أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاتن نور - بين الفن الكاريكاتوري والفن التطبيري...















المزيد.....

بين الفن الكاريكاتوري والفن التطبيري...


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1458 - 2006 / 2 / 11 - 10:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"يا اهل الكوفة يا اهل الختر والخذل فلا رفأت القبرة، ولا هدأت الرقة ، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا ، تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ، ألا هل فيكم الا الصلف والشنف وخلق الدماء وغمز الاعداء ، وهل انتم الا كمرعى على دمنه ، او كفضة على ملحودة ،ألا ساء ما قدمت انفسكم ، أن سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون... أتبكون؟ …أي والله فابكوا... إنكم والله احرياء بالبكاء،فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا فقد فزتم بعارها وشنارها،ولن ترحضوها بغسل بعدها ابدا "

هكذا وصفت زينب الشيعة، ولم تكن بدعة التطبير قد دخلت في ميدان العزاء الحسيني بعد..ماذا ستقول لو رأت ما آل اليه العزاء من هستيريا دموية عاشورائية يُقحم بها الصغير قبل الكبير، وحسبهم في ذلك تقربا لله وارضاءا له وسيرا على نهج أئمة اهل البيت !..

طقوس الحادية مجوسية مستوردة لا شفاعة منها ولا مطر غير استغلالها من قبل الغرب كبينة اخرى على تخلفنا وجهلنا وضلالتنا وعشقنا للعنف وسفك الدماء ،.. أولم تستغل بريطانيا العظمى صور تلك الطقوس المفزعة وتحتفظ بأفلام وثائقية ابان انتدابها حيث قالت للعالم بأسره انظروا الى تلك الشعوب المتوحشة وهمجية طقوسهم ومثلهم لا بد ان يروّض ويقاد!
وهي من كان يسوق الزناجيل الى الهند والعراق!!
أولم يدعو الأنكليز في الثلاثينات من القرن المنصرم رئيس وزراء العراق آنذاك الذي كان يفاوضهم من اجل استعادة العراق لسيادته اولم يدعوه لمشاهدة فلما وثقائيا عن العراق يفصح عن عدم آهليته للسيادة كونه مجتمع لا يتمتع بأية مدنية، وكان الفلم عن العزاء العاشورائي والتطبير!

وماذا بعد....؟
هل سنطبل ونهلل لعقد صفقات تجارية بين امريكا والعراق لتزويد ارضنا المقدسة بالزناجيل والقامات وببالات الخام الأخضر والأبيض ونفخر بأننا نمتلك زناجيل ذات جودة عالية وضد الماء والدم والملح والدمع فلا تصدأ ولا تبلى،وبقامات باشطة بمقابض مُذهبّة مختوم عليها ..صنع في امريكا.. بينما سفنها التجارية تأتي من الصين بسعر التراب؟...
هل هناك من يفهم ما معنى ان تنقل للعالم صورة لرجل فلق رأسه وراح يبتسم امام الكاميرا بينما ابنه الرضيع يمسك رضاعة اكتست بلون الدم؟... اين رجال الدين الشرفاء ام ان الدين لا يصلح لأن يلحق به الشرف!!؟

لم تكن ثورة الحسين ثورة كاريكاتورية اطلاقا..ولكن التجسيد الأسلاموي والعزاء لتلك الثورة يطل علينا سنويا بصور كاريكاتورية تحمل بطياتها كل فنون العنف ومشاهد سفك الدماء حيث تفلق الرؤوس بالقامات التي تبدو وكأنها سيوف رومانية من الطراز القديم،كما تجلد الظهور بالسلاسل الحديدية فتسلخ الجلود بعد احمرارها وازرقاقها بتلذذ وفخر وبتواتر مع لطم الصدور وخمش الوجوه فيبدو الموكب العزائي بجموعه من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال المنهمكين في استعراض مهاراتهم في فنون التعديب الجسدي وكفاءات حناجرهم في العويل والنواح يبدو وكأنه ملحمة للترويع والفزع وفصل من فصول الإضطراب والإكتئاب التاريخي الطويل الأمد!
مظاهر الجهل والتخلف تلك بكل ادوات الفن التطبيري المُبتَدع والتي تنقل عالميا عبر وسائل الأعلام المختلفة لا اظنها تعكس صورة سوية لدى المتلقي في شتى اصقاع العالم عن طبيعة اداء المجتمع الأسلامي، فقد يتحسسها البعض على انها طقوس غريبة موغلة بالعنف واستعراضات سادية مازوشية لا يمكن ان تكون احتفاءا بثورة انسانية او الهاما لأستخلاص الدروس والعبر بحجة ترسيخ مواصلة الولاء للنهج الحسيني والذي نبتعد عنه مائة وثمانون درجة ومنذ واقعة كربلاء حتى يومنا هذا..

هل سأل احدكم ..لماذا ثار الحسين رغم كونه شخصية لها احترامها في المدينة ومكة وله شيعته في اليمن؟

هل يعرف احدكم فيما اذا كان الحسين طامعا في السلطة ام طامعا في الشهادة ام يائسا واراد الإنتحار!؟

هل هناك من يعتقد بأنه كان ثائرا من اجل التغيير ومرحبا بالشهادة مقابل الدرس او الأرث التاريخي الذي سيجنيه احفاده للتحرك والثورة ضد الظلم والطغيان والذل والإستبداد وبلا خنوع او كسل!؟
هل التطبير هو تحركنا وجهادنا وهو الأرث الذي تركه لنا الحسين وهو العبر التي استخلصناها من صميم الواقعة لمواجهة الفساد بكل صنوفه وفنونه؟

لماذا لا نكتفي بأداء شعائرنا الدينية بطريقة متحضرة تبتعد عن العنف وهدر الدماء؟
آولا تصلح الشموع وباقات الزهور كبديل لابأس به عن الزناجيل والقامات!؟
آوليس رائحة الورد افضل من رائحة الدم!؟
لماذا الإصرار على التطبير؟

إن كان تعبيرا عن الحزن والجزع فهناك الف طريقة ووسيلة للتعبير عن الحزن المفرط بعيدا عن العنف وعن تلك المشاهد المفزعة المثيرة للجدل في الداخل الأسلامي وخارجه،اما ان كان تأنيبا للضمير وجلدا للذات على موقف تاريخي مضى.. فكفى والف كفى،لابد لتأنيب الضمير من حد يقف عنده ومن الهراء ان نستمر بالتأنيب الى ما لانهاية تاركين انوفنا تمرغ بالوحل واعراضنا تنتهك وثرواتنا تسلب ويتلاعب بنا الفقيه تلو الفقيه والدكتاتور تلو الدكتاتور،تشوى لحومنا وتفرق كل يوم فوق الأرصفة والطرق والمعابر بلا رقيب او حسيب،فهل الذل والخنوع والتأنيب الأزلي هي الدروس النيرة المستقاة من تحرك الحسين وثورته آنذاك!؟

اتقو الله يا مسلمين ففنونكم التطبيرية( ولا اقصد هنا التطبيرالعاشورائي فقط فللأمة الأسلامية فنون تطبيرية متنوعة) قد يقابلها في الطرف الأخر فنون كاريكاتورية تقض مضاجعكم..


قامت الدنيا ولم تقعد بعد، وانتفض العالم الأسلامي بمشاعره الفياضة وحبه لدينه الحنيف ليجسد دورا بطوليا آخرا بشجبه تلك الرسوم الكاريكوتورية التي نالت من شخص الرسول واساءت الى ذات الفرد المسلم المتسامح الكريم كالحمل الوديع والمعطاء المبدع ومنذ قيام الرسالة.. تلك الرسوم التي اصبحت بين ليلة وضحاها انفلونزا آدمية عالمية غطت على انفلونزا الطيور التي تراجع صيتها.. وقد انتقلت العدوى وبسرعة فائقة من بيت الداء الأسكندنافي الى مجمل البيت الأوربي ومنه الى بيوتاتنا العربية التي اصيبت بالرشح والعطاس والغثيان وقبل انتقال العدوى....
لم كل هذا ولمصلحة من ؟
من المستفيد ومن سيدفع الثمن؟
وكيف يهب ثائرا منتفضا لكرامته وكرامة مقدساته ورموزه الدينية من استنزفت كرامته وأحل دمه ومرغ انفه في الوحل وفي عقر داره ومن قبل أولياء اموره المستبدين المتغطرسين في الداخل والراكعين المنطبحين في الخارج والفاغرين افواههم كالمجاذيب امام قضاياهم المصيرية...

المجتمعات والمؤسسات الأسلامية على اختلاف الوانها ومشاربها بدأت تطالب العالم ومؤسساته الدوليه بأحترام مشاعرالمسلمين ورموزهم الدينية والتي يستوجب عدم المساس بها بحجة حرية التعبير… حسنا.. ولكن كي تكون المعادلة متوازنة ومقبولة منطقيا من كل ذي عقل ،على تلك المجتمعات ان تحترم بدورها مشاعر الآخر وديانته ولا تمسها بسوء...
فهل هي فاعلة ومفعلة لأبجديات احترام الديانات الأخرى؟
للأسف الواقع يقول لا والف لا..

فرجال الدين وفقهاء العالم الأسلامي الإجلاء ورموزهم في قم والأزهر والنجف..الخ.. يعلوموننا يوم تلو يوم بعلو الدين الأسلامي وسموه فوق الأديان الأخرى بما فيها السماوية ، فالأنجيل مرتبك ومزور واتباعة من المشركين حتما لآنهم عبدة الثالوث! ولابد من تطبيرهم،والتوارة مشوهة ومحرفة واتباعها اليهود هم احفاد القردة والخنازير وتحق عليهم كل فنون التطبير! ولا بد من التنكيل بهم فهم صهاينة عن بكرة ابيهم وجدودهم..

..اذا كان هذا هو شأنهم مع الأديان السماوية فحدث ولا حرج مع بقية الأديان .. واذا كنا نمتلك من المنابر الكاريكاتورية كثيرها وعديدها وبصور لا حدود لها من التمزيق والتشكيك والإستهانة والتهكم على الآخر وديانته وبكل فنون التطبير الفقهي السلطوي ،واذا كان بيننا من هم أكفاء امناء لتجسيد هذا الفن التطبيري وترويجة وترسيخه في العقول والضمائر المنطبحة لتلقف كل ما يأتي من خلف منبر، فهل يجوز لنا حجب هذا الفن العظيم عن الأخر ليجسد ما يراه فينا وحسب رؤيته المنبثقة من صورنا الكاريكاتورية التي نزفها للعالم بوقاحة؟

بالتأكيد رؤية العالم لنا لم تأت من فراغ..واذا قلنا بأن رؤيتنا لتلك الأديان ومعتنقيها هي الأخرى لم تـأت من فراغ أذن هيا بنا الى سوح الوغى الكاريكاتورية لنتبادل الصور ونتفاخر بأبشعها واعنفها.. عل الحمية بيننا تزادد حدة فننتقل الى سوح المواجهة الحقيقية بالبارود والرصاص والقنابل النووية والتقنيات العسكرية وسننتصر بأذنه وبدهاء ساستنا المنبطحين!!

هل في تلك الرسومات من اساءة تتفوق على اساءة الأمة الأسلامية لذاتها؟

لم يبق من جسد الأمة الأسلامية غير كساء الشعارات الطنانة وقرقعة القيم البوقية فهو جسد عليل بكل المقاييس حيث يعلوه الجهل والتخلف والصراع والتفكك والتبعثر الطائفي والتخالف الفقهي والقرصنة للفوز بالخمس والإقتتال لنهب السلطة والسمسرة لإبتزاز العوام ومحاصرتهم عقليا وروحيا للخنوع التام لأولياء امورهم تحت راية الله اكبر النصر لنا..بلى انه لنا فنحن اكبر امة اصيبت بالكساح لتترمي في حضن المجتمع الدولي كي يعيلها ويملي ما يملي عليها مقابل تلك الإعالة فلا شيء بالمجّان .. لقد حققننا اكبر تورم عددي معاق حضاريا وتنمويا وسياسيا واقتصاديا ودينيا وبقيت مشاعرنا في غاية الشفافية!....

حبذا لو ننتفض ونثورلإحياء قيمتنا كبشر في بلداننا اولا،بشر لهم احاسيسهم ومشاعرهم وكرامتهم ولهم ثقلهم وحضورهم فوق اراضيهم ومن ثم يصح لنا التطلع نحو الخارج ومطالبته بأحترام ما يستوجب احترامه ،ولا اعتقد سنكون بحاجة للمطالبة بالإحترام فيما لو فعلنا بل سنفرض احترام الآخر لنا ولمشاعرنا فيما لو اوجدنا ذواتنا داخل مجتمعاتنا الموشحة بالكرم والصلاح والعدل والتسامح!...

كلمة حق لابد منها...

أولم نسيء للديانة البوذية حين قامت حكومة طالبان بتدمير تماثيل بوذا ضاربة عرض الحائط مشاعر اتباع تلك الديانة من البشر؟.. هذا ناهيك عن كونها ارثا انسانيا وصرحا حضاريا..
اولم نسيء الى الأسلام بصور الملثمين من الأسلاميين وبين ايديهم القرآن، وبعد قراءة آية او آيتين يجتزوا رأس رهينة بشكل بشع ومشين، وتتكرر الصورة مع اختلاف الآيات التي تتلى واختلاف الرأس المجهزة للإجتزاز واختلاف نوع اللثام والجهة المُجتزة بينما يبقى السيناريو الأسلاموي والقرآن هو القاسم المشترك للإعتداء والذي تلاحقه الفضائيات وبقية وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة لتنقل تلك المشاهد الوحشية بكل المقاييس والمستندة الى نصوص كتابية!!!
قد يقال وبدم بارد بأن حكومة طالبان حكومة متطرفة لا تمثل الإسلام بشيء ، وكذا قد يقال بصدد التيارات الأسلامية السلفية الأرهابية والتكفيرية التهجيرية التي تفخخ وتفجر وتقتل وتختطف وتجتز اعناق البشر بالخناجر والسكاكين وبرفقة النص..
اقول وبدم بارد ايضا ،إن كنا نمتلك مثل هذا الإنفتاح العقلي ونستطيع ان نتفهم بأن هناك من يسيء للإسلام وهو مسلم يحمل الكتاب بين يديه ولا يفهمه ،فلا ننتفض ولا نثور،وقد لا يكون فردا بل حكومة اسلامية بطولها وعرضها او تيارا اسلاميا متطرفا له زعاماته ورجاله وتقنياته التي لا يستهان بها..ولا ننتفض ولا نثور.. ، فلم لا نفهم او نتفهم إن جاءت الأساءة من فنان لا يعتنق ذات العقيدة ولا يمثل جهة او مؤسسة او حكومة؟ علما انه لا حكومة في ذلك الركن من العالم لديها وزارة اعلام تنعق ليل مساء بأسم السلطان ومنجزاته او بأسم الدين ومباهجه....

لماذا لا نثور والاسلام ينخر من الداخل ويُطبّر ويظهر على الملأ بأبشع صوره بينما نهرول الى الشوارع مدججين بالغضب والذعر لنقتحم السفارات ونحرق الإعلام، وبهمة عالية ليس لها سابقة نكسر الأطواق الأمنية بقدرة قادر! للتعدي السافر على سفارات الدول المحكومة بدساتيرها ومحاكمها القضائية المستقلة عن الحكومة والدين..

لقد خلقنا ضجيجا عالميا بحجة مشاعرنا التي مُست واحاسيسنا التي جُرحت ورسول رحمتنا الذي شوهت صورته ونحن اول من شوهنا صورته وحرفنا رسالته وجرينا وراء كل من هب ودب نلتقط احاديثا منسوبة اليه لنبرمج حياتنا على ضوءها كالدمى وبلا تفكير..

.. لماذا لا نقول وبدم بارد بأن من رسم تلك الصور ومن نشرها لايفهم الإسلام ولا يمثله وهو اساسا لا يعتنقه فلا غرابة تستدعي الثورة والغضب أوليس هذا ما نقوله بشأن الأنتهاكات الدموية والعنف المتفشي في عالمنا الأسلامي والذي يسيء شدما اساءة للدين؟
ومن كان له رؤية اخرى تتفق مع كل اشكال العنف التي يلفظها عالمنا الإسلامي ويصدرها للداخل الأسلامي والخارج ولا يرى فيها اي اساءة ومساس بروح الدين او مشاعر المسلم المعتدل اذن فليتقبل امثال تلك الصور فهي تعكس واقع حال تلك الرؤية ومن تداعياتها...

اولم نسيء الى الأسلام بصورة طفل في موكب تطبيري غير مؤهل لحمل اي سلاح او اية اداة حادة قد تلحق به الضرر بل غير مؤهل اساسا للمشاركة في مواكب العنف المخضبة بالدم او حتى رؤيتها؟
ماذا نقول للعالم؟
هل نقول لهم بأن الطفل المسلم ليس كبقية اطفال العالم فهو يتفهم العنف على انه وسيلة للتعبير عن الحزن ونمط من طقوس العبادة والتقرب الى الله وهو قادر في سن مبكرة جدا ان يستخدم السلاسل الحديدية والقامات والسكاكين وان يساهم في سفك الدم توددا للأئمة الصالحين..
ومن سيفهم كل هذا اذا كنا نحن المسلمون مختلفون في هذا الشأن وكالعادة، فهناك من يستنكره وهناك من يدعي بأنه عمل مستحب وليس بواجب!، كيف لنا ان نضع الطفولة في مقدمة موكب مسلح ومعفر برائحة الدم وندعي بأنه عمل مستحب بل نسمح للطفل ان يساهم وان يستدر دمه خارج جسده الغض؟ اين علماء النفس ومنظمات حقوق الأنسان ورعاية الطفولة ؟ من سيجرأ على اعداد دراسة او بحث حول تأثيرات امثال تلك الطقوس العنيفة على مدارك الطفل وعمق الشروخ النفسية وتداخلاتها التي ستسقط على كيانه وبنائه كفرد وله دوره الأجتماعي مع ذات المجموع ومع الآخر؟
والسؤال المهم هو .. اذا كان التطبير مستحبا وليس واجبا،وحيث ان ممارسته تولد اشمئزازا لدى الكثير من المسلمين وحتى ممن هم من نفس الطائفة التي تمارسه كجزء من طقوس العزاء ، فلم لا يترك المستحب من اجل الواجب؟ اوليس وحدة الصفوف المسلمة واجبة؟
اوليس مراعاة مشاعر المسلمين بعضهم لبعض واجبا ضروريا ،وقد نحسن صنعا فيما اذا تخلينا عن المستحب من اجل الواجب، لاسيما اذا كان هذا المستحب له تداعيات سلبية كثيرة ومثار جدل وبؤرة عنف توهن المذهب ؟..
هل ما زال هناك من يفكر لصالح الجمع الأسلامي وليس لصالح طائفة او مذهب او شخص او جيب ولا لصالح سلطة او شهرة !!!!!؟...

ومن باب آخر مغاير تماما ولكنه يصب في فحوى موضوع اهانة الأديان دعوني اتسائل..

كيف بدأت الرسالة المحمدية؟
يذكر لنا التاريخ أن رجالا من من اشراف ذهبوا الى عم الرسول فقالوا له: يا ابا طالب إن ابن اخيك قد سب آلهتنا،وعاب ديننا، وسفه احلامنا،وضلل آباءنا فإمّا ان تكفه عنا وإمّا ان تخلِّي بيننا وبينه...الخ...
كان من حق الرسول تسفيه دين الآخر فهو نبي الله ولديه رسالة سماوية لابد من تبليغها بالتنسيق مع الوحي.. هذا هو السيناريو الذي يؤمن به المسلم ومن حقه أن يؤمن بما يشاء وحسب قناعته ووفقا لما يريحه..
..ماذا عن الآخر؟..
هل نفرض عليه السيناريو الذي يؤمن به المسلم؟
الآخر ايضا لديه سيناريو كان قد اقتنع به ويراه هو الأصوب والأنجع ، فأما ان تتقاتل البشرية وكل يريد ان يفرض السيناريو الديني الذي يؤمن به او ان يسود الأحترام المتبادل بين معتنقي السيناريوهات السماوية والوضعية

شتان ما بين الفن الكاريكاتوري والفن التطبيري بشقيه الحسيني والآخر التطبيري الأسلاموي العام بشتى صنوفه..ألا ان الفن الكاريكاتوري هو بحد ذاته تطبير تخطيطي ينقل معنى او مضمونا لهدف سياسي يراد نقده او آفة اجتماعية يراد تغييرها ..هذا الفن البسيط القوي الذي يتصدى بطريقة ساخرة غالبا لكل العيوب والتناقضات السياسية والأجتماعية ، وكما يراها الرسام فيطبّرها بجرة قلم رشيقة ليضعها امام المتلقي وفي عنق الملأ، هذا الفن لابد له أن يكون حرا خالصا - كبقية الفنون الأخرى- كي يؤدي دوره الفاعل الصحيح لتعرية ما يمكن تعريته وحسب رؤيته وفهمه للواقع ووفقا لتوجهاته وتطلعاته آملا في الأصلاح الذي يراه من زاويته الخاصة وليس بالضرورة ان تكون زاويته مصيبة تماما ولكنها مطروحة للتحاور لا للضجيج والثرثرة..
من اجل تعرية العيوب والآفات وطبيعة المتغييرات وعلى كافة الأصعدة لابد من الحرية الأعلامية التي تستوعب كافة وجهات النظر التي يمكن تجسيدها بمختلف انواع الفنون بعيدا عن اراقة الدم والتهور وقريبا من التحاور والجدل ولا يمكن خصخصة الفنون العالمية ووسائل تناقلها ونشرها لتسير كما تشتهي السفن الغارقة ....

فاتن نور
06/02/10



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شقيّة انتِ ..
- ! فهمت مؤخرا ما السر وراء تخلفنا.. الحداثة الجنسية
- آواه..انها اليوغا!..
- ..رحماك ربي
- حميّة مدرسية وصور...
- صرخة..حول محاكمة قلم
- همسات من طين..
- محروقات وثرثرة
- وخرج والدي من قبره!
- مطبات وتواصل ...
- اغيثوني ..مَن انتخب؟
- المرور بجسد المرأة..هو الحل!..
- مقتطفات من بلد الغلابة والثراء..مصر
- الحروف غير المنقطة في .. السمراء والهُدهُد!
- !!تفجيرات الأردن وحوار ابو عمير وأم عمير
- ..أبو نواس والتفجير
- دمعة
- الانسان..بين الغضب والإسترخاء...2
- الانسان .. بين الغضب والإسترخاء
- ..ميليس وسجع الورق


المزيد.....




- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاتن نور - بين الفن الكاريكاتوري والفن التطبيري...