أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسين يوسف - القراءة والعشق والجنون














المزيد.....

القراءة والعشق والجنون


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 12:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حينما كنت طفلا صغيرا , كانت تستهوني القصص المؤلفة للصغار , فضلا على كتب الرحلات والبلدان , وعلى الرغم من بساطة هذا النوع من المؤلفات ومتعتها كان ابي ( رحمه الله ) كثيرا ما ينصحني بعدم الاكثار من قراءة تلك الكتب ( لكي لا اكون معقداً ) ــ بحسب رأيه ــ وتكررت هذه النصيحة من اقارب لي اخرين لا سيما حينما اسرفت فيما بعد بقراءة كتب الفلسفة , وكانت تلك النصائح جلها تؤكد على ان كتب الفلسفة وعلم النفس تؤدي الى الجنون , وعلى الرغم من ان هذه النصائح لم تجد لها عندي اي صدى اذ وجدت في الفلسفة عالما لا يمكن ان تكتمل ثقافة المرء بدونه , لكني وبمرور الايام وتنوع القراءات اكتشفت مما هو جدير بالطرافة والنكتة – فقد وجدت عدد غير قليل من الفلاسفة ــ كما تذكر سيرهم واخبارهم المروية ــ قد عاشوا حياة اشبه بحياة المجانين , بل ان بعضهم عاش حياة الجنون بامتياز , فقد تصور فيثاغورس نفسه بأنه اله او نصف اله , ودفن احد الفلاسفة اليونانيين نفسه بالروث وعود نفسه ان يتضور بالرمل لكي يعايش حياة الالم , وكان احدهم يحمل فانوساً في النهار بحجة انه يبحث عن الحقيقة , وقال اغلب الفلاسفة الشكاك اليونانيون بأنه لا يوجد شيء مطلقا لأننا لا نملك ما يثبت ان هناك شيئا وان وجد شيء فلا نستطيع ان نخبر عنه الاخرين , فيما قال سويدنبيرغ بأن المسيح يوحي له بفلسفته , وقال ديكارت بأنه استوحى فلسفته من حلم راه في النوم , اما اوغست كونت فقد احب فتاة حد الجنون وحينما توفيت جعل منها الهه وكتب خمسة مجلدات في ديانة شرعها هو من اجلها اطلق عليها ــ دين الانسانية ــ , وقد امتنع احد الفلاسفة عن الكلام بحجة انه لا فائدة منه لأنه لا ينقل ما نود التعبير عنه , فيما سكن احد الفلاسفة في برميل صغير , اما هيراقليطس فقد كان مصابا بجنون العظمة ووصف فلاسفة عصره انهم حيوانات لا يفقهون شيئا , وقام اكثر من فيلسوف بإحراق كتبه واتلافها منهم : ابو حيان , وتصور احدهم بانه طائر فألقى بنفسه من سطح داره ومات من ساعته , فيما اصيب نيتشه بجنون عنيف ادى بأخته الى حجره في غرفة خاصة ورغم ذلك لم يكف عن كتابة هلوساته , وكتب احد الفلاسفة الوجوديين صفحات طويلة في رثاء كلب له كان قد مات , فيما قام فرنسيس بيكون بالوشاية بصديقه حتى ادى به الى الاعدام , وقد اعتكف اكثر من فيلسوف , وعاش اغلبهم في عزلة لانهم وجدوا بان الناس اشرار لا خير يرتجى منهم .
فيما انتهج الفلاسفة الكلبيون حياة حيوانية , حتى قيل بأنهم كانوا يعتاشون على الفضلات وينبحون كالكلاب بل ان بعضهم كان يتجول عريانا دون ملابس في الاسواق , وقال احد الفلاسفة الفوضويين بانه لا يوجد هناك ما يلزم الانسان على اتباعه : لا دين , ولا دولة , ولا قانون , فيما الزم احد المتصوفة نفسه باتباع برنامج لكبح شهواته وذلك بان ينام على فراش واحد مع فتاة جميلة دون ان يدنو منها ... الخ .
كل هذه الحالات – ان صحت – رسخت عندي ان نصيحة والدي لم تكن مجانبة للصواب , لكن السؤال هل ان هؤلاء الذوات جنوا نتيجة تعاطهم الفلسفة , وهل صحيح ان الفلسفة تؤدي الى الجنون , ام ان الامر كما قال احد الفلاسفة : ان القليل من الفلسفة يؤدي الى الجنون اما الاكثار منها فإنه لا محالة يؤدي الى اليقين , ام ان اولئك الفلاسفة كانوا اناسا مجانين امتهنوا الفلسفة ؟؟ ...



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة عن تجربة المرض
- حينما تنزف التراتيل انفاسه يتجذر الاسى ... قراءة في مجموعة ( ...
- الاختلاف المرْجيء بين الصوت والصمت
- من تمثلات الشعر الكربلائي المعاصر
- الشعرية العراقية المعاصرة وحساسية القراءة المطلوبة
- حينما تبوح ذاكرة البيدق باعترافاتها , قراءة في رواية من اعتر ...
- الذات في خطاب الشكل الشعري المعاصر ... قراءة في النص الشعري ...
- الكشف الشعري والنفاذ الى حقائق الاشياء ..... قراءة في نصوص ع ...
- المجاوزة الرؤيوية في الشعر ... قراءة في الاعمال الورقية للدك ...
- مشكلة السوابق واللواحق في ترجمة المصطلح
- ازمة الخطاب الموجه في الفضائيات العراقية
- غياب الإفادة من التطورات الحاسوبية لخدمة اللغة العربية
- المعجم العربي وازمة الدقة المصطلحية
- حلم ... (قصة قصيرة )
- جدل التراث والحداثة في النقد العربي ... ادونيس نموذجا
- في نقد العقل العربي التنظيري
- استقبال البنيوية عند المفكرين العرب ... قراءة في كتاب مشكلة ...
- الحداثة وما بعد الحداثة والتداخل المفاهيمي بينهما .
- الممارسة النقدية العربية ومشكلة التنظير
- من البحث عن النقد الى البحث عن الهوية المنهجية


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسين يوسف - القراءة والعشق والجنون