أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي حسين يوسف - الظمأُ الأنطلوجيُّ والدعوة إلى أنسنة الدين














المزيد.....

الظمأُ الأنطلوجيُّ والدعوة إلى أنسنة الدين


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 5517 - 2017 / 5 / 11 - 22:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعتقدُ بأنَّ جدلَ السؤال والجواب باعثٌ حقيقي ٌّ لأي فعل ٍ فلسفيٍّ فقد تتصور بأنَ للسؤال الوجودَ الأولَ ثم يأتي الجوابُ , لكنَّ المتأمل لحقيقية الجواب نفسه يجدَ أنّه ــ هو الآخر ــ محفزاً صالحاً لتوليد الأسئلة , وهكذا يستمر الجدل , وتتولد الافكار .
وهنا لابد َ أنْ نفرق بين سؤال مُنتجٍ وآخر عقيم لا فائدة من ورائه السؤال المنتج سؤالٌ حقيقيٌ يولدُ اسئلة ً وأجوبة هرميَّة بمعنى آخر أنهَ يبدأ عاماً حتى ينتهي بالتفاصيل , أي حتى يندك بالتفاصيل , أقصد بالحياة والانسان والمجتمع .
وما أحوج مجتمعاتنا اليوم إلى مثل تلك الأسئلةِ المُنتجة والمولِّدة وما أمس الحاجةُ إلى فلسفة مثمرة تعانق الانسان , الإنسان العربي المنهك من ورم التنظيرات , وتضخم المصطلحات .
يحاول عبد الجبار الرفاعي مثابراً ان يحتكم إلى الانسان في مشروعه , لذلك نجد في أكثر من كتابٍ له يصرُّ بعناد على ضرورة تغيير سلم البناء الفلسفي بغية إدارة الدفة نحو قضايا الإنسان , إلّا أنَّه قد أختار منطقة الدين .
واختياره هذا ربَما لا فرادةَ فيه فأغلب المثقفين المتنورين قد استشعروا ضرورة إعادة قراءة الدين والتراث أمثال : حسن حنفي ومحمد عابد الجابري ومحمد اركون وجورج طرابيشي وحسام الدين الآلوسي وأبو يعرب المرزوقي وأنورعبد الملك وزكي نجيب محمود وصادق جلال العظم وبرهان غليون ورضوان السيد وطيب تيزيني وطه عبد الرحمن وعبد الله العروي وعبد الرحمن بدوي وهشام شرابي ومطاع صفدي ونصر حامد أبو زيد ومحمد باقر الصدر وعلي حرب ومالك بن نبي و فهمي جدعان والحبابي وغيرهم لكنَ الرفاعي أختطَّ لنفسه طريقاً في المعالجة فحين نادى البعضُ بضرورة التخلي عن التراث , ونادى آخرون بالتمسك الحرفي بالتراث ونادى طرفُ ثالث بالمزاوجة بين الطرفين , يحاول الرفاعي أنْ يجعل من التراث ــ والدين حصراً ــ منطلقاً لمشروعٍ نهضويٍّ يضعُ الانسانَ في قمةِ اهتمامه دون أنْ يغفل المسلًمات القارة التي لا يمكن هزهزتها , وفي الوقت ذاته استشعر بأنَّه منشغلٌ في الإنسان وهو في زمن الميديا - والكلُ يعلم ما تعنيه الميديا- : تقارب المسافات وانفتاح العوالم على بعضها , وانعدام الحدود , ووفرة المعلومة .
أمام كلِّ هذا لابدَّ لمثقف مثل الرفاعي أنْ ينتبه إلى أهمية ( السؤال المساوق ) وأقصد بهذا المصطلح المجترح ذلك السؤال الذي يضع في الحسبان كلَّ ما تقدم .
أكاد أجزم بأنَّ السؤال المحوري في كلِّ ما كتب الرفاعي وخاصة في كتابه الظمأ الأنطلوجي هو : كيف نجعلُ الدين انسانيا ؟ كيف نخلِّصه من شوائب الخرافة , وتطفل الساسة والمنافقين ؟ كيف نجعل من الدين دينا عقلانيا ديمقراطيا يؤمن بالحرية والمساواة والعدالة بالممارسة , فقد شوِّهت هذه المفاهيم أو بالأحرى شوِّه الدين حينما أُريد له أنْ يكون أقنعة مزيفة .
إنَّ الانشغال بالدين أمرٌ أهمَّ الكثيرين وشغلهم , لكنْ ما الداعي لكلِّ ذلك لم لا يتركُ الإنسان وشأنه يمارس دينه كيف شاء ؟
هذا التساؤل لا يحمل أدنى قيمةٍ إذا عرفنا بأنَّ الأمرَ ليس بهذه السهولة , فلم تعدْ الممارسة الدينيَّة بريئة تماما بعد أنْ لوّثتها الآيديولوجية .
يفترض الرفاعي انَّ عالمنا اليوم أصبح فقيرا ظمئا ً ؛ يعاني فقره الوجودي , سيّما حين غاب عنه دين الإنسانية أو غابت السمة الروحية للدين , فالحلُّ إذا ممكن أنْ يستنتج من فرضية الكتاب , إذ أنَّ هناك فقراً انطولوجيا يتمثلُ في غياب الإنتشاء بالوجود نقيا , علاج ذلك الفقر بالدين فضلاً على المعرفة وشراهة العلم والثقافة والفن , لكنَّ الدين يظلُّ هو العلاج الأساس .
لكن أيّ دين الذي يتبنى دور العلاج : إنّهُ الدين الذي يرتقي بالإنسان إلى سلم الكمال والتوق لاكتشاف معنى الوجود للوصول إلى ( الأنا الخاصة ) التي تسشعر الحرية وحقيقية الوجود.
ولابدَّ أن نسأل انفسنا حين نفرغ من قراءة كتاب الظمأ الأنطولوجي هل أنَّ الكتاب يمثل دعوة إلى تصوف جديد معتدل أم أنَّهُ دعوةٌ واقعيةٌ جديدةٌ , وإلّا ماذا أراد الرفاعي بمصطلحي : معنى المعنى والأنا الخاصة ؟



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطورة النص الشذري , سياحة في شذرات نيتشه
- خطورة النص النيتشوي
- السوالف ... حكايات شعبية محصنة بالحكمة
- النص المثقف ... رؤية تأصيلية
- الدولة المدنية ؛ ما أحوجنا اليها اليوم
- الخطاب ... المفهوم والمهادات
- الدين والفلسفة والعلم والفن .... نحو الجذور
- الطابع الإشكالي للمكان في رواية ( خان الشابندر ) .
- عذراءُ سنجار أو الفجيعةُ روائياً
- قراءة في كتاب ( إشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر )
- النقد الأدبي العراقي ... محاولة تصنيفية
- رواية ( الطلياني ) لشكري المبخوت , واحقية الفوز بالبوكر
- الشعرية ... تحولات المصطلح والتاريخ
- اهم مصادر دراسة الشعر العراقي ... القديم والحديث
- اهم مصادر دراسة الشعر العرقي ... القديم والحديث
- الملامح الاشكالية للمنجز الثقافي العراقي بعد 2003 المنجز ال ...
- قصيدة النثر عند نامق عبد ذيب ... معالم وعتبات
- القراءة والعشق والجنون
- الكتابة عن تجربة المرض
- حينما تنزف التراتيل انفاسه يتجذر الاسى ... قراءة في مجموعة ( ...


المزيد.....




- إيهود أولمرت: اليهود يقتلون الفلسطينيين يوميا بالضفة
- -المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد- انتصا ...
- “متعة جنونية” تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي ...
- ماما جابت بيبي..حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل ...
- الأوقاف الفلسطينية: نبش الاحتلال المقابر في خان يونس انتهاك ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي بجودة رائعة وإ ...
- عندما تتشنج الروح.. صرخة صامتة في وجه الحياة
- سلي أطفالك بأغاني البيبي..ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على ...
- غضب في ريف حمص: العنف الطائفي يتمدّد
- رواية -الهرّاب-.. أزمة الهوية والتعايش والوجود اليهودي في ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي حسين يوسف - الظمأُ الأنطلوجيُّ والدعوة إلى أنسنة الدين