أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هرمز كوهاري - !!سمفونيات في سوق الهرج والمرج














المزيد.....

!!سمفونيات في سوق الهرج والمرج


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1462 - 2006 / 2 / 15 - 11:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هذا العراق الذي كان يعرف في الدول الاوروبية ولا يزال ب"
بلاد " ميسو بوتاميا " أي" مابين النهرين "،باللغة الاغريقية
والاصح أن يسمى " بلاد النهرين "،لأن التسمية الحقيقة لأهل العراق القدماء، الاراميون هي " بيث نهرين " والبيث” باللغة الارامية ، ، تعني البيت أو المكان ، ونقول بيث " كريْهي " أي مكان المرضى أو المستشفى ،" وبيث إرْ يي " أي السجن وهكذا ، وكذلك الانكليز يقولون " هوم " للبيت وللوطن أو الموطن ، لأن في زمن السومريين و البابليين لم يكن آنذاك معنى للبلد أو البلاد كما نعرفه الآن ، وربما تُرجم" بيث " للسائح الإغريقي ب" بينْ " وأصبح " ميسو بوتاميا " أي ما بين النهرين .لأن ميسو باللغة اليونانية تعني " بين " وبوتاميا ” تعني النهرين .


في بلاد النهرين الذي عرف أول شريعة في التاريخ وإكتشاف العجلة والزراعة ، وألاهم من كل هذا إكتشاف الحرف والكتابة أي نقل الاصوات الى خطوط ! و الذي كان سببا رئيسا لتقدم البشرية ونقل تجاربها من جيل الى جيل ، وكل هذه الانجازات لازالت تخدم البشرية وتستخدمها لحد اللحظة ، في هذا البلد ، بلد الثورات والانتفاضات والمسيرات الجماهيرية الواعية منذ تأسيس الحكم الوطني ، في هذا البلد نشأت وترعرعت الاحزاب العلمانية الديمقراطية والشيوعية منذ تأسيسه ولا زالت ، في هذ البلد الذي قيل أن مصر تؤلف و ولبنان يطبع والعراق يقرأ ، بلد الشعراء الثوريين والمنتفضين بوجه الحكام والمتخلفين أمثال ، جميل صدقي الزهاوي ومحمد مهدي الجواهري وصالح بحر العلوم والسياب ، وقبل أكثر من ثمانين سنة ، أي في سنة ،1921 بشّر الزهاوي الفقراء بمستقبل زاهر بقوله :

" أيها االفقراء لا تيأسوا من الحياة ، أيها الفقراء !
رفعت أخيرا فوق رابية الهدى ، راية بلشفية حمراء" !!

ولو بُعث اليوم لقال :

أيها الفقراء لا تفرحوا في الحياة، أيها الفقراء !
إحتلت مناصب الدولة عمامات بيضاء وسوداء !!

وفي الثلاثينيات رد قائد الانقلاب بكر صدقي على الحزب الشيوعي بقوله " أين الطبقة العاملة العراقية ، ورد عليه الحزب الشيوعي ، بموجة من الاضرابات لعمال الموانئ والنسيج والسجائر والنفط في كركوك وسدة الكوت وورشات السكك الحديدية ومصانع الحياكة في النجف وعمال القاعدة العسكرية في الحبانية .وكذلك بإلانتفاضات الفلاحية في الجنوب للمطالبة بالماء والارض والتحرر من سيطرة الاقطاع .

كل الاحزاب التي تكونت في أواسط الثلاثينيات حتى نهاية عهد الزعيم الوطني الشعبي ، عبد الكريم قاسم ، كلها كانت علمانية ، لم يكن بينها عمامة واحدة وإن وجدت فكانت ضمن الاحزاب العلمانية ! على ما أذكر في سنة 1952 وجه الشخصية الوطنية الديمقراطية كامل الجادرجي ، زعيم حزب الوطني الديمقراطي ، نداءا الى كافة أفراد الشعب العراقي لإعلان الاضراب العام إحتجاجا على تعديل معاهدة النفط بطريقة غير منصفة وتخدم مصالح الشعب العراقي ، فالتزم به الجميع .
في سنة1963 أعدم الزعيم عبد الكريم قاسم من قبل عصابة البعث ولم يكن يملك لا بيتا ولا صريفة بل فقط دينارا واحدا ومائتين فلسا فقط لاغير بشهادة حسن العلوي أحد المشتركين في لجنة جرد ممتلكاته !!

في هذا البلد الذي سبق غيره في الحضارة ، كان المفروض أن يستمر في المقدمة لولا الغزوات التي توالت عليه من مختلف الاقوام من بلاد الفرس و من الجزيرة العربية آخرها من االعثمانيين ، ودخل في نفق التخلف ، في بداية القرن العشرين أُريد له بعض النهوض وبعض التطور ، لكن العروبيون أدخلوه في نفق التعصب القومي البغيض، والآن في بداية هذا القرن القرن الواحد والعشرين يبدوا أن بعض الملالي يريدون إدخاله في نفق التخلف الديني والطائفي المقيت، أرجو ألا يستمر بل يكون قصيرا بل أقصر من القصير.

اليوم، هذا البلد يتحكم به وبسياسته ، المغفلون والمغفلات بأصواتهم لأنهم الذين تلقوا البركات من المرجعيات النجفية والكربلائية والكاظمية وملالي القم الذين جنّبوا أتباعهم نار الآخرة !!بإختيارهم الملالي وأشباه الملالي والملتحين ، والمغلفات أو المكفنات بالسواد ، و لأنهم تلقوا المكرمات من كرم الجعفري نهبا من المال العام ، ولمسوا تمييزا واضحا بينهم وبين غيرهم من الذين أقل إيمانا وإقتناعا بأفضال قائمة التخلف .

هذا البلد الذي لم يعد مثقفوه يرون شعارات الحرية والديمقراطية من زحمة العمامات وجبات المؤمنين وحجابات المؤمنات اللاتي أخذن دور الماجدات !!، ولا مسيرات ومظاهراتهم حيث تعلو عليها مراسيم الزيارات واللطم وأصوات السلاسل الجلد ، جلد الذات .
إن إختيار الجعفري قد تساعدهم في تلقي مزيدا من المكرمات السخية لتأدية فريضة الحج !أما إذا لم يفوزوا بالقرعة فتنتظرهم مكرمة سخية أيضا غرامة على الدولة تقدمها لهم جزاءا لعدم تمتعهم بالحج ! أما بالنسبة الى الصدريين فقد يساعدهم الجعفري في تعجيل ظهور الامام المهدي المنتظر (ض) !
في هذا البلد لم تعد تقرأ المقالات ولم تعد تُسمع أصوات الديمقراطيين
واللبراليين لبناء ديمقراطية حقيقية ،لا ديمقراطية طائفية يتحكم بها المتخلفون والمتخلفات ، من كثرة ترديد الآيات ولعنات الابليس في المجالس والمؤتمرات ، ولم تعد تسمع أصوات المعترضين على النهج الطائفي الذي طغى على الساحة السياسية العراقية . بل أصبحت المطالبة بالديمقراطية الحقيقية والخدمات الضرورية و العدل والمساواة ،تتلاشى وتختفي في سوق الطائفية وأصوات قرع طبول التخلف الديني .

وكأن تلك المطالبات ، سمفونيات تُعزف في سوق الهرج والمرج !!



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى وكيف بدأ ...تسيس الدين في العراق ؟
- على - مرام - تشكيل حكومة الظل
- متى وكيف بدأ --- تسييس الدين في العراق 3
- كيف ومتى بدأ - تسيس الدين في العراق 2
- متى وكيف بدأ -- تسيس الدين في العراق
- الحكيم يخشى على الديمقراطية في العراق !!
- النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية ..!
- النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية [2]
- النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية
- المساومات السياسية ...مساومات على الصمت المتبادل..‍‍
- المساومات السياسية ...خروج على الديمقراطية
- لنتعلم منهم كيف يطبقون الديمقراطية..!!
- الكيانات السياسية ... وتشكيل الحكومة الجديدة
- الاحلام في زمن صدّام...كلام في المنام
- !!يقسمون.ويعرفون....ثم ويحرفون
- وفروا الارزاق..قبل توزيع الاوراق..!!
- الصحافة في الزمن الصعب... حوار مع نكره
- هذه - الروبوتات- البشرية كيف نفككها ..!
- كسر الحاجز الصعب..!
- بين ..بيل غيتس.. والجعفري..!!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هرمز كوهاري - !!سمفونيات في سوق الهرج والمرج