أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - بحث في القيم والأخلاق _1















المزيد.....


بحث في القيم والأخلاق _1


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5682 - 2017 / 10 / 28 - 14:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بحث في الأخلاق والقيم _ علاقتها ومكوناتها

مصادر الغموض والتشويش في البحث الأخلاقي ، بشكل عام زمنية وتطورية ، وليست اجتماعية واقتصادية أو ثقافية بالدرجة الأولى . بتحديد أكثر ، العلاقة بين الأخلاق والقيم غير واضحة (طبيعتها واتجاهها ومرجعياتها )، وللأسف ما تزال خارج دائرة الاهتمام في الثقافة العربية . وهي تشبه إلى حدود تقارب التطابق ، العلاقة بين المفاهيم والمصطلحات " العشوائية " في الاستخدام اليومي _ الاجتماعي _ الثقافي _ وحتى الأكاديمي ....!؟
من يستطع تحديد الفرق بين المصطلح والمفهوم مثلا؟
والأهم كيف يحل الكاتب العربي هذه المشكلة ، في تفكيره وفي تعبيره معا ؟
توجد مشكلتان متداخلتان أو مستويان للمشكلة . الأول فكري ونظري وهو الأهم ومصدر أول في الغموض والتشويش ، والثاني اجتماعي وأخلاقي وقيمي ( كما يجري التعبير عنه في العلاقات المختلفة بين الأفراد ، أو بين المؤسسات ، أو بين الفرد والمؤسسة ) . ولا يمكن حل المشكلة من طرف واحد فقط ، سوى بشكل مؤقت وتجريبي.
الحل الشخصي ( الذي أمارسه خلال القراءة والكتابة أو في الحوار المباشر ) لهذه المشكلة _ التمييز بين المصطلح والمفهوم ، عبر اختيار المعنى المعبر عنه في الأدب بشكل عام في وضع مشابه ، بالإضافة إلى التمييز الشكلي بينهما : حداثة المصطلح مقابل قدم المفهوم ، بعبارة ثانية اختيار التسلسل الزمني _ التطوري : كلمة ، مفهوم ، مصطلح . وغالبا لا أستخدم الكلمة سوى في الحالات الحدية ، حيث لا يوجد بديل مقبول عنها .
فكرة العلاقات المختلفة "الجديدة" ، بمعنى ذلك النوع الخاص أو الثالث _ من العلاقات _ التي مجالها الفعلي خارج معايير التشابه أو الاختلاف معا ؟ مثالها الآخر : العلاقة بين الفرح واللذة والسعادة ..... ما الطريقة الأفضل لمعالجتها فكريا وسلوكيا ؟!
.....
أعتقد أن المستوى المعرفي العلمي والأخلاقي ، الحالي ، يسمح بفهم الطبيعة التاريخية للقيم "الإنسانية" وحدودها الاجتماعية والفردية على السواء , وربما يمكن وضع بعض الحدود التقريبية أيضا . ويتيح الامكانية أيضا لمقاربة بعض العلاقات المختلفة...
وتلك غاية هذا النص وتوجهه المحوري .
**
مشكلة الأخلاق والقيم ، والعلاقة الدينامية والملتبسة بينهما ، سأؤجل بحثها بشكل تفصيلي إلى خاتمة النص ، لغاية أسلوبية ، والأهم لكي أمنح نفسي مجالا أوسع ( للتأمل والاطلاع) قبل صياغة موقفي المتكامل. وهو يتمحور حول استعارة الأسطوانة ، التي أشرت لها سابقا .
بسهولة يمكن تمييز المستويات الأخلاقية الثلاثة : الذاتية ، والاجتماعية ، والإنسانية .
محور الأخلاق الذاتية التمركز الشخصي والأناني ، حول الرغبات والحاجات المباشرة . وهي كما تبدو حاليا من خلال السينما والآداب والفنون ، تتجسد في الحد الأدنى ( أو أبغض الحلال) ، وتتمثل في الحق بالدفاع عن النفس . بينما الأخلاق الاجتماعية ترتفع بالدرجة والقيمة فوق مستوى الأخلاق الذاتية والتمركز الذاتي ، وهي أيضا في مختلف الثقافات والمجتمعات الحالية تمثل المعيار الأعلى أو السقف للأخلاق الذاتية . في الوقت الذي تختلف فيه المجتمعات بوضوح ، في ترتيب القيم الأخلاقية ( الفروسية في المجتمعات الرعوية) ، ويقابلها التعاون في المجتمعات الفلاحية والزراعية . وبنفس الوقت يوجد شبه اتفاق يشمل العالم حول القيم الانسانية المشتركة كالصدق والشجاعة والنزاهة...وغيرها. مشكلة الأخلاق الاجتماعية (المزمنة) الثنائية والنسبية . قيمة أخلاقية مثل الصدق ، إنسانية ومشتركة على سبيل المثال ، تبرز بنفس الدرجة من الجهتين ( في مختلف المجتمعات والثقافات ) : خداع الحليف أو الشريك خيانة ، بالتزامن خداع الخصم والمنافس بطولة .
....
خبرة مشتركة حاليا _ معرفة الجميع بنسبية المواقف (الأخلاقية _ السياسية) وتحولاتها الدينامية ، تبعا لتغير الأوضاع والأزمنة ، عدو اليوم صديق الأمس والعكس أيضا . نفس الأمر في الرحمة والتسامح أو النقيض القسوة والانتقام ، الشعور يتحدد من خلال السياق الخارجي والموضوعي ، بنفس درجة تأثره بالشخصية الفردية ومعتقداتها .
معظم البحث الأخلاقي في القرن العشرين توقف عند هذا الحد _ الأخلاق الاجتماعية .
بنفس الوقت يوجد اتفاق عام ، ولو انه غير مكتوب ، وأعتقد أنه نوع من الاستسهال والتبسيط أو عدم الاهتمام ، وليس شكلا من المؤامرة ، مفاده اعتبار الأخلاق والمصلحة الفرددية يتناقضان بطبيعتهما ! ....أما كيف نشأ ذلك الافتراض الغريب ، وتعمم ، ثم تحول إلى بديهية ، ووصل في يومنا إلى حقيقة اجتماعية سائدة على المستوى العالمي ! وقد حملت هذا الاعتقاد الخاطئ بشكل شخصي حتى الخمسين ، وكنت أعتبره حقيقة موضوعية مثل الغالبية .
بعد قبول فرضية التناقض بين المصلحة الفردية والأخلاق ، يمتد سوء الفهم والتشويش من الموقف الأخلاقي إلى العلاقات الاجتماعية ، بمختلف أبعادها وأنواعها ومستوياتها ، ويتضاعف بسهولة جيلا بعد آخر ....عملا بمبدأ السهولة والمجانية _ الذي لا يقف في طريقه شيء _ العملة الزائفة سرعان ما تطرد العملة الحقيقية من السوق .
(فكرة المصلحة الفردية ، مع التصور العام والسائد حولها ، مصدر الخطـأ والخلط _ سوف أقوم بتحليلها وتبسيطها بوضوح جلي في سياق النص ) .
الأخلاق الإنسانية ، وإن كانت مصادرها البعيدة تمتد لعشرات القرون السابقة ، وقد شملت مختلف الحضارات الإنسانية بالفعل ، إلا أنها بقيت محصورة على مستوى النخبة ، واقتصرت على رموز ثقافية ...،المسيح ، بوذا ، سقراط ، أخناتون ، حمورابي ،...كمثال عام . ومن غير الممكن إعادة اختبارها بشكل تجريبي وعلمي . كما تجدر الإشارة إلى أنها _ بالرغم من شموليتها ووضوحها أيضا بقيت في الاطار الثنائي _ النظري ، وفي وضع الانفصال الفعلي بين الفكر والممارسة...
على أنقاض الحرب العالمية ومع النصف الثاني للقرن العشرين ، نشأ طور إنساني جديد . كان من أبرز تعبيراته ، تيارات الثقافة الأوربية المتنوعة كالتحليل النفسي والوجودية والبنيوية ، واخص بالذكر مدرسة فرانكفورت _ عبر أريك فروم _ الذي يمثل أحد أهم مصادر ثقافتي النظرية والعملية معا . بالتزامن مع ذلك كله بدأت تتبلور ممارسات إنسانية ( انتقلت من أحلام الشعراء والفلاسفة إلى الواقع الفعلي ) ، مثل الأمم المتحدة والمبادئ العالمية للحقوق الانسان وتوسع التجربة الديمقراطية وانتشارها على المستوى العالمي...بالتزامن مع تحول أخلاقي أنساني _ جوهري وشامل . ولو أنه ما يزال في المرحلة الأولية.
بشكل نظري وعملي ، ويتضاعف بسرعة ، تنتقل السلطة وبمختلف أشكالها ومستوياتها ومنها (الأخلاقية) من الشخص إلى الموقع ومن الفرد إلى المؤسسة _ بالتزامن مع الانتقال من الأحكام العاطفية والانفعالية إلى المعايير الموضوعية ، والتي تتزايد درجات دقتها ووضوحها وموضوعيتها بتسارع يبرر التفاؤل بالمستقبل ( القريب ربما ) القادم ....الأفضل والأكمل .
**
الأخلاق الإنسانية تتصل على أكثر من مستوى ، وتتشابك مع التطور الفلسفي خلال نشوء الانسان التطوري _ التكاملي ....وظهور مفاهيم الطبيعة الإنسانية ووحدة الجنس البشري مع تكامل مبدأ عدم التناقض _ الذي شمل العقل والطبيعة _ المبدأ الإنساني الفلسفي الأصيل .
يمكن تلمس الجذور القديمة والبعيدة لمبدأ عدم التناقض ، خلال نشوئه التطوري _ التكاملي ، كرد فعل على تناقض الأخلاق الذاتية مع الأخلاق الاجتماعية الصارخ .
محور الأخلاق الذاتية ، مع موقف التمركز الذاتي وبتحديد أكثر " التجنب المزدوج " ... تجنب التعب (الاثارة المرتفعة) وتجنب الضجر (الاثارة المنخفضة) بالتزامن ، عبر كل حركة أو خطوة أو سلوك عملي أو تفكير . وغالبا ما يكون موقف التجنب لاشعوري وغير واعي ، مع أنه واضح ويتكرر بشكل مكشوف مع المحيطين بالشخصية غير المسؤولة ( العصابية ) وشركائها على وجه الخصوص .
الازدواج في الأخلاق الاجتماعية بدوره ، يبرز عبر تناقض القيم الأخلاقية ،الداخلي _ الثابت ، في كل مجتمع منعزل عن العالم ، سواء بالحدود أو بالقوانين أو غيرها....هذه الفكرة والموقف الحالي ، تعلمته وفهمته من خلال كتابة أريك فروم بشكل خاص ، فهو يشرح بتكثيف (شعري ) الطبيعة الأخلاقية المتناقضة لكل مجتمع منعزل _ محلي أو وطني أو قومي أو ديني أو ثقافي... _ خصوصا في كتابيه ، الهروب من الحرية والانسان لأجل ذاته ، منشورات وزارة الثقافة السورية وترجمة محمود منقذ الهاشمي . والمثالان اللذان أستشهد بهما على ازدواج المعايير الأخلاقية الاجتماعية , أيضا مأخوذين من المصدر نفسه ، حيث في مجتمع زراعي يكون التعاون والتسامح قيمة أخلاقية عليا ، عند غالبية الأفراد ، لأن المجتمع يحتاجها لبقائه ويحبذها ( عبر المكافاة أو المعاقبة) ، في مقابل القسوة والثأر مثلا في مجتمع رعوي يعتمد على السطو والنهب في استمراره .
**
الأخلاق الإنسانية بدأت تشهد مرحلة جديدة من النمو والتعميم على المستوى العالمي ،
مع بداية القرن الحالي . أهم سمة في التحول النوعي أيضا الذي يحدث _ وهو مصدر تفاؤلي الموضوعي – إعادة الوحدة والتكامل بين المصلحة الفردية المتكاملة والشاملة ، وبين الأخلاق الإنسانية ،....لأول مرة في التاريخ . ( نجح توقع غاستون باشلار واخطأ أريك فروم ) .
الفرق بين مصلحة الفرد ومصلحة الانسان _(تناقضهما السابق ، التاريخي ) جرى حله بالفعل عبر طريقة التكامل _ التطوري ، كما جرى حل العديد من القضايا الجدلية ( الكلاىسيكية) ، ومثاله الأبرز ...حقوق المرأة والطفل والمختلف ،...
( كل فرد في عالمنا اليوم _ ولو بشكل نظري _ ممثل شرعي وكامل الصلاحية للإنسان ) .
هذا هو منجز العصور الإنسانية المتعاقبة ، والحديثة خصوصا ، ما يزال في المستوى النظري ، الثقافي والحقوقي ، صحيح ، لكن لأول مرة يكون الاعتراف به شاملا وعالميا والاعتراض عليه هو الاستثناء والشذوذ ، ونوع من التعلق النكوصي والمرضي ...ويبقى تطبيقه العملي مسألة وقت _ لا غير .
المصلحة المباشرة والضيقة للفرد في حالة تناقض ثابت مع المصلحة الاجتماعية .
موقف التجنب الفردي ، يقابل ازدواج المعايير الاجتماعي . وكان الحل النظري السائد ، يتمثل في انكار الذات (الصوري) ...وبقية العناصروالمكونات في نظام " اخلاق التضحية " السائد والمعروف ، والمبتذل .
في وقتنا الحالي يمكن بسهولة ملاحظة ، وتمييز وتحديد ثلاث مستويات للمصلحة الفردية ، تتمحور حولها حياة الانسان الحالي _ على المستويين الفردي والمشترك .
1_ المصلحة المباشرة والفورية
2_ المصلحة المتوسطة (من 5 سنوات إلى عشرة)
3 _ المصلحة البعيدة
المرحلة الأولى تتمثل من خلال ، الجانب السلبي في أخلاق الطفولة وعبرها ، الجشع والأنانية والقسوة ...وبقية تعبيرات التمركز الذاتي ، والنرجسية على وجه الخصوص . وهي في حالة تناقض مستمر وثابت مع الأخلاق الاجتماعية _ والإنسانية أيضا .
المصلحة المتوسطة ، تقتضي التوافق الاجتماعي بشكل أساسي ، او السير مع التيار والرأي العام ... وكانت العلامة الأبرز لمجتمعات القرن العشرين ، حيث التقلبات الفورية ونقل البندقية من كتف لأخرى ، و بلغت حدها الهستيري مع عبادة الزعيم ، الذي تحول إلى شكل من الدين الجديد _ هو الأسوأ ، الذي عرفته البشرية خلال تاريخها كله.
المصحة البعيدة والمتكاملة ، حيث الذكاء الروحي ميزتها وتعبيرها المحوري ، واهم رموزها في القرن العشرين مانديلا وغاندي ، ويمثلان القطب الإيجابي المقابل لعبادة الفرد ، حيث الاحترام القائم على الاختيار الحر والمسؤولية الحقيقية ، ...(واكتفي هنا بالإشارة إلى الفرق النوعي بين السلطة أو القيادة الضرورية والايجابية _ المؤقتة بطبيعتها والاختيارية ، مقابل السلطة القسرية والسلبية بصيغها المختلفة ، من خارج الإرادة المشتركة ) .
**
لتحديد الطبيعة الزمنية للأخلاق ، يلزم في البداية توضيح الفهم العلمي _ الجديد للزمن عبر اتجاهاته أو مستوياته المتعددة...
للزمن أربع اتجاهات ومستويات ، سأحاول ترتيبها .... ، الحاضر في تدفقه المستمر أو جريانه وهو الأصل والمبدأ ، ام الماضي كما هو سائد في الثقافة المشتركة والموروثة ، أم المستقبل والغد كما يتصوره الموقف الفلسفي الأصيل _ خصوصا التيار الوجودي ، ام العشوائية والثرثرة النفسية المستمرة كما تصوره ثقافة الشرق القديم ، والبوذية خاصة ؟!
....
اعتقد أن الغد هو الأهم ، وهو ما يدركه الانسان أولا من خلال التوقعات والأحلام ، مع عمليات الاسقاط والتمثل اللاشعوريتين . الغد هو محصلة اليوم والأمس + الجديد النوعي (طفرة أو خلق أو إبداع) ، بدوره اليوم يتضمن الأمس ويحويه والعكس غير صحيح .
أتصور أن تحديد الغد الشخصي خلال 24 ساعة ، مناسب أكثر من عدم التحديد . يليه اليوم والحاضر عبر الآن _هنا . وثالثا الماضي مع الذكريات والأثر, وافضل الماضي الشخصي خلال 24 ساعة أيضا . وأخيرا الزمن النفسي العشوائي . وقد عرضت تصوري لهذه القضية من خلال نصوص سابقة بتفصيل وتحديد أكثر .
بالعودة إلى النظام الأخلاقي الفردي أو الاجتماعي أو الإنساني ، أعتقد انه يمثل خطة العمل المتكاملة للإنسان _ بمختلف مراحلها وتفصيلاتها ، ...وضمنها تصور ما بعد الموت . أقرب التمثيلات الحديثة للنظام الأخلاقي المتكامل ، نظام صرف العملات مع الأرصدة المتنوعة . حيث السوق العالمية الحديثة مصدرها جميعا ( وهي خارج سلطة الجميع بشكل فعلي وحقيقي)....وضعت العبارة بين قوسين نظرا لأهميتها البالغة ، فهي تفسر محور الخطأ بموقف أريك فروم ومن قبله ماركس _ بحسب النتيجة والخلاصة التي توصلت إليها . وسأناقش هذا الموضوع عبر نص مستقل لاحقا ، نظرا لأهميته وحساسيته معا .
مشكلة الانسان مركبة ودينامية ، ويتعذر تناولها بشكل ثابت أو سطحي أو خارجي أو فردي.... ومع ذلك ، للمغامرة ومهما تعددت الأخطاء ما يبررها وأكثر _ اعتقد أنها ضرورية حتى بشكل فردي وعاطفي أحيانا.
أعتقد ان هذه الحالة المعقدة والمشوشة ، بالإضافة لطبيعتها الدينامية السبب الموضوعي لانفصال العلم عن الفلسفة ، وعدم إمكانية توحيدهما كما كان عليه الأمر في الماضي بالفعل .
مشكلة الانسان فلسفية ومنطقية ومتعالية ، ومشكلة الفرد علمية وتجريبية ومباشرة .
كل فرد إنساني يواجه مشكلة العيش بشكل منفرد , يوما بعد يوم . والبعض يبقى ضمن هذا المستوى طوال حياته.
مشكلة العيش ملكية وسلطة ، أو مال وقوانين وحدود بعبارة ثانية.
بعض الأفراد ، يواجهون مشكلة الوجود أيضا ، بشكل منفرد ....الموت ، والحب ، والصراع ، والمعرفة ، والسعادة ، والحرية .
مشكلة الوجود معنى واتجاه . أو هي مشكلة زمنية في جوهرها .
**
::::::::::::::
الانسان كائن زمني . أو هو يوجد في الزمن بشكل تطوري _ تكاملي وليس دفعة واحدة .
الزمن بدوره متعدد الأبعاد والمستويات والوجوه . وفي عصرنا الحالي يمكن ملاحظة أربع وجوه أو مستويات للزمن كما ذكرت من قبل ...1 _ الحاضر واليوم الحالي 2 _ الغد (خلال 24 ساعة ) 3 _الأمس (خلال 24 ساعة ) 4 _ الزمن الموضوعي وغير الشخصي ، بالإضافة للزمن النفسي أو الثرثرة اللاواعية .
أكثر من علاقة او صلة تربط بين الزمن والأخلاق والايمان _ متلازمة .
الايمان يمثل الحد الأعلى للثقة ، بينما التردد والشك يمثل الحد الأدنى للثقة _ سواء بالنفس أو بالإنسانية والعالم أو بالوجود المطلق وغير المتناهي .
كما يمكن وبسهولة ملاحظة اتجاه الزمن الماضي وهو يبتعد إلى الخلف ، بسرعة نعرفها فقط بدلالة المسافة _ ربما تكتشف أبعاد جديدة قريبا... على العكس من زمن المستقبل القادم بسرعة ، ربما ليست بنفس سرعة ابتعاد الماضي _ وقد تفوقها أو تنقص عنها !؟
الماضي يبتعد والمستقبل يقترب ، والحاضر يتدفق بيننا وحولنا بشكل متزامن ومتعاقب ومتسلسل _ وربما بمستويات أخرى أيضا . بينما زمن الحاضر يتحدد اتجاهه إلى الماضي أو إلى المستقبل... عبر الاهتمام ودرجة الانتباه ومستوى نمو الشخصية والمصادفات أيضا .
متلازمة أخلاقية ثانية ، بحسب تجربتي هي الأقرب والأشمل معا ....الابداع والمعرفة والأخلاق . وخلال بحثي الشيق والمفاجئ لي قبل غيري حول العلاقة بين الفرح والسعادة ، طبيعتها ومستوياتها واتجاهاتها...توصلت إلى نتائج يصعب تصديقها : مع مرحلة الكهولة ، وبعدها غالبا ما يتناقض الفرح مع السعادة .
الفرح شعور آني ويتركز حول اليوم والحاضر ، ربما يتحول إلى حدث سعيد _ وبنفس درجة الاحتمال يمكن ان ينقلب إلى ضده .
السعادة حدث ، بعده ومعه تتغير حياة الانسان ، ولا يمكن أن يمحى أو ينسى . وهي اتجاه إلى الغد والمستقبل .
بحسب تجربتي الشخصية ، الترتيب الزمني و بحسب الأولوية...1_ الغد نصف الاهتمام والأهمية 2_ اليوم ثلث الاهتمام والأهمية 3 _ الأمس سدس الاهتمام والأولوية .
بطبيعة الحال هذه التقسيم نظري ومثالي تماما ، ويتعذر تحقيقه ، إذ يوجد الزمن النفسي أو الثرثرة اللاشعورية ، وهي قد تكون على حساب أي شكل أو مستوى من الثلاثة الحقيقية .
**
أعتقد ان المشكلة الأكثر خطورة ، بالنسبة للإنسان الحالي وللحياة بمجملها هي النرجسية _ المرض العقلي والاجتماعي ، الذي يتلازم ويتفاقم مع التطور وزيادة التعقيد في المجتمع وفي الحياة بالعموم . كما تمثل السرطان الأخلاقي الموروث والمتجدد ...
الفارق النوعي بين الشخصية النرجسية والشخصية غير النرجسية ، النرجسي ( هو _ هي ) فقط في مواجهة العالم كله دفعة واحدة ، بشكل ثابت ومستمر ....(هو أو هي) والعالم اثنان فقط . بينما يدرك الشخص الذي تجاوز الطور النرجسي انه _ها موجود في العالم المتعدد والمتنوع . مشكلة النرجسية هي الاتجاه التدميري اللاشعوري ، بشكل ثابت ودائم .
......
عودتي المتكررة لاستخدام (كلمة) النرجسية ، لها ما يبررها نصيا وفكريا في اللغة العربية ، لا أعرف وضعها في بقية اللغات...
ما تزال كلمة النرجسية معلقة وحائرة ، بين المفهوم والمصطلح ، طبعا في العربية .
في التحليل النفسي ، النرجسية ، مصطلح محدد بشكل علمي ودقيق .
بينما بقية تيارات علم النفس الحديث ، كالسلوكية مثلا ، تعترض على اعتباره كمفهوم علمي .
**
أعتقد أن ما يحدد الاتجاه الأساسي لشخصية الفرد ، هو كيفية إدراكه للزمن واستجابته الاعتيادية ، والمتكررة ، توازنها دوما طريقة فهمه وتفسيره للزمن ومروره الثابت .
الطريقة الأسوأ ، للتعامل مع الزمن ولتفسيره معا ، التقليدية والسلفية بحسب تجربتي المزدوجة _ المعيشة والثقافية . افتراض أن الأمس أهم من اليوم ، واليوم أفضل من الغد .
الطريقة المتوسطة ، والتي يختارها الأذكياء عادة ، طريقة عمر الخيام ، اليوم اهم من الغد والأمس معا .سوء هذه الطريقة يتضح في المستقبل ، لمن يطول عمره ا .
الطريقة التي افضلها ، واعتقد انها تلائم مستوى التطور العلمي _ الأخلاقي والاجتماعي الحالي ....اليوم أفضل من الأمس ، وغدا هو الأكمل . وكما كررت النسب في درجة الاهتمام والتركيز ، نصف للغد ، ثلث لليوم ، سدس للأمس ،....
للأسف توجد طريقة اسوا من الثلاثة ، الثرثرة النفسية المستمرة ، وهي تمثل الكشف الجوهري للبوذية منذ عدة آلاف من السنين . كما أنها مذكورة في القرآن الكريم " الوسواس الخناس ".. ما يدل على معرفة الانسان لها منذ اقدم العصور ، وتسميتها الحديثة " الانكار " إنكار الزمن والموت ، واستبدال الواقع الخارجي والموضوعي بالتخيلات وأحلام اليقظة .
**
ملاحظة وهامش أخير....أدرك ومنتبه ، لمدى ابتعادي عن الأعراف والحدود العلمية ، وتجاوزي غير المتعمد لها أحيانا _بل لضرورات فنية وأسلوبية وخاصة في هذا النص ، أو لجهل معرفي أو لنقص في الانتباه وغيرها من عيوبي الشخصية . سوف أحاول تفسير ذلك لاحقا ليس بغاية تبرير الخطأ او المبالغة ، بل العكس ، الغاية معرفية _ أخلاقية مزدوجة . اعتقد أن المستوى الأخلاقي _ المعرفي واحد للإنسان على المستويين الفردي والاجتماعي بالتزامن . كإشارة مختصرة ، هذا النص مع بقية السلسلة ليس بحثا ثقافيا ومنهجيا ، بل هو بين البحث العلمي وبين المحاضرة الثقافية العامة . نظرا لمصادره ومراجعه الثلاثة المتباعدة في الأصل : علم النفس الحديث , والفلسفة ، والتنوير الروحي .
الحقول الثقافية الكبرى ، التي....
أدين لها بحياتي ، وليس بتفكيري ومشاعري فقط ، بشكل فعلي وخصوصا التحليل النفسي وبوذية الزن.
:::::::::::::::
2
استعارة الأسطوانة ، الحل التطوري _ التكاملي لمشكلة الانسان ، الدينامية والمزدوجة بطبيعتها المعيشية والوجودية بالتزامن، الفردية والمشتركة على السواء.
.....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (قبلك _5
- (1،2،3،4) قبلك
- 3قبلك،....
- قبلك 2_ التمييز بين الارهاب والمقاومة
- قبلك ، لم يعد أحد
- (س_س) ملاحظات ختامية حول فكرة _ خبرة -حرية الارادة-
- (4_س) حرية الارادة_ وقواعد قرار من الدرجة العليا
- (3_س) حرية الارادة_ ...(الانسان مريض بمقدار ما لديه من أسرار ...
- (2_س) حرية الارادة_ الذكاء الروحي أيضا
- (1_س) حرية الارادة_ طبيعتها, وكيفية تحديدها وقياسها!؟
- (انشغال البال_راحة البال)....محاولة لفهم اليومي, الواضح والم ...
- اسم الحب.....- وهذا _أيضا _سيزول-
- الفرح والسعادة_ الجنس والحب (مستويان للذة, سالب وموجب)
- (س_س) السعادة أم الفرح؟!
- الفرح والسعادة(1_3).....علاقة تناقض أم تكامل؟!
- (2_س) الفرح والسعادة.....علاقة تناقض أم تكامل؟!
- (1_س) الفرح والسعادة....علاقة تناقض أم تكامل؟!
- (س_س) دوغما اليسار وعلم النفس (بوذا يتوسط ماركس وفرويد)
- (5_س) دوغما اليسار وعلم النفس (تأويل فرويد وماركس)
- (4_س) دوغما اليسار وعلم النفس الحديث (تفسير ماركس وفرويد)


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - بحث في القيم والأخلاق _1