أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - يحيى السماوي وأزاهيرِ حديقتهِ الكلماتية ( 1) ....















المزيد.....

يحيى السماوي وأزاهيرِ حديقتهِ الكلماتية ( 1) ....


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5632 - 2017 / 9 / 6 - 15:59
المحور: الادب والفن
    


يحيى السماوي وأزاهيرِ حديقتهِ الكلماتية ( 1) ....
هاتف بشبوش

للمرة الثالثة يبهرني الشاعرُّ الجوراسي يحيى السماوي الذي إستطاع أن يزرع حدائقه الكلماتية من مختلف أنواع الزهور ليصنع لنا ديوانه الأخير الذي في متناول دراستنا هذه (حديقة من زهور الكلمات) .
للمرة الثالثة أجد نفسي مرغما للكتابة عن الشاعر العملاق يحيى السماوي والغوص في إبداعه الذي يحفر في ذاكرة الطرق الممتدة في جميع أرجائنا ، أنه تمثال حي يزوره مئات المعجبين انه الكلمة الضاربة في اللغة وفي الصورة وفي المخيال العجيب غريب ، بنى مجده من أساسٍ صادق فلا يمكن له أن يذهب مع الريح وإذا ذهب فهو (كلارك كيبل) و (فيفيان لي )أولئك اللذين عثرا على حبهما الحقيقي الصاعد صوب الخلود .
يحيى السماوي شاعر له صدىً نستطيع سماعه لما فيه من روح مداعبة متواصلة مع الحدث مع الثورية الواضحة في مانقرؤه عنه وحبه لوطنه بشكل فائض يجعله محبوبا في وسطه الأدبي والإجتماعي وضمن مجايليه من الشعراء والكتاب. هو يمسك بالذاكرة التي تجعل منه لايغيب أبدا عن كل مايمتّ بصلة للتراب الآدمي العراقي المترابط مع بقية الأنفس البشرية في هذا العالم العربي وواقعه المؤلم .
يحيى السماوي هو الشاعر الذي عرَفتهُ وخبرتهُ إذا ماكلّف بمهمةٍ من صديق وخصوصا في مجال الأدب لايستطيع الإعتذار إلآ على مضض أو أمر جلل ، ولذلك أتذكر وأنا أرجو منه التنقيح لدراسة معينة وهذا غالبا مايحصل أجده وانا على دراية تامة من إعيائه لكنه لايستطيع قولها من أنه متعب يتوجب عليه الإعتذار وهذه الشخصية قلما نجدها وان وجدت فهي بنسبٍ ضئيلة.
الشاعر يحيى السماوي في ديوانه النثري هذا ( حديقة من زهور الكلمات ) كان متوجسا حذرا في إختيار المفردة فهو من كتاب الشعر العمودي الثوري الطموح لنيل المطالب بالكفاح لا بالتمني . الشاعر يحيى محبُّ ومؤازرُّ للمرأة التي لاتغيب عن باله فهي صانعة الراحة والجمال ولها نتزين في أعراسنا ونلبس المودرن في لقاءاتنا ونتعطر كي نبدو أمامها من أننا نستطيع أن نغريها فتغوينا ، هي المتلازمة التي لايمكن الفكاك منها حتى آخر مشاوير العمر إذ أنها هي التي غالبا ما تدفن حبيبها حيث انّ الطبيعة ورب الخلق أكرماها بهذه الخصلة ، إذ أنّ متوسط العمر للنساء أكبر بكثير من متوسط العمر للرجال ، المرأة كانت لوحة فنية عارية للرسام العالمي( إيغون شيلي) ولذلك قال أحدهم : حينما رأيت المرأة عارية لأول مرة قلتُ هذا محظُ خطأ ...... أما الشاعر يحيى يكاد لايخلو ديوانُّ له من ذكر هذا الجنس اللطيف والتغزل به وجدانيا او آيروتيكيا خفيفا لنرى الشاعر ومايعزفه من حب بهذا الخصوص في نصّه ( خذي الحكمة من النهر) :

خـذي الـحـكـمـةَ مـن الـنـهـر
فـلا تـلـتـفـتـي الـى الـوراءِ
حـيـن تـسـيـريـن..
ثم يستمر الشاعر في فلقته الأخرى(نـهـرٌ بـثـلاثِ ضِـفـاف) :

يـومُـهـا أمـسـي..
وغـدي يـومُهـا..
.............
مُـذ أنـقـذتْـنـي مـنـي وأطـفـأتْـنـي بـنـارهـا
ونـحـن
قـوسٌ وسـهـمٌ..
مـحـراثٌ وتـنُّـورٌ..
ومـحـرابٌ وصـلاة!؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإنسان يولد مع ثلاث غرائز رئيسية وحسب الأولوية : حماية النفس ثم الأكل ثم الجنس . لكنّ الإنسان يحوّل هذه الغرائز الى كماليات فيتناولها بالمعكوس .أي يعطي الأولية الى الجنس ثم الأكل ثم حماية النفس . لكنها سرعان ماترجع الى حالها الطبيعي رغما عنه ، يعني لو أنّ رجلا ما ، كان يمارس الجنس مع حبيبته وكان في قمة ذروته وشب حريق في منزله فأنه سرعان مايسلتَ لذته منها حتى لوكانت أنجلينا جولي أو صوفيا لورين أو ليلى علوي ليحمي وينقذ نفسه فقط من الموت .أما إذا انقذ حبيبته معه فهذا هو نبلُ فائض منه وفداء . ولذلك قال لها الشاعر يحيى السماوي لكي تحمي نفسك من غدر الحياة كوني كما النهر وأنا معك اليوم وغدا وفي السرّاء والضرّاء . أما حين يتحدث الشاعر يحيى عن الحب فهو يعني الجنس فالحب والجنس وجهان لغريزة واحدة ، ومايقوله يحيى أعلاه ( قوس وسهم ، محراث وتنور ، محراب وصلاة ) . وربي .. لم أقرأ أجمل من هذا الوصف المحتشم للأعضاء الجنسية للرجل والمرأة . لنرى مايقوله عن الجنسانية أيضا في نص( كنزُّ لايفنى) :

نهـرُهـا الذي ذرفْـتُـهُ دمـعـةً دمـعـةً
ذاتَ فـراق
شـربـتُـهُ قُـبـلـةً قُـبـلـةً
ذاتَ لـقـاء!
ــــــــــــــــــــــ
(هل تعرف مصدر قوتنا الحقيقية ؟ من القبلة ، القبلة وحدها ؟ وعندما نعرف كيف نعطي ونتخلى عن شفاهنا يمكن ان نصبح ملكات .... موباسان) ......
الشاعر يحيى كان رومانسيا هيّاما حين يشرب دمعها قبلة قبلة ، مثلما شربه عاشق الجميلة (كيم باسنجر) في فيلم التاسعة والنصف حيث يضع أنواع المربيات فوق فرجها ثم يبدأ بشرب الحب امتصاصا وقبلاً ولعقاً في مشاهد آيروتيكية عظيمة وفي غاية الإثارة التي تهيج لها النفس الميتة : أيعقل انّ الجنسانية يتوجب عليها أن تكون بمثل هذا الإنبهار الذي لم نألفه كعرب أو ربما الثقافة الجنسية لدينا في أدنى مستوياتها حيث يتطلب الأمر من العربي أن يرفع ثوبها فيولجه هناك ثم هزة أو هزتين فيكون الجماع وانتهى الأمر بحيوانية ساذجة تفتقر لكل مكامن الحب الإنسانية والوجدانية . تفتقر للثقافة الجنسية التي يتوجب معرفتها في كيفية التمتع بحلاوتها التي لاتفنى . يتوجب أن نعرف من انّ القبل التي يشربها الشاعر يحيى هي مفتاح الجنس أو هي البداية العلوية للإنتشاء الذي ينزل بنا الى الأسفل حيث جنائن النساء وماخلقه الرب من جمال كان يصيبنا بالصاعقة أول أيام بلوغنا الجنسي ، لكن اليوم أقل صعقة نتيجة تقادم العمر .
العشق هذا الذي لايكاد عصر من العصور يخلو منه في قصصه الخيالية وماذا يفعل بالعاشقين إبتداءً من العاشق ديفداس الهندي أوقصة حبٍ مجوسية ، الى عشيق الليدي شاترلي ، الى العاشق الشاب الوسيم مجيد المجنون في السماوة الذي سحرته النساء فأصبح مخبولا حتى مماته حيث غادر الكون قبل عامين رحمه الله .
العشق أحيانا يكون روحانياً وصوفياً وأكثر تعبداً حيث يمكنه التحليق عالياً حتى الإستحمام بهالة الرب كما نقرأ رائعة السماوي أدناه :
هي
عـشـقـتـنـي نِـكـايـةً بـالـشـيـطـان
وأنـا
عـشـقـتـهـا تـقـرُّبـاً الـى الـلـه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرأة جوهرةُ الله في هذا الكوكب ، لكنها اكثرُ إغراءٍ حين يدخلُ الشيطان جسدها .....الأمورة الفرنسية بريجيت باردو التي كانت لو شمرت أفخاذها مع جاك نيكلسن في فيلم إغرائي مثير للغاية لكانت ناحية الظوالم وقضاء عفك وإسكافيها القيّم ترفعان الراية الجنسانية دون خجل وتجعلان من النساء بمثابة الرب الذي يُعبد كما فعلها المخرج الإيطالي (روجيه فاديم) في أجمل أفلامه حيث صور لنا المرأة إلهاً يتوجب عبادته . ولذلك نرى الشاعر يحيى يعشقها تقربا الى الخالق ، وهذه الموضوعة قد كتبتُ عنها أنا صاحب المقال في الشذرة أدناه :

أؤمن بالرب لسببٍ واحد:
إنها الطريقة الوحيدة
في أنْ ألتقي بعد الموتِ
مَن أحببتها ذات يوم !!!!!!!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي الرب إذن تحييني وتميتني وهي التي تحيي عظامي ولحمي من الكسل فتثيرني بشوط من الرياضة الجنسية التي تجعل مني يقظا نشيطا مزهوا بعد إنتهائي من وطرها الجميل والممتع . ولذلك نجد مايشير اليه يحيى عن الحب والعلاقة الجدلية التي لاتنتهي بينه وبينها في إطار الإرجوحة الغيمية الآتية :

حـيـن تـدَحْـرَجْـتُ مـن قـعـرِ بـئـرِي
الـى قِـمَّـةِ سـمـائِـهـا الـخـامـسـة
عـدتُ طـفـلا أرجـوحـتُـهُ غـيـمـةٌ
ودُمـيـتُـهُ الـقـمـر
.......

هـيَ
تـأبـى أنْ أكـونَ عـبـدَهـا
وأنـا
أأبـى أنْ تـكـونَ جـاريـتـي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحية للشمس المجدولة بسمائها ، وألف تحية لكل تويجات العمر الرجولية التي تركع وتسجد لما هو جميل ومبهر في أجسادهن الناعمات اللزجات ، والتي تجعل منا إرجوحة تنتقل بين أسفلهنّ وشفاههن صعودا ونزولا حسب الإشتهاء ونزوة اللحظة العارمة . وتحية للشاعر يحيى حين يتفق مع ( الفريد دي موسيه ) الذي قال (أمشي بشكل افضل عندما أكون معها يداً بيد ) وهذه تؤيد الحكمة الرائعة أعلاه التي نسجها لنا يحيى بين صيرورة العبد والجارية والتي جعلت منه مجنونا بحبها كما في هي العاقلة و أناي المجنونة :

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع في الجــــــــــــــــــــــــــــــــــزء الثانــــــــــــــــــــــي
هاتف بشبوش /عراق/دنمارك



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدارة ُالحياةِ أنتَ ياجيفارا
- صادق الزعيري حين يكتبُ على الأرض (3) ......
- صادق الزعيري حين يكتبُ على الأرض(2) ....
- صادق الزعيري حين يكتبُ على الأرض(1) ....
- إحسان أبو شگاگ حين يومضُ في الحجر( الجزء الثالث )
- بين العراقية و الكولمبية
- نساء 18
- إحسان أبو شگاگ حين يومضُ في الحجر¬¬(2)...
- الموجة الزّرقاء
- إحسان أبو شگاگ حين يومضُ في الحجر...
- محمد حياوي ..في خان الشابندر(3)....
- موسيقى القطِّ والفأر.... Katten & Musen
- نساء (17)....
- باقرعبد الملك ..إستشهادُّ شيوعيُّ ورياضي
- محمد حياوي..في خان الشابندر (1)......
- نساء (16)...
- لؤي عمران ...كي لايعود دكتاتورُّ ثانية ً( 3).........
- نصوص قصيرة (16)
- لؤي عمران ...كي لايعود دكتاتورُّ ثانية ً( 2).........
- نساء (15)..نحيبُ إمراة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - يحيى السماوي وأزاهيرِ حديقتهِ الكلماتية ( 1) ....