أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - الاستشراق المقاوم : جيمس دكنز مثالا














المزيد.....

الاستشراق المقاوم : جيمس دكنز مثالا


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعد بروفيسور جيمس دكنز (James Dickins) الاكاديمي الانكليزي المعاصر والمحاضر في جامعة ليدز البريطانية من ابرز المستشرقين الانكليز المعاصرين والمهتمين بقضايا الشرق الاوسط ولاسيما البلاد العربية. عاش لسنوات في السودان واليمن وارتحل الى بلاد عربية اخرى . وعلى الرغم من ان دكنز مهتم بدراسات الترجمة وعلاقتها باللغة العربية الا انه انماز عن غيره باهتمامه كذلك بالشؤون العربية السياسية وقضايا حقوق الانسان.
يمثل دكنز امتدادا لتيار من المستشرقين الانكليز(براون ، نيكلسون ، اربري) الذين ظُلموا مرتين. في المرة الاولى وقع عليهم الظلم في بلادهم الام حيث لم تسلط عليهم اضواء الاهتمام في حياتهم وبعد مماتهم بسبب مواقفهم من الاستعمار ومعارضتهم لسياساته. اما الثانية فعندما تم تصنيفهم ووضعهم بخانة الاتهام اسوة بغيرهم من المستشرقين الذين تورطوا بخوض غمار السياسة الاستعمارية لبلدانهم ، فلم تتم الاشادة بدورهم الايجابي والمناصر للقضايا العربية. كذلك لم تعتن مراكز الابحاث والدراسات ووسائل الاعلام في البلاد العربية بالثناء على دراساتهم والاشادة بأبحاثهم الا نادرا وبشكل مقتضب.
لم يرتض دكنز ان يتخذ دور الاكاديمي المحايد الذي يعيش بين رفوف المكتبة الاستشراقية الضخمة التي توارثها عن الاسلاف فينهل من المعرفة الارشيفية التي تم بناؤها في العهد الاستعماري ، تلك التي اتهمت بتنميطها للشرق على وفق المخيلة الغربية ، بيد انه انفرد باتخاذ دور المؤيد والمناصر للقضايا العربية العادلة ولاسيما القضية الفلسطينية. فهو عضو برابطة الاكاديميين الانكليز المقاطعين للجامعات الاسرائيلية والذين حظروا التعامل مع مراكزها البحثية بمختلف فروعها ايضا. و لم يبال دكنز بخطورة مثل تلك المواقف واثرها في مستقبله العلمي ومكانته الاكاديمية. كما لم يكن انتماؤه لتلك المجموعة شكليا بل اصر دكنز على تحويل المقاطعة الى فعل على ارض الواقع ، فراح ينظم الندوات والمؤتمرات والملتقيات التي تحث الاكاديميين الانكليز وغيرهم على مقاطعة الجامعات الاسرائيلية.
واتسع دور دكنز ونشاطه الفاعل في تاييد قرارات منظمات حقوق الانسان للشعوب العربية المضطهدة الاخرى في مختلف البلدان العربية التي شهدت تحولات دراماتيكية في اوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية – وهنا ايضا لم يتخذ موقف المحايد- بل اعلن عن ادانته لكافة الممارسات القمعية التي تمارسها الانظمة السياسية الحاكمة ملتحقا بالحملات التي تشنها منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان لاسيما تلك التي تعارض حروبا شاركت بها بلاده . فلم ينس دكنز ارض اليمن واهلها وما حل بها جراء الحرب التي تخوضها دول التحالف العربي بقيادة السعودية وانما اقتنص الفرص الكثيرة للتعبير عن رفضه لكل الممارسات غير الانسانية. وقد عبر عن رفضه باشكال مختلفة منها ما يتعلق بعقد الندوات الاكاديمية والحلقات الحوارية التي يشترك فيها ناشطون من الجامعة وخارجها ، فضلا عن حضور الفعاليات المناهضة لتلك السياسيات. ولم يكتف دكنز بتلك الوسائل بل حاول استغلال كل ما توفر له من مساحات يمكن ان يعبر من خلالها عن رأيه الرافض وان كان باب غرفته في الجامعة الذي تحول الى لوحة اعلانات لتلك النشاطات. كما انه استغل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) لنشر (بوستات) المقاطعة والرفض لكل ما يجري من انتهاكات لحقوق الانسان في البلدان العربية وليس اخرها المنشور الذي يطالب الحكومة البريطانية لوقف بيع السلاح للسعودية.
دكنز الاكاديمي والانسان الذي عاش بين الفقراء وبسطاء الناس في السودان واليمن لم تنجح في اغرائه اموال البترول وحياة الترف في الخليج ، وهو المؤهل للحصول على عقود العمل في تلك البلدان الثرية متى ما شاء.
لقد فضل دكنز ان يكون انسانا اكاديميا حرا ومستشرقا مقاوما وهو بذلك التوجه كشف عن الوجه الايجابي لمصطلح الاستشراق. الاستشراق الذي اصبح تهمة بالعمالة لايديولوجيا الهيمنة الاستعمارية ولصيقا بنظرية المؤامرة -لاسيما بعد صدور كتاب المفكر العربي ادوارد سعيد (الاستشراق) - لا بد ان يعاد اكتشاف المحطات الايجابية فيه فضلا عن التيارات الفكرية المقاومة للاستعمار وهيمنته لكي لا يُغمط حق لاكاديمي مستشرق مقاوم مثل جيمس دكنز.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين سعدي الشاعر والساعدي القائد تتجسد ثقافة الارهاب
- بريطانيا تبحث عن زعيم حكيم ام عن امرأة حديدية؟
- الكتابة الجميلة – الكلام الجميل والايديولوجيا القاتلة
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ موجود نظريا عاطل وظيفيا
- كيف نصلح التعليم في العراق ؟ هي جامعة ام مدرسة ثانوية مختلطة ...
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ الطالب الجامعي: ما له ؟ وما عليه ...
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ الطالب ليس غبيا
- كيف نصلح التعليم في العراق ؟ ما معنى ان تكون اكاديميا ؟
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ اتقوا الله في أبنائنا وبناتنا
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ دكتاتورية وادارات فاشلة
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ اجراءات فيما يتعلق بالمناهج الدر ...
- كيف نصلح التعليم في العراق ؟ الاطار العام
- كوربن وخطابه السياسي: سعي نحو المثالية ام انعكاس للواقع
- ليبق (مول) الكرادة نصبا تذكاريا لتجسيد المأساة
- مملكة الأعراب الراعية الاولى للإرهاب
- النظام السعودي وصورته في المجتمع الغربي
- الفرق بين الاسلام الشيعي الفارسي والوهابي السعودي
- وسائل الاعلام الحديثة ودورها في ايقاظ الضمير الجمعي
- (السُنة) مصطلح وضعه عمر بن الخطاب
- اكلت يوم اكل الثور الابيض!


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - الاستشراق المقاوم : جيمس دكنز مثالا