أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - تسبيحات امرأة من هناك!...














المزيد.....

تسبيحات امرأة من هناك!...


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1470 - 2006 / 2 / 23 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


صحنٌ من الحلوى لا يسعني الآن
كنت قد مت قبل قرون ونيف من خذلان الشجر وآدمية الأرض..
ولماذا..
رصاصة محكمة فطرته على الأرض بقائمتين والظل فوقهما،
اطيان بينهما مسختها الريح الى قضيب، او ذكر عتق رأسه فأنتصبت رايته.....
رصاصة اخرى اضلت الهدف فأصابته،
وبهذا ولد ظل جديد بأربعة قوائم اثنان منها لا تجيد ملامسة الأرض ،
من هنا تجسّر الظل فبصق نفسه انثى مستفحلا بقائمتين!!!...

كنت قد مت قبل قرون ونيف من تقرن ضلع البشر
رغم اني لا اقوى على النوم السرمدي ويقتلني الأرق!
لم يأتوا لزيارتي إلا بحنفة بخور وشمعة منزوعة الفتيل وبرائحة النفط ..
كما انهم اخفقوا في شأن الثقاب ونجحوا برتق حناجرهم بعصائر المانجا والفرولة والدخان وبعض ثرثرة.......
وما زلت بأنتظار زجاجة نبيذ توضع فوق داري السرمدي برفقة الحمد لله والكعك لهم!....
إلا انهم لن يفعلوا.
وما زلت انتظر!!..
وابتهج آملة حين تدنو مني قهقهاتهم الدنيوية،
ثم تنحدر الى رثاء بلا مناسبة...
وحال انشغالهم فوقي بتضميد عشقهم لتملك المفقودات المرحلّة بأذنهم وبأذن القدر.. وحسب شطريّ الدرك بأسفله واسفله!


تلك الدودة تشاغلاني بمجساتها كبائعات الهوى ..
نسيت هي الأخرى ان تطل على ضلعي المحشور، ببعض نبيذ لنباشر النوم الموكلين به ونستريح!
وهكذا عقدت صفقة مع ملكة دود الأرض وجندها،لهم اللحم والعظم... ولي الذاكرة..
غير أن مجسات طاغية نالت بعض ما في القحف خارجة عن القوانين السرمدية المتحضرة ونواميس صفقات تعرية العظم!
او لربما اخطأت التعرف على مواضع اللحم والرهط المُعظّم منه!!

مت قبل قرون، ونيف من قرن جنون اشرعة الزمن ،
سعدت بصفقة الذاكرة حال توقيعها بعد نزولي البارد،
ضجيج الآخر الملتهب شدما التهاب وهو يتداول اعضائي ليجففها قبل التخزين لم يبهرني.....
وما سألت عن سبب لغو العويل،
فهو احتجاج مبستر ضد عتق روح او كسر قيد، او اعلام غير مهذب عن فناء لم يؤمم بكامله لبشر
روحي تتدلى بذاكرتها كقلادة من العاج.. تبحث عن عنق يطل عليهم ليخرسهم بأدب ارفع من مجس ينتظرني ليبارك الوصول.....
ولم انس مجساتهم الغليظة يوم كنت مفقودة فوق، وبين الشمل، وهي تباركني صباح مساء لتجبّر عظمي المنقوع برحمة المبيدات!

لم اضجر كون جياع الدود وعصاتهم وسماسرتهم جاؤوا بدورهم على بعض ما في القحف كمساهمين نشطاء تعرفوا على برمجة النتف..
.إلا انهم التهموا الجزء المعني بذاكرة التاريخ ومزابل الأنوثة المترجمة في شطر الدرك الحي الى ذخيرة عطر وسرير من دسم وقاموس حياء......
غادروني وخلفهم قحف نصف ممتلئ..حر..، وحيث سقط اللحم سقطت الأنثى!! ...
وبهذا انتعشت ذاكرة الذات..
فصرت انا ،... وصار لي يوما وتقويما سرمديّ..وبعض حبور!

رغم ان الماء كان ينساب بهدوء وفقاعات الصابون كملائكة تتوضأ بملح الليمون والكافور لتسلك الدرب بين النهدين ونحو السرة وما دونها ، وكلي في شفاعة هجرة اضطرارية لخلع الجسد..
إلا اني شعرت بأجتياح الدفء يرواد اعضائي..
فتوهج شيء واغتسل بكافوره...وقد انزلوني لحظتها برفق حيث التقيته لأول مرة فادهشني! ...
.....وكان هذا بداية التقويم والنزول...لممارسة الحياة بلا خيمة او نباح او صفير......
وما زلت انتظر زجاجة نبيذ...
ليطهروا بها ذنوبهم.. وابارك بها نصف الذاكرة والطريق الى القيلولة...وبين مجسات متآخية.....

فاتن نور
06/02/22



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مولاتي..بغداد..قومي..
- بين الفن الكاريكاتوري والفن التطبيري...
- شقيّة انتِ ..
- ! فهمت مؤخرا ما السر وراء تخلفنا.. الحداثة الجنسية
- آواه..انها اليوغا!..
- ..رحماك ربي
- حميّة مدرسية وصور...
- صرخة..حول محاكمة قلم
- همسات من طين..
- محروقات وثرثرة
- وخرج والدي من قبره!
- مطبات وتواصل ...
- اغيثوني ..مَن انتخب؟
- المرور بجسد المرأة..هو الحل!..
- مقتطفات من بلد الغلابة والثراء..مصر
- الحروف غير المنقطة في .. السمراء والهُدهُد!
- !!تفجيرات الأردن وحوار ابو عمير وأم عمير
- ..أبو نواس والتفجير
- دمعة
- الانسان..بين الغضب والإسترخاء...2


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - تسبيحات امرأة من هناك!...