أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد حسن يوسف - السقوط الفكري والاخلاقي لكاتب!















المزيد.....

السقوط الفكري والاخلاقي لكاتب!


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5519 - 2017 / 5 / 13 - 10:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشيخ عبدالرحمن مجمد جبريل نموذج لسقوط والتناقض ونتيجة ذلك اتضحت من خلال ورودها في بيان مسجل له كان تراجع فيه عن افكاره الواردة في كتابه
Islamic Extremism:The Untold Truth

وكنت ذكرت في منشور قصير على صفحتي في الفيسبوك ان موقع Maandoon يجمع التناقضات في إشارة الى انه يضم كتاب من مشارب فكرية مختلفة وهكذا يجب ان يكون المجال الثقافي, يلتقون رغم تعدد خلفياتهم الثقافية والفكرية وتجمعهم القناعات في حرية التعبير.

الشيخ عبدالرحمن تعرض لضغوظ دفعته لتراجع وهذا لا يجوز في مجال الفكر والثقافة!

كما انه بدوره اراد ان يتنصل من موقع Maandoon الذي احتضن كتاباته وقال لست مالكه او من اداراته!

ترى ما مبرر قول ذلك!

في اي كتاب يحتمل ان يرد فيه الخطأ مهما بلغ حجمه بفعل مدى تشكل البنية الفكرية لكاتبه, غير انني لا اتقبل تراجع الكاتب عبرالرحمن محمد جبريل عن افكاره والتي كتبها وحتى ان كانت خاطئة في ظل السياق الذي تم, والذي اساء فيه لذاته وللقرائه والباحثين عن الحقيقية والذين انتهى الى التلاعب بعقولهم, فالمراجعة للافكار لا تتم بهذه الصورة المتسمة بالانفعالية, بل كانت تتطلب نفس عميق غير متاثر بواقع الضغوظ الذي سقط معه الكاتب, وهو ما سيقطع عليه التراجع مجددا عن الموقف الذي بلغه وذلك بعد اعلانه الضمني لتوبة المفروضة عليه.

علما ان التوبة في الاسلام تشكل سياق مراجعة نقدية ينتهي اليها المسلم بعد ارتكاب ما هو مخالف لدين, وفي هذا الاطار فهي تختلف كليا عن فرض امر ما على الانسان تحت هذا المسمى, ترى ثوبة لمن هي هنا؟ عمليا انتهت لثوبة الكاتب الى تنظيم الاعتصام بالتطرف والتكفير!

الأفكار التي ذكر انه تراجع عنها في كتابه تراكمية وليست عارضة, الا انه اراد ان يتراجع عنها تحت موقف ضغظ عابر ممثلا بتهديدات وتكفير صدر بحقه!

بالمنطق كان امام الكاتب عبرالرحمن محمد جبريل متسع كبير من الوقت لمراجعة افكاره وذلك قبل تكفيره الا انه لم يتجه لذلك!

الكتاب سيظل حق للمجتمع مهما حاول كاتبه في تخلي عن بعض افكاره, وتراجع كاتبه عن ذلك يمثل إدانة له ولمن ضغظوا عليه.

فالرجل كان لزمن طويل في الحقل الاسلامي الثقافي وليس بشخص عارض على الثقافة الاسلامية حتى يفوته ما ذكر انه تراجع عنه!

من هاجموا الكاتب عبدالرحمن جبريل كانوا على خطأ ولا زالوا كذلك, اما هو ككاتب فقد اظهر في بيان تراجعه عن حجم ضعف مصداقيته التي سخرها لسلامته الاجتماعية! وعلى حساب موقفه الأدبي

ما اكرر قوله ان الكاتب معرض للخطأ في قياسه وفهمه وتحليله الا ان تعاطيه مع المجال الفكري بأسلوب الخفة ابتدأ من تأليف كتاب ووصولا الى تبنيه ومن ثم التراجع عنه, هو سقوط فكري وأخلاقي ليس هناك إمكانية لتسويقه او تبريره.

كنت ذكرت فيما مضى ان هناك الكثير من الناس التي اصبحت عبئ على وطنهم والثقافة وعليهم ان يثركوا لاسيما مجال الكتابة خاصة وانهم لا يملكون الأدوات المناسبة لتعاطي مع الشؤون الفكرية والثقافية.

السؤال هو ماذا دفع الكاتب ان يتجه لهذه الوجهة؟

- قيل ان اسرته ممثلين بزوجته وابنائه كانوا عامل ضغط تم استخدامهم تجاهه لتراجع عن موقفه الفكري.

- ذكر ايضا ان البعض من افراد قبيلته واقاربه بدورهم قد اثروا عليه في سبيل التراجع عن افكاره.

ومن دلالات ذلك ان المبرر الثاني تم خلال الدعوة التي تلاقها الكاتب من اقاربه في مدينة ممباسا الكينية, اذ كان ذلك اللقاء مفصليا واسفر بعد حدوثه لاعلان تغيير الكاتب وتراجعه عن الافكار التي تبناها في كتابه.

لم يكن خافيا على الكاتب قبل ان يتجه لاصدار كتابه انه سيلاقى مناهضة شديدة لافكاره ولاسيما من قبل بيئة تقليدية يتصدرها الفكر المتطرف التكفيري وان اساليب ضغوط عديدة سوف تستخدم تجاهه حتى يتم النيل من مصداقيته والعمل على تكفيره.

كما هو واضح من الوقائع وسياق التعاطي مع الامور ان الكتاب قد صدر في عام 2015 ولم يتم الاهتمام به حينها, فماذا يا ترى اسفر عن التركيز عليه مؤخرا؟!

الامر في غاية البساطة وهو ان عبدالرحمن محمد جبريل يعتبر من كتاب موقع Maandoon والذي تم تكفيره من قبل المتطرف محمود شبلي, ونظرا لكون الموقع اصبح يشكل تهديدا للفكر الديني المتطرف وملد للكثير من القراء الصوماليين فان ذلك شكل مصدر قلق شديد لقوى التطرف ممثلة في تنظيم الاعتصام بالتطرف والتكفيروالذي هاجم الموقع وكفره وقد تم التركيز على كتاب عبدالرحمن جبريل المنسي في هذا الاطار وبغية تصفية الحساب مع الموقع وكتابه من خلال هذا المدخل ولاشك ان ذلك تم بصورة مدروسة, ورغبتا في قطع الطريق االاستمرارية على موقع Maandoon والسعي لتفكيكه من الداخل.

علما بان ما أخذ على الكاتب يمثل بقراءات فقهية مختلف عليها في اطار الفقه الاسلامي وهو ما قد اشار اليه رجال دين آخرين دافعوا عن حق الكاتب في التعبير والاشارة الى ان خلاف جماعة الاعتصام معه لا يتجاوز البعد الفقهي.

وقبيل تراجع الكاتب عبدالرحمن جبريل عن بعض افكاره الواردة في كتابه اتجه المتطرف محمود شبيلي الى اعلان الحرب على موقع Maandoon ومخالفيه في الرأي مؤكد انه سيحشد الجهود لمهاجمة الموقع وانه سيبدأ في ملاحقة ابرز كتاب موقع Maandoon, كما اكد ضمنيا ان تكفيره للموقع وكتابه لا زال قائم, وفي هذا الصدد حثى هوامش الاعتصام في ان يعودوا اليه فيما يواجههم من صعوبات في اطار حملة مهاجمة الموقع!

والمؤكد ان المتطرف شبيلي وعصابته اجتمعوا على الباطل وخسروا مسبقا البرامج التي يعدون لتحضيرها والقائمة على الثآمر وترصد الآخرين في مواقفهم الفكرية, وبدوره فان الكاتب عبدالرحمن جبريل اختار ان يكون في عداد هؤلاء الخاسرين حين منحهم الفرصة لتعميده وقراءة الشهادة عليه وقبوله الضمني لترديدها وهو ما انتهى به الى موضع التندر.

بينما شكل موقع Maandoon بتحدي فكري للمتطرفين والذين رددوا ان الموقع يمثل جنود ابليس في ظل حشدهم العامة وهوامش التنظيم, وبذلك يتناسى هؤلاء ان اشكاليتهم ليست حصريا مع موقع بل هي مع بنية فكرية ومعرفية تختلف مع جُبل عليه خلال رحلتهم التنظيمية وانها لن تقف عند ردودهم المتشنجة بين الحين والآخر.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظرة الاجتماعية ومقاييس التطور
- الكتابة عن الصومال ما بين المشروعية والسذاجة
- صورة على خلفية تاريخ صومالي
- الصومال وسهم المؤلفة قلوبهم
- فرماجو يبلع الطعُم
- طاهر عولسو ظاهرة صومالية
- امن الصومال ارجوحة الفاسدين والمتطرفين
- ليس جديدا ان تباع بربرة
- بلوغ الوزارة بفضل العلمانية
- نحو ثقافة علمانية ديمقراطية
- وحدها الراسمالية لا تتبنى الارهاب المتعارف عليه!
- شجاعة سياد بري وكونفيدرالية فيدل كاسترو
- سكان الاوجادين ما بين الصومال وجيبوتي
- الصوملة ما بين عبرة وبذاءة عربية
- الصوماليين وحكاية إسمها جالكعيو
- المحاكم الا إسلامية.. سراب خدع الصوماليين
- زبلوط عربي يقابله افمينشار صومالي1-2
- مارشال الصومال 3-4
- مارشال الصومال 2-3
- صالح حماية وحربه مع العربية!


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد حسن يوسف - السقوط الفكري والاخلاقي لكاتب!