالرجل ... حيث يشعر الاثنان أنهما خاسران بعد إقامة علاقة عاطفية وجنسية . تشعر المرأة بالغبن والمرارة وهو شعور صادق أو طبيعي ، حيث أن السياق الاجتماعي يمنح الرجل الموقع المتفوق في العلاقة بينهما . ولا أحد يسعد بالخسارة والموقع الثانوي . بدوره الرجل يشعر بالخديعة والمرارة بعد العلاقة ، فهو ليس قويا كما يرغب ، وموقعه ينكشف ضعفه وهشاشته قبالة قوة المرأة وتفوقها عليه بأضعاف درجات التحمل والتكيف . ..... الحقيقة أو قوانين الوجود....؟! التوازن الكوني ، يمثل النهاية والبداية للمعرفة والادراك ، ويبقى الآن _ هنا القضية واللغز والمعنى ، من خلال علاقته بالزمن ....الموت ، مع التغير والتغيير المتكرر بلا شك . بسهولة يعتاد الانسان ( الفرد والمجتمع ،... مع بقية تعبيرات البشر ) على أي شكل ونوع من الإيقاع الزماني _ المكاني ، مهما بلغت درجات غرابته وتناقضه مع الخبرة الذاتية . وهذه المشكلة المباشرة والمستمرة للمعرفة ، التمييز بين تفسير الظواهر وحقيقة الظواهر . وبعدما يدخل التأويل تكون الحقيقة والواقع أول الضحايا والمفقودين _ ربما إلى الأبد.....! .....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكم العادة
-
التحليل النفسي بين العلم والفلسفة
-
خلاصة بحث طويل
-
الموقف العصابي _ وحاجة الانسان للحب غير المشروط
-
الكبار يحتاجون للحب غير المشروط أيضا _ تتمة
-
حاجة الكبار إلى الحب غير المشروط أيضا
-
الكبار يكذبون أولا
-
ملحق ختامي لبحث القيم والأخلاق
-
ملحق 3 _ على بحث القيم والأخلاق
-
مملحق 2 _ على بحث القيم والأخلاق
-
ملحق 1 ، لبحث القيم والأخلاق
-
2 (بحث في القيم والأخلاق)
-
بحث في القيم والأخلاق _1
-
(قبلك _5
-
(1،2،3،4) قبلك
-
3قبلك،....
-
قبلك 2_ التمييز بين الارهاب والمقاومة
-
قبلك ، لم يعد أحد
-
(س_س) ملاحظات ختامية حول فكرة _ خبرة -حرية الارادة-
-
(4_س) حرية الارادة_ وقواعد قرار من الدرجة العليا
المزيد.....
-
رئيس لبنان يعلق بعد تصريحات المبعوث الأمريكي لسوريا عن -تهدي
...
-
ماذا يحدث في محافظة السويداء جنوبي سوريا؟
-
بدعم من مصر وإيران.. هل تناور الصين لإسقاط النفوذ الأميركي
...
-
فخامة السيد محمود عباس رئيس دولة فلسطين يعزي في وفاة المناضل
...
-
الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي.. فرص ذهبية وتحديات أخلاقية
...
-
إسرائيل -تستهدف دبابات- بالسويداء فيما تتقدم قوات حكومية بات
...
-
المُمول السخي لليمين المتطرف الفرنسي: من هو الملياردير بيار-
...
-
السويداء تشتعل مجددًا وإسرائيل تدخل على الخط: ما مصير الجنوب
...
-
برشلونة يعلن تعاقده مع الشاب سوري الأصل بردغجي قادما من كوبن
...
-
شاهد.. سرايا القدس تستهدف مواقع قيادة إسرائيلية بحي الشجاعية
...
المزيد.....
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|