أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -قلعة البحر- -سعادة أبو عراق-















المزيد.....

-قلعة البحر- -سعادة أبو عراق-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5740 - 2017 / 12 / 27 - 10:30
المحور: الادب والفن
    



حاجتنا في رواية
"قلعة البحر"
"سعادة أبو عراق"
في العقد السابع والثامن من القرن الماضي كانت هناك مجموعة من الكتب الموجهة للفتيان، كما هو الحال في سلسلة "الشياطين الثلاثة عشر" لمحمود سالم، ثم بدأ يخبوا هذا الانتاج شيئا فشيئا حتى بات شبهة منقرض، وأننا بالكاد نجد بعض الأعمال الموجهة لهذا الجيل، ولا شك أن عصر النت ساهم بشكل أو بآخر على احداث هذا الشُّح، وإذا ما قرأنا ما يصدر من أعمال أدبية للأطفال وللفتيان، بالنسبة لما يكتب لنا نحن الراشدين، سنجد هناك فرقا كبيرا لصالحنا، حيث أن القلة من كتابنا عملوا على التوجه إلى الجيل الناشئ، ففي فلسطين على سبيل المثال نجد كاتب تميز في هذا المجال وهو "محمود شقير" الذي خصص شيئا من انتاجه الأدبي للصغار والفتيان، وكان ما قدمه من أعمال مميز، فهناك أكثر من رواية قدمها بشكل رائع كما هو الحال في رواية "رام الله التي هناك"، ورواية "أنا وجمانة" ونكاد لا نجد إلا بعض الأعمال المتناثرة هنا أو هناك، من هنا نحن نفتقد حقا لهذا النوع من الأدب.
يفاجئنا "سعادة أبو عراق" في هذه الرواية الموجهة للفتيان بما فيها من مضامين وبالشكل الذي جاءت به، فهو لا يعطينا تسمية لجغرافيا معينة، فالعنوان "قلعة البحر" لا يشير بشكل مباشر لمكان معين، ويمكن لأي فتى/فتيان وقعوا تحت الاحتلال أن يأخذوها على أنها كتبت عنهم ولهم، فعدم تحديد الجغرافيا يعطي الحدث الروائي مكانا أوسع، ويجعل التأثر به خاصة من هؤلاء المستهدفين أكبر وأعمق، لكننا من خلال الإهداء يمكننا القول بأنه عمل موجَّه نحو فلسطين، وإذا ما أخذنا حديثه عن الاحتلال الذي يعتقل "فراس وحسام" ويأخذهما معتقلين إلى القلعة كأسيرين سجينين، لكنه أيضا لا يحدد المحتل، فهو يتحدث عن محتل دون أن يسميه، وهذا يحسب له، حيث يعطي مساحة للمتلقي كي يفكر فيمن يقصدهم الراوي.
إذاً الابتعاد عن المباشرة في تحديد المكان أو السكان يعد احدى سمات هذه الرواية، والسمة الأخرى أنها تتحدث عن ضرورة استخدام العقل والتفكير العلمي للوصول إلى الهدف، " ـ في هذه المرحلة يجب أن يكون النضال معتمدا على العلم، ... اسلوب يعتمد على اختراع أدوات ومواد جديدة، لا تخطر على بال عدونا، ... يجب أن يقودنا عباقرة لا عسكريون" ص13 و14، فالراوي لا يتحدث عن تعبئة الفئة المستهدفة بالشعارات الكبيرة، بقدر الاشارة إلى الطرق السليمة والفاعلية في إحداث نقلة نوعية ايجابية، من هنا نجد تأكيده على النهج العلمي في المقاومة: "التخطيط هو افتراض نسبة من النجاح، ونسبة من الفشل، أما التمني فهو افتقار إلى أدنى نسبة من النجاح" ص13، لكن لا بد لكل عمل من دوافع ومحفزات تجعل صاحب العمل يقدم على عمله بكل إخلاص وإتقان، فما هي هذه الدوافع والمحفزات؟ بالتأكيد اعتقال "فراس وحسام" من قبل المحتل هو السبب المباشر لهذا الاصرار من "رائد وفريد" للإقدام على تحرير رفيقيهما في النضال، أليسوا أصدقاء أوفياء للوطن ؟، "إذا خان الإنسان ضميره ومبدأه، فكل خيانة أخرى مباحة" ص30، إذاً الجانب الأخلاقي مهم جدا في اتمام أي عمل، وبدون أخلاق لن يكون هناك عمل متقن، لكن يضاف إلى الأخلاق شيء آخر يتمثل في "إن ركوب الخيال هو أفضل بكثير من تبرير العجز" ص30، بهذا يمكن لأي إنسان أن يحقق هدفه ويصل إلى مبتغاه، فالإرادة التي تتغذى بالأخلاق والقيم لن تخبوا بالتأكيد، وستبقى متقدة حتى وصول الهدف، وأيضا الخيال والتأمل والتفكير بإيجاد مخارج وحلول للمشكلة/للمأزق يكون هو الرد الحاسم والمنطقي.
فهو يحدثنا عن الطرق العلمية التي ينتهجها "رائد وفريد" لكي ينقذا "فراس وحسام" من سجن "القلعة": "إذن لو كنا بحاجة إلى رفع 150 كغم، فأن فرق الوزن بين الهواء البارد والساخن يجب أن يزيد عن 160كغم" ص33، "رائد" يستخدم نظرية علمية لكي يقرب المتلقي من العلم ويجعله ينحاز إلى مثل هذا المعلومات العلمية.
بعد الحساب الدقيق لما يحتاجه المنطاد، يبدأ "رائد في الحديث عما يتميز المنطاد عن الأجسام المعدنية الطائرة الأخرى، فيقول: " بعد منتصف الليل سيغيب القمر، ويصبح من الصعب أن يُرى المنطاد بالعين المجردة،.. كما لا يكتشفه الرادار" ص 40، الراوي يقدم معرفة علمية وفي ذات الوقت تكون جزءا من السرد الروائي، والشكل الذي جاءت به لا يوحي بالإقحام أو المباشرة، فهو جزء حيوي من النص، ومن السرد.
وما يحسب لهذه الروية أنها ليست علمية بالمطلق، بمعنى أنها تأخذ الجوانب الفكرية والعاطفية والمشاعر الإنسانية في الحسبان، لهذا نجد هذه الفكرة في الرواية: "يقول العارفون بالميتافيزيقا إن للمكان تأثيرا روحيا على الكائنات الحية" ص45، وكأنه بهذا قد أرادنا أن نأخذ بالجوانب الروحية، التي لا تخضع للمنطق، "واحد زائد واحد يساوي اثنين" ونجد أثر الأفكار الدينية حاضرة من خلال هذا المشهد: "ابتهلا كثيرا، صليا صلاة التضرع في جوف الليل البهيم، صلاة في السكون التي اختزلت المسافة بين الأرض والسماء" ص47، لهذا يمكننا القول أن الرواية تحمل مضامين علمية وأخرى روحية إنسانية، وكأن الراوي يقول لنا بأننا لا يمكن أن نبني مجتمعا بالعلم فقط، بل هناك جوانب فكرية وإيمانية لا يجدر اهمالها، لأن لها أثرا ايجابيا على سلوكنا كما هو حال العلم.
وإذا ما توقفنا عند شخصيات الرواية الرئيسة وهم "رائد وفريد وحسام وفراس" والشخصيات الموازية وهي "جنود الاحتلال والسائق" يتبن لنا احتراس الراوي على عدم تشعب شخصيات الرواية وجعلها ضمن النطاق الذي يمكن تفهمه من قبل المتلقين، لهذا يمكننا القول بأن عدد الشخصيات كان منسجما تماما مع مضمون الفئة التي كتبت لها الرواية.
اللغة التي استخدمها الراوي تناسب تماما الفئة المستهدفة، فليس فيها ألفاظ أو كلمات بحاجة إلى معجم، كما أن طريقته في سرد الاحداث كانت سلسلة ويتماهى معها المتلقي، فمن هنا يمكننا القول بأن مثل هذا العمل يمكن ان يبنى عليه ليكون فاتحة ومقدمة لأعمال تخصص لفئة الفتيان.
اعتقد بأن هناك خطأ مطبعي وجد في الصفحة 46 والذي جاء بهذا الشكل: " العلوذ الكافي" والصواب "العلو الكافي"
الرواية من منشورات أمواج للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2013.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التألق في قصيدة -رواية بين الثنايا- جاسر البزور
- متعة اللغة وقسوة المضمون في كتاب -مبكر هذا يا فتى- سامي الكي ...
- أثر المكان في قصيدة -الساعة والقدس- راشد حسين
- الأنثى في قصيدة -أشك بأنك امرأة- عمار خليل
- سارة الّتي قفزت من الصّورة
- مناقشة رواية -وجع بلا قرار- للكاتب الأسير -كميل أبو حنيش- وذ ...
- نحن والاتراك في رواية -وردة أريحا- أسامة العيسة
- تجاوز المألوف في كتاب -ملامح من السّرد المعاصر- قراءات في ال ...
- الأمة في قصيدة -الحمامة والعنكبوت- تميم البرغوثي
- مناقشة ديوان -خروج من ربيع الروح- للشاعرة ابتسام أبو شرار
- مناقشة ديوان -خروج من ربيع الروح-
- الثقافة الدينية في ديوان - خروج من ربيع الروح- ابتسام أبو شر ...
- الاتجاهات في قصيدة -مصرع انكيدو- عبد الجبار الفياض
- إسرائيل المصنوعة في رواية -قط بئر السبع- أسامة العيسة
- الشاعرة والإنسانة في كتاب -الرحلة الأصعب- فدوى طوقان
- بيضة التمساح مرة أخرى
- الفاتحة السوداء في قصيدة - يا موتنا مت مثلنا- يوسف عمر خليفة
- مناقشة مجموعة قصائد للمرحوم الشاعر الفلسطيني التشكيلي توفيق ...
- البحر والمرأة والثورة في ديوان -العبور إلى الضفة الأخرى- توف ...
- بدايات أدب السجون -تحت أعواد المشانق- يوليوس فوتشيك


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -قلعة البحر- -سعادة أبو عراق-