أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - أربعة .. وخامسهم نتنياهو














المزيد.....

أربعة .. وخامسهم نتنياهو


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5595 - 2017 / 7 / 29 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وخامسهم نتنياهو

لم يكن من الغريب أن يصرّح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتينياهو بعدائه لقناة الجزيرة الاخبارية ورغبته في غلق مكاتبهم في القدس واتهامهم بتأجيج الأوضاع، وذلك بسبب الهجمة الهوجاء التي شنتها من قبل حكومات مصر والسعودية والبحرين والامارات على قناة الجزيرة وعلى دولة قطر، وليس بخافي على أحد أن مواقف هذه الدول الأربع تتسق بشكل كامل مع الموقف الاسرائيلي بل وتكون في اغلب الأحوال خير معبر عنه.

الا أن عدم اندهاشي من موقف نتنياهو لا يعني أنني لم أشعر بالصدمة من الموقف المفاجئ الذي اتخذته هذه الدول في فجر أحد الأيام ضد كل ما يمت لقطر بصلة، على الرغم من روابط الدم والنسب واللغة بينها وبينهم والعلاقات الاقتصادية والسياسية التي كانت تجعل الجاهل والغافل يعتقد بناء عليها أن الخليج وحدة واحدة لا انفصام لها.

لم تكتفي هذه الدول بالحصار برا وبحرا وجوا، ولكن طردت القطريين شر طردة من أراضيها ولم يسلم منهم حتى الإبل التي قضت نحبها عطشًا على رمال الصحراء بدون ان تحرك في صدورهم الرأفة أو الرحمة التي يبدو أنها لم تعرف الطريق اليهم في يوم من الأيام.

ولم تتواني هذه الدول في ادارة آلتها الاعلامية لكيل التهم للحكومة القطرية وقناة الجزيرة وكل ما يمت لقطر بصلة حيث اصبح شغلها الشاغل التشهير والتضليل والصاق التهم زورا، حتى وكأنها تصر اصراراً لا رجعة فيه على حرق كل المراكب ورائها والوصول الى نقطة اللاعودة.

والحقيقة أن هذا النهج هو معتاد تمامًا من هذه الحكومات ومكرر في العديد من المواقف، حيث أنها لا تكتفي بالحاق الأذى بخصومها ولكن عليها أيضًا أن تشهّر بهم وتقضي على سمعتهم وتلحق بهم أقصى درجات الأذى الممكنة.

لم يسلم من هؤلاء ولا حتى أقرب المقربون لهم، فبمجرد أن ينتهي أمرك لديهم أو تصبح حجر عثرة في طريقهم سيحرقونك حيًا، وليس بخافيًا على أحد ما حدث مع ولي العهد السعودي المخلوع بن نايف، حيث لم يكتفي هؤلاء بانتزاع ولاية العهد منه ولكن كان عليهم أن يسربوا أخبار عن ادمانه للكوكايين، وكأنه لم يكن حارسهم الأمين الذي حكم البلاد بالحديد والنار وثبت لهم عرشهم وأهلك عدوهم.

لم أستغرب أبدًا من موقف الدول الأربعة التي اعتادت على انتهاك حقوق الغير وتجاوز كل الخطوط الحمراء التي وضعتها الأديان والقوانين والدساتير والأخلاقيات فكل هذ الأمور لا تعني لهم شئ البتة.

ومن المثير للسخرية أن يخرج علينا مسؤول اماراتي يحدثنا عن الدولة "العلمانية" التي ترغب الدول الأربعة في رؤيتها في منطقة الشرق الأوسط بينما قطر تدعم الحركات الدينية المتطرفة، هل يعرف السيد المسؤول عدد الأشخاص الذين تعرضوا للجلد والسجن بل وقطع الرقبة بسبب دعوتهم لعلمانية الدولة في السعودية؟ .. هل يعرف أن الدول الأربعة تصم دعاة العلمانية بالكفر والزندقة وكل صنوف الاتهامات والوصمات وتشهّر بهم وتطاردهم في حياتهم وارزاقهم؟ .. الفارق كبير بين الدولة الدينية والدولة العلمانية والدولة القمعية .. وهذا النوع الأخير هو وحده ما تعرفوه وما تدعموه.

ما أثار تعجبي حقًا في هذا الموضوع برمته أنني شاهدت من قطر والقطريين وجه لم أكن أعرفه ولا أتصوره، حيث خرج علينا مسؤوليهم واعلامييهم ومثقفيهم وحتى مواطنيهم العاديين للحديث فأذهلوني بحجم ما لديهم من ثقافة وتهذيب ووعي وجعلوني استوعب حقًا لماذا قطر تحتل مراكز متقدمة في جودة التعليم وفي جودة الحياة.

تحركت الدبلوماسية القطرية ببراعة وذكاء يجب أن يدرس للخروج من هذه الأزمة، وبعد أن كانت قطر في موضع الاتهام جعلت من محاصريها متهمين، متهمين بالاخلال بالقوانين الدولية وبقوانين الانسانية، اظهرت مدى تبعيتهم وقلة حيلتهم وهشاشة ما لديهم من قيم ومن أفكار، هؤلاء تصوروا أن البلطجة والقوة المفرطة والتشهير أدوات لا يمكن مواجهتها وخاصة من دولة صغيرة الحجم لا أحد يسمع لها صوتًا، ولكن أثبتت لهم قطر أن المسألة ليست بالعضلات ولا بالصوت العالي ولكن بالذكاء وبالصوت العاقل المثقف الواعي.

الحكومات التي تصيبها قناة تلفزيونية بكل هذا الفزع والهلع وتستدعي منهم أن يشنوا عليها حرب شعواء هي حكومات بلا اساس تعتمد على ترويج الأكاذيب وعلى القمع والقمع وحده، ليس لها قاعدة شعبية، وبالرغم من كل ما تمتلكه من آلة اعلامية تصيبها أي كلمة معارضة بالجنون، ليتكم تتعلمون من قطر احترام مواطنيكم وتحقيق شعبية حقيقية وليس شعبية مبنية على شراء الذمم والأقلام.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوسع في عمليات التجسس والتتبع في مصر
- تيران وصنافير .. ضياع الأمل الأخير
- الحالة الفنزويلية
- أساليب النظام
- عتاب .. على الإرهاب
- خطوط ترامب الحمراء
- ارني دينك في سلوكك فهيئتك كثيرا ما تكذب
- رمسيس الثاني .. الجد الأعظم الذي جار عليه الزمن وقلّب علينا ...
- حكاية سبعاوي
- فقر ادارة .. ام فقر موارد؟
- أزهى عصور التدليس
- انظمة آيلة للسقوط
- القروض الدولية وآثارها على اقتصاديات المنطقة العربية
- معامل تفريخ وتجنيد الدواعش
- اعداء الكرامة والثقافة والعلوم
- إصلاح .. أم افقار؟
- مصر في المزاد
- العائشون في الوهم .. نظرة من الجانب الأخر
- من الذي يريدها سوريا؟
- مواطن عادي .. في دولة العسكر


المزيد.....




- مشاهد جديدة من إنقاذ حصان علق فوق منزل بسبب فيضانات البرازيل ...
- مصر.. يوسف زيدان يرد على علاء مبارك مع استمرار جدل -زجاجة ال ...
- طريقة بسيطة لتحسين صحة الرجال في منتصف العمر
- خبير: روسيا والصين تبنيان عالما بديلا يضعف الغرب
- حصان بلا رأس وكلب بلا عينين.. لقطات طريفة لحيوانات أليفة في ...
- احتفالاً بالموسم الجديد للزراعة.. الثيران المقدسة في تايلاند ...
- البنتاغون جهز مسبقا دفعة من الأسلحة لأوكرانيا قبل الإعلان عن ...
- البيت الأبيض: لا مؤشرات لدينا تؤكد نيّة إسرائيل اجتياح رفح
- نائب فنزويلي: بوتين يعيد بناء العلاقات الدولية وسيدفن هيمنة ...
- -شجار- فريد من نوعه خلال حفل زفاف.. شقيقة العروس تنقض على أف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - أربعة .. وخامسهم نتنياهو