أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - 2 (بحث في القيم والأخلاق)















المزيد.....



2 (بحث في القيم والأخلاق)


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 30 - 16:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بحث في الأخلاق والقيم _ علاقتها ومكوناتها

مقدمة ثانوية
" خلاصة البحث _ النص....مع خطوطه الأساسية "
تتمثل الأخلاق والقيم عبر نوعين من القوانين ، ومن العلاقات الإنسانية ومستوياتها المتعددة .
العلاقة بينهما تعيد التذكير ، وبقوة ، بالعلاقة بين المكان والزمان... شبه المجهولة .
قوانين القيمة بطبيعتها ، نسبية ، كمية ، تراتبية ،....وهي في الأصل من منظومة رموز الأب.
قوانين الأخلاق بطبيعتها ، شمولية ، نوعية ، أفقية ، وهي في الأصل رموز أمومية .
على المستوى الشعوري الفردي والمشترك ، ذلك مفهوم ، ويشكل خبرة إنسانية عامة .
لكن على المستوى العقلي _ عبر الأفكار والوعي ، يدخل الغموض والتعقيد والتشويش .
...
قانون الدم ، وبقية رموز وروابط الأم نوعي ، أخوة ومساواة _ دائرة ومستوى واحد .
قانون السلطة ، وبقية رموز وعلاقات الأب نسبي ، تراتبي وفي اتجاه عمودي واحد .
...
يوجد مثال توضيحي ، عام ونموذجي " قضية الخيانة "
_ خيانة من الدرجة الأولى ، وتلقى اقصى درجات العقاب (قتل ودم ) .
_ خيانة من الدرجة الثانية ، عقابها ابتسامة ( تعاطف وتشجيع ضمني ) .
خيانة الرجل لرجل آخر ( شريك في جريمة أو عصابة أو حزب أو دين أو فكرة او رغبة...وغيرها) عقوبتها الدم والقتل ، بنفس الدرجة خيانة المرأة للرجل .
لكن المفارقة ، غير المضحكة ، خيانة الرجل للمرأة ( الأم ، الصديقة ، العشيقة ، الأخت ، الزوجة وغيرها ) أو الكذب الصريح عليها... تقابل بابتسامة وتشجيع ومن النساء أيضا .
نفس الأمر ينطبق على خيانة المرأة للمرأة ...أمر عادي وغير لافت . يوجد تغير لكن بطيء .
الخلاصة : دائرة الأسطوانة ، الأولى ( القاعدة ) ، تمثل المنظومة الأخلاقية الأمومية .... مركزها ومحورها واتجاهها واحد ، مساواة وتكافؤ .
يوجد إنسان واحد ، وواحد ، وواحد...، إلى ما لا نهاية . بالتماثل ، توجد مرأة واحدة ، وواحدة ، وواحدة ...ألخ .
بالمقابل محور الأسطوانة (العمود) ، يمثل نظام القيم الأبوي ....وهو بطبيعته نسبي ، وتعددي وتراتبي ، خلال كل حركة أو تفصيل .
....
مثال ثاني : المشكلة القطرية _ السعودية ، مثال نموذجي تفسره استعارة الأسطوانة ، عبر احتوائه الضمني على بقية مراحل التطور السابقة _ مع قابليته اللامحدودة وعالية المرونة على التغير السريع بحسب القوى والمؤثرات ( والمصادفات ) الجديدة .
الصراع مع الأخوة في مقابل الشراكة مع الغرباء .
بالتوازي مع المشكلة العراقية الداخلية _ الخارجية بالتزامن ، " القضية الكردية " ...
التعامل من خلال القانون الأبوي ، يقتضي التغير والانفصال ، التفكك ، والابتعاد .
على النقيض من القانون الأمومي ، وروابط الدم والأرض التقليدية والموروثة ، يقتضي التوحيد زيادة التمركز .

.....
مصادر الغموض والتشويش في البحث الأخلاقي ، بشكل عام زمنية وتطورية ، وليست اجتماعية واقتصادية أو ثقافية بالدرجة الأولى . بتحديد أكثر ، العلاقة بين الأخلاق والقيم غير واضحة (طبيعتها واتجاهها ومرجعياتها )، وللأسف ما تزال خارج دائرة الاهتمام في الثقافة العربية . وهي تشبه إلى حدود تقارب التطابق ، العلاقة بين المفاهيم والمصطلحات " العشوائية " في الاستخدام اليومي _ الاجتماعي _ الثقافي _ وحتى الأكاديمي ....!؟
من يستطع تحديد الفرق بين المصطلح والمفهوم مثلا؟
والأهم كيف يحل الكاتب العربي هذه المشكلة ، في تفكيره وفي تعبيره معا ؟
توجد مشكلتان متداخلتان أو مستويان للمشكلة . الأول فكري ونظري وهو الأهم ومصدر أول في الغموض والتشويش ، والثاني اجتماعي وأخلاقي وقيمي ( كما يجري التعبير عنه في العلاقات المختلفة بين الأفراد ، أو بين المؤسسات ، أو بين الفرد والمؤسسة ) . ولا يمكن حل المشكلة من طرف واحد فقط ، سوى بشكل مؤقت وتجريبي.
الحل الشخصي ( الذي أمارسه خلال القراءة والكتابة أو في الحوار المباشر ) لهذه المشكلة _ التمييز بين المصطلح والمفهوم ، عبر اختيار المعنى المعبر عنه في الأدب بشكل عام في وضع مشابه ، بالإضافة إلى التمييز الشكلي بينهما : حداثة المصطلح مقابل قدم المفهوم ، بعبارة ثانية اختيار التسلسل الزمني _ التطوري : كلمة ، مفهوم ، مصطلح . وغالبا لا أستخدم الكلمة سوى في الحالات الحدية ، حيث لا يوجد بديل مقبول عنها .
فكرة العلاقات المختلفة "الجديدة" ، بمعنى ذلك النوع الخاص أو الثالث _ من العلاقات _ التي مجالها الفعلي خارج معايير التشابه أو الاختلاف معا ؟ مثالها الآخر : العلاقة بين الفرح واللذة والسعادة ..... ما الطريقة الأفضل لمعالجتها فكريا وسلوكيا ؟!
.....
أعتقد أن المستوى المعرفي العلمي والأخلاقي ، الحالي ، يسمح بفهم الطبيعة التاريخية للقيم "الإنسانية" وحدودها الاجتماعية والفردية على السواء , وربما يمكن وضع بعض الحدود التقريبية أيضا . ويتيح الامكانية أيضا لمقاربة بعض العلاقات المختلفة...
وتلك غاية هذا النص وتوجهه المحوري .
**
مشكلة الأخلاق والقيم ، والعلاقة الدينامية والملتبسة بينهما ، سأؤجل بحثها بشكل تفصيلي إلى خاتمة النص ، لغاية أسلوبية ، والأهم لكي أمنح نفسي مجالا أوسع ( للتأمل والاطلاع) قبل صياغة موقفي المتكامل. وهو يتمحور حول استعارة الأسطوانة ، التي أشرت لها سابقا .
بسهولة يمكن تمييز المستويات الأخلاقية الثلاثة : الذاتية ، والاجتماعية ، والإنسانية .
محور الأخلاق الذاتية التمركز الشخصي والأناني ، حول الرغبات والحاجات المباشرة . وهي كما تبدو حاليا من خلال السينما والآداب والفنون ، تتجسد في الحد الأدنى ( أو أبغض الحلال) ، وتتمثل في الحق بالدفاع عن النفس . بينما الأخلاق الاجتماعية ترتفع بالدرجة والقيمة فوق مستوى الأخلاق الذاتية والتمركز الذاتي ، وهي أيضا في مختلف الثقافات والمجتمعات الحالية تمثل المعيار الأعلى أو السقف للأخلاق الذاتية . في الوقت الذي تختلف فيه المجتمعات بوضوح ، في ترتيب القيم الأخلاقية ( الفروسية في المجتمعات الرعوية) ، ويقابلها التعاون في المجتمعات الفلاحية والزراعية . وبنفس الوقت يوجد شبه اتفاق يشمل العالم حول القيم الانسانية المشتركة كالصدق والشجاعة والنزاهة...وغيرها. مشكلة الأخلاق الاجتماعية (المزمنة) الثنائية والنسبية . قيمة أخلاقية مثل الصدق ، إنسانية ومشتركة على سبيل المثال ، تبرز بنفس الدرجة من الجهتين ( في مختلف المجتمعات والثقافات ) : خداع الحليف أو الشريك خيانة ، بالتزامن خداع الخصم والمنافس بطولة وحكمة.
....
خبرة مشتركة حاليا _ معرفة الجميع بنسبية المواقف (الأخلاقية _ السياسية) وتحولاتها الدينامية ، تبعا لتغير الأوضاع والأزمنة ، عدو اليوم صديق الأمس والعكس أيضا . نفس الأمر في الرحمة والتسامح أو النقيض القسوة والانتقام ، الشعور يتحدد من خلال السياق الخارجي والموضوعي ، بنفس درجة تأثره بالشخصية الفردية ومعتقداتها .
معظم البحث الأخلاقي في القرن العشرين توقف عند هذا الحد _ الأخلاق الاجتماعية .
بنفس الوقت يوجد اتفاق عام ، ولو انه غير مكتوب ، وأعتقد أنه نوع من الاستسهال والتبسيط أو عدم الاهتمام ، وليس شكلا من المؤامرة ، مفاده اعتبار الأخلاق والمصلحة الفردية يتناقضان بطبيعتهما ! ....أما كيف نشأ ذلك الافتراض الغريب ، وتعمم ، ثم تحول إلى بديهية ، ووصل في يومنا إلى حقيقة اجتماعية سائدة على المستوى العالمي ! وقد حملت هذا الاعتقاد الخاطئ بشكل شخصي حتى الخمسين ، وكنت أعتبره حقيقة موضوعية مثل الغالبية .
بعد قبول فرضية التناقض بين المصلحة الفردية والأخلاق ، يمتد سوء الفهم والتشويش من الموقف الأخلاقي إلى العلاقات الاجتماعية ، بمختلف أبعادها وأنواعها ومستوياتها ، ويتضاعف بسهولة جيلا بعد آخر ....عملا بمبدأ السهولة والمجانية _ الذي لا يقف في طريقه شيء _ العملة الزائفة سرعان ما تطرد العملة الحقيقية من السوق .
(فكرة المصلحة الفردية ، مع التصور العام والسائد حولها ، مصدر الخطـأ والخلط _ سوف أقوم بتحليلها وتبسيطها بوضوح جلي في سياق النص ) .
الأخلاق الإنسانية ، وإن كانت مصادرها البعيدة تمتد لعشرات القرون السابقة ، وقد شملت مختلف الحضارات الإنسانية بالفعل ، إلا أنها بقيت محصورة على مستوى النخبة ، واقتصرت على رموز ثقافية ...،المسيح ، بوذا ، سقراط ، أخناتون ، حمورابي ،...كمثال عام . ومن غير الممكن إعادة اختبارها بشكل تجريبي وعلمي . كما تجدر الإشارة إلى أنها _ بالرغم من شموليتها ووضوحها أيضا بقيت في الاطار الثنائي _ النظري ، وفي وضع الانفصال الفعلي بين الفكر والممارسة...
على أنقاض الحرب العالمية ومع النصف الثاني للقرن العشرين ، نشأ طور إنساني جديد . كان من أبرز تعبيراته ، تيارات الثقافة الأوربية المتنوعة كالتحليل النفسي والوجودية والبنيوية ، واخص بالذكر مدرسة فرانكفورت _ عبر أريك فروم _ الذي يمثل أحد أهم مصادر ثقافتي النظرية والعملية معا . بالتزامن مع ذلك كله بدأت تتبلور ممارسات إنسانية ( انتقلت من أحلام الشعراء والفلاسفة إلى الواقع الفعلي ) ، مثل الأمم المتحدة والمبادئ العالمية لحقوق الانسان وتوسع التجربة الديمقراطية وانتشارها على المستوى العالمي...بالتزامن مع تحول أخلاقي أنساني _ جوهري وشامل . ولو أنه ما يزال في المرحلة الأولية.
بشكل نظري وعملي ، ويتضاعف بسرعة ، تنتقل السلطة وبمختلف أشكالها ومستوياتها ومنها (الأخلاقية) من الشخص إلى الموقع ومن الفرد إلى المؤسسة _ بالتزامن مع الانتقال من الأحكام العاطفية والانفعالية إلى المعايير الموضوعية ، والتي تتزايد درجات دقتها ووضوحها وموضوعيتها بتسارع يبرر التفاؤل بالمستقبل ( القريب ربما ) القادم ....الأفضل والأكمل .
**
الأخلاق الإنسانية تتصل على أكثر من مستوى ، وتتشابك مع التطور الفلسفي خلال نشوء الانسان التطوري _ التكاملي ....وظهور مفاهيم الطبيعة الإنسانية ووحدة الجنس البشري مع تكامل مبدأ عدم التناقض _ الذي شمل العقل والطبيعة _ المبدأ الإنساني الفلسفي الأصيل .
يمكن تلمس الجذور القديمة والبعيدة لمبدأ عدم التناقض ، خلال نشوئه التطوري _ التكاملي ، كرد فعل على تناقض الأخلاق الذاتية مع الأخلاق الاجتماعية الصارخ .
محور الأخلاق الذاتية ، مع موقف التمركز الذاتي وبتحديد أكثر " التجنب المزدوج " ... تجنب التعب (الاثارة المرتفعة) وتجنب الضجر (الاثارة المنخفضة) بالتزامن ، عبر كل حركة أو خطوة أو سلوك عملي أو تفكير . وغالبا ما يكون موقف التجنب لاشعوري وغير واعي ، مع أنه واضح ويتكرر بشكل مكشوف مع المحيطين بالشخصية غير المسؤولة ( العصابية ) وشركائها على وجه الخصوص .
الازدواج في الأخلاق الاجتماعية بدوره ، يبرز عبر تناقض القيم الأخلاقية ،الداخلي _ الثابت ، في كل مجتمع منعزل عن العالم ، سواء بالحدود أو بالقوانين أو غيرها....هذه الفكرة والموقف الحالي ، تعلمته وفهمته من خلال كتابة أريك فروم بشكل خاص ، فهو يشرح بتكثيف (شعري ) الطبيعة الأخلاقية المتناقضة لكل مجتمع منعزل _ محلي أو وطني أو قومي أو ديني أو ثقافي... _ خصوصا في كتابيه ، الهروب من الحرية والانسان لأجل ذاته ، منشورات وزارة الثقافة السورية وترجمة محمود منقذ الهاشمي . والمثالان اللذان أستشهد بهما على ازدواج المعايير الأخلاقية الاجتماعية , أيضا مأخوذين من المصدر نفسه ، حيث في مجتمع زراعي يكون التعاون والتسامح قيمة أخلاقية عليا ، عند غالبية الأفراد ، لأن المجتمع يحتاجها لبقائه ويحبذها ( عبر المكافاة أو المعاقبة) ، في مقابل القسوة والثأر مثلا في مجتمع رعوي يعتمد على السطو والنهب في استمراره .
**
الأخلاق الإنسانية بدأت تشهد مرحلة جديدة من النمو والتعميم على المستوى العالمي ،
مع بداية القرن الحالي . أهم سمة في التحول النوعي أيضا الذي يحدث _ وهو مصدر تفاؤلي الموضوعي – إعادة الوحدة والتكامل بين المصلحة الفردية المتكاملة والشاملة ، وبين الأخلاق الإنسانية ،....لأول مرة في التاريخ . ( نجح توقع غاستون باشلار واخطأ أريك فروم ) .
الفرق بين مصلحة الفرد ومصلحة الانسان _(تناقضهما السابق ، التاريخي ) جرى حله بالفعل عبر طريقة التكامل _ التطوري ، كما جرى حل العديد من القضايا الجدلية ( الكلاىسيكية) ، ومثاله الأبرز ...حقوق المرأة والطفل والمختلف ،...
( كل فرد في عالمنا اليوم _ ولو بشكل نظري _ ممثل شرعي وكامل الصلاحية للإنسان ) .
هذا هو منجز العصور الإنسانية المتعاقبة ، والحديثة خصوصا ، ما يزال في المستوى النظري ، الثقافي والحقوقي ، صحيح ، لكن لأول مرة يكون الاعتراف به شاملا وعالميا والاعتراض عليه هو الاستثناء والشذوذ ، ونوع من التعلق النكوصي والمرضي ...ويبقى تطبيقه العملي مسألة وقت _ لا غير .
المصلحة المباشرة والضيقة للفرد في حالة تناقض ثابت مع المصلحة الاجتماعية .
موقف التجنب الفردي ، يقابل ازدواج المعايير الاجتماعي . وكان الحل النظري السائد ، يتمثل في انكار الذات (الصوري) ...وبقية العناصروالمكونات في نظام " اخلاق التضحية " السائد والمعروف ، والمبتذل .
في وقتنا الحالي يمكن بسهولة ملاحظة ، وتمييز وتحديد ثلاث مستويات للمصلحة الفردية ، تتمحور حولها حياة الانسان الحالي _ على المستويين الفردي والمشترك .
1_ المصلحة المباشرة والفورية
2_ المصلحة المتوسطة (من 5 سنوات إلى عشرة)
3 _ المصلحة البعيدة
المرحلة الأولى تتمثل من خلال ، الجانب السلبي في أخلاق الطفولة وعبرها ، الجشع والأنانية والقسوة ...وبقية تعبيرات التمركز الذاتي ، والنرجسية على وجه الخصوص . وهي في حالة تناقض مستمر وثابت مع الأخلاق الاجتماعية _ والإنسانية أيضا .
المصلحة المتوسطة ، تقتضي التوافق الاجتماعي بشكل أساسي ، او السير مع التيار والرأي العام ... وكانت العلامة الأبرز لمجتمعات القرن العشرين ، حيث التقلبات الفورية ونقل البندقية من كتف لأخرى ، و بلغت حدها الهستيري مع عبادة الزعيم ، الذي تحول إلى شكل من الدين الجديد _ هو الأسوأ ، الذي عرفته البشرية خلال تاريخها كله.
المصحة البعيدة والمتكاملة ، حيث الذكاء الروحي ميزتها وتعبيرها المحوري ، واهم رموزها في القرن العشرين مانديلا وغاندي ، ويمثلان القطب الإيجابي المقابل لعبادة الفرد ، حيث الاحترام القائم على الاختيار الحر والمسؤولية الحقيقية ، ...(واكتفي هنا بالإشارة إلى الفرق النوعي بين السلطة أو القيادة الضرورية والايجابية _ المؤقتة بطبيعتها والاختيارية ، مقابل السلطة القسرية والسلبية بصيغها المختلفة ، من خارج الإرادة المشتركة ) .
**
لتحديد الطبيعة الزمنية للأخلاق ، يلزم في البداية توضيح الفهم العلمي _ الجديد للزمن عبر اتجاهاته أو مستوياته المتعددة...
للزمن أربع اتجاهات ومستويات ، سأحاول ترتيبها .... ، الحاضر في تدفقه المستمر أو جريانه وهو الأصل والمبدأ ، ام الماضي كما هو سائد في الثقافة المشتركة والموروثة ، أم المستقبل والغد كما يتصوره الموقف الفلسفي الأصيل _ خصوصا التيار الوجودي ، ام العشوائية والثرثرة النفسية المستمرة كما تصوره ثقافة الشرق القديم ، والبوذية خاصة ؟!
....
اعتقد أن الغد هو الأهم ، وهو ما يدركه الانسان أولا من خلال التوقعات والأحلام ، مع عمليات الاسقاط والتمثل اللاشعوريتين . الغد هو محصلة اليوم والأمس + الجديد النوعي (طفرة أو خلق أو إبداع) ، بدوره اليوم يتضمن الأمس ويحويه والعكس غير صحيح .
أتصور أن تحديد الغد الشخصي خلال 24 ساعة ، مناسب أكثر من عدم التحديد . يليه اليوم والحاضر عبر الآن _هنا . وثالثا الماضي مع الذكريات والأثر, وافضل الماضي الشخصي خلال 24 ساعة أيضا . وأخيرا الزمن النفسي العشوائي . وقد عرضت تصوري لهذه القضية من خلال نصوص سابقة بتفصيل وتحديد أكثر .
بالعودة إلى النظام الأخلاقي الفردي أو الاجتماعي أو الإنساني ، أعتقد انه يمثل خطة العمل المتكاملة للإنسان _ بمختلف مراحلها وتفصيلاتها ، ...وضمنها تصور ما بعد الموت . أقرب التمثيلات الحديثة للنظام الأخلاقي المتكامل ، نظام صرف العملات مع الأرصدة المتنوعة . حيث السوق العالمية الحديثة مصدرها جميعا ( وهي خارج سلطة الجميع بشكل فعلي وحقيقي)....وضعت العبارة بين قوسين نظرا لأهميتها البالغة ، فهي تفسر محور الخطأ بموقف أريك فروم ومن قبله ماركس _ بحسب النتيجة والخلاصة التي توصلت إليها . وسأناقش هذا الموضوع عبر نص مستقل لاحقا ، نظرا لأهميته وحساسيته معا .
مشكلة الانسان مركبة ودينامية ، ويتعذر تناولها بشكل ثابت أو سطحي أو خارجي أو فردي.... ومع ذلك ، للمغامرة ومهما تعددت الأخطاء ما يبررها وأكثر _ اعتقد أنها ضرورية حتى بشكل فردي وعاطفي أحيانا.
أعتقد ان هذه الحالة المعقدة والمشوشة ، بالإضافة لطبيعتها الدينامية السبب الموضوعي لانفصال العلم عن الفلسفة ، وعدم إمكانية توحيدهما كما كان عليه الأمر في الماضي بالفعل .
مشكلة الانسان فلسفية ومنطقية ومتعالية ، ومشكلة الفرد علمية وتجريبية ومباشرة .
كل فرد إنساني يواجه مشكلة العيش بشكل منفرد , يوما بعد يوم . والبعض يبقى ضمن هذا المستوى طوال حياته.
مشكلة العيش ملكية وسلطة ، أو مال وقوانين وحدود بعبارة ثانية.
بعض الأفراد ، يواجهون مشكلة الوجود أيضا ، بشكل منفرد ....الموت ، والحب ، والصراع ، والمعرفة ، والسعادة ، والحرية .
مشكلة الوجود معنى واتجاه . أو هي مشكلة زمنية في جوهرها .
**
::::::::::::::
الانسان كائن زمني . أو هو يوجد في الزمن بشكل تطوري _ تكاملي وليس دفعة واحدة .
الزمن بدوره متعدد الأبعاد والمستويات والوجوه . وفي عصرنا الحالي يمكن ملاحظة أربع وجوه أو مستويات للزمن كما ذكرت من قبل ...1 _ الحاضر واليوم الحالي 2 _ الغد (خلال 24 ساعة ) 3 _الأمس (خلال 24 ساعة ) 4 _ الزمن الموضوعي وغير الشخصي ، بالإضافة للزمن النفسي أو الثرثرة اللاواعية .
أكثر من علاقة او صلة تربط بين الزمن والأخلاق والايمان _ متلازمة .
الايمان يمثل الحد الأعلى للثقة ، بينما التردد والشك يمثل الحد الأدنى للثقة _ سواء بالنفس أو بالإنسانية والعالم أو بالوجود المطلق وغير المتناهي .
كما يمكن وبسهولة ملاحظة اتجاه الزمن الماضي وهو يبتعد إلى الخلف ، بسرعة نعرفها فقط بدلالة المسافة _ ربما تكتشف أبعاد جديدة قريبا... على العكس من زمن المستقبل القادم بسرعة ، ربما ليست بنفس سرعة ابتعاد الماضي _ وقد تفوقها أو تنقص عنها !؟
الماضي يبتعد والمستقبل يقترب ، والحاضر يتدفق بيننا وحولنا بشكل متزامن ومتعاقب ومتسلسل _ وربما بمستويات أخرى أيضا . بينما زمن الحاضر يتحدد اتجاهه إلى الماضي أو إلى المستقبل... عبر الاهتمام ودرجة الانتباه ومستوى نمو الشخصية والمصادفات أيضا .
متلازمة أخلاقية ثانية ، بحسب تجربتي هي الأقرب والأشمل معا ....الابداع والمعرفة والأخلاق . وخلال بحثي الشيق والمفاجئ لي قبل غيري حول العلاقة بين الفرح والسعادة ، طبيعتها ومستوياتها واتجاهاتها...توصلت إلى نتائج يصعب تصديقها : مع مرحلة الكهولة ، وبعدها غالبا ما يتناقض الفرح مع السعادة .
الفرح شعور آني ويتركز حول اليوم والحاضر ، ربما يتحول إلى حدث سعيد _ وبنفس درجة الاحتمال يمكن ان ينقلب إلى ضده .
السعادة حدث ، بعده ومعه تتغير حياة الانسان ، ولا يمكن أن يمحى أو ينسى . وهي اتجاه إلى الغد والمستقبل .
بحسب تجربتي الشخصية ، الترتيب الزمني و بحسب الأولوية...1_ الغد نصف الاهتمام والأهمية 2_ اليوم ثلث الاهتمام والأهمية 3 _ الأمس سدس الاهتمام والأولوية .
بطبيعة الحال هذه التقسيم نظري ومثالي تماما ، ويتعذر تحقيقه ، إذ يوجد الزمن النفسي أو الثرثرة اللاشعورية ، وهي قد تكون على حساب أي شكل أو مستوى من الثلاثة الحقيقية .
**
أعتقد ان المشكلة الأكثر خطورة ، بالنسبة للإنسان الحالي وللحياة بمجملها هي النرجسية _ المرض العقلي والاجتماعي ، الذي يتلازم ويتفاقم مع التطور وزيادة التعقيد في المجتمع وفي الحياة بالعموم . كما تمثل السرطان الأخلاقي الموروث والمتجدد ...
الفارق النوعي بين الشخصية النرجسية والشخصية غير النرجسية ، النرجسي ( هو _ هي ) فقط في مواجهة العالم كله دفعة واحدة ، بشكل ثابت ومستمر ....(هو أو هي) والعالم اثنان فقط . بينما يدرك الشخص الذي تجاوز الطور النرجسي انه _ها موجود في العالم المتعدد والمتنوع . مشكلة النرجسية هي الاتجاه التدميري اللاشعوري ، بشكل ثابت ودائم .
......
عودتي المتكررة لاستخدام (كلمة) النرجسية ، لها ما يبررها نصيا وفكريا في اللغة العربية ، لا أعرف وضعها في بقية اللغات...
ما تزال كلمة النرجسية معلقة وحائرة ، بين المفهوم والمصطلح ، طبعا في العربية .
في التحليل النفسي ، النرجسية ، مصطلح محدد بشكل علمي ودقيق .
بينما بقية تيارات علم النفس الحديث ، كالسلوكية مثلا ، تعترض على اعتباره كمفهوم علمي .
**
أعتقد أن ما يحدد الاتجاه الأساسي لشخصية الفرد ، كيفية إدراكه للزمن واستجابته الاعتيادية ، والمتكررة ، توازنها دوما طريقة فهمه وتفسيره المتنوع للزمن ومروره المخيف .
الطريقة الأسوأ ، للتعامل مع الزمن ولتفسيره معا ، الاستجابة التقليدية والسلفية بحسب تجربتي المزدوجة ، المعيشة والثقافية _ افتراض أن الأمس أهم من اليوم ، واليوم أفضل من الغد .
الطريقة المتوسطة ، والتي يختارها الأذكياء عادة ، طريقة عمر الخيام ، اليوم اهم من الغد والأمس معا . الخلل الناجم عن هذه الطريقة يتضح في المستقبل ، لمن يطول عمره ا .
الطريقة التي افضلها ، واعتقد انها تلائم مستوى التطور العلمي _ الأخلاقي والاجتماعي الحالي ....اليوم أفضل من الأمس ، وغدا هو الأكمل . وكما كررت النسب في درجة الاهتمام والتركيز ، نصف للغد ، ثلث لليوم ، سدس للأمس ،....
للأسف توجد طريقة اسوا من الثلاثة ، الثرثرة النفسية المستمرة ، وهي تمثل الكشف الجوهري للبوذية منذ عدة آلاف من السنين . كما أنها مذكورة في القرآن الكريم " الوسواس الخناس ".. ما يدل على معرفة الانسان لها منذ اقدم العصور ، وتسميتها الحديثة " الانكار " إنكار الزمن والموت ، واستبدال الواقع الخارجي والموضوعي بالتخيلات والهلوسة وأحلام اليقظة .
**
ملاحظة وهامش أخير....أدرك ومنتبه ، لمدى ابتعادي عن أعراف الثقافة العلمية وحدودها ، وتجاوزي غير المتعمد لها أحيانا _بل لضرورات فنية وأسلوبية وخاصة في هذا النص ، أو لجهل معرفي أو لنقص في الانتباه وغيرها من عيوبي الشخصية . سوف أحاول تفسير ذلك لاحقا ليس بغاية تبرير الخطأ او المبالغة ، بل العكس ، الغاية معرفية _ أخلاقية مزدوجة . اعتقد أن المستوى الأخلاقي _ المعرفي واحد للإنسان على المستويين الفردي والاجتماعي بالتزامن . كإشارة مختصرة ، هذا النص مع بقية السلسلة ليس بحثا ثقافيا ومنهجيا ، بل هو بين البحث العلمي وبين المحاضرة الثقافية العامة . نظرا لمصادره ومراجعه الثلاثة المتباعدة في الأصل : علم النفس الحديث , والفلسفة ، والتنوير الروحي .
الحقول الثقافية الكبرى ، التي....
أدين لها بحياتي ، وليس بتفكيري ومشاعري فقط ، بشكل فعلي وخصوصا التحليل النفسي وبوذية الزن.
:::::::::::::::
2
استعارة الأسطوانة ، الحل التطوري _ التكاملي لمشكلة الانسان ، الدينامية والمزدوجة بطبيعتها المعيشية والوجودية بالتزامن، الفردية والمشتركة على السواء.
.....
تصور الوضع الإنساني الحالي ، من خلال استعارة الأسطوانة ، يتضمن الموقف التطوري _ التكاملي ويتبناه أيضا كحل أمثل (في نهاية المطاف ) ، يدمج الوضعيات المختلفة للوجود الإنساني عبر مستويات الزمن وأبعاده المتعددة ، والتي ما يزال الغموض والجهل بها على حاله تقريبا منذ عشرات القرون....وربما أفضل تعبير عن هاجسي الذي أحاول صياغته وتوضيحه بالتزامن ، قول المعري الشهير :
إني وإن كنت الأخير زمانه... العبرة التي تستوقفني ، وأرغب بمشاركتها وإضاءتها ، خطأ الحدس والتصور الإنساني الأولي شبه المؤكد _ والمفارقة المستمرة والمشتركة : أريد وأتوقع منك أن تثق ي بحدسي ، بينما أعرف بالتجربة أنه نادرا ما يصيب... و هي نفسها رغبتك وتوقعك مني بالمقابل _ جنون متبادل ومشترك ...ومستمر !!
مصدر سوء الفهم وسوء التعامل الإنساني معرفي _ أخلاقي بالدرجة الأولى . هذه خلاصة سنوات عديدة من الخبرة والبحث المتواصل ، سأحاول عبر هذا النص تبريرها وتفسيرها . هذا لا يعني ، إنكار دور وأهمية العوامل الأخرى ( كالاقتصاد ، أو الجنس ، او الدين ، أو الحاجة ...) ، كما أنه لا تفضيل لأحد الجوانب أو العوامل على غيره بشكل ثابت وقطعي . فالمستوى والوضع الإنساني هو بطبيعته تكاملي _ تطوري ودينامي ، وكل جانب فيه يؤثر ويتأثر بتغيرات الجوانب الأخرى بشكل تبادلي _تفاعلي ومستمر.
......
الأخلاق والقيم ؟!
الأخلاق _ مساواة نوعية ، تتحدد بشكل نظري وتطبيقي معا عبر حياة الانسان ، من خلال مستوى واحد ودائري . الفارق في درجة احترامها مع عبادتها أو انتهاكها وتجاوزها . وهي محور المنظومة الأمومية أو النسوية في المجتمعات المختلفة .
القيم _ تراتب كمي ، تتحدد بالدرجة والكم ، وتشكل محور المنظومة الأبوية أو الذكورية في المجتمعات المختلفة .
هما مزيج دينامي ، والفصل بينها على النحو الذي قمت به غير مبرر ، سوى كفرض ووسيلة إيضاح للفكرة _ الخبرة التي أسعى لمعالجتها خلال النص .
كيف نشأت الأخلاق والقيم ، مع التفاعل بينها (غير الواضح أو المفهوم إلى اليوم) ، ودرجات اختلافها أو تشابهها من مجتمع لآخر _ بل بين فرد وآخر ( وبالنفسة للفرد نفسه ، يوجد تباين يصل إلى درجة التناقض بين موقف وآخر!) ....أسئلة كثيرة لا أعرف أجوبتها _ مثلك
....
(الدولة الحديثة _الفرد الحديث ) ، في مقابل الأخلاق والقيم....
منظومات قديمة _ جديدة بالتزامن ، حية ، ودائمة التغير والتغيير
كلمة شخصية كمثال...
من كلمة عادية في الثقافات القديمة ،(بحيث يتطابق الدال والمدلول ، او اللفظ والمعنى ، عبر الحياة اليومية والأكاديمية أيضا مثل كلمة قلم) تحولت إلى مفهوم ثقافي وفلسفي مشترك ، ثم مصطلح بيولوجي حديث ومحدد بشكل تجريبي ودقيق ، خلال القرن العشرين . واليوم _ بعد ثورة الخلايا الجذعية ، ربما تطرد من اللغة والحياة معا! لنتخيل بعد قرن ، واكثر ..؟
واليوم _ بعد أقل من قرن _ ما كان بالأمس حقيقة علمية وموضوعية ، تبين أنه خطأ في المصطلح .... لا شيء محدد اسمه شخصية فردية . مع ذلك _الاحتمال الراجح _ أن يبقى تداول (ذلك الخطأ) لوقت طويل . وتبنى عليه ومن خلاله مواقف وسلوكيات وقيم أخلاقية جديدة و ....متجددة بدون توقف .
الجسد البشري مثلا ، ( كان مثالا نموذجيا للوحدة العضوية _ الشخصية) . مع أنها كانت خبرة متوفرة وبشكل مباشر ، مقدرة الانسان على العيش بدون عضو من الجسد أو اكثر ... بدون يد أو عين أو أصابع . وقد يحدث ذلك منذ الولادة او فجأة خلال مراحل العمر . لكن ، ومع ذلك كان الفرض المشترك ( وكان يعتبر حقيقة موضوعية ليست بحاجة لإثبات) ، أن للجسد الفردي مركز أو محور ثابت واحد ، القلب ، ثم تحول إلى الدماغ ، وبصمة الاصبع .... واليوم كل خلية تمثل الفرد ، وبدرجات من الدقة والوضوح أضعاف ما كانت عليه .
بعد ثورة (الخلايا الجذعية) بدأ عالم جديد وإنسان جديد ،...فكرة الشخصية خطأ. وهي مجرد مفهوم ثقافي عام ، ولا يدل على شيء محدد أو اتجاه ...
جميع مكونات الفرد غير شخصية ! ويمكن إعادة الخلية إلى مرحلة سابقة (زمن ماضي ) وتغيير اتجاهها ونوعيتها ، بعد تغيير ماهيتها الأولى !
بعد هذه الصدمة المعرفية _ الأخلاقية ، ربما ، يفترض ان أتوقف عن تكملة نص ( العلاقة بين الأخلاق والقيم ) ، على اعتباره خطأ علمي صريح ؟!
ربما كان أصحاب الموقف العدمي _ من العصور القديمة وأبرزهم بوذا _ على حق في نبذهم للقيم والأخلاق ، واعتبارها مجرد رموز وإشارات في خدمة الغرور، وشاخصات مرورية اجتماعية _ غايتها الحفاظ على السلطة ثم إعادة توريثها ، لا أكثر ولا أقل !
**
::::::::::::::
3
بعد تفكير وتأمل...
إما اتوقف بالفعل ، أو اكمل تفكيري بصوت مسموع ، ومتردد أكثر
كتبت ومحوت ما كتبته . ندمت . ثم عدت وكتبت ومحوت وندمت .
.......
الحل عبر تجسير الفجوة أو إيجاد الحلقة المفقودة بين الثقة بالنفس وبين الايمان بالإنسان والحقيقة الواحدة.... خلال عملية التوحيد بين الفردي والاجتماعي والإنساني بالفعل .
استعارة الأسطوانة تمثيل الفرد _ الانسان ، خلال عملية نموه التطوري _ التكاملي المتناغم.
....
عبر مختلف مراحل حياتك ، كانت تتخللها بعض الأوقات التي ينعدم فيها وجود سبب منطقي واحد يدعوك للتمسك بالحياة اكثر . وكان التوتر يستمر لأشهر _ وسنة أحيانا .
وأنت على أبواب الستين _ لا يوجد يوم كنت أكثر عزلة فيه من هذا اليوم .
....وحده طريق الغد – ربما _ يمحو معاناة اليوم وشدة الامس .
......
الشعور ! الشعور هو المشكلة والحل معا ، بالتزامن .
يوجد حل سيء وآخر جيد ، عبر كل استجابة ، مهما بلغت ضآلتها وصغرها . وحتى في المستوى اللاشعوري تستمر ظاهرة ازدواجية الحل ، أو بعبارة ثانية ، يوجد نوعان من الحل ، حل أول جيد في المستوى الإيجابي وحل آخر (ملازم _ رد فعل ) في المستوى السلبي .
الشعور متعدد الأبعاد والمستويات ، ( شبه يقارب التطابق مع المصلحة الفردية _ التعددية بطبيعتها ) ، وكما ذكرت سابقا حيث للشعور المباشر ثلاث وجوه (قد تكون مستويات أيضا !) مختلفة نوعيا ، هي متلازمة وليست تسلسلية أو تعاقبية ...1 الوجه المادي _ الكيميائي ، كلنا نعرف تأثير الطعام والشراب على الشعور ، وخصوصا العقاقير الحديثة ، لو تناول أي فرد عقار معين النتيجة ...ستكون متطابقة ، بعد تبديل الفرد _ بصرف النظر عن مختلف الفروق الفردية كالجنس والعمر ودرجة الوعي وغيرها. 2 الوجه المادي _ الفيزيائي ، كلنا نعرف أيضا تأثير الحركات والجهد ، وخصوصا التمرينات المعقدة ( سواء الذهنية أو العضلية ) على الشعور ، نفس النتيجة السابقة أيضا ، ستتكرر مع مختلف الأفراد ، وتؤكد وحدة الجنس البشري التي تقارب التطابق . 3 الوجه المادي _ المعرفي ، كلنا نعرف ولو بدرجة أقل من الثقة بين فرد وآخر ، مدى تأثير الأفكار والمعتقدات على الشعور ، وهو يفسر الهوس في منع الأفكار والمعرفة الجديدة في نظم الحكم الفاسدة ( التقليدية أو الحديثة على السواء ) ، وفي النتيجة يحدث النكوص الثقافي _ المعرفي على المستوى الوطني عامة ، إلى مراحل تطورية سابقة وينحدر بسرعة ضوئية مستوى الذكاء العقلي للحاكم والمحكوم معا....إلى ما دون أل...11 سنوات . يكفي نظرة تأملية لدقائق ( هتلر والألمان ، موسوليني والطليان ، ستالين والروس ) في مقابل ( الهند وغاندي ) أو ( جنوب افريقيا ونلسون مانديلا ) ....
وفي حاضرنا الغامض ( كوريا الشمالية....وروسيا بوتين او أمريكا ترامب)....؟!؟!؟!
.....
كل استجابة او مبادرة أو حركة ، مهما صغرت او عظمت ، تتضمن نقيضها بشكل آلي .
تلك خلاصة الفلسفة ، والموقف الجدلي عامة .
تشاركها الموقف والنظرة مدارس الشرق القديمة ، وتياراته الفكرية _ الدينية على السواء , بالأخص البوذية _ وبوذية الزن كمثال نموذجي .
وسأعبر عن الخبرة _ الفكرة بلغة وأسلوب حديث وبسيط أكثر...
_ لا جديد تحت الشمس ، والعود الأبدي .
_ مقابل ، كل لحظة يتغير العالم ، والفراشة التي تسبب العواصف في أوربا لو اهتزت أجنحتها في الأمازون.
الحقيقة متزامنة ومتناقضة ومنسجمة وموحدة....وهي في شعورك الآن .
أنت الحقيقة . ولا شيء آخر سوى الوهم والأكاذيب .
......
تجربة بسيطة سأعمل عليها ، واكتب النتيجة في نهاية السنة ....مطلع 2018
_كل يوم ، محطة تلفزيونية فقط ، ...لدراسة تأثيرها الشعوري .
.......



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في القيم والأخلاق _1
- (قبلك _5
- (1،2،3،4) قبلك
- 3قبلك،....
- قبلك 2_ التمييز بين الارهاب والمقاومة
- قبلك ، لم يعد أحد
- (س_س) ملاحظات ختامية حول فكرة _ خبرة -حرية الارادة-
- (4_س) حرية الارادة_ وقواعد قرار من الدرجة العليا
- (3_س) حرية الارادة_ ...(الانسان مريض بمقدار ما لديه من أسرار ...
- (2_س) حرية الارادة_ الذكاء الروحي أيضا
- (1_س) حرية الارادة_ طبيعتها, وكيفية تحديدها وقياسها!؟
- (انشغال البال_راحة البال)....محاولة لفهم اليومي, الواضح والم ...
- اسم الحب.....- وهذا _أيضا _سيزول-
- الفرح والسعادة_ الجنس والحب (مستويان للذة, سالب وموجب)
- (س_س) السعادة أم الفرح؟!
- الفرح والسعادة(1_3).....علاقة تناقض أم تكامل؟!
- (2_س) الفرح والسعادة.....علاقة تناقض أم تكامل؟!
- (1_س) الفرح والسعادة....علاقة تناقض أم تكامل؟!
- (س_س) دوغما اليسار وعلم النفس (بوذا يتوسط ماركس وفرويد)
- (5_س) دوغما اليسار وعلم النفس (تأويل فرويد وماركس)


المزيد.....




- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...
- مكتب زيلينسكي يصدر تصريحا غريبا حول الحرب بين الهند وباكستان ...
- أربعة سيناريوهات لمستقبل سوريا
- الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية يقدم استقالته
- وداع غير تقليدي.. ترامب لماسك: -كنت مذهلا!-
- مدفيديف: ترامب -يحطم نهائيا- عناد نظام كييف حول التسديد بواس ...
- مقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين في قصف القوات الإسرائيلية على مناط ...
- طفل في حالة حرجة و6 مصابين بحادث دهس في اليابان
- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...
- العنف الطائفي في سوريا، بين تحديات الداخل ومطامع الخارج


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - 2 (بحث في القيم والأخلاق)