أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عن المسألة الكردية .. لكي لا يتحول الحلم إلى كابوس














المزيد.....

عن المسألة الكردية .. لكي لا يتحول الحلم إلى كابوس


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5704 - 2017 / 11 / 20 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أنقل هنا رأيا للأخضر الإبراهيمي كان قد قاله في حوار سابق له مع الصحفي اللبناني غسان شربل : (هناك كلام أيضاً عن سقوط سايكس- بيكو وولادة خرائط جديدة. أنا لا أظن الأمر بمثل هذه السهولة. طبعاً لا يمكن تجاهل أن الأكراد يتطلعون إلى بناء دولة لهم ويعتبرون خرائط سايكس- بيكو ظالمة لهم. لكنني لا أرى حتى الساعة إمكان تمزيق خرائط مجموعة دول من أجل قيام هذه الدولة. أنا لا أعتقد أن الحدود بين الدول ستتغير حتى ولو شهدنا حالياً انتهاكات صارخة ويومية لها. أعتقد أن الدول ستتغير ضمن حدودها الحالية، أي التوزيع الداخلي ضمن هذه الخريطة أو تلك.) إنتهى كلام الإبراهيمي وكلامي بشأن الدولة الكردية كنت قد كتبته قبل إطلاعي على كلام الإبراهيمي. معنى ذلك أنه ليس تكرارا وتفسيرا لما قاله لكن معناه أيضا يقول إقرأوا هذا فهو لرجل مجرب.
قد لا يكون كلام الإبراهيمي سليما مائة بالمائة لكنه مع ذلك يحمل رؤيا سياسية متأسسة على إقتراب موضوعي من حقائق كبيرة لا يجوز التعامل معها من خلال بعد ثقافي واحد خاصة إذا كان كان ذلك البعد موروثا, أي متأسسا على حقائق مركزية لمراحل سابقة مما يجعل من الخطأ إسقاطها كقوانين لمراحل لاحقة تغيرت حقائقها بشكل حاسم.
في إعتقادي إن كثير من المعادلات, حتى ذات الطابع الإستراتيجي, قد نالها بعض التغيير. إن الأحزاب الشيعية كانت تؤسس موقفها من خلال نظرية المظلومية التي كانت وراء المطالبة بالفدرالية في السنوات التي سبقت وتلت سقوط النظام العراقي السابق. إلا أن هذه الأحزاب, وبعد أن أنجزت هيمنتها على السلطة باتت هي التي تنادي بوحدة العراق والعديد منها يرى ان طرح الفدراليات صار بمثابة الخيانة (للدولة الوطنية).
في المقابل التجمعات السياسية السنية التي كانت تعتبر الفدراليات مشروعا تقسيميا يجب نبذه باتت تعتقد اليوم أن الحل هو في الفدراليات.
إن ما كان حلا على المستوى الشيعي صار مشكلة, والذي كان مشكلة على المستوى السني صار حلا.
دعونا من الجانب الخاص بهذه التفصيلة ذاتها ولنحاول أن نشتق معادلة سياسية, هذه المعادلة تقول : لا وجود لثوابت أيديولوجية في السياسة بل في العقائد. السياسة تقبل الثوابت المرحلية ولا تقبل بالثوابت التاريخية.
القوميون العرب, وفي المقدمة منهم البعثيون, لم يكونوا مخطئين في البداية, حينما طرحوا مشاريع الوحدة لكن سرعان ما تبين أن الخلل لا يكمن في الإيمان بالوحدة كطموح تاريخي وإنما في القدرة على تحقيقها كمشروع سياسي. بعد ذلك كان يجب الإنتباه إلى خطورة الإبقاء على الموروث الثقافي القومي الذي يعطل فاعلية التعامل السياسي. والنتيجة فشل المشاريع القومية التي لا تأخذ بنظر الإعتبار أن الذهاب إلى الهدف التاريخي يتم من خلال التعامل مع الواقع الموضوعي نفسه وليس من خلال تجاوز هذا الواقع.
الشيوعيون ظل مشروعهم الأيديولوجي لعقود طويلة مرتبطا بحلمهم العقائدي الأممي الذي نجح في إقامة الدولة السوفيتية العريضة, لكن هذا الحلم الأيديولوجي سرعان ما تراجع أمام الواقع السياسي الذي أدى إلى إنهيار الحلم الثوري. في النتيجة فإن الأيديولوجيا الماركسية نفسها قد تراجعت كثيرا, ولا نقول قد إنهارت نهائيا, نتيجة للتطورات العلمية العميقة التي جعلت الثورة الصناعية مشهدا تاريخيا ماضويا لا يمكن الإحتكام عليه لغرض إستمرار القاعدة الإجتماعية التي تستند عليها الماركسية اللينينية لإدامة مفهوم صراع الطبقات ودكتاتورية البروليتاريا. وقد أدى الأمر في النهاية إلى أن تتحول روسيا نفسها من الشيوعية إلى الرأسمالية وإلى إقتصاد السوق بطبعته الروسية.
في الدول العربية التي كانت فيها الأحزاب الشيوعية ناشطة ومؤثرة, وعلى سبيل المثال سوريا والعراق, فإن المتغيرات العالمية المقررة سرعان ما أدت إلى ان تتغير ساحات الإستجابة المحلية بسياقات متوائمة صار من شأنها أن تحيل النسخة السورية إلى الرفوف الأرشيفية كما حولت النسخة العراقية الشيوعية إلى مجرد حزب سياسي إنتهى به الأمر إلى أن يكون جزءا من مشروع الإحتلال الأمريكي بعد أن كان العدو العقائدي التاريخي لأمريكا وحلفائها الراسماليين.
أما الأكراد فكان من حقهم أن يكون لهم حلمهم الخاص, لكن هذا الحلم القومي العقائدي الذي إرتبط بظروف إنهيار الدولة العثمانية, الذي كان قد اسس بدوره لحلم العرب في الدولة العربية الواحدة الذي قاده الشريف حسين في الحجاز, والذي توالى على الغرق في بحوره, ورثته من القوميين والبعثيين اللاعنين, كما الأكراد, إتفاقية سايكس بيكو, ظلوا يسبحون إلى حد الغرق أيضا في البحر المتلاطم الذي خلقه التناقض ما بين الحلم العقائدي والمعطى السياسي.
وكان هذا الأخير, اي السياسي قد حقق لهم الكثير من مطامحهم القومية ناقصا حلم الدولة. لقد تحقق لهم ان يكونوا الشريك الاساسي, وحتى الأقوى, في مجموع دولة العراق. لكن كان ما ينقصهم حقا الإستعداد لمراجعة الحلم العقائدي على ضوء المتحقق السياسي لكي يقرروا, بشجاعة عقلية وفكرية, رؤى إستراتيجية جديدة, وهي رؤى لا تدعو بالضرورة إلى التخلي عن حلم الدولة, وإنما تقضي أن لا يتحول الحلم إلى كابوس سيكون أبسط ما ينتجه ضياع الإثنين معا: الحلم والمنجز السياسي.
في العشرين من عمري كنت عشقت إمرأة سكنت القلب حتى خلت إنني لن أعيش دونها, لكن حدث أن تزوجت بسيدة أعطتني الكثير, سكنا مريحا وإبنتين طبيبتين ومهندسا مختص..
لا أحد دعاني إلى التخلي عن العشق العشريني, لكن سأكون مجنونا لو إني تركت لذلك الحلم أن ينزل من مكانه المعلق في الذاكرة لكي يضع على عيني غشاوة تجعلني غير قادر على رؤية ما تحقق لي فِعلا على الأرض.
الشعوب والأحزاب, كما الأفراد .. ليسوا مدعوين إلى التخلي عن حلمهم الماضوي.
إن عليهم فقط أن لا يحولوا ذلك الحلم إلى كابوس.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحريري .. خرج ولم يعد
- العراق .. إعادة تكوين
- بين الزمان والمكان
- البارزاني .. الزعامة القبلية في مواجهة الضاغط الديمقراطي
- من العنصري فينا يا أخوتي الأكراد
- أصل القرد .. إنسان
- إسرائيل وكردستان العراق
- براز الشيطان
- طشاري .. ما بعد الدولة الكردية
- عين على الدولة الكردية أم على الدولة السنية
- كيف أضاع صدام العراق وضيَعّه .. الأثرة والجزع
- هل إحتل العراق الأكراد كما يدعي دعاة الدولة الكردية
- الأكراد .. عرب !
- العراقيون وإسرائيل
- مسعود لن يشق لكم البحر بل سيغرقكم فيه
- بيت بلا أسوار
- الإستفتاء وإعلان الدولة الكوردية المستقلة هل سيكونا كويت الب ...
- علي الأديب وفقه التبعية والعمالة
- الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها (2)
- الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عن المسألة الكردية .. لكي لا يتحول الحلم إلى كابوس