أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - ماذا جرى لبطرس غالي في غرفة نوم عيدي أمين ؟














المزيد.....

ماذا جرى لبطرس غالي في غرفة نوم عيدي أمين ؟


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 5636 - 2017 / 9 / 10 - 19:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل العمل في السلك الدبلوماسي لفترة طويلة من حياة أي إنسان ، وبخاصة ممن هم في مرتبة الوزراء والسفراء وتنقلوا في مهامهم للإقامة في بلدان عديدة ، تمنحه تجربة عملية ثرية في الكشف عن العالم الخلفي غير المعلوم لدى الإعلاميين والسياسيين في حياة وأسرار قادة دول ووزراء وشخصيات مهمة وجوانب عديدة اخرى من الحياة السياسية لأي دولة يمارس مهمته فيها بحكم اختصاصه والمهمة الرسمية الموكلة إليه ، لكن مازالت قلة من الدبلوماسيين العرب هي التي تبدو مهتمة بتدوين مشاهداتها ومعايشاتها لتلك العوالم الخفية التي تموج بظواهر مُدهشة وغريبة في حياة دول وشخصيات لم يتسنَ التعرف على أسرارها المُثيرة التي يسيل حولها لعاب الصحافة للحصول عليها سوى من قُيّض لهم العمل في السلك الدبلوماسي .
ولعل كتاب بطرس غالي " طريق مصر إلى القدس " وزير الشئون الخارجية المصري الأسبق هو واحد من الكتب العربية القليلة التي يروي فيها جوانب من مشاهداته عن تلك العوالم المجهولة الخاصة بحيوات الوزراء والقادة في الدول التي زاروها خلال المهام الرسمية التي كلفوا من قِبل دولهم بتأديتها ، وواحدة من تلك المواقف الغريبة التي دوّنها غالي في كتابه ما توصل إليه بعض أعضاء الوفد المصري الذي كان مرافقاً للرئيس السادات في زيارته الشهيرة للقدس والذي كان هو نفسه من ضمنهم من خطة لتسكير وزير الدفاع الأسرائيلي حينذاك عزرا وايزمان في سهرة معاقرة للخمرة لانتزاع منه قدر من التنازلات المبدئية تقدمها إسرائيل لمصر بحكم قربه الشديد من رئيس الوزراء مناحيم بيغن فراحوا يتحرون عن أي صنف من الويسكي يفضله فعلموا بصنفين يفضلهما ألا هما " جوني ووكر " و "بلاك ليبل " وطلبوا عدة زجاجات من هذين الصنفين لاستضافته ، ولكن لا أحد يعلم عن مدى نجاح خطتهم الخائبة الغبية في انتزاع تنازلات منه في ظل ذهاب مصر لاسرائيل مجردة من كل أوراق الضغط ومستجديةً منها سلاماً بتسوية استسلامية انهزامية غير عادلة مازالت تعاني القضية الفلسطينية ومصر والعرب من تبعاتها المُدمرة منذ 40 عاماً بالتمام والكمال .
ومن الوقائع المُحرجة التي تطرق إليها غالي في كتابه أيضاً واقعة قيام الرئيس القبرصي بشتم السفير المصري واتهامه بالكذب أمامه وطرده من اجتماع مباحثات بين الجانبين القبرصي والمصري وبلع غالي الإهانة دون أن يحرّك ساكناً . وواقعة اخرى تتعلق بزيارته إلى اثيوبيا للالتقاء برئيسها منجستو هيلا مريام لتسليمه رسالة رسمية من الرئيس السادات ، لكنه تفاجأ بأن الرئيس الاثيوبي يرفض مقابلته ويرسل له وكيل وزارة ليستلم رسالته من المطار دون السماح له بدخول المدينة !
لكن يظل ما هو أغرب من كل هذه الحكايات ما رواه غالي في كتابه وفي الحوارات التلفزيونية التي تمت معه في سني حياته الأخيرة عن حكاية التقائه مع دكتاتور أوغندا عيدي أمين في أحد منتجعاته في جزيرة جميلة ببحيرة فكتوريا، وهذا الدكتاتور عُرف بغرابة أطواره المُذهلة حتى اختلطت الحكايات عنها الاسطوره بالواقع ، ومن أشهرها إثارة ً ومدعاة للتقزز تفضيله أكل لحوم البشر بعد ذبح ضحاياها ، وكان غالي قد اُبتعث من قِبل السادات إلى أوغندا حاملاً رسالة رسمية منه إلى رئيسها أمين الذي استضافه بأخذه معه الى احدى استراحاته الجميلة في تلك الجزيرة وأدخله في غرفة نومه وجلس على سريره فيما جلس غالي على كرسي مواجهاً للسرير فطلب منه الرئيس أن ينهض ويجلس بجواره على السرير لكن غالي رفض هذا الطلب الغريب بلباقة وهو يهابه من قامته الفريدة وجسمه الضخم ، ثم سأله عما إذا عنده أبناء فأجاب غالي بالنفي فأبدى الرئيس أمين استغرابه الشديد لاسيما ان لديه من الأبناء ما يربو على ال 50 إبناً ، وعرض عليه للتخلص من هذه المشكلة أن يظل في هذه الاستراحة لمدة إسبوعين وسيخصص له رهطاً من الراقصات يعرفن كيف يمددنه بالقوة اللازمة للإنجاب وكان جاداً لايمزح في عرضه ، والاغرب من هذه الحكاية نفسها ان هذا العرض الاقتراح ،كما رواه غالي ، اُذيع رسمياً في نشرات اخبار التلفزة والاذاعة الرسمية ضمن أخبار نشاطات الرئيس اليومية وعرضه الفذ لحل مشكلة عدم الإنجاب عند ضيف البلاد بطرس غالي لكنه عرف كيف يتخلّص بذكائه الدبلوماسي من مأزق رفضه لعرض الرئيس .
وليس الغريب في كيفية تمكّن جنرال عسكري في الجيش من ان يقوم بإنقلاب عسكري ليحكم البلاد حكماً فردياً دكتاتورياً بالحديد والنار ويتحكم في رقاب ومصير شعب بأكمله ينوف سكانه على الثلاثين مليون نسمة كما فعل عيدي أمين العام 1971 فقد شهد العالم الثالث العشرات من أمثاله ممن نجحوا في ذلك ، بل والأغرب كيف تمكن رجل بهذه العقلية غير السوية والطباع الغريبة من نيل هذه الرتبة العسكرية العليا في الجيش دون أن يشعر رؤساؤه بذرة تنبئ بها تصرفاته ومسلكياته اليومية طوال حياته العسكرية والذي قضى شطراً منها في خدمة المستعمرين الانجليز !



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبارة الانجليزية التي أفقدت عبد الناصر صوابه !
- عشرون عاماً على رحيل الجواهري
- القدس وتخاذل الأنظمة العربية .. مالجديد في الأمر ؟!
- المثقفون العرب والأزمة الخليجية
- نكسة 67 .. كيف تم إصطياد -الديك الرومي -
- قراءة في البيان الأخير للتيار الديمقراطي البحريني
- بعد حل - وعد - مامصير المعارضة المشروعة في البحرين ؟
- الدول الرأسمالية بين المهاجرين وحقوق الإنسان
- أنجيلا ديفيس تعري الأزمة الاخلاقية للرأسمالية الاميركية
- جدلية المقاطعة والمشاركة في الانتخابات بين اليسارين البحريني ...
- اليسار العربي بعد ربع قرن من المراجعات النقدية
- قصة أمريكيين عادوا لفيتنام لغسل عار جرائمهم
- معوّقات تطور العلمانية في تركيا
- الطبقات الفقيرة حينما تُسمم بالوعي الطائفي
- التمييز العنصري وصناعة الفقر
- ‏يوم الأرض ودور الشيوعيين في نضالات عرب 48
- التعذيب في «السي آي أيه» للتحقيق الجاد أم للانتقام؟
- نحو تأبين يليق بمقام عبدالله خليفة
- -وطار- المثقف الذي أحب كل فئات شعبه
- مناقشة هادئة في المسألة التخريبية


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - ماذا جرى لبطرس غالي في غرفة نوم عيدي أمين ؟