أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - (3_س) حرية الارادة_ ...(الانسان مريض بمقدار ما لديه من أسرار)















المزيد.....

(3_س) حرية الارادة_ ...(الانسان مريض بمقدار ما لديه من أسرار)


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5636 - 2017 / 9 / 10 - 22:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إلى ياسر اسكيف
..
مفهوم الارادة عبر مظاهره المتنوعة(حرية, التزام,تسامح,تعصب,مسؤولية...), أحد أكثر القضايا الجدلية (الكلاسيكية), التي شغلت الانسان بمختلف الحضارات والثقافات, وسفكت الدماء أكثر من الحبر_ بعد عجز المنطق الفلسفي عن حلها شأن بقية القضايا الانسانية الكبرى. والمفارقة التي تتكرر عبر العصور والثقافات, انبثاق الحلول بشكل بسيط ومن خارج التوقع_ بسبب التطور المتكامل_ كما حدث في قضايا تاريخية عديدة كالجوع والعبودية والمرأة وحقوق الانسان, وفي عصرنا نهاية الحرب الباردة! نمط آخر من الحلول بالمصادفة_ مثالها الأبرز الحبة الزرقاء" فياغرا" كأثر جانبي لأحد أدوية القلب.
هل الانسان يمتلك الارادة (حرية التفكير والتصرف بطرق متنوعة)؟!
السؤال دوغمائي ومضلل, كما تبين التجربة التاريخية.
فهو مركب من ابعاد ومستويات مختلفة ويتضمن عناصر متناقضة. والجواب الفعلي_ هو نعم ولا بنفس الدرجة.
يوجد افراد امتلكوا حرية الارادة والتفكير منذ أقدم العصور, كما تدل شواهد تاريخية كثيرة ومتنوعة, ومع ذلك ما تزال _الارادة الحرة_ مهارة نادرة وشديدة النخبوية.....أغلب سكان العالم في القرن العشرين (مثلا), اختاروا العبودية وتخلوا عن حريتهم بدون قسر او إكراه, ويكفي للتذكير (ألمانيا, إيطاليا, روسيا, اسبانيا...) خلال النصف الثاني للقرن العشرين.
.....
حرية الارادة وقوة الارادة, وكيفية تحديدهما بموضوعية ووضوح؟!
لأعترف, بعد الخمسين عرفت معنى "حرية الارادة". ولم أكن لأفهم شيئا من هذه (الخبرة اليومية) التي أحاول عرضها ومناقشتها, مهما بذلت من الجهد والاهتمام في القراءة والاصغاء, أو مهما كانت طريقة عرضها مبتكرة أو واضحة ومناسبة.
يشبه الأمر محاولة القراءة لنص بلغة أجنبية؟!
بالطبع ذلك مستحيل, إلا لمن يعرفون تلك اللعة, او بواسطة الترجمة. ويمكنني أن اتفهم بشكل عميق (ومتعاطف) مواقف التشكك والسلبية التي تثيرها كتابتي (الجديدة), لمن يعيشون اسرى العادات الادمانية, أو المعتقدات والأفكار المسبقة والمغلقة (العنصرية بجوهرها). ذلك _ السبب الذي يجعل كلمات كالارادة الحرة والحب والتسامح والسعادة.....تبدو كأنها رموز وألغاز مستوردة, وآتية من عالم آخر.
* * *
تختلط الارادة مع القوى النفسية الفردية_ والاجتماعية, او_انهما بعبارة ثانية تتواجدان في مجالات مشتركة وموضوعات مشتركة بالتزامن.
يمكن بشكل تقريبي, تحديد القوى النفسية التي تحرك الفرد وتتحكم بأفكاره ومشاعره وسلوكه, عبر ثلاث مجموعات أو أنماط,....الدوافع ومصدرها الجسد أو العالم الداخلي, ثانيا الحوافز ومصدرها المجتمع أو العالم الموضوعي والخارجي, والمجموعة الثالثة من القوى النفسية المتنوعة_ تضم الحاجات مع العادات المختلطة, الفردية والاجتماعية, المتجددة والمبتكرة على الدوام بحكم التطور الانساني والعلمي بالتزامن.
التمييز الواضح والمحدد بين السلوك الحر والارادي وبين الانقياد السلبي للقوى النفسية اللاشعورية, خبره سبينوزا وعبر عنه من خلال تمييزه بين مستويين ومجموعتين للفردية وللأفراد: الفرد الحر تقوده افعاله وقراراته, على العكس من الفرد غير الحر الذي تقوده عاداته وإنفعالاته ( ذكره إيرك فروم في أكثر من كتاب).
نوع العلاقة بين الارادة الفردية والقرار الحر, وبين القوى النفسية المشتركة واللاشعورية بمعظمها, يحدد مستوى التحقق الفردي والنضج العقلي_ الأخلاقي...
الارادة الحرة مهارة مكتسبة, يستطيع الفرد ( امرأة أو رجل) تنميتها وتعميقها طوال العمر_ بشكل مستمر وتراكمي, كما أن إمكانية فقدانها قائمة دوما_ بسهولة وسرعة للأسف.
* * *
مثال 1_ مهارة الغطس ومدة التوقف عن التنفس, مع انها وراثية في قسم منها وتختلف من فرد إلى آخر, يمكن اكتسابها بالنسبة للجميع ضمن الحدود الصحية والانسانية, الفردية بالطبع.
مثال 2- مهارة التفكير الحر, مقارنة مع حالة الفكرة الثابتة ( التي يخبرها الجميع اوقات الشدة), يمكن اكتسابها من خلال التفكير النقدي خاصة.
مثال 3_ على تنمية الارادة والتفكير الحر_ مزدوج, واستخدمه بشكل دوري, مرة على الأقل في الشهر, واحب تسميته: التمرين التطبيقي للتركيز والتأمل...
_ تمرين التركيز,البداية مع وضع مسار للتمرين مسبقا (خطة زمنية), من خطوة فتح الباب_ والخروج.... إلى خطوة العودة, مع الدخول إلى البيت.
يتمحور التمرين حول تركيز الاهتمام, بالكامل, على خطوات الطريق( منح الوقت اللازم لكل خطوة وحركة, أيضا بذل الجهد العقلي المتزامن مع الاصغاء والمشاهدة, ثالثا تركيز الانتباه على الخطوات والطريق معا _ بالتزامن.
_ تمرين التأمل, على نقيض التركيز (يقتضي الثقة العميقة), الانسياق مع العادات اللاشعورية, والمصادفات التي تحدث خلال الطريق. مثلا إذا صادفت أحد باصات النقل الداخلي في موقف, اصعد إليه بدون أن ألتفت إلى وجهته....هو تمرين صعب ويحتاج إلى شروط خاصة, بالاضافة إلى الثقة بالمجهول.
من خلال تجربتي عبر هذا التمرين وغيره, اتصور أن الارادة مهارة مركبة, وتتضمن عوامل أولية أو عناصر اساسية لا يمكن تجاوزها أو اختصارها أو استبدالها, وهي بترتيب أولويتها...الصبر, المرونة, الشفافية, الثقة, النضج العاطفي_ يوجد غيرها بدون شك, والترتيب يختلف بحسب التجربة الفردية والطباع الشخصية ايضا.
الشخص الذي يمتلك الارادة الحرة والقوية, يكون قد تدرب مسبقا, وقام برفع مهاراته في الصبر والمرونة والشفافية والقة والنضج العاطفي, والعكس تماما, بالنسبة للشخص الذي تنقصه الارادة الحرة والمستقلة.
* * *
مجال حرية الارادة بين حدين اجتماعيين ايضا, التسامح , والتعصب.
المثال النمطي على الارادة_ قوة الارادة وحرية الارادة معا, وعملية تنميتها أو فقدانها بشكل تدرجي ويومي أيضا....تحدده العادات الشخصية النوعية_ السلبية التي تستنزف الطاقة ومعها الارادة, أو العكس, الايجابية (الهوايات) التي تنمي الارادة مع التفكير الحر واللابداعي, ....وصولا إلى قواعد قرار من الدرجة العليا (الثانوية).
....
تجاوز حلقة رد الفعل العصابية ( الانفعالية واللاشعورية في الغالب), يشترط اكتساب الارادة الحرة, عبر تنمية الثقة المتبادلة_ الذاتية والموضوعية بالتزامن.
* * *
حرية الارادة, تقتضي تنفيذ الوعود والقرارات, او المقدرة على الالتزام بعبارة ثانية. وتلك خبرة مشتركة, اجتماعية وثقافية, اعتبرها نيتشة اهم خصائص الانسان.
....
قواعد قرار من الدرجة العليا, تمثل مهارة مركبة تتيح للفرد تحقيق التوافق والانسجام بين توقعاته ومشاعره, في الوضعيات الصعبة والمفاجئة, على النقيض من الوضع الغكسي والثابت لدى الشخصية الانفعالية_ العصابية خاصة.
ناقشتها في نصوص سابقة, عبر هذه السلسة, ونظرا لأهميتها في هذا النص خصوصا_ سأكملها لا حقا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (2_س) حرية الارادة_ الذكاء الروحي أيضا
- (1_س) حرية الارادة_ طبيعتها, وكيفية تحديدها وقياسها!؟
- (انشغال البال_راحة البال)....محاولة لفهم اليومي, الواضح والم ...
- اسم الحب.....- وهذا _أيضا _سيزول-
- الفرح والسعادة_ الجنس والحب (مستويان للذة, سالب وموجب)
- (س_س) السعادة أم الفرح؟!
- الفرح والسعادة(1_3).....علاقة تناقض أم تكامل؟!
- (2_س) الفرح والسعادة.....علاقة تناقض أم تكامل؟!
- (1_س) الفرح والسعادة....علاقة تناقض أم تكامل؟!
- (س_س) دوغما اليسار وعلم النفس (بوذا يتوسط ماركس وفرويد)
- (5_س) دوغما اليسار وعلم النفس (تأويل فرويد وماركس)
- (4_س) دوغما اليسار وعلم النفس الحديث (تفسير ماركس وفرويد)
- (3_س) دوغما اليسار وعلم النفس الحديث (خطأ ماركس وفرويد )
- (2_س) دوغما اليسار والتحليل النفسي ( خطى ماركس وفرويد)
- (1- س) دوغما اليسار وعلم النفس الحديث (خطا ماركس وفرويد)
- شخصية سوريا الجديدة_ شخصية سوريا العاطفية 2
- (1_2)شخصية سوريا , العاطفية
- ثورة الادراك_ الموقف الأخلاقي النموذجي
- قفزة الثقة إلى الايمان العقلاني_ مشاعرك مصدر ثابت لخداعك
- قفزة الثقة....عتبة مشتركة للحب والابداع والحرية والسعادة_ وا ...


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - (3_س) حرية الارادة_ ...(الانسان مريض بمقدار ما لديه من أسرار)