أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجدة منصور - حديث الزنادقة و الغرانيق العلى














المزيد.....

حديث الزنادقة و الغرانيق العلى


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5721 - 2017 / 12 / 8 - 05:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعلم مسبقا بأنكم ستدعون غرانيقي العلى..بالشياطين!! لا ضير في ذلك..فأنا جُنيٌة تكتب إليكم..من عالمها الإفتراضي.
طالما أخترت بأن أعيش على مهلي...على أقل من مهلي...ولم الإستعجال و أنا أعلم أنني أعيش في قلب الأبدية و أن ما يخصني سوف يأتي إلي من تلقاء نفسه...ويزيد ايضا.. ف-فأنا قد سئمت من هؤلاء اللذين يلهثون وراء الوجود فليتهم يدركون أنهم
في قلب الوجود كي يكفوا عن الضجيج و يتنعمون بسكون الجمال العظيم.
ها أنا أعيش في ضمير الوجود الحي و قلبه النابض بالجمال و الحقيقة وقد قبلت طوعا بقانون الضرورة...هذا القانون الذي يُحتم علي بأن أتجاوز نفسي على الدوام...بل في كل لحظة تتساقط من عمري في لجة وجودي الحي و الدائم و الخالد الى
الأبد...فأنا أيها السيدات و السادة خالدة في ضمير الله و عمق الوجود.
أعلم جيدا...أنه في كل ثانية...يموت جزء مني...ولكن هذا الجزء...يتشكل بملايين من أشكال وجودية أخرى...أجمل و أبهى...فطالما ظننت بأني جميلة و بهية.
في الليلة الفائتة...عقدت صفقة مع الغرانيق العلى...و قررت أن أبوح لغرانيقي كل ما يعتمل في ذاتي!! أعلم أن البوح بما تخفيه النفس هو أمر صعب و قاس و شنيع و لكن الصمت هو أصعب و أقسى و أشنع أيضا.
علمتني غرانيقي العلى ثقافة البوح فليس هناك ما يعيب المرء أكثر من محاولته المستميتة في تزييف صورته الحقيقية و نفسه النابضة...وقتئذ قررت بأن أكون نفسي...كما هي...و تعلمت من غرانيقي أن أتكلم بجرأة...فأنا و أنتم نتواصل مع بعضنا
بعضا...بشكل إفتراضي و نصنع سوية عالما جديدا بكل المقاييس...وهذا أمر مذهل في روعته..فائق الفتنة و الغرابة و الدهشة فمن عالمنا الإفتراضي..سوف نغير شكل الكون و واقع الحياة...شئتم ذلك أم ابيتم.
ها أنا أنظر حولي الآن و قد عدت لتوي من دراسة تاريخنا..فلم أجد سوى الخراب و الدمار و الفتنة و الدماء و القتل و هتك الأعراض و الإستعمار البغيض و الهيمنة الجشعة و الظلم المستشري و إستعباد الإنسان للإنسان و هضم الحق و تصفية
الأضعف و قهر الأدنى...لقد رأيت كل الخزي و العار في تاريخ....صاغه لنا...أنبياء...يدَعون بكل وقاحة و نذالة و صفاقة...بأنهم مرسلون من قبل إله...بل زادت وقاحة بعضهم بأن إدَعى بأنه هو الرب ذاته!!!!!!
أما حان الوقت الآن...كي نحطم أصنام الأنبياء و نتحرر من ظلامهم الى الأبد؟ أما حان الوقت بكم كي نقيم حفرة نار عظيمة نحرق بها آدم و حواء!!!!! أم أنه يتوجب علينا دفع خطيئة آدم الوهمية...آدم الذي أصَر على أن يأكل و يطفح من شجرة
المعرفة بتحريض من حواء الفاتنة!!!
ما هي خطيئة آدم حين قرر أن يأكل من شجرة المعرفة!!!!
هل يتعين على ذرية آدم أن تلقى في بحيرة الكبريت الى الأبد؟؟
هزلت...و حق العقل.
لنحرق إرث الأنبياء و عفن التاريخ...هذه مهمتنا نحن ورثة الأنبياء...ورثة تاريخ الدم و العنف و القتل المباح.
هؤلاء الأنبياء يدعوننا الى الجنون فعلا وحقا...فمنهم من قال عن نفسه بأنه هو الرب...و الآخر قال ان الله هو رسوله و الثالث يكلم إلهه الغامض من أعلى قمة جبل الطور..و الرابع إندفس في بطن الحوت و بقي على قيد الحياة و الخامس يتسامر مع
الهدهد و يكلم نملاته!!! لا بل إنه يعقد صفقات مع الهدهد...وهلم جرا من قصص معتوهي الشخصية و مفصومي الزمن الأغبر ومهاويس النسوان و النكاح.
قد تقولون الآن...إن في أعماقي جنيَة عابثة...لا يهم...فأنا أدرك عطشكم لبريق كلماتي ففي داخلي حيوان وحشي...شديد الشراسة...لم أستطع ترويضه...وتجاوزه...فأنا إمرأة ما زلت أرقص على ظللي...لأني وُلدت كي أتربع كملكة...و سيدة للظل
الى الأبد.
أنا حقيقتكم....و مرآتكم
أنا ظللكم...أينما كنتم.
أنا هي المرأة التي ترقص على وتر الكون و نغمته العظيمة.
ها أنا أعلن لكم..بالتآمر مع غرانيقي العلى...أنني ممتلئة بالإحتقار...لكا من يعبد نبيا أو طاغية...فالأنبياء و الطغاة هم في ميزان واحد عندي...بل هما وجهان بشعان لعملة واحدة...قد أشبعانا قتلا و دمارا و تشريدا و ظلما...هكذا كانوا...و هكذا سيظلون
الى أبد الآبدين.
الحق الحق أقول لكم: إن المتدينون وهؤلاء المتعلقون بأستار كعبتهم...يبعثون في نفسي الشفقة و الضحك و السخرية....و الخوف أيضا.
طالما أثار المتدينون الخوف في نفسي...فهم جاهزون لجز عنقي...كي يدخلوا الجنة من أوسع أبوابها و يتمتعون ب 72 قحبة...من قحاب الله.
أما المتدينون الطيبون و الأخلاقيون...فإنهم يترفعون عن جز عنقي و يتمنون بأن يرسلني ربهم الأعلى الى بحيرة الكبريت...حيث عذاب ربهم السادي...يكون ابديا!!! نعم أبديا!!! يا للعدالة و يا للمحبة المطلقة.
هزلت.
إن التديَن هو هبل و دروشة تحرضكم على الموت في سبيل إلهكم الدموي...الذي يبعث في نفسي الرغبة في التقيؤ!!!!
أدعوكم لتنظروا نظرة منصفة و فاحصة الى تاريخنا الذي أنهكته الحروب و الدماء و الدمار و الذي كان كله....في سبيل الله!!! و في حب الله!!!
فلتنصفونا أيها المتدينون....و لتؤمنوا بأوهامكم ما شاء لكم الوهم...ولتعبدوا الله أو طيز القرد....لا يهم حقا!!! و لكن...إرحمونا من إيمانكم....فنحن قد كرهنا جنَة...أنتم فيها...لا نريد جنتكم و لا نطيقها...فكفوا عن تصديع رؤوسنا بهلفتاتكم و هبلكم
و فصامكم و صرعكم فقد حان الوقت الآن...الآن اللآن و ليس غدا...لوضع حد لجنونكم المدمر و هذيانكم المستشري...الذي أرهق كاهلنا...و منعنا من التقدم و العيش بحرية و أمان...فإذا كنتم أنتم المهاوييس بالله و الرب...قد فعلتم ما فعلتموه بالعقلاء
فما حال مستقبل أولادنا معكم!!
ما هو شكل مستقبلنا...و مستقبل أطفالنا...في ظلال إيمانكم؟؟
لكن هي ذي الساعة قد حلت بالنسبة لكل هؤلاء،يوم الميعاد، ومنعرج التحول و سيف القاضي، و الظهيرة العظمى: ساعة سيكشف فيها الكثير!
ومن سيعلن الأنا معافاة و مقدسة !! ذلك سيتكلم إذا بما يعلم، كما الرائي: ؛( إنظر، إنها قادمة، إنها قريبة، ساعة الظهيرة العظمى!)
هكذا تكلم زراداشت.
هنا أقف ومن هناك أمشي
للحديث بقية



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة لإبنتي 7
- حكم العدالة 3
- رسالة لإبنتي 6
- رسالة لإبنتي 5
- حكم العدالة 2
- حكم العدالة 1
- رسالة لإبنتي....4
- رسالة لإبنتي...3
- رسالة لإبنتي....2
- رسائل لإبنتي 1
- هذا الكتاب
- رسائل للدكتور ياسين الحاج صالح
- نداء عاجل
- قصتي مع الموت
- ذات يوم...كنت أرملة 2
- ذات يوم...كنت أرملة
- دعوة لشرب الخمر
- رسالة لحضرة الجنرال ميشيل عون
- أنا و الله
- ررسالة الى بشارالأسد 12


المزيد.....




- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجدة منصور - حديث الزنادقة و الغرانيق العلى