أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها (2)















المزيد.....

الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها (2)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5605 - 2017 / 8 / 10 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها (2)
جعفر المظفر
لن يعني ذلك على اي صعيد ان صدام لم تكن له الرغبة في قيام تلك الحرب, فالرجل كان يستحسن أيضا طرق العنف لإنهاء الخصوم, وثمة الكثير مما يعزز قناعاتنا بأن الرجل, سواء بحكم عقيدته القومية, أو بفعل ميل أكيد لتصدر الزعامة العربية بديلا لناصر المتوفي في بداية السبعينات والذي ظلت الساحة القومية فارغة بإنتظار من يحسم القدرة على ملئها بعده , كان يتصيد كل فرصة سانحة من أجل ان يكون الزعيم الذي يملآ تلك الساحة. وصدام كان من جانبه مصاب بعقدة البطل التاريخي التي تصلح لتفسير الكثير من المشاهد المرعبة تأسيسا على عقليته المغامرة, لكن كل ذلك لا يعني انه كان بدأ الحرب في حين كان الخميني على الجانب الاخر وريثا لغاندي في لا عنفيته.
وأظن أن الحديث الحرفي المتوازن للبحث عن البدايات الحقيقية لتلك الحرب سيمر في الكثير من المحطات التي سبقتها ومنها قصف المدن العراقية الذي لم يتوقف بعد مجيء الملالي إلى الحكم وإعلان إيران على لسان أكثر من زعيم يتقدمهم الخميني نفسه عن إلغاء إتفاقية شط العرب قبل ان يعلن صدام إلغاءها بشكل رسمي. وسيجد الباحث أن هناك حوافز للذهاب إلى الحرب على الجانب الإيراني أكثر مما هي عليه على الجانب العراقي, فالوضع الإيراني المحتدم بالصراعات القاتلة على السلطة لم يكن قد حُسم يومها لأية فئة, وكانت الخارطة السياسية الإيرانية قد ضمت أحزابا واسماء مهمة بتاريخ يجعل كل واحدة منها تستحق ان تكون في صدارة السلطة, والحديث مرة أخرى عن قضية الرهائن الأمريكين تؤكد على طبيعة العقلية والإستعدادات التكتيكية والمراغواتية والتآمرية لرجال الدين السياسيين الإيرانيين.
صحيح أن صدام كان أيضا مراوغا وذا عقلية تصيدية, والدليل المسرحية التي جرى إخراجها في قاعة الخلد, بعد إرغام البكر على التخلي عن الموقع الأول في الحزب والدولة, والتي إنتهت إلى تصفية المحاربين القدماء في حزبه, الذين تقدمهم حينذاك خمسة من أعضاء قيادة الحزب, إضافة إلى " ملا" الحزب عبد الخالق السامرائي, وذلك بدعوى الإتفاق مع حافظ الأسد للإستيلاء على السلطة, لكننا هنا, وفي عملية بحثنا عن أدلة لتحديد من كان البادئ بالحرب, نعلم أن هذه الواقعة يمكن أن تؤكد لنا أن صدام, وقد حسم السلطة لصالحه وإستقر له أمر الحزب والدولة إلى حد كبير, لم يعد بحاجة كبيرة إلى غطاء كذلك الذي كانت الجهات الإيرانية بأمس الحاجة إليه.
لقد سبق صدام الخميني إلى السلطة بعقد كامل من الزمن, وخلال هذا العقد تم له إستكمال صورة الزعيم الأوحد على كثير من المستويات. لقد افلح بالقضاء على خصومه الخارجيين والداخليين, كما أن كثيرا من الأحزاب العراقية التاريخية وفي المقدمة منها الشيوعيون والقوميون قد اصبحوا خارج مديات التأثير. وقبل ذلك كان الرجل قد قاد عملية تصفية الأجواء إلى حد بعيد مع الحركة الكردية لصالحه, إضافة إلى تحقيق العديد من الإنجازات الكبيرة وفي المقدمة منها تأميم النفط الذي بدأت بعد نجاحه مرحلة تنمية إنفجارية , والرجل كان قد لعبها جيدا بإتجاه تحقيق زعامة قوية لم يكن بمقدور أحد أن ينافسه عليها, لذا فهو بالمقارنة مع القيادة الإيرانية لم يكن بحاجة ماسة إلى حرب مع دولة أخرى لتنظيم الداخل بنفس ما كانت عليه حاجة النظام الجديد في إيران إليها.
على الجانب الآخر سنوافق على أن صدام لم يكن يتردد في النيل من إيران لسببين أساسين اولهما إتفاقية شط العرب, التي كانت الظروف حينها قد أرغمته على توقيعها, والتي حصلت إيران من خلالها على نصف شط العرب, والثانية تدخل إيران في الشان العراقي الداخلي عن طريق التمسك بمبدأ تصدير الثورة وبداية من العراق. وفي هذا الأتجاه لا يمكن لأية مراجعة تاريخية أمينة سوى أن تقف امام نشاط حزب الدعوة العراقي الذي تصاعد بتنسيق وتوجيه من إيران من حيث تأثيره الواضح والمباشر على عملية نشوء الحرب. ويمكن الرجوع إلى كتاب السيد عادل رؤوف (الصدر بين دكتاتوريتين) لمعرفة الدور الذي لعبه محمد باقر الصدر وحزب الدعوة نفسه لتصعيد حالة المواجهة مع نظام البعثيين في العراق. والسيد رؤوف كان في تلك الفترة من كوادر الدعوة المتقدمين. وبالعودة إلى اليد الإيرانية السياسية والعسكرية التي كانت ممتدة بكل ثقلها في كردستان العراق سنتأكد أن الإيرانيين سواء في زمن الشاه أو في زمن الخميني كانوا يعتبرون العراق حديقة خلفية لإيران, وهم ما زالوا يفعلون ذلك في وقتنا الحالي, على الأقل إعتباره جزءا من أمة إسلامية تقودها إيران, في حين انه لم يعرف عن العراق التدخل في الشأن الداخلي الإيراني, ولا كان عرف عن العراق تمسكه بأيديولوجية تعطيه الحق النظري لإعتبار إيران جزءا من أمة مركزها بغداد.
إن كل ذلك, وربما الكثير مما فاتنا أن نذكره قد لا يكون مقنعا للبعض بأن العراق لم يكن هو البادئ في الحرب متمسكين بالتعريف القانوني الذي يقول أن الحرب هي هجوم واسع جوي وأرضي وربما بحري, يشنه أحد الأطراف على آخر. وإذا وافقنا على صحة هذا التعريف وذهبنا أيضا إلى الموافقة على ان العراق قد قام في 22 ايلول من عام 1980 بتوجيه هذه الضربة, فسوف نقول أيضا أن ذلك لا يعني ان الطرف الإيراني لم يدفع الأمور إلى حالة الإرتباك تلك التي يمكن لها ان تصنف الضربة العراقية كإجراء إستباقي, أو تعتبرها حالة تصعيد لما سبقها. وعلينا والحالة هذه ان نعود لندرس مجموعة المواقف التي سبقت تلك الضربة, وسيتبين لنا بكل تأكيد أن الجانب الإيراني كان ساهم إلى حد بعيد في عملية عسكرة الحل سواء عن طريق التصريحات الإعلامية المعادية للعراق بشكل مباشر (تحرير فلسطين يمر من كربلاء, التصريح الذي جاء على لسان بني صدر رئيس جمهورية إيران وقتها حول جيش العشرين مليون الذي سيزحف على العراق ولا يقف إلا في القدس .. وهكذا) أو على صعيد العمل بنظرية تصدير الثورة وبداية من العراق, او مد يد العون لحزب الدعوة العراقي وتشجيعه على البدء بأعمال عسكرية إرهابية كان أبرزها محاولة إغتيال طارق عزيز نائب رئيس الوزراء ومن بعدها العدوان على مسيرة التشيع عن طريق قنبلة يقال انها ألقيت من داخل المدرسة الإيرانية, مضاف إلى ذلك دوام القصف المدفعي على مدن عراقية حدودية.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها
- تجارة الدولة المدنية وسوق الأغلبيات السياسية في العراق
- أغلبية المالكي السياسية
- من يجرؤ على الكلام
- الإستفتاء الكردي .. العودة إلى ما قبل سايكس بيكو
- كيف ساهمت الأحزاب بتدمير الوعي السياسي العراقي قبل الإحتلال
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. (4)
- عيدية
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- وماذا بعد قيام الدولة الكردية المستقلة
- قطر ..حبة الرمل القاتلة
- في الموقف من المجابهة الخليجية القطرية .. الثابت المبدئي وال ...
- إسلامان سياسيان, واحد إيراني والثاني عراقي
- أرى جيوبا أينعت
- الخليفة أبو بكر البغدادي القرشي .. البعد الرمزي للتسمية
- العدو الآيديولوجي والصديق المخابراتي
- مثلث برمودا الإسلامي.. القومي في مجابهة الديني
- الإسلام السياسي .. فصل الخطاب
- عني وعن أمريكا وعن سوق حمادة
- الحجاب والتحضر وقمع الغرائز والدولة (العليمانية)


المزيد.....




- صور صادمة من غابات الأمازون إلى مناجم تشيلي توثق حجم الجمال ...
- من -سارق الأرز- إلى نقانق الدم.. اكتشف ألذ أطباق كوريا الجنو ...
- السعودية تُعلق على اتفاق وقف إطلاق النار بين -طرفي التصعيد- ...
- وزير دفاع إسرائيل: سنرد بقوة على انتهاك إيران لوقف إطلاق الن ...
- الجيش الإسرائيلي: صواريخ أُطلقت من إيران بعد وقف إطلاق النار ...
- ألمانيا ـ قطاع صناعة الأسلحة يطالب حلف الناتو بضمانات سريعة ...
- هجوم إيراني على قاعدة العديد الأمريكية في قطر: إدانات دولية ...
- إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر والدوحة تعتبر اله ...
- -هنيئا للجميع-... ترامب يعلن نهاية الحرب بين إيران وإسرائيل ...
- ست موجات جديدة من الصواريخ الإيرانية على إسرائيل خلال ساعتين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها (2)