أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مسعود لن يشق لكم البحر بل سيغرقكم فيه














المزيد.....

مسعود لن يشق لكم البحر بل سيغرقكم فيه


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5625 - 2017 / 8 / 30 - 19:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعيدا عن الإنتساب التاريخي لوطن واحد هو العراق فإن العلاقات الأخوية مع الكثيرين من الأخوة الكرد تعطيني قوة الثقة بانني حينما أتحدث عن الكورد وأعلن موقفا مناقضا لموقف بعض سياسيهم الرامي للإنفصال عن العراق, فإن ذلك لا يتأسس ولا ينطلق على اية قاعدة من الإنحيازات العرقية أو التضادات ذات الطابع الإنتمائي لغير العراق.
ثمة خطأ على بعض الأخوة الكورد تلافيه .. لقد كتبنا ضد طائفي الشيعة ونحن محسوبين عليها, كتبنا ضد الفقه السياسي الشيعي والسني الذي يتأسس على روح إفتراقية مع الوطن العراقي. كتبنا ضد الفدرالية الشيعية يوم نادى بها عبدالعزيز الحكيم. ثم كان هناك من حاول إقناعنا بضرورة العمل من أجل منح البصرة مدينتنا الحبيبة فدرالية أو حكما ذاتيا أو حتى تأسيس دولة خاصة بها, فرفضنا وحاربنا الفكرة إنطلاقا من هويتنا العراقية التي أنجبتها عصور وعصور تمتد إلى ما قبل التاريخ وما بعده, وهي هوية ليست محسوبة على عصر إلا إذا حملت أفضل ما فيه, أو على عرق إلا إذا تجذرت فيه الروح الصافية, ولا أدري كيف يقدر المرأ أن يتخلى عن هذه الهوية فيضع نفسه معاديا لإسم العراق ثم يعتبره حكرا لقومية دون أخرى ولدين دون آخر ولطائفة دون أختها.
أنا لا أكتب ضد محاولة إنفصال الأكراد عن العراق إنطلاقا من إنتمائي العربي وإنما إنطلاقا من عراقيتي التي أجد من بين صفوف الكورد من هو أكثر إلتصاقا بها مني.
أنا أكتب ضد تجزئة العراق سواء كان صاحب المشروع كرديا أو عربيا أو تركمانيا.
أنا عراقي قبل كل شيء, وقد علمتني التجارب المرة السابقة إنني بعد إعتباري لهذه الحقيقة فقط ومن خلالها سيكون أفضل لي لي أن أوزع إنتماءاتي الأخرى بالإتجاه الذي يخدم العراق, فإن تعارض المشروع مع مصلحة العراق رفضته.
كل مشروع يتحدث عن الديمقراطية واللبرالية والحرية والتقدمية والإنسانية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والمعتقد يمكن لوطن عراقي موحد أن يجعله أجمل وأروع وأقوى وأنفع.
قد يجعل الموروث السياسي الكردي صوتي باهتا, فثمة سهولة في الحديث عن مظلومية تعرض لها الكورد, لكن بإمكان سياسي الشيعة أن يتحدثوا عن مظلومية يعتقد البعض منهم أنها تمتد لألف وأربعمائة عام, وحتى لو كان ذلك صحيحا فإن العراق العراق ليس مسؤولا عن تلك المظلومية بل أراه في كينونته الحضارية كوطن جامع هو الحل. واليوم فإن بإمكان السنة أن يتحدثوا عن مظلومية بإمكانها أن تؤسس لدولة, وهل أن التركمان لا يملكون مثلها أو يزيد.
إن الظلم كان قد توزع على الجميع, وقد خضع له الجميع, وقد تساوى به الجميع. ولقد صار عليهم سوية أن يعيدوا بناء عقائدهم وإقتراباتهم على ضوء هذه الحقيقة.
تجربة الحكم ما بعد الإحتلال أثبتت من ناحيتها أن سياسي الكورد لم يكونوا بمعزل عن الحالة السيئة التي يعتمدون عليها الآن لتبرير تفعيلهم لدعوة الإنفصال.
من حقي كعراقي, لا كعربي, أن أسأل سياسي الكورد إلى أين أنتم ذاهبون بأهلي وأصدقائي وأخوتي الكورد.
أدري أن الوقت قد مضى على كلام كهذا, وأن الأغلبية من أخوتي الأكراد أنفسهم باتوا يتطلعون إلى قيام دولة مستقلة, وسيعتبرني هؤلاء إنني أضع كلامي موضع من فقد الإحساس بالزمن وحقائقه.
وأدري أن نسبة لا يستهان بها من العرب العراقيين باتت تتمنى أن يتخلص العراق من أكراده لكي يصبح قادرا على تحقيق وحدة الصف ووحدة الهدف.
أما أنا فمن قوم يؤمنون أن لا مقدس يعلو على مقدس الحق الإنساني, وليس بنيتي أن أُرْضي عربيا أو عراقيا على حساب الحق الكردي في الإستفتاء, وحتى في دولة مستقلة, لكن الذي أدريه أن هذا الحق يجب ان لا يتم الوصول إليه بطريقة ستحول المظلوم إلى ظالم بعد أن تجعله أوهام القوة يظن أن بإمكانه فرض الأمر الواقع في منطقة إقليمية ليس من السهولة هز ثوابتها الديموغرافية.
ونعلم أن دولة كردية بدون كركوك لن تقوم, وإن جيرة وديعة بين الأكراد المنفصلين وبين العراق لن تولد ما لم تحسم هوية هذه المدينة العراقية, فكيف إذا اضيفت إلى ذلك مشكلة باقي الأراضي كسهل نينوى وسنجار وخانقين وزرباطية نزولا حتى بدرة وجصان.
وأسأل : لو أنه قدر لكوردي عراقي أن يضع أهدافا جديدة من أجل حصوله على حقوقه الوطنية فهل سيظن أنه سيحصل على وضع أفضل من ما تحقق له في سنواته الأخيرة, أم أنه سيظن أن الذي يشجعه على الإنفصال هو الذي يتآمر عليه, وليس ذاك الذي ينصحه بعكسه.
إن العراقيين جميعا هم في أمس الحاجة إلى مراجعة ثوابتهم السياسية السابقة وتعديل إستراتيجياتهم القديمة على ضوء ما تحقق منها وما فشل, وفي المقدمة منها تلك التي تم وضعها في ظروف مغايرة جدا للظروف الحالية, وسوف تتأكد أغلبيتهم أنهم جميعا بحاجة إلى (العَرْقَنَة) التي توحدهم في دولة عمادها العلمانية والمساواة أمام القانون عِبْرَ عراق يمر من خلال مصالحه إلى العالم.
وبالأمس لم يكن لدى الكورد ما يخسرونه, وكانوا, يوم يعلو صوت النفير, أسرع من غزال جبلي في صعود الجبال, أما اليوم فصارت لهم حواضر يعز على المرأ أن يراها تذهب ضحية لهدف كان قد تم وضعه في ظرف لم يكن لدى الكوردي ما يخسره.
إنه البحر المتلاطم أمامكم ومسعود لا يملك عصا موسى لكي يشق البحر.
وحتى لو أنه ملكها فهو ليس موسى وعصرنا لم يعد عصر المعجزات.
إنه عراقكم كما هو عراق العرب والتركمان والكلدوآشوريين.
ولو أن عربيا قال لكم إذهبوا عنه فقولوا له إذهب أنت فنحن هنا قاعدون



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت بلا أسوار
- الإستفتاء وإعلان الدولة الكوردية المستقلة هل سيكونا كويت الب ...
- علي الأديب وفقه التبعية والعمالة
- الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها (2)
- الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها
- تجارة الدولة المدنية وسوق الأغلبيات السياسية في العراق
- أغلبية المالكي السياسية
- من يجرؤ على الكلام
- الإستفتاء الكردي .. العودة إلى ما قبل سايكس بيكو
- كيف ساهمت الأحزاب بتدمير الوعي السياسي العراقي قبل الإحتلال
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. (4)
- عيدية
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- وماذا بعد قيام الدولة الكردية المستقلة
- قطر ..حبة الرمل القاتلة
- في الموقف من المجابهة الخليجية القطرية .. الثابت المبدئي وال ...
- إسلامان سياسيان, واحد إيراني والثاني عراقي
- أرى جيوبا أينعت
- الخليفة أبو بكر البغدادي القرشي .. البعد الرمزي للتسمية
- العدو الآيديولوجي والصديق المخابراتي


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مسعود لن يشق لكم البحر بل سيغرقكم فيه